أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كرم خليل - الاسلاميون وحقوق الأنسان















المزيد.....

الاسلاميون وحقوق الأنسان


كرم خليل
كاتب

(Karam Khalil)


الحوار المتمدن-العدد: 5499 - 2017 / 4 / 22 - 20:35
المحور: حقوق الانسان
    


حقوق الانسان قضية ثقافية وحقوقية، بمعنى أن إقرار القوانين يشكل جزءاً غير كافٍ من أجل احترامها وتطبيقها. فالوعي الجمعي لأهمية هذه الحقوق ودورها في التقدم الإنساني يتطلب جدل تنوير مجتمعي عام هو الأساس في جعل الشرعة الدولية عميقة ومتأصلة، بحيث لا يغتصبها أول مغامر. ولا يمكن الجدل التنوير أن يتحقق دون ضمان حق كل فرد في حرية الفكر والضمير والديانة، بل وحقه في الهرقطة باعتبارها نواة الإبداع، والتغيير عن ذلك بكل الوسائل الشفهية والمكتوبة والتعبيرية المختلفة كما تؤكد هذه الشرعة نفسها في العديد من المواد في هذه العلاقة الجدلية بين ضرورة حرية الرأي لإمكان التعريف بحقوق الإنسان وحقوق الإنسان لضمان ثقافة حرة وخلافة، يأتي المشروع الأصولي، الذي يعتبر هذه التعددية جاهلية ويخشى على نفسه من غزو ثقافي محلي أو خارجي، ليغذي الأجيال التي ترعرعت في ظل الدولة التسلطية ولم يذق أعلاها أو سفلها طعم الحرية يوماً، برؤية شمولية ترفض وجود الاختلاف ولا تجد مثلا تحارب فيه الحرية إلا استبداد الحكام مع توظيف للمشاعر البسيطة في خدمة مناهضة الفكر الحر. وكأن قدر شعوبنا الخيار بين مستبد قائم وطاغية قادم. ومنذ الثمانيات، بدأت بعض تعبيرات الحركة الإسلامية السياسية عمليات اغتيال للكوادر والكتاب في لبنان. ولم يلبث المثل اللبناني أن ألهم إيران ومصر والجزائر لتصبح قضية حرية الرأي ومعركة الرأي تكلف الكاتب حياته، بعد ان كلفته حريته وتغييب رأيه. وعندما أصدر الخميني فتواه بحق رشدي، طالبنا بإيجاد منظمة عربية للدفاع عن حرية التعبير كرد على هذه الخطوة النوعية في اغتيال حرية الرأي وللأسف، لم يتحمس الكتاب العرب لهذه الفكرة. لقد تمكنت الحركات الإسلامية السياسية من خوض معركة القلم والتعريف بآرائها تحت ظلال الإسلام، وهي تعسى بكل الوسائل الحرمان الآخرين من هذه الإمكانية سواء بالخطاب أو الخطبة، أو بالاغتيال وفتوى القتل.
كما هو الحال في معظم المدن الإسلامية، وجد التحالف بين سلطة الخلافة. منذ المماليك ثم العثمانيين. ورجال الدين، وجد أرضيته الاجتماعية في السوق أو البازار، أي في الرأسمال التجاري، الربوي. نالت التيارات الفقهية التقليدية بمدارسها المتخلفة كالأشعرية والحنبلية على يد الغزالي وابن تيمية مثلاً، مكانة مميزة منذ بدايات القرن الحادي عشر، كما أنها ساهمت كمذاهب سلطة في حفظ النظام القائم. نجحت هذه المنظومة الأصولية في توطيد قواعد (لاعتقاد القادري ) الذي أوقف الاجتهاد وكفر المخالفين وكلس المذاهب وحدد معالم الفرقة الناجية. وكلما انتشرت هذه الأطروحات في سورية الطبيعية تهمشت جميع التيارات السياسية الاجتماعية التي تحول الديني منها لفرق واضطرت إلى النزوح والالتجاء إلى الجبال، كالعلويين في منطقة اللاذيقية ، والموحدين الدروز في جبل لبنان. بقيت هذه التيارات التقليدية مزدهرة وحتى بداية القرن التاسع عشر في المراكز التجارية الكبرى كدمشق وحلب وحماة. ولقد وجدت لنفسها حلفاء أقوياء بين التجار والمرابين، في حين بقي تأثيرها ضعيفاً في المناطق الريفية حيث يعم نفوذ نظام المقاطعجية ومنظومة رؤساء العشائر. وكما حدث في مناطق أخرى من العالم، فأن دخول العامل الأوربي سيغير المعادلات ويقلب البنيات الاجتماعية والاقتصادية جارفاً معه البنية الاجتماعية القديمة، وجزء من ممثليها ورموزها. وهكذا أصبح الوسطاء والتجار المتعاملون مع الغرب رموزاً للعهد الجديد. يحتلون حصة الأسد في الطبقات الميسورة