أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم خليل - الأمل إكسير الحياة ودفقها المتجدد في الروح














المزيد.....

الأمل إكسير الحياة ودفقها المتجدد في الروح


كرم خليل

الحوار المتمدن-العدد: 5834 - 2018 / 4 / 3 - 18:16
المحور: الادب والفن
    


أن تمشي في نفق معتمٍ لا ترى في نهايته ظل شمعة وأنت ترتدي إصرارك على حتمية وجودها وتتزين ببسمتك أنها بعد منعطفٍ وخمس خيبات ستضيء
فذاك لا يمكن أن يسمى سوى أننا محكومون بالأمل
وبإيماننا في وجوده الحتمي نقطع أميالاً كنا نظنها مستحيلة
ونجتاز خطواتٍ لولا بارقة الأمل لكانت على الروح ثقيلة
أحيانًا ننتظر الأمل إلى أن نملَّ انتظاره ولايأتي ، نتغلّب به على خوفنا من هجرانه لنا
فنحن بلا أمل أشبه بأرضٍ خاويةٍ على عروشها, لاحياة فيها .
 ولكن تتفاوت درجات وجوده من إنسان لآخر ، فلا أحد يؤمن به بنفس درجة إيمان الآخر به
قد يكون قشة الغريق التي يتعلق بها أحدهم ولايفلتها وإن عصفت به أمواج الحياة وضاعت منه, سينتظر أخرى تمدُّ له يد العون,
وقد يتوانى غير ه عن المحاولة
فلذلك كان موضوع الأمل وتفاوته بين الأشخاص مثير للجدل في كتب التحليل النفسي ومادة غنية للتجارب.
ففي خمسينيات القرن الماضي قام أستاذ الجامعة Curt Richte بتجارب نفسية على الفئران . احد تجاربه كانت إحضار مجموعة من الفئران ووضع كل منها في إناء زجاجي كبير ممتليء لمنتصفه بالماء ..
الإناء الزجاجي كان كبيرا حتى لا يستطيع الفأر التعلق بمخالبه أو القفز خارجه.
لقد قام ريتشر بحساب الوقت الذي سيستمر فيه كل فأر في السباحة ومحاولة الخروج قبل الاستسلام للغرق . طبعاً كان هناك اختلاف بين كل فأر وآخر, لكن في المتوسط كان الفأر يحاول لمدة 15 دقيقة تقريباً ثم يستسلم للغرق، بعد ذلك قام ريتشر بإعادة التجربة لكن مع بعض التغيير ..
وكان عندما يرى الفأر في لحظاته الأخيرة وأنه قد أوشك على الاستسلام, كان يقوم بإخراجه من الإناء وتجفيفه ويتركه يستريح لبعض الوقت .. ثم يضعه مرة أخرى في الإناء!
فعل ذلك مع كل الفئران, ثم أخذ يحسب متوسط الوقت في المرة الثانية .. تذكر أن المتوسط الأول كان 15 دقيقة تقريباً ..
كم تتوقع أن يكون متوسط الوقت في المحاولة الثانية؟
أكثر من 60 ساعة! ساعة وليس دقيقة! هناك فأر استمر لمدة 81 ساعة تقريباً.
تحليل التجربة هي أن الفئران في المحاولة الأولى فقدت الأمل بسرعة بعد أن تأكدت أنه لا سبيل للخروج .
في حين في المرة الثانية كان لديهم خبرة سابقة بأنه هناك أمل وأنه في أي لحظة قد تمتد لهم يد العون لتنقذهم لذا استمروا أكثر في انتظار تحسن الظروف.
- هذه القصة تتكرر في كتب التحليل النفسي Positive Psychology كثيراً كدليل على أهمية "الأمل والتفاؤل".
- بغض النظر عن التحليل المذكور لنتيجة التجربة وما يقولونه عن أهمية الأمل .. هناك نقطة أود إلقاء الضوء عليها وهي مدى ارتباط القدرة الجسدية بالحالة النفسية.
ولعل الأمر الخطير فعلاً أنه قد ينام شخص ما عدد ساعات كاف من النوم ومع ذلك لا يريد الاستيقاظ للذهاب إلى العمل وسيشعر أنه ليس لديه طاقة لذلك!
في حين أن شخصا آخر قد ينام ساعة واحدة فقط ثم يقفز من سريره بسرعة للتحضير لرحلة ممتعة مع أصدقائه!
قد تجلس أمام الجهاز تظن أنه ليس لديك قدرة على العمل وليس لديك ما يكفي من الطاقة ..
في حين أن الحقيقة أنك لديك ما يكفي ويزيد لكنك فقط ليس لديك رغبة في العمل على ما هو مطلوب منك في تلك اللحظة..
ومن الملاحظ أيضا أن معظم البشر يستطيعون بذل مزيد من الجهود عندما يجدون التشجيع, ويتوقفون عن العمل عندما لا يجدون التقدير الكافي..
لذلك نخلص إلى أنه أمر خطيرٌ جداً يعصف في ذهنك ويفرض قيودًا على قدرات جسدك فيُكبّلها أو على الأقل يوهمك بوجودها
وله انعكاس مباشر على حياة الإنسان العملية,
وكل التجارب تصب في أنه كلما كنت من مرُيدي الأمل كلما كنت من أصحاب النجاح والإبداع.
حينما ..
تغيـب شمس أحلامـنا يوماً..
علينا أن ننتظر شروق شمسٍ
جديدة..ربما تكون أجمل..
وإن تأخرت علينا كثــيراً..
فقط لِـ "نحــاول" أن نبحث
عنها خلف غيــوم الأيام..
كي لا تضيع سنواتنـــا في
ظلمة الانــتظــار ..!
و مهما انشغلنا في زحمة الحياة ومتاعبها ..
دائما هناكً شيء جميل ينتظر..
أن نلاحظه..!!
مازال بوسعنا ان نحلم..اذاً مازلنا
نملك شعاع الامل..
فـ لنقف على ناصية الحلم ونقاتل..
وبأمر الله سيصبح الحلم حقيقة..
فـ كل امرٍعظيم كان حلماً تحقّق
ثم اكتمل..
؛ فالأمل هو دائما الشعاع الذي ينير لكل من ضاقت عليه الحياه وظن أنه لا نجاة, ولكن شعاع الأمل يجعله متمسكا به ويذيب ظلام يأسه ..
"فنعم الانتظار في حياتنا ان لم يخالطه الامل..وحسن الظن بالله سيكون جحيما وظلاما واختناقا"...
وكما يقال من رحم الألم يولد الامل..



