أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اميرة بيت شموئيل - المتمردة














المزيد.....

المتمردة


اميرة بيت شموئيل

الحوار المتمدن-العدد: 4127 - 2013 / 6 / 18 - 07:20
المحور: الادب والفن
    


وقف جمال امام بابها صامتا يتحين فرصة خروجها ليدفع بجسمه داخل شقتها عنوة ، فهو يعلم تماما بانها لن تدعوه الى بيتها ليتعرف على عالمها السري ، اذا لم يفاجئها بالاقتحام والسرعة.
- ما الذي تريده من جراء هذا الاسلوب المشين ؟
- لطالما وددت لو تعرفت الى عالمك الغامض
- ولماذا تريد معرفة عالمي السري ؟
- تمردك هو الذي يغريني باقتحام عالمك
- حسنا ولكن ، تأكد انه لن يسعدك التعرف عليه
جال بعينيه على الحيطان الغارقة في عتمة السواد واخذ يحولهما بينها وبين بيبان الغرف الاكثر سوادا في لونها قائلا:
- ماهذا السواد الذي يلف جدران وبيبان شقتك ؟؟
- انها الحقيقة التي اعشقها
- لا اصدق ان سيدة الهزل والتمرد والصراخ تعيش السواد في بيتها
- الم يقال الطائر المذبوح يرقص من الالم ؟؟
- اي الم يجلعلك عابثة بحياتك وحياة الاخرين
- جميعنا لانستحق ان نعيش بسلام ... انظر ما فعله الاخرين بحياتي
اخذته من يده وسحبته وراءها الى كل غرفة من غرفها المظلمة قائلة :
- هذه غرفة ابي وامي الذين قتلتهم الحروب الطائفية ... وهذه غرفة اخي الذي اعدم من قبل احد حكام الدكتاتورية ... وهذه غرفة حبيبي الذي قتله ابناء العنصرية ... لم يبقى منهم الا صورا وضعتها على الحيطان .. وهذه انا الهاربة بجلدي والميتة بقلبي . فهل عرفتنا ؟ ام انك بحاجة الى شرح اوسع ؟
- هذا يكفي ، دعينا نذهب من هنا الى مكان هادئ
- وهل وجدت هذا المكان يصرخ في وجهك ؟
اقترب منها ليضمها بين جناحيه عسى ان تهدئ الثورة فيها ولكنها ابعدته قائلة :
- لست بحاجة الى مورفين المحبة من احضانك ، هيا اخرج من بيتي بسرعة.
- الان فقط عرفت لماذا تستهزئي وتصرخي خاصة ، عندما تكوني وسط العراقيين .
- نعم ، انا اكرهكم لانكم سبب مأساتي لانكم لم ترفعوا الظلم القابع على راسي يوما. هيا اخرج.
قبل ان يخرج لاحظ بعض الصور القديمة المنتشرة في غرفة الاستقبال والغرف الاخرى والتي تظهر بتول فيها طفلة هادئة وخجولة .
اخذ جمال يفكر في طريق عودته الى بيته ببتول وحجم مأساتها التي حولتها الى فتاة متمردة لم تعرف السكينة اليها سبيلا ، محاولا ايجاد طريقة يمكن ان يساعدها في اعادة الهدوئ ولو قليلا الى حياتها.
في اليوم الثاني وجدها بين العراقيين في صراع جديد بوجهها المتمرد المستهزئ
- نعم ، اقولها بصراحة ، الدكتاتور المخلوع كان الافضل
- الا تخجلين يا امرأة ؟؟ يظهر انك ناقمة او ربما عميلة ومدسوسة .
- حقا ؟؟ اهذا قمة تحليلكم لشخصيتي ؟؟ ناقمة او عميلة ومدسوسة ؟؟ حسنا ، انا لا هذا ولا ذاك انا هنا لاعبر عن رأيي بحرية . حقا ان الدكتاتور المخلوع كان الافضل.
- اغربي من بيننا قبل ان اقلع اسنانك
