أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرم خليل - الأسلمة ومعارك الصراع الأيديولوجي بين الفكر الحداثي والتقليدي














المزيد.....

الأسلمة ومعارك الصراع الأيديولوجي بين الفكر الحداثي والتقليدي


كرم خليل
سياسي و كاتب وباحث

(Karam Khalil)


الحوار المتمدن-العدد: 5678 - 2017 / 10 / 24 - 17:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك رسائل و رسائل مضادة مباشرة حينا وغير مباشرة أحيانا أخرى, يتداخل فيها السياسي بالديني والمذهبي. لكنها رسائل محملة بالجمرة الخبيثة, وستخلق شروخاً بين شعوب المنطقة يصعب ردمها, ناهيكم عن كونها تغيب الحديث في التنمية والحريات الأساسية وتهمش مفهوم الكرامة الإنسانية وحقوق الناس, وتغتال عظمة اسلام رفض الاكراه في الدين والمذهب, وتجعل من تفاصيل الفقه القرون وسطي منهج حياة. لم يعطنا التاريخ حتى اليوم مثلاً وأحداً لمذهب أو ايديولوجية تتضمن الردود على التحديات المجتمعية الكبرى. من سوء طالعنا وبؤس أوضاعنا, إن الحوار السائد والصراعات المعلنة نخبوية سلفاً. والبعد الديني لها يدخلها في عالم المقدس والمدنس, الحرام والحلال, الفكر والايمان. وبالتالي فهو يضع قطاعات واسعة خارج نطاق القدرة على التدخل. فمن أنت لتنتقد أية الله محمد علي تسخيري؟ وأن كان فهمي هويدي قد طعن في رأيه عندما انتقد الشيخ القرضاوي, فهل سيسمع أحد لما يقوله نادر فرجاني مثلاً؟ الم تصبح الهالة المحيطة ببعض رجال الدين من القوة بحيث نسمع فتوة بالقتل للعاملين في الفضائيات الفاسدة,؟ فنتجنب اصدار بيان استنكار لها, وننتظر ضابطاً سابقاً في الجيش الإسرائيلي لينقل عبر (ميمري) رأي رجل دين سوري من جزيرة العرب بضرورة قتل ميكي موس والفئران الممقوتة والمفسدة؟
من المؤسف أن تتراجع السياسة ويغيب مفهوم الحوار. وان يتراجع الفكر الديني لصالح خطاب اصولي منغلق على نفسه. لشحن مذهبي عاجز عن التجاوز, وتدخلات تشيد سور الصين بين الفرق والآراء الإسلامية, وتحدد قدرة المسلمين على تجديد المدارس الفقهية أو إعادة اكتشافها بشكل نقدي.
ما معنى ان يصل الأمر أحياناً إلى حد الاستباحة الثقافية والفكرية الرمزية لدم المذهب الأخرى. يجري التعبير عن ذلك في التفوق الذاتي أولاً, والتنقيب المجهري للامساك بمثلب او غلو أو انزياح عن الصراط المستقيم عند هذا او ذاك.
من لطف الله بالبشر, إن الأمثلة التي انتقل فيها الصراع المذهبي إلى صراع دموي قليلة. وعندما حدث ذلك, والشاهد العراقي أمام الاعين, لم ينتصر أحد على أحد. أي كانت الهزيمة جماعية.
لن نتوقف طويلاً في التعرض لقضايا تسيطر فيها الدولة على رجال الدين. لكن من حقنا أن نقول للسنة والشيعة وغيرهم اننا نعلم علم اليقين بأن الآراء والفتاوى ليست بريئة من المكان والزمان والمحيط.
نعلم أيضاً انها تخضع عادة لضغوط الحاكم أكثر منها لاحتياجات المحكوم. وان كنا بالأساس مطعون بتدخلنا وبرأينا في منطق الحق والباطل من وجهة النظر المذهبية, فمن حقنا التطرق لموضوع جوهري أسمه حدود وقيود حرية التعبير والاعتقاد في العالم الإسلامي اليوم.
هل يقبل عالم علامة كبير في المذاهب الخمسة ان يفتح باب الاجتهاد لمذهب ينطلق من الأصول واحتياجات المسلمين في هذا العصر, رغم انهم جميعهم يعتبرون الاجتهاد من أسس الإسلام: سواء المادة الثانية من الدستور الإيراني أو فتاوى كبار علماء المسلمين السنة؟ ذلك رغم ان القطاع الأكبر يقول انه يحترم الاختلاف المذهبي كما هو حال المقطع الثاني من المادة 12 من الدستور الإيراني.
كرم الإسلام الانسان ومنع الاكراه في المعتقد, ومع هذا يسود العالم الإسلامي منهج التلقي والطاعة, ويتمتع الراهب بالقداسة في دين لا رهبنة فيه؟ وتسود حالة ذهنية يصفها الصديق منصف المرزوقي بقوله: "علم الشيخ هو بالضرورة حقائق من النوع الذي يردده الوعاظ والفقهاء منذ قرون, سواء حصل ذلك في المساجد الريفية او من اعلى منبر قنوات والبرامج الدينية المتكاثرة هذه الأيام.. "حقائق" لم تمنع امتنا, لا من الانحطاط الأخلاقي ولا من التخلف الفكري ولا من التوحش السياسي.. معطيات لا يرقى لها الشك يسوقها لنا الشيخ العالم بكل ما يملك من طلاقة اللسان وقوة الحجة ليعلمنا كل ما يجب علينا معرفته من شؤون ديننا ودنيانا. لا غرابة الا يسال الشيخ ابداً ونادراً ما يتساءل. كيف يسأل وهو من يعرف كل الردود ومهمته تقتصر على انارة الجهال والتائهين لأنه خلافاً لهم جاهلاً أو تائهاً, وكيف يكون تائهاً أو حائراً وهو البوصلة التي تشير الى اتجاه الجنة. خاصية مهمة أخرى لمنهج الشيخ: مواقف وتصرفات المتلقي اكان المحاور او المستمع.
فكل ما في هذه التصرفات يوحي بالتسليم لصاحب السطوة. لا مكان هنا للمشاكسة, للمعاكسة, للتشكيك, للجدل. فالمواقف مبنية على الانصات والاستيعاب ومحاولة الفهم لان الخطأ ليس من عجز الأستاذ عن التبليغ وانما دوماً نتيجة البلادة الفطرية التي هي فينا.
هذا هو عالم السمع والطاعة لاولياء الامر منا الذين قادونا طوال قرون طويلة على طريق الحرية وجعلوا منا فعلاً خير امة أخرجت للناس". ثقافة التلقي والارضاء تخلق بيئة مستعدة لخوض كل المعارك المسطحة وكل الحروب غير المجدية التي لا ينتصر فيها أي طرف. يتملكنا الخوف على الذات والخوف من الذات وخوف من الاخر. وكنا هور كهايمر بيننا عندما تناول وظيفة اللاهوت والدين: " كان للعلوم الدينية وظيفة تسمح, بدون وجود بوليس كلي القدرة وجيد التدرب, باحترام الانسان للإنسان, على الأقل في نفس المجتمع, كذلك عدم ارتكاب الجرائم. لقد كان للإيمان بالسماء والنار وظيفة اجتماعية كبرى, ما دام اغلب الناس من المؤمنين, فهم يتجنبون الشر لوجود عدالة اعلى. في الفترة المضطربة التي نعيشها, ثمة فقدان لهذا الوظيفة بشكل مطرد مثير للمخاوف". ليس من شك, في ان غياب مصر السياسية قد ترك بصماته واضحة في غياب هيبة مصر الازهرية. وان الفراغ الاستراتيجي السعودي قد اضعف المكانة الرمزية لأهل السنة, لكننا اليوم أمام معضلات سياسية وغياب استراتيجي للدولتين أولاً وأخيراً, وليس للبعد المذهبي قيمة تذكر في تقييم الوضع الإقليمي.