الصاعدة. في هذا المناخ الجديد أفلح التجار التقليديون في التأقلم إلى هذا الحد أو ذاك وحافظوا على الجزء الأهم من مصالحهم. لكنهم وفي نفس الوقت حافظوا على منظومة قيمهم التقليدية وعلى طاعة ولاة أمرهم. وهكذا تعايش كل شيء جنباً إلى جنب في هذا المجتمع المهجن، حيث فشل الجديد التابع في أن يحل محل القديم القابع. وكانت النتيجة عملية ولوج مشوه للرأسمالية أنجبت في اغتصابها للبنيات التقليدية ما أسماه الماركسي التركي حكمت قفلجملي بغلاً عقيماً. التعبيرات التاريخية للتجارة الأقدم عهداً في التماسك الاجتماعي استمرت. وكل ما في الأمر هو إدراكها انها لم تعد سيدة السوق بمفردها. أما بالنسبة للحرفيين، فإن تدفق البضائع المصنعة الجديدة سيصفعهم في لقمتهم وخبراتهم، محولاً إياهم إلى فئات كادحة تعاني الإفقار. إلا أن ارتباطهم المعنوي بالسلطة الاستبدادية المشرقية التي تتلطى دائماً وراء ثوب الدين حد من وسائل دفاعهم الذاتية قبل أن يجدوا في مستغلهم التاريخي حليفاً في صرخة رافضة للسوق الأوربية التي كانوا ضحيتها الأولى. وبتشجيع من رأس المال التجاري المحلي لم يجدوا القدرة على رفض ما يحدث خارج منطق الإيديولوجية السائدة. فانتفضوا يستغيثون ( أواه مات الإسلام ) ، (يا غيرة الدين ) .. وقد ساعدهم أولياء أمر السوق على استهداف الوسطاء الجدد للبضاعة المستوردة من أبناء الديانات والمذاهب الأخرى. لكنهم وللأسف ومن جديد كانوا مع جمهور الأقليات ضحية تتقاسم السوق بين التاجر القديم والوسيط الجديد الذي كان في بلاد الشام مكونا فوق طائفي ضم كل الملل والنحل. بادر المثقفون المشرقيون ومنذ بداية القرن التاسع عشر إلى محاولة التوفيق ما بين المعالم الإيجابية للثقافة الغربية والصفحات الناصعة للحضارة العربية الإسلامية. وستظل هذه السمة المزدوجة لازمة للمجتمعات العربية المستعمرة. سينادي المثقفون بدولة ديمقراطية مبنية على الشورى والعدالة. فعدائهم للتسلط العثماني سيبلور مطالبهم بالتحرر والعروبة وسوف يصبح هذان المحوران أساساً للحركة الثورية التي سيقودها الهاشميون. إن ما سيدعى " بالثورة العربية الكبرى " 1916 ، سيخلط الأوراق ويشوش الرؤيا لدى الفئات الاجتماعية البسيطة لأنه وتحت راية الحسين بن علي سيجتمع التجار والإقطاع، المثقفون وصغار الكسبة، يداً بيد لمحاربة الأتراك والمطالبة بالاستقلال العربي. المشكلة أن حكومة الملك فيصل لن تستمر إلا لمدة 22 شهراً ومن ثم فأن قوات الجنرال غورو ستحتل دمشق في 1920 مباشرة وبعد ثورة 1925 - 1927 ، أعطت الحركات القومية بعداً جديداً للحياة السياسية في سوريا، حيث أنها أوصلت لمفهوم الوطن والاستقلال كبديل عن الهوية الدينية أو المذهبية وأطلقت شعاراً جامعاً سيدخل في الوعي السياسي والاجتماعي لأكثر من قرن " الدين لله والوطن للجميع " ويمكننا القول بأن مجمل الحركات القومية في سوريا أدارت ظهرها نهائياً للسلفية الدينية بكل مكوناتها ولم تتمفصل معها. ولم يعد من الغريب قراءة كتب في نقد الاستبداد وعلمائه والرد على الوهابية وإعادة اكتشاف أبو العلاء المعري. فقد أفسحت ولادة الأحزاب السياسية المجال للحوار الفكري الواسع والحر. في وقت أوجد فيه صعود التيار التحرري القومي شرخاً في البنية المذهبية والعشائرية أو العرقية الخ..... الأمر الذي أدخل التعددية السياسية في داخل العشيرة وحتى في داخل الأسرة احياناً. كما انه فتح الباب للمرأة للدخول في الحياة العامة. إن فشل المشروع الاستعماري في خلق مجموعة دويلات محلية طائفية كالعلوية أو الدرزية سمح للقوى التقدمية في البلاد بإلغاء الاستقلال الإداري في الساحل وجبل العرب. موجها الضربة الأقوى للانتداب الفرنسي ومشروعه الطائفي. في وقت ناضلت فيه جميع القوى التقدمية ضد الانقسامات الطائفية في سوريا.



