أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضحى عبدالرؤوف المل - تحطيم القيم الموضوعية بعض مظاهر ادب الحروب














المزيد.....

تحطيم القيم الموضوعية بعض مظاهر ادب الحروب


ضحى عبدالرؤوف المل

الحوار المتمدن-العدد: 5840 - 2018 / 4 / 9 - 03:18
المحور: الادب والفن
    


تحطيم القيم الموضوعية بعض مظاهر ادب الحروب
ضحى عبدالرؤوف المل
يتطلع الكاتب الى الكفاءة الادبية او الفنية وخصوصيته القادرة على تحطيم القيم الموضوعية، كهدف يترجم من خلاله مظاهر ادب الحروب الذي يقوده الى العمل الادبي المشترك بالحدث والمعاناة والتنافس المؤدي الى اعادة تنظيم الرؤية بعد فترة من الزمن، ونفعية كل ما يتعارض مع تطلعاته الذاتية ناسفا الموضوعية بعد تحويلها الى ذاتية معتبرا نفسه المدافع الاول عن الانسانية اثناء الحروب التي تشن بوحشية كثورات الربيع العربي، ومن قبلها الحروب العالمية، وما انتجته من اعمال ادبية وفنية تعكس قيمة المواقف البارزة في تصويراتهم او سردهم وما الى ذلك ، كظاهرة نفعية تميل الى البحث عن السلام المفقود او الى الخلاص من وحشية الاحداث التي يكتب عنها او يصورها او يرصدها رصدا تقريريا يمثل ذروة الانتهاكات عن القيم عامة، والدور الادبي الايجابي الذي يمارسه بهدف التعبير عن المواقف السياسية والاجتماعية والانسانية والفكرية، والدينية وباختصار كل ما من شأنه خلق رمزية ايديولوجية ذات خصائص ثقافية رافضة لادب حروب هو نوع من اللجوء الى فك شفرة الحروب، واظهار شراستها عن طريق ترجمة كل ذلك من خلال العمل الادبي او الفني والمصطلحات المختلفة للوصول الى خلق وجهات نظر انطلقت من تحطيم القيم الموضوعية، واستبدالها بالذاتية او بالخصائص الواقعية وتحويلها الى رمزية غالبا ما يكون اللجوء اليها لحماية النص الادبي.
اللامعقول في الصراعات والقتال الشوارعي الضيق والشهادات الحية لكتاب يسكنون الحرب ويبحثون عن الحدث الابرز لشراسة الحرب وضرواتها . لتكتب وفق زواية رؤية يجعلون منها الملجأ الحقيقي الذي يراقبون منه الاحداث التي تستحوذ على نسيج الفترة المؤلمة من حروب تتكون بصماتها في قصة او صورة او رواية او لوحة او مسرحية او حتى عبر مفردات ان جمعناها نجد انها تكرار في ادب الحروب عبر العصور جميعها مثل ( المجاعة، الحروب، الاستبداد، الظلم، لقتل، الدمار، الاستغلال، الديكتاتورية، المحسوبية، الفساد، الاغتصاب، الوحدة الوطنية ، تحقيق الاستقلال، الانتفاضة) والكثير من قساوة انسانية او همجية بشرية تتصادم مع بعضها البعض من وجهة نظر ذاتية. لكاتب يشحن العاطفة او يستبدلها بعقلانية جامدة او رؤية من زواية واحدة او جزء من مشهد بسيط ، كأنه يمارس لعبة استرداد الحقوق الصامته من خلال فن الكتابة المقاومة للحروب، وان كلعبة ذهنية لها قواعدها من عقدة سلطوية او لوجستية في تكنيك ذي وظائف سردية تشبه الخوض في معارك مستمرة، تتجاوز الهدف وترمي الى اظهار قوة الحروب الواقعية على ارض الادب الممهد لدمج عناصر الصراع في نزاعات يتم تحويلها الى مواضيع ادبية تنجح في حينها، ويمسك بها التاريخ لتكون مرجعية لاجيال معاصرة تقرأ الحروب الانسانية عبر الادب والوسائل الفنية المرتبطه به. فهل من ثقافة لعنف لا يمكن محوه حتى الان؟ وهل من ثقافة معاكسة لادب الحروب ودوره العالمي في ابراز جرائم الانسانية بحق الشعوب المستضعفة؟.
ان تمكين العمل الادبي المتأثر بالحروب هو نتيجة انفعالات ذاتية لا علاقة لها بالمنتج الاقتصادي للكتاب . لانه نتيجة ظهور الحروب المفاجئة على الساحة، وخاصة العربية كثورة الربيع العربي، وما انتجته من ادب وفن وما الى ذلك، وهي حالات ابداعية كتابية ولدت عنوة من بطن الحرب دون تكريس حقيقي لادب تفجر بمرحلة الحروب التي اضفت على الروايات نكهة الظلم والاستبداد، وفظاعة الوضع الاجتماعي ، حتى السياسي المتردي. مما جعل الارستقراطية الادبية في نزاع مستمر مع الانعكاس الطبقي، ومنطق الادب المستقل عن التصنيف. الا انه في ادب الحروب له ميزة ذاتية لا يمكن استنكارها او وضعها ضمن الرواية التقريرية او الصورة الاخبارية الناقلة للخبر من وجهة نظر الجهة القارئة له. لان البعض منها هو متخيل من واقع مرير تعرض له وترك فيه بصمة تفاصيل صغيرة التقطها من لب الحدث ولم ينتبه له البعض ، وبالتأكيد ان استقلالية الجمالية الادبية لها معاييرها حتى في ادب الحروب واجتياحه العصور منذ حتى الان .
لا يمكن وضع ادب الحروب تحت مسميات السلطة الكتابية والتسييس الادبي . لأنه نابع من ذات الكاتب بمعنى انه يتكون وفق رؤيته الحيوية للنشاط الاجتماعي والادبي اثناء الحروب، واشكالية النشاط الفكري الذي يثور مع الاوضاع السيئة التي تعم البلد او المكان او الانسان دون فقدان هوية الذاكرة المؤلمة للحرب، كما في روايات غسان كنفاني او سلوى البنا او مروان عبدالعال او هوشنيك اوسي او حتى الياس العطروني وسواهم . ممن استعادوا مشاهد الحروب وحقيقة المعاني التي تتجاوز الواقع، وتضعه ضمن التاريخ بلغة ادبية روائية قصصية او فنية . لان المؤرخ عمله وضع الحقيقة ضمن الاطر التاريخية بموضوعية بينما الروائي او الفنان او الكاتب يضع النص المكتوب او البصري ضمن حس الانسانية عامة .
لا يمكن الغاء تولوستوي من ادب الحرب او استبعاد الاخرين من كتاب الغرب في مقالي هذا ، وانما هو استجماع لافكار تناقش ادب الحروب ضمن تحطيم القيم الموضوعية خاصة في هذه الظروف التي تجتاح المنطقة من ثورة ربيعية انتجت خريف الادب الاسود المتجهم، والذي يتسابق فيه من الفنانين التشكليين والنحاتيين والروائيين والكتاب، لوضعه ضمن ادب الحروب والوقوف وجها لوجه امام المشهد الدموي بشكل عام، وفي هذا نوع من استكمال الحرب بحرب اخرى هي الباقية. لانها محملة بالافكار الادبية التي من شأنها استخراج الاهداف ووضعها على طاولة الزمن . ليحاكم الاستبداد والحروب والتفاصيل الاخرى التي تتجسد في الحدث الاساسي الذي ينطلق منه الكاتب، ويحاول فيما بعد الخروج منه بدهشة لا تشفي، وانما تثير الصدور االموجوعة من الحروب واثارها على النفس الانسانية ، ولكن يبقى السؤال الاهم في اشكالية ادب الحروب هل يمكن فصل الادب والسياسة ؟



