أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - قراءة في بعض ما جاء بخطاب العبادي أمام مؤتمر -إعمار- العراق















المزيد.....

قراءة في بعض ما جاء بخطاب العبادي أمام مؤتمر -إعمار- العراق


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 5789 - 2018 / 2 / 16 - 09:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العبادي وهو يتّجه الى الكويت ليستجدي بذّل ما بعده ذلّ الدول المجتمعة هناك لتقديم مساعداتهم لإعادة "إعمار" البلد ، لم يمتلك الا الكذب والمرواغة، من خلال خطاب بائس لا يُقنع قريب أو بعيد. وكان خطابه إنشائيا بحتا، وكأنّه يتحدث الى أنصاره في مهرجان إنتخابي محسوم سلفا، لسرقاته وحزبه من جهة، ولطبيعة الذين يتحدث إليهم وذلّهم كما هو من جهة ثانية. ناسيا أنّه يتحدث أمام مسؤولي دول يعرفون جيدا ما فعل حزبه وتحالفه الشيعي وبقية المتحاصصين من جرائم بحق وطننا وشعبنا، وأمام شركات ومؤسسات لا يهمّهما خطابه الإنشائي بالمرّة، قدر ما يهمّها مردودات إستثماراتها بالسوق العراقية. كما يبدو أنّه ليس على دراية من أنّ من إجتمع إليهم، يعرفون بالضبط وبالأرقام الأموال التي دخلت خزائن "العراق" وأوجه صرفها، وطريقة إختفائها وتحويلها لإنعاش إقتصاد دولة جارة.

بدأ العبادي خطابه الذليل بمرواغة كان عليه الإبتعاد عنها كونها كذبة مكشوفة كان قد إعترف بها حال إستلامه السلطة من رفيق حزبه "المالكي"، حينما قال "لقد تسلّمنا مسؤولية ادارة الحكومة العراقية في ظل ظروف
غاية في الصعوبة، وكان تنظيم داعش الإرهابي يحتل ثلث مساحة العراق، وقد هجّر الملايين من أبناء شعبنا، كما حطّم البنى التحتية والمنشآت الاقتصادية والخدمية على نحو لم يسبق له مثيل في تأريخ العراق او المنطقة على مدى عقود من الزمن، و رافق ذلك تحدٍ مالي كبير هو الانخفاض الكبير في أسعار النفط الى مستويات متدنية على الرغم من الحاجة المتزايدة للإنفاق على ادامة المعركة ضد داعش". لا شك انّ العبادي إستلم مسؤولية إدارة "الدولة" من سلفه وأمامه أكثر من ملّف ساخن، وهذه الملّفات وقد أثبتت الأحداث اللاحقة متساوية بأهمّيتها تقريبا. فأحتلال تنظيم داعش الإرهابي لثلث مساحة البلد، أو وبدقّة أكبر تسليم تنظيم داعش ثلث مساحة البلد من قبل حزبه وأمينه العام "نوري المالكي"، مرتبط أساسا بفشل نهج سلطة المحاصصة وعدم إمتلاكها لبرامج سياسية وطنية كي تكون مدخلا لبناء عراق جديد. هذا الفشل أساسه الفساد المستشري بمفاصل "الدولة" المختلفة، والتي يعتبر العبادي ورفاقه في سلطة المحاصصة من أبطاله. وبدلا من تحميل "نوري المالكي" وبالتالي حزبه سبب إهدار مئات مليارات الدولارات، ولأنه يعتقد أن الذاكرة العراقية ضعيفة جدا نراه قد نسى قوله حال إستلام السلطة من سلفه من أنه "إستلم خزينة خاوية"!!! في وقت وصلت أسعار النفط عهد حزبه الى ما يقترب الـ 150 دولار للبرميل الواحد.

إستمر "العبادي" بهذيانه وهو يقول "لكننا عقدنا العزم على مواجهة تحدي القضاء على الإرهاب وتحدي الازمة المالية ومحاربة الفساد والبيروقراطية التي تختبئ خلفها والمضي بالاصلاح الاقتصادي وتبسيط الاجراءات وتشكيل لجنة عليا للاستثمار برئاسة رئيس الوزراء مع فريق متابعة يسهل على المستثمرين اجراءات عملهم ورفع العراقيل امام الإعمار والاستثمار". هل يعي العبادي ما جاء به!!؟؟ دعونا نصّدق كالسذّج عن تحدّي العبادي وحزبه وبيته الشيعي ومرجعياته الدينية وقوى المحاصصة المؤتلفة معهم، وعقده وهم معه العزم بالقضاء على الإرهاب، وتحدّيهم الأزمة المالية ونكتته الكبيره بمحاربة الفساد والبيروقراطية. لكن هل يعرف العبادي وعباقرة حزبه الإقتصاديين شروط إستثمار الشركات الاجنبية الواجب توفّرها قبل بدأ إستثماراتهم، وهل يتوقع العبادي أنّ هذه الشركات ستستخير الإنجيل أو تذهب الى أقرب فتّاح فال أو قاريء كف ليضمن لها سلامة إستثماراتها!!؟؟ السيد العبادي إستثمار الشركات والمؤسسات من تلك التي طلبت منهم إستثمار أموالهم بالبلد تحتاج الى شروط لن تستطيع توفيرها ولو حكمت وحزبك العراق لعشرات السنوات القادمة، ولأننا لسنا بصدد مناقشة أسباب عدم إستطاعتكم توفيرها، فإننا سوف نمر عليها كشروط فقط وبسرعة.