#كرم_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ظل اضمحلال التنوير وسطوة التعصب: كيف يتعامل الإسلاميون مع ...
- الحرب في مواجهة الهوية: سوريا نموذجاً
- سرطان البيروقراطية.. النمسا نموذجاً
- الألم ديدن الإبداع ودفق الحياة
- فوضى الإسلام السياسي: بين حماقة الأداء واستغلال المنهج
- حديث مستفيض في ماهية الحب
- إيران من تصدير الثورة إلى تدمير المنطقة
- الأسلمة ومعارك الصراع الأيديولوجي بين الفكر الحداثي والتقليد ...
- عجز دولي لمواجهة التمدد الإيراني في الشرق الأوسط
- أستراتيجيات دول المشرق العربي بين الغباء والتواطئ
- هل يعود المسيح من بوابة السيطرة اليهودية على أوروبا
- راديكالية الجماعات الإسلامية وأساطيرها الجهادية
- الاسلاميون وحقوق الأنسان
- الشيوعية والصهيونية: الولادة من خاصرة اليهودية
- الحل السياسي في سوريا بين الممكن والمستحيل
- فن صناعة وتسويق الإرهاب كظاهرة عالمية
- هؤلاء المرتزقة العبيد
- استراتيجية داعش وغباء المعارضة .
- داعش من ظاهرة الى حقيقة .
- الاسلام السياسي لايزال وفيا لطبائع الاستبداد .


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم خليل - الأمل إكسير الحياة ودفقها المتجدد في الروح