#ضحى_عبدالرؤوف_المل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحياة الاجتماعية في ظروف المناطق الغامضة
- الحرب والكشف الذاتي لعقد الانسان
- قوة التعبير البصري المحمل بالدعم اللوني وحبكة اللوحة التشكيل ...
- رمزية ادب الحرب في كشف دواخل الانسان
- مبدأ الصدمة وسقوط الانسانية في متاهات الحروب
- النفس الانسانية وامكانية اعادتها الى النهج الصحيح من خلال ال ...
- نقطة ارتكاز قراءة في كتاب- السياسة الدولية في الشرق الأوسط - ...
- الإدارة الثقافية للحوارات... مفهوم الحرية كل متكامل
- مؤثرات القضية الفلسطينية وتاثيرها على فن البوستر الفلسطيني
- ازمنة ارتبطت بامكنة شاهدها - ديفيد روبرتس- بعين الفنان وبصير ...
- تنظيمات لونية ذات انعكاس مرئي متناقض مع الشكل
- البناء الفني في شكل الانسان
- التفاصيل النحتية المرتكزة على ديناميكية لا محدودة
- المشهد الحسي الانطباعي المتكون من نظرة واقعية
- التعبيرية في المدرسة الاميركية
- الواقعية في المدرسة الاميركية
- الرمزية في المدرسة الفنية الامريكية
- الانطباعية في المدرسة الاميركية
- الصياغة النحتية المؤثرة على المضامين الهندسية.
- متحف فني يرتكز وجوده الاساسي على شبكة الانترنت بشكل اكبر.


المزيد.....




- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضحى عبدالرؤوف المل - تحطيم القيم الموضوعية بعض مظاهر ادب الحروب