#كرم_خليل (هاشتاغ)       Karam_Khalil#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيوعية والصهيونية: الولادة من خاصرة اليهودية
- الحل السياسي في سوريا بين الممكن والمستحيل
- فن صناعة وتسويق الإرهاب كظاهرة عالمية
- هؤلاء المرتزقة العبيد
- استراتيجية داعش وغباء المعارضة .
- داعش من ظاهرة الى حقيقة .
- الاسلام السياسي لايزال وفيا لطبائع الاستبداد .
- النظام السوري مدرسة في أرتكاب الجرائم
- الكيدية الأجتماعية وانعكاساتها على الواقع السياسي
- محطات في مسارات عملية السلام بين سورية وإسرائيل
- لماذا ثار الشعب السوري : حقوق الإنسان في سورية صورة متفاوتة ...
- لماذا ثار الشعب السوري: شعار الفقر في سورية من يبحث عن الفقر ...
- لماذا ثار الشعب السوري : تدهور السياسة السورية في عهد بشار ا ...
- لماذا ثار الشعب السوري : الفساد في سورية يطول الجميع ولا عزا ...
- لماذا ثار الشعب السوري : قانون الطوارئ في سوريا قاعدة وليس ا ...
- لماذا ثار الشعب السوري : الحياة الحزبية ازدهرت في بداية القر ...
- لماذا ثار الشعب السوري : أزمة البطالة ؟!
- هيكلية الكيان الأسدي ودوره في مسخ الهوية السورية
- مفاهيم التطرف والاعتدال في منظومة القيم الفلسفية


المزيد.....




- شمال غزة يواجه أكبر عملية تطهير عرقي ومطلوب تدخل عاجل لوقف م ...
- روسيا: إسرائيل تقوض القرارات الدولية التي منحت لها العضوية ف ...
- الأمم المتحدة تعلن عن وجود أكبر عدد من الأطفال مبتوري الأطرا ...
- قوات الاحتلال تغتال صحفياً وتصيب إثنين آخرين خلال توغلها شما ...
- نيبينزيا: إسرائيل تقوض القرارات الدولية التي منحت لها العضوي ...
- مندوب الجزائر بالأمم المتحدة: -اسرائيل- توسّع وحشيتها لتشمل ...
- لبنان: بعد شروعهم بسرقة منازل النازحين من الحرب.. شبان في ال ...
- انتخاب قطر لعضوية مجلس حقوق الإنسان الأممي
- السعودية تفشل في الحصول على مقعد في مجلس حقوق الإنسان التابع ...
- مندوب ليبيا بالأمم المتحدة يؤكد ضرورة إنهاء المراحل الانتقال ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كرم خليل - الاسلاميون وحقوق الأنسان