أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم الحريري - عناق مع الماضي














المزيد.....

عناق مع الماضي


ابراهيم الحريري

الحوار المتمدن-العدد: 5828 - 2018 / 3 / 27 - 14:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عناق مع الماضي
ابراهيم الحريري
قلت : لا يمكن ان اغادر السليمانية دون ان اراه.
لا ادري ما الذي يشدني اليه. الحنين الى الماضي؟ الأيام الأولى لألتحاقي بالحزب، اوائل الخمسنات؟ كراس" السفير الأميركي يهذي"( غرفت، فيما بعد انه كاتبه) و قد وجد لدي عند القبض علي صيف 1952، و فتح لي الطريق الى المواقف و السجون، بعد ان اصبحت " معميلا" محترما! لدى الشرطة؟ ام الرسالة التي تقليتهاشتاء 1953 تطلب مني التوجه الى سحن الموقف في بغداد، و كانت بداية مغامرة " الهروب " التي كتبت عنها قبل ايام( لم اختمها بعد)؟ ام الذكرى ال 84 لتأسيس الحزب، التي يعد الشيوعييون و اصدقاؤهم للأحتفال بها بعد ايام فليلة؟ ام روح المغامرة التي ربطتنا معا في اكثر من مناسبة( تهريب السلاح الى ألانصار الشيوعيين في كردستان، و خلافه؟)
لعله كل ذلك. و هكذا وجدت الطريق الى دارة الرفيق بهاء الدين نوري في احد الاحياء الشعبية في السليمانية. بعد 18 عاما من آخر لقاء لي به.
كان يتكوم ناحلا على اريكة في صالون داره. اراد ان ينهض لأستقبالي. لم ادعه. انحنيت اعانقه. كان عناقا حارا، طويلا،حميما، رفاقيا. بدا لي كأننا لا نريد ان ننفصل عن بعضنا.كان عناقا مع الماضي. ماض نعتز به، كلانا.
اية ذاكرة حديدية يتمتع بها هذا الشيح التسعيني؟
ذهب بنا الحديث مناحي تىتى. قال.جيلنا، جيل الأربعينات و الخمسينات، لن يتكرر. اردت ان اقول ان لكل جيل زمانه، لكنه استدرك، سبقني الى ذلك
.ولدت عام 1927، تذكر, مضيفا الشهر و اليوم
-: كنت مسؤول السليمانية، عندما استدعاني الحزب، من تبقى منه، بعد انهيارات 1949( تذكر الشهر و اليوم) الى بغداد لتسلم المسولية الأولى, سلمت مسؤولياتي في السليمانية و توجهت الى بغداد.
-: يعني كان عمرك 22 سنة" سالت
صرت المسؤول الأول
استأجرت غرفتين. الأولى في حمام المالح، الثانية في باب الشيخ. كنت اتنقل بينهما كل يوم. الأولى في الليل بدعوى ان شغلي في النهار، النانية نهارا بدعوى ان شغلي في الليل، و ذلك لغرض الصيانة. كنت خصصت لنفسي 3 دنانير من مالية الحزب. اخر الشهر احسب ما تبقى، اضيفه الى مالية الحزب، و هكذا دواليك.
كيف كان يتدبر امره بهذا المبلغ؟
-: احتياجاتي كانت بسيطة, الدراجة للتنقل,( الحزب كله كان على دراجة! اعرف سبب تعلقي بالدراجة حتى الآن)الأكل لأ لايكلف كثيرا. الملابس؟ مما يتبرع به الأجاويد.
قادنا الحديث الى انتفاضة 1952.. في اليوم الثالث للأنتفضة، بعد اسقاط وزارتين. و سيطرة الجماهير على الشارع. اعتلى محمد راضي شبر، مسئول الكاطمية وقتها و عضو لجنة بغداد، ليعلن في منطقة الشورجة تشكيل وزارة برئاسة الزعيم
الراحل كامل الجادرجي( كنت تشاهدا على تلك اللحظة) كان باسم( اعني بهاء الدين نوري وكان بامسم الأسم المعروف به حزبيا و جماهيريا) يقف على الرصيف على مبعدة خطوات، كما علمت فيما بعد.
هكذا، قاد الحزب بقيادة باسم( 25 سنة في ذلك الوقت) واحدة من اعطم الأنتفاضات في تاريخ العراق الحديث، و شكل وزارة في الشارغ!
يستطرد الرفيق ابو سلام: ارسلت عزيز الشيخ الى كامل الجادرجي طاللبا منه تشكيل الوزارة. ذهب اليه عزيز. كان يجتمع في دارة الجادرجي، صديق شنشل، فائق السامرائي و آخرون من قادة احزاب المعرضة( التقليدية كما سماها الرفيق بهاء). رد الجادرجي( الحديث ما يزال لبهاء: قل للحزب ان يدعو الجماهير للهدوء و السكينة! تدخل فائق السامرائي على الفور( و الحديث ما يزال لبهاء) يا هدوء، ياسكينة كامل بك! الجماهير دتمشي ورا الحزب السيوعي بالشارع!"
عاين الرفيق بهاء الى ساعته, لم يكن قد تبقى غير عشرة دقائق، وقت مغادرته. فهمت.طرحت عليه سؤالا كان يلح علي منذ وقت ظويل.
-: رفيق، من كتب الرسالة التي تطلب مني التوجه الى سجن الموقف للمساهمة في تهريب بعض الرفال.؟ كت ما ازال مؤيدا منظما( درجة حزبية تسبق الترشيح لعضوية الحزب)، لم يكن مضى على التحاقي بالحزب سوى اشهر , كنت بالكاد تجاوزت الخمسة عشرة؟
اجاب: انا!
ازف الوقت ,.قال انه كان يتمنى ان امضي الليلة عندهم حتى اليم التالي. قلت في المرة القادمة.
رد متنهدا: اذا كان تبقى مرة قادمة. لكنه كان يعد لطيع القسم الثاني من مذكراته
دعوت له ( غير ناس ثمانيني) بطول العمر...
تعانقنقنا. افترقنا...
من يدري...*
السليمانية - العراق.
27 3 2018
*كان، و في بالي نكتة، ان اساله: من رشحني ليك؟
يروى ان امراة قفزت من على جسر الى النهر تروم الأنتحار. قفز وراءها رجل تعلقت برقيته حتى سحبها الى الجرف. اقامت له المدينة احتفال تكريم. ساله محافط المدينة عما يطلبه تكريما له. رد على الفور: اريد اعرف منو (ها الخوس ولد) اللي دفعني من فوق الجسر؟