من أهم الشروط الواجب توفرها لجذب رؤوس الأموال كي تستثمر بأي بلد وليس العراق فقط هي :

• شركات تأمين قادرة على تعويض هذه الشركات في حال تعرض مشاريعها للتخريب، من قبل عشائر أو ميليشيات أو عصابات الجريمة المنظمة.
• بنى تحتية من طرق وسكك حديد وجسور ومطارات.
• توفر مصادر الطاقة المختلفة والتي بدونها يبقى الإعمار وإعادة تأهيل البلد حلم صعب المنال ليس الا.
• الإستقرار السياسي والأمن.
• جهاز إداري غير بيروقراطي وغير فاسد.


السيد العبادي وبكلمة واحدة، هل تستطيع توفير هذه الشروط؟

"اليوم يقف العراق منتصراً موحدا قويا غير أنه يقف على أنقاض دمار هائل خلفته العصابات الارهابية، لم يقتصر على البنى التحتية والمنشآت الاقتصادية، بل شمِل قطاع السكن الذي صبت عصابات داعش غضبها على مساكن الناس الآمنين، فدمرت ما لا يقل عن (150) ألف وحدة سكنية تدميرا كليا او جزئيا يقتضي منا إيلاء ذلك أولوية قصوى بدعم من المجتمع الدولي كي يعود أهلها النازحون اليها". لنترك مفردة "موحدا" الى وقت آخر أيّها السيد العبادي، ولنركّز قليلا على "الدمار الهائل" الذي خلّفته العصابات الإرهابية والتي تعني بها تنظيم داعش الدموي بلا شك، لنسألكم عن الدمار الذي خلّفته العصابات الطائفية والتي ستدخل الى السلطة التشريعية من أوسع أبوابها، وأين هي من خطابكم هذا، أم أنّ الإرهاب مختلف عندكم عندما يتعلق الأمر بميليشيات من طائفتكم!!؟؟

وأنا أنظر الى العبادي بعين وهو يتوسل الى المجتمعين قائلا "وما نود التأكيد عليه ان العراق يمتلك مؤهلات النهوض
بما حباه الله من موارد طبيعية وامكانات بشرية هائلة ومتخصصة في جميع مجالات العمل والابداع وأيدٍ ماهرة ... "، فإنني أرى بالعين الثانية ملايين الطلبة دون مدارس، دجلة وجفافها، الأمراض وهي تفتك بالناس، المليارات في جيوب الدعاة والإسلاميين، مصادرة الأراضي والدور وحتّى المدارس من قبل العمامة، إنهيار الزراعة والصناعة، الجهل والتخلف والأميّة. أرى العمالة والخيانة وهما يقودان البلد. لم أرى العبادي وهو الذي عاد ليقول بعد إنتهاء المؤتمر وبخبر مسّرب من مجلس الوزراء وبعد تأكيد البنك المركزي العراقي في المؤتمر ان "البنك المركزي العراقي اكد خلال مؤتمر الكويت عدم قدرة العراق على تحمل اي قروض أخرى بعد ما اقترض الحد الأعلى المقرر له في السنوات الأربع الماضية، وسيبقى يدفع القروض لستة عقود قادمة"، من أنّه يرفض "القروض الممنوحة للعراق في مؤتمر الكويت، مشيرا الى ان البنك الدولي اكد عدم قدرة البلاد على تحمل المزيد من الديون" .

العراق الذي دخلت خزائنه عهد حكمكم الإسلامي أكثر من الف مليار دولار، سيبقى يدفع فوائد القروض وأصولها لستة عقود قادمة.. هل أنتم كإسلاميين رجال دولة ؟؟؟؟

إرجع الى سلطتك، وإضرب بيد من حديد على أيادي كل الفاسدين وأنت تعرفهم واحداً واحدا، فعندهم من المال ما يكفي لإعادة إعمار العراق عشر مرّات إن لم يكن أكثر... ولكنني أشك بذلك كونك أداة من أدواة الفساد إن لم تكن هرما منه ..

من مال الله السخي حبيب الله .. لم نرى في الكويت أسخياء ولا كرماء، لكننا رأينا أذلاء وأذّلوا وطننا وشعبنا وهم يستجدون لا أب لهم بعدما ضيعوا مئات المليارات.



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحيّة للقائد الظافر .. تحيّة لفهد في يوم الشهيد الشيوعي
- الجيشان العراقي والسوري حطب طموحات ولي الفقيه التوسّعية
- بغداد الأزل بين الهزل والهزل
- عفرين .. أسطورة ونشيد للحريّة
- الشيوعيون وسائرون والإنتخابات ... ما العمل؟
- إن إنتفضت طهران إرتعشت بغداد
- تحذيرات وأمنية بمناسبة حلول السنة الميلادية الجديدة
- قوت الفقراء خط أحمر
- حزب الدعوة يدعو الى الإرهاب
- تاهت طرق تحرير القدس بين عبّادان وكربلاء
- شهرزاد بين المعتمد العبادي وحيدر العبادي
- لا إنتصار على الفساد في ظل المحاصصة
- متى يشرعن البرلمان العراقي قانون تفخيذ الرضيعة والتمتع بها!؟
- سبل عرقنة العراق والحد من تفريسه أيها السيد تيلرسون
- لمَ الثقة بالصدر وتيّاره؟
- تصريح إيراني وقح وصمت عراقي ذليل
- إنهم يقتلون الشعب الكوردي .. أليس كذلك؟
- بغداد تحتضن حلف سنتو جديد
- فاطمة الزهراء على حدود كوردستان
- لا تنسي الجوع يا بغداد


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - قراءة في بعض ما جاء بخطاب العبادي أمام مؤتمر -إعمار- العراق