تدخل جمال بينها وبين المهاجم ليدفعه بعيدا عنها :
- انها تعني الدكتاتور كان الافضل بين منتسبي حزبه وليس بينكم
- ومن اين تكهنت بما تعني
- لاني افهمها اكثر منكم
سحبها من يدها ليخرجها من بينهم قبل ان يشتد النقاش ويأخذ حجما اكبر.
- اترك يدي ، فلست انت باحسن منهم .
- ارجوك يا بتول لاتحاولي استفزازهم .. قد يقوم احدهم بالحاق الاذى بك يوما .
- لا يهمني ، هل رأيت انهم لا يفهموا الكلام.
- اي كلام ، لقد كنت تستفزينهم
- لو كان لهم عقل لما استفزهم الكلام ولكنهم اغبياء ولهذا تجدنا نعيش المأسي.
- ولكن عليك ان تعلمي بان لكل منهم احزان قد تزيد او تنقص عن احزانك.
تحركت يداه لتمسك بيدها للمرة الثانية فلاحظ انها تركت يدها في يده فسحبها الى ان عبرا الشارع ودخلا الى كافيه ليجلسا في زاوية حيث جلست قبالته تحتسي قهوتهما بهدوء لاول مرة منذ عرفها
- هل تعرفي انك جميلة جدا ؟
- بعد كل ما حدث بيننا ؟؟
- نعم ، مازلت اجدك جميلة
- لا تجامل ، فعندما انظر الى المرآة اجد اقبح امرأة في العالم
- مارأيك ان تنظري الى المرآة وانت هادئة
اخذت الضحكة تخرج من بين شفتيها راسمة احمرار رائع على خديها قبل ان تختفي لتأخذ نفسا طويلا يعيد اليها الهدوء وتسأله
- هل حقا ان لهؤلاء احزان مثل احزاني
- قد لا تشبه احزانك ولكن لهم ايضا احزانهم الخاصة بهم
- وانت ، ماهي احزانك
- لقد فقدت الكثير من اهلي واقربائي واصدقائي
- في الحروب؟
- والسجون والمخابرات والطرق وغيرها
- هل تفتقدهم ؟
- كثيرا ، ولكني اجدهم في وجوهكم
- ومن من هؤلاء تجده في وجهي ؟؟
- امي واختي وحبيبتي
- من تعتقد السبب في مأساتنا
- مأساتنا اكبر من ان نلقيها على بعضنا البعض ، علينا ان نتصالح ونسامح ونساعد بعضنا لنخرج منها.



#اميرة_بيت_شموئيل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الذاكرة
- على خط النار
- العاشق
- المرافقة
- العراقيون القدماء وفن التجميل والخياطة والنسيج
- حريم السلطان بين العمل الفني والتاريخي
- الصراع
- بابا نوئيل
- الحب الممنوع
- الاقدار
- من قتل ايماما ؟؟
- منوعات ممنوعة
- لك الحق يا ظالمي
- دور المرأة في العصور المختلفة
- في عيد المرأة اطالب بتخصيص يوم لعيد الرجل
- القديسة مومس
- اليس في الاقليم قانون؟
- لا تقترب
- هل ناديتني؟
- ثورة الانترنيت تسقط الانظمة الفاشية


المزيد.....




- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...
- معرض -حنين مطبوع- في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهو ...
- الناقد ليث الرواجفة: كيف تعيد -شعرية النسق الدميم- تشكيل الج ...
- تقنيات المستقبل تغزو صناعات السيارات والسينما واللياقة البدن ...
- اتحاد الأدباء ووزارة الثقافة يحتفيان بالشاعر والمترجم الكبير ...
- كيف كانت رائحة روما القديمة؟ رحلة عبر تاريخ الحواس


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اميرة بيت شموئيل - المتمردة