#ابراهيم_الحريري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخضرة تليق بك 3
- الخضرة تليق بك -1
- الخضرة تليق بك -2
- مركز فالح عبد الجبار للدراسات الستراتيجية
- فالح عبد الجبار 2018-1977
- الهروب 3
- الهروب 1
- الهروب 2
- سعدون...كسرت ظهر!
- الأزمة الأخيرة -2
- الأزمة الأخيرة - الأسباب، المضاعفات، النتائج
- مؤتمر الأمل...مؤتمر العمل
- الى الشبيبة الشيوعية
- هوامش على الذكرى59 لثورة تموز-5
- هوامش على الذكرى 59 لثورة تموز -4
- هوامش على الذكرى 59 لثورة تموز - 3
- هوامش على الذكرى 59 لثورة تموز-2
- هوامش على الذكرى 59 لثورة تموز
- الإيمان والإلحاد - 2 و3
- الإيمان والإلحاد


المزيد.....




- قطر تهدي ترامب طائرة فاخرة وإدارته تعتزم قبولها بديلا للطائر ...
- مسؤول بالصليب الأحمر: مقتل ما لا يقل عن 23 شخصا في أحدث موجة ...
- إسرائيل تقصف مدرسة بنات بغزة بعد ساعات من وصف ترامب الحرب بـ ...
- قصة السنغالي مالك جوب.. أفارقة جندوا في الحرب الروسية الأوكر ...
- هل وجود المرتزقة الروس في أفريقيا يفاقم التوتّرات وعدم الاست ...
- محاولة اغتيال أحد رموز المعارضة السياسية في مالي
- هل يحاول بوتين شق الصف بين أمريكا وأوروبا؟
- بلومبيرغ: الهند غاضبة من إعلان ترامب وقف إطلاق النار مع باكس ...
- هل تحل صداقة ترامب وأردوغان الأزمات بينهما؟
- جولة ترامب الخليجية.. ما هو جدول أعمال الرئيس الأمريكي؟.. (ت ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم الحريري - عناق مع الماضي