تحرير عقول الرجال أولى .

يوسف حمك

الحوار المتمدن-العدد: 5809 - 2018 / 3 / 8 - 13:50
المحور: ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2018 - أسباب وخلفيات ظاهرة التحرش الجنسي، وسبل مواجهتها
    

أن تجعل من المرأة عورةً ، فلا زلت تتجرع أفكار الكهوف الغابرة ، و لا تراها إلا جسداً يخلو من العقل ، أو قطعةً من الشهوة تثير غرائز الرجال .
و أن تحرمها من العمل فلا زلت تعيش في عصور الظلام ، لتجعلها صندوقاً تخبئ فيه شرف القبيلة ، و تحرص على إبقائه مغلقاً ، و إلا ضاع الشرف ، و باتت رؤوس رجال العائلة مطأطأةً .
فإما رد الاعتبار بقتلها ، و إلا لعنة العار ستلاحقهم ، و الفضائح تنهش لحومهم للآبد .

أن تملك المرأة ذاتها ، فذلك خلافٌ لثقافة التلقين ، و خرقٌ لأسس المجتمع الذكوريِّ المبنيِّ على أنقاض : ( الرجال قوامون على النساء ) . و الأصح في عرفهم أن يمتلكها الرجال كسلعةٍ ، أو من بعض أدواته .
و أن تبحث المرأة عن ذاتها سوف تتعثر بأسطوانةٍ مفعولها لا زالت ساريةً : ( إنها ناقصة العقل ) ، فرأسها لا يتسع إلا لنصف العقل .
و أن تمارس حياتها بمفردها فذلك من المحظورات ، و إن خرجت فيجوز برفقة حارسٍ شخصيٍّ من محارمها ، و إلا وكان الشيطان ثالثهما ( و العياذ بالله ) .
و إن أصرت ستلاحقها لعنة الشذوذ ، و ربما نقص الأنوثة .
و أن تتبوأ منصباً قيادياً رفيعاً ، فالأمة كلها تُتْخَمُ بالخطيئة ، و تغرق في الشر ، خلافاً لقولٍ سلفيٍّ ( لا خير في أمةٍ تقودها امرأةٌ ) .
و إن تكلمت يغلق الرجال آذانهم .

رجالٌ أغراهم المكاسب الذكورية ، و أعماهم الوصايا التي ترعى مصالحهم ، فأولعوا بالنصوص التي يفتخرون بها ، و تلتزم بها النساء ، كما يشتهي الذكور وفقاً لمقاسات عقولهم ، و وصاياهم .

ليس حراً من له رأسٌ يحمل عقلاً مستعاراً من ثقافة كهوفٍ مغلقةٍ لم يدخلها حتى خيطٌ رفيعٌ من النور .
و ليس حراً من كان ذهنه مزروعاً بجهل قرون الظلام ، و عتمة الماضي السحيق .
فتحرير عقول الرجال أولى من المطالبة الكاذبة بتحرير المرأة ، و مساواتها بالرجل .
فلنحرر عقولنا من دنس رواسب التاريخ و غباره ، و لننتصر على غرورنا ، كي يبدأ دور المرأة في الانعتاق ، و التخلص من العبودية ، و العثور على الذات .

#يوسف_حمك (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات