أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اميرة بيت شموئيل - نشاطات مغتربة















المزيد.....

نشاطات مغتربة


اميرة بيت شموئيل

الحوار المتمدن-العدد: 4809 - 2015 / 5 / 17 - 20:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما وجهت لي الدعوة للمشاركة في الانتخابات البرلمانية لعام 2014 كانت ظروفي مناسبة لقبولها بعكس الدعوات السابقة فلبيتها لاعود الى ارض الوطن بعد ثلاثين سنة من الاغتراب.
استمرت الرحلة 13 ساعة تقريبا الى ان سمعت قائد الطائرة ينبهنا الى قرب وصول الطائرة الى مطار اربيل . عندها تحركت مشاعري بشكل متسارع لتنهمر الدموع من عيوني واصبحت هائمة اكثر في ذكرياتي القديمة وفي المخيلة امامي شريط يحمل صور وحكاياتي قديمة على هذه الارض التي رحلت عنها مرغمة. ببساطة كنت كمن عاد الى امه التي فارقها مرغما بعد ثلاثين سنة.
التحضير للانتخابات يتطلب مجهود غير عادي وهكذا كنت مع الفريق المساعد ولكنني لم اكترث للتعب والارهاق بل حرصت على ان اعطي للنوم ساعات قليلة لاعيش الحلم الجميل مع الوطن.
زرت الكثير من الاماكن والناس . الاماكن التي كنت اعرفها في الطفولة او الشباب لم اعد اعرفها للوهلة الاولى، كبرت وتغيرت جذريا او اغلبها، مدن صغيرة كبرت واستحوذت على ما حواليها من قرى وقصبات . هكذا تكبر المدن، فحياتها في تسارع وتجديد. الناس تكاثرت في المدن وما حولها ولكنهم تغيروا على الاغلب، لم اعد اجد القدامى منهم الا ما ندر، الصغار كبروا وتكاثروا والكبار غادروا الحياة او الوطن او كليهما معا.
بقيت في الوطن شهرا كاملا وعندما عدت بعد شهر من الزيارة احسست بانقلاب مابين جوانحي يشعرني بالغربة اكثر في بيتي الثاني ويشدني الحنين الى العودة مرة اخرى الى بيتي الاول دون انتظار اي دعوة من احد، رغم التعب والاجهاد الذين شعرت بهما في رحلتي القصيرة ،وهكذا كانت العودة ثانيا.
عدت ثانيا وعقدت صفقة مع نفسي ان التزم بساعات النوم المريح وحتى اخذ احيانا راحة القيلولة المعمول بها في الصيف خاصة، ولكن .....هيهات. ما ان وصلت هذه المرة حتى عادت حليمة الى عادتها القديمة فاستسلمت الى زيارات الاماكن والشخصيات والعوائل وتعمقت اكثر في الحياة والمعيشة والظروف والتسوق، حتى دخول الوحش الداعشي واستباحة حياة واموال وممتلكات شعبنا في الموصل في بداية الشهر الثامن من 2014 وهروب الالاف من ابناءنا في الموصل وضواحيها الى الاقليم حيث كنت متواجدة في دهوك، هالني ما رأيت من اعداد هائلة من العوائل جاءت لتحمي نفسها وصغارها فاكتضت البيوت والكنائس والصالات وفرش الباقي حتى المتنزهات فتفرغنا جميعا دون امر لاعالة هذا الحشد الهائل من العوائل وحمايتهم من الموت جوعا على الاقل، وقبل انجاز مهمة الاعالة جاءت هجمة الفواحش الثانية وبكل وحشية على الاخوة الايزيديين ومعها دخلنا في حملة اخرى لاعالة العوائل الهاربة من الجحيم والتي اخذت تفرش حتى على الارصفة والبيوت الغير مكتملة، فسارع اغلبنا الى اسعافهم بتقديم الطعام والشراب احيانا والملابس احيانا وحتى الشراشف ليحتموا وصغارهم تحت الاشجار، بعد ان امتلئت البيوت والفنادق والعمارات الغير مكتملة من النازحين . مع كل هذا بدأت فكرة انشاء منظمة انسانية باسم زهريرا نور الامل الى الظهور للتواصل مع المنظمات والجمعيات والمؤسسات الاخرى والمشاركة بفعالية اكثر لاغاثة النازحين المسيحيين والايزيديين.
من خلال المنظمة اصبحت الاتصالات والتواصل اكثر عطاءا واستطعت ان اتواصل مع الكثير من العوائل النازحة في دهوك واطرافها حيث القرى المسيحية التي اكتضت بالنازحين المسيحيين والايزيديين على حد سواء، في المنظمة بدأنا بتنظيم انفسنا والاهل والاقرباء والاصدقاء في الخارج خاصة للتبرع وتخصصنا بايصال الالبسة والاحذية للصغار والكبار وكذلك الشراشف، ثم ناشدنا منظمة كابني المخضرمة للتعاون فكان ما اردنا وهكذا دخلنا في تعاون اوسع ومساعدة عوائل اكثر خاصة ضواحي دهوك.
