أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اميرة بيت شموئيل - آثار داعش














المزيد.....

آثار داعش


اميرة بيت شموئيل

الحوار المتمدن-العدد: 5824 - 2018 / 3 / 23 - 00:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد هجوم داعش على الموصل ومن ثم سهل نينوى ونزوح الكثير من اهاليها من المسيحيين واليزيديين والكورد والعرب الشيعة وبعض السنة والشبك والكاكائيين وغيرهم ، تدفقت إعداد هائلة من كل هؤلاء إلى مدينة دهوك وضواحيها . لم تستطع الدور والفنادق والقاعات وحتى الهياكل استيعابهم فانتشروا في الساحات والحدائق وحتى الأرصفة ليجلسوا تحت الأشجار والزوايا وهنا وهناك. كانت أحوالهم مزرية فاغلبهم لم يسعفهم الحظ ليحملوا حتى ملابس إضافية لهم ولعوائلهم.
بالرغم من سوء الحالة الاقتصادية للمدينة بسبب قطع الرواتب لأكثر من ثلاثة أشهر ، إلا ان الكثير من العوائل أخذوا بتزويد العوائل النازحة المنكوبة بالطعام والماء والملابس ، كل حسب إمكانياته.
كنت أخرج إليهم ، أحيانا مع الأهل وبعض الاقرباء وأحيانا مع بعض الأصدقاء لنحمل ما نستطيعه من مأكل وملبس إليهم ، ولما وجدنا أن ما نحمله لهم لايكفي ، أخذ اخي بالكتابة إلى الأصدقاء والمعارف عبر الفيسبوك لحملهم على المساهمة في حملة الإغاثة ولتنظيم العملية أكثر قمنا بإنشاء جمعية خيرية ومن خلالها قمنا بالاتصال بجمعيات أخرى والتنسيق معها شيئا فشيئا لترتيب مساهماتنا .
جاءت نكبة الاخوة الأيزيدية والاعتداء الاكثر شراسة عليهم لتزيد من حجم الكارثة وكأنها تسونامي يعصف دون رحمة .
كثيرا ما التقيت بالعوامل النازحة والمنكوبة والفت وجوههم الحزينة الغاضبة وعيونهم الدامعة تتساءل عن سبب واحد للهجمة الشرسة عليهم ، خاصة وأنهم عاشوا مسالمين لم يلحقوا أي أذى بمن هجم عليهم واهانهم وهجرهم.
كنت كلما التقي مأساتهم أتذكر مأساتنا عام 1985 وتعرضنا للتهديد والمهانة والتهجير بعد إعدام أخي وسجن والدي.
لماذا تعرضنا لهذه الهجمة البشعة ؟ ماذا فعلنا؟ هل جنينا على احد ؟ هل اذينا احد ؟ لماذا اخرجونا بهذه الطريقة المهينة ؟ لماذا نحن ؟ لماذا ؟ لماذا ؟ لماذا ؟.
كثيرة كانت اسئلتهم كما كانت اسئلتنا سابقا. كنت أجد مأساة امي في عيون الأمهات ومأساتي  ومأساة اخوتي في عيون الشابات والشباب .
هذه الأم التي تبكي وتصرغ إلى الله أن يسعف عائلتها تشبه أمي بحزنها وغضبها، وها هي ابنتها التي تبكي بجانبها مرتعبة خائفة حزينة وغاضبة تشبهني إلى أبعد الحدود . إنها الكوارث والمآسي التي تعيد نفسها على أرضنا بين حين وحين.
أدركت وانا بينهم بأنهم الى جانب حاجتهم الى المساعدات المالية والطعام والملبس والمكان الامن ، بحاجة إلى من يستمع إليهم ويجيب على اسئلتهم الكثيرة كما كانت اسألتنا. نعم آن الأوان لاجيب على اسألتي قبل 29 سنة .
نعم جلست واستمعت وبكيت معهم وتحدثت اليهم  ووجدتهم أبطال الحدث لأنهم ، بالرغم من عدم حملهم للسلاح ، لم يرضوا العبودية والخنوع لأشرس عدو عبر التاريخ.



#اميرة_بيت_شموئيل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سبل اخرى لإنهاء الارهاب
- آثار حلبچة
- كلنا مع المحتل
- لسنا بمختلفين عن الآخرين
- الموصل والمستقبل
- نشاطات مغتربة
- يا مسيحيي العراق ، ارحموا اخوانكم
- الاستاذ هفال وهاب ... نشاط محامي لا يتوقف
- مع العذراء
- المجازفة على الحدود
- سمكو الشكاك مجرم بحق المناضلين الكورد والاشوريين على حد سواء
- من الماضي
- النصير
- الخيانة
- المتمردة
- في الذاكرة
- على خط النار
- العاشق
- المرافقة
- العراقيون القدماء وفن التجميل والخياطة والنسيج


المزيد.....




- شاهد اللحظات الأولى بعد هجوم روسي ضخم بطائرات مسيرة على أوكر ...
- طهران تعلق على الغارات الإسرائيلية في عدة مناطق بسوريا
- -الهجوم على سفينة مساعدات غزة قرب مالطا إشارة تحذير- - يديعو ...
- السودان.. مقتل مدنيين بعد سيطرة الدعم السريع على النهود
- زاخاروفا تعلق بقول مأثور على دعوة القوات الأوكرانية للمشاركة ...
- مصر.. اكتشافات أثرية في سيناء تظهر أسرار حصون الشرق العسكرية ...
- بيان مصري بعد قصف إسرائيل منطقة مجاورة للقصر الرئاسي في دمشق ...
- السعودية.. تنفيذ حكم القتل -تعزيرا- في مواطنين اثنين من أسرة ...
- رئيس وزراء اليمن أحمد عوض بن مبارك يعلن استقالته
- زاخاروفا تعلق على تهديد زيلينسكي لضيوف عرض عيد النصر في موسك ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اميرة بيت شموئيل - آثار داعش