#كرم_خليل (هاشتاغ)       Karam_Khalil#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عجز دولي لمواجهة التمدد الإيراني في الشرق الأوسط
- أستراتيجيات دول المشرق العربي بين الغباء والتواطئ
- هل يعود المسيح من بوابة السيطرة اليهودية على أوروبا
- راديكالية الجماعات الإسلامية وأساطيرها الجهادية
- الاسلاميون وحقوق الأنسان
- الشيوعية والصهيونية: الولادة من خاصرة اليهودية
- الحل السياسي في سوريا بين الممكن والمستحيل
- فن صناعة وتسويق الإرهاب كظاهرة عالمية
- هؤلاء المرتزقة العبيد
- استراتيجية داعش وغباء المعارضة .
- داعش من ظاهرة الى حقيقة .
- الاسلام السياسي لايزال وفيا لطبائع الاستبداد .
- النظام السوري مدرسة في أرتكاب الجرائم
- الكيدية الأجتماعية وانعكاساتها على الواقع السياسي
- محطات في مسارات عملية السلام بين سورية وإسرائيل
- لماذا ثار الشعب السوري : حقوق الإنسان في سورية صورة متفاوتة ...
- لماذا ثار الشعب السوري: شعار الفقر في سورية من يبحث عن الفقر ...
- لماذا ثار الشعب السوري : تدهور السياسة السورية في عهد بشار ا ...
- لماذا ثار الشعب السوري : الفساد في سورية يطول الجميع ولا عزا ...
- لماذا ثار الشعب السوري : قانون الطوارئ في سوريا قاعدة وليس ا ...


المزيد.....




- مهرجان الصورة عمّان..حكايا عن اللجوء والحروب والبحث عن الذكر ...
- المجلس الرئاسي الليبي يتسلم دعوة رسمية لحضور القمة العربية ف ...
- الخارجية الروسية تحذر من شبح النازية وتقدم تقييما لوضع العال ...
- إصابة 29 شخصا بزلزال شمال شرقي إيران
- وزير الداخلية الإسرائيلي: المشاهد القادمة من سوريا تشير إلى ...
- والتز يؤكد استمرار المباحثات بين موسكو وواشنطن
- -حماس- تعلق على قرار سويسرا حظر الحركة
- مادورو: رفع -راية النصر- على مبنى الرايخستاغ عام 1945 تحول إ ...
- بريطانيا تبحث استخدام أموال ليبيا المجمدة لتعويض ضحايا -إرها ...
- بريطانيا ترحب بتوقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرم خليل - الأسلمة ومعارك الصراع الأيديولوجي بين الفكر الحداثي والتقليدي