نفسيا كنت متألمة لاحوال العوائل وكنت اشاركهم البكاء والنحيب فلم يكن يسعفني لا الكلام ولا الصمت لاهون من مأساتهم، ولكن بمرور الزمن والتواصل اصبحت اكثر صلابة في الكلام وحتى اقف بينهم والقي عليهم كلمة عن شجاعتهم وصلابتهم في رفضهم للرضوخ لداعش وفواحش داعش، هذا بالاضافة الى تواصلي بين دهوك وضوحيها لتأمين الملبس لهم.
رغم بساطة الحياة في دهوك وضوحيها بالنسبة لسليمانية او اربيل الا ان الطبيعة هنا تأسرني بشكل مذهل، فدهوك بضواحيها تأخذ طابع مدينة سياحية بلا منازع ، وحتى السوق في المدينة والتعامل يختلف، الدكاكين رغم صغرها الا انها مكتضة بالحاجيات، التعامل يجري باكثر من لغة، الفسيفساء العراقي مازال واضحا ويتنقل بحرية والاجانب يتنقلون بحرية ايضا في السوق، هنا يمكنك ان تتحدث الكوردية والعربية والانكليزية والسريانية وووووو وحتى ان لم يكن هنالك من يتحدث بها بطلاقه ولكنه يعرف حتما بعض من كلماتها ليلقيها على مسامعك. هنالك بائع كلما التقيته هو يتحدث الانكليزية معي رغم ضعفها عنده وانا اتحدث الكوردية معه رغم ضعفها عندي والغريب اننا نتفاهم ونصر على هذا المنوال كلما التقينا،رغم تندر الاصدقاء علينا، وهنا الكثير من الباعة جاؤوا من الموصل او بغداد او بصرة او غيرها من المدن الاخرى ويعتمد على اللغة العربية في تعامله مع الاخرين.
اتواجد في السوق كثيرا فمنها اشتري الحاجيات لاخذها للنازحين وكثيرا ما ادخل الى المطاعم اتغذى واتعرف الى العوائل المتواجدة في السوق، اغلب المطاعم ابوابها مفتوحة للعوائل ولكن .... مشكلة الحمامات تؤرقنا نحن النساء، فالعديد من المطاعم دون حمامات او تعتمد على حمام صغير، فما زال الناس هنا يعتمدون على حمامات الجوامع في السوق وهذا لايخدم النساء في السوق وبالتالي لا يخدم عملية التسوق كثيرا.
في دهوك تعرفت عن طريق اصدقاء الى امرأة قوية وصلبة تدير مركز البيشمركه وتعلم النساء فنون القتال واعجابا بمجهودها ومجهود النساء في ادارة المركز تطوعت لتعليم اللغة الانكليزية فيه وحضور بعض البرامج التي تجريها فيه، فالمرأة المقتدرة القوية كانت قدوتي منذ صغري،ووجودي مع النسوة في المركزاعطاني نفسيا قوة وثقة وزخم اكثر لمساعدة النازحين والنازحات بشكل خاص.
حياة النازحين لم تعد كما كانت سابقا ولكنهم في وضع افضل من الايام الاولى للنزوح فالتعاون بين مسؤولي الاقليم والمنظمات الانسانية افضل ما عليه الان والمساعدات جارية على قدم وساق بالاضافة الى الندوات الادبية والثقافية لابقاء التلاحم والتكاتف بين ابناء المنطقة، الاعلاميون والادباء والشعراء الذين التقيتهم لم ينسوا واجبهم في التصدي للفكر الهدام الذي يريد ان يغزو المنطقة ويبث التفرقة والتشتت ويزيل الفسيفساء الملون الجميل فيها. فهنا في دهوك التقيت الكتاب والمثقفين في مركز البيشمركه او اتحاد الادباء الكورد او مركز قناة روداو او مركز جريدة راستي او مراكز بعض الاحزاب او المنظمات وتحدثنا مرارا عن الاوضاع وضرورة الابقاء على تعاوننا وتكاتفنا كأبناء المنطقة الواحدة والوطن الواحد والعمل جنبا الى جنب لدرء الفتن من اي جهة كانت .
اعلم ان العديد سيقرأ هذه الحقائق وهنالك من يفهم وهنالك من لا يريد ولكن هذا لن يغير من ان حقيقة ان التقدم والازدهار الموجود في بعض مناطق العالم هو عصارة وخلاصة التواجد الفسيفسائي الملون للبشرعليها ومن دون تلاحمهم مع بعض لن يحصل اي ازدهار.



#اميرة_بيت_شموئيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا مسيحيي العراق ، ارحموا اخوانكم
- الاستاذ هفال وهاب ... نشاط محامي لا يتوقف
- مع العذراء
- المجازفة على الحدود
- سمكو الشكاك مجرم بحق المناضلين الكورد والاشوريين على حد سواء
- من الماضي
- النصير
- الخيانة
- المتمردة
- في الذاكرة
- على خط النار
- العاشق
- المرافقة
- العراقيون القدماء وفن التجميل والخياطة والنسيج
- حريم السلطان بين العمل الفني والتاريخي
- الصراع
- بابا نوئيل
- الحب الممنوع
- الاقدار
- من قتل ايماما ؟؟


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اميرة بيت شموئيل - نشاطات مغتربة