أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - لا إنتصار على الفساد في ظل المحاصصة














المزيد.....

لا إنتصار على الفساد في ظل المحاصصة


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 5709 - 2017 / 11 / 25 - 04:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السؤال الذي شغل ويشغل بال الكثير من المتابعين والمراقبين للمشهد السياسي العراقي منذ بدء الحرب الفعلية ضد تنظيم داعش الإرهابي كان ولايزال، ماذا بعد داعش؟ هل هو البناء وإصلاح النظام السياسي عن طريق ترسيخ الديموقراطية الحقيقية لمواجهة خطر أكبر من خطر داعش بكثير وهو الفساد، أم الإستمرار بالحلول الترقيعية وإستمرار الفساد عن طريق إعادة إنتاج النظام السياسي لنفسه من جديد؟

لا يمكن محاربة الفساد في أي بلد الا بأسلوبين لنظام الحكم، أولهما أن يكون النظام السياسي فيه ديموقراطيا يعتمد الصراع بين الأحزاب فيه على برامج سياسية تخاطب عقل الناخب. والذي سيُنتج كما حال العديد من البلدان الديموقراطية حكومات تكنوقراط تعتمد الشفافية في محاربتها للفساد وتعمل على ترجمة برامج حزبها أو أحزابها في حال الحكومات الإئتلافية، بما يخدم مصالح البلد أولّا والجماهير التي صوّتت لها وحتّى تلك التي لم تصوت لها، والا فأن الناخبين سيعاقبونها "حزب أو تحالف" في الأنتخابات التي تليها. أما الأسلوب الثاني هو أن يكون النظام السياسي قمعي ويدار من قبل حزب حاكم واحد أو عائلة ولكن الأسلوب هذا ليس كما الأول أي لا يعالج المشكلة من جذورها، لأن القوى التي تحارب الفساد سوف تغضّ النظر عن فساد أعضاء حزبها وعوائلها. بمعنى آخر فأن الفساد سيكون متاحا فقط للنخبة ومن يريد النظام السياسي شراء ولائهم، وهنا نعني فساد الحيتان الكبيرة وليس صغار الفاسدين في الدوائر الرسمية للدولة رغم خطورة الأثنين على إقتصاد البلد وحياة الناس.

الأساس الذي تم بناء العملية السياسية بالعراق عليه كان أساساً خاطئاً، لذا فأنّ أيّة حلول أو مقترحات حلول تنبع من هذا النظام السياسي لمحاربة الفساد سوف تصطدم بلا شك بجدران كونكريتية تدعى جدران المحاصصة. فالمحاصصة كنظام والتي رافقت "بناء" عراق ما بعد البعث لليوم، لم تستطع أن تقدم بديلا أفضل من نظام البعث على مختلف الصعد، هذا إن لم تكن قد قدّمت الأسوأ في بعض الملفات ومنها بل وعلى رأسها هو ملف الفساد. فالنظام البعثي كان نظاماً شمولياً إعتمد الحزب "البعث" كواجهة لسلطته القمعية قبل أن يتخلى عنه لصالح المناطقية فالعائلية لينهيها بسلطة الفرد الواحد، الدكتاتور. والدكتاتور الذي كان يمتلك الكلمة العليا في العراق قنّن الفساد لصالح النخبة المقرّبة منه ومن حاشيته، الا أنّه كان يضرب بيد من حديد لكل من تسوّل له نفسه ممارسة الفساد بعيداً عن تلك الدائرة خصوصاً أثناء الحصار لحاجته الماسّة بعدم إنفجار الجماهير ضده، في وقت كان النظام فيه يشعر بمدى كراهية الشعب له من جهة وتدخل القوى الدولية والإقليمية للتعجيل بنهايته من جهة أخرى. ولأن النظام القائم ببغداد اليوم لا يحمل السمات التي كان عليها النظام السابق من مركزية السلطة وما تمنحها هذه المركزية من "قوّة" في إصدار تشريعات وقوانين من قبل رأس السلطة لمواجهة الفساد كتلك التي كان يصدرها الدكتاتور عند حاجته إليه، فأنه "النظام اليوم" غير قادر على خوض معركة الفساد والإنتصار فيها.

كون النظام القائم ببغداد اليوم ليس بنظام شمولي ولا يقوده حزب لوحده، لا يعني مطلقاً من أنه نظام ديموقراطي. فالنظام السياسي اليوم هو نظام مشوّه بنيويا ويعتمد على أسوأ أشكال الديموقراطية في حكمه للبلد، هذا إذا أعتبرنا أنّ ما يسمى بالديموقراطية التوافقية التي أنتجت وتبنت نظام المحاصصة والتي أنتجت بدورها آلاف الجرائم بحق العراق وشعبه طيلة سنوات ما بعد الإحتلال لليوم هو شيء من الديموقراطية. لقد أفرز نظام المحاصصة وسوء إدارة الدولة وغياب القانون وعدم حيادية القضاء وروح الإنتقام، نظاماً سياسياً على درجة عالية من الكفاءة بنهب المال العام لصالح القوى السياسية التي تمثل هذا النظام المشوّه. هذا النهب المنظّم لا يأتي الا بوجود منظومة فساد واسعة و محميّة بقوانين وتوافقات وعصابات مافيوية تديرها أحزاب وميليشيات مسلّحة، وهذه كلها جزء من نسيج النظام نفسه. لذا فأن مواجهة الفساد ومحاربته لا يمكن أن يقودها ساسة من داخل النظام السياسي نفسه، لأنهم سيصطدمون حينها بأحزابهم وميليشياتها ولأنها تعتبر مروق عن النهج السياسي السائد. علاوة على أنّ من سيتصدى منهم للأمر وهو جزء من الهرم السياسي منذ الإحتلال لليوم ساهم بشكل أو بآخر بإستشراء الفساد، ولمناوئيه ملفّات فساد وغيرها ضدّه.

أنّ تجديد عمل المفوضّية "المستقلة" بنفس نظامها السابق وسن قانون إنتخابي بما يكرّس من نظام المحاصصة، سوف يعيد دورة حياة الفساد من جديد. بل بشكل أكبر وأكثر شراسة بعد أن منح "القانون" وعلى الضد من الدستور الحق لميليشيات شبه نظامية تأتمر بأوامر إقليمية بتشكيل أحزاب وخوض الإنتخابات القادمة. فهذه الميليشيات وبعد هزيمة داعش تريد الحصول على حصّتها من كعكة السلطة، ولا طعم حقيقي لهذه الكعكة دون فساد.

العبادي حتى وإن كان جاداً بمحاربة الفساد، الا أنه سيصطدم بالكثير من مناوئيه الأقوى منه وعلى رأسهم أعضاء حزبه المتنفذين. وعليه فلا حل بإنهاء الفساد وبدء دورة حياة جديدة لوطننا وشعبنا الا بقبر المحاصصة وإقامة النظام العلماني الديموقراطي ببناءه دولة المؤسسات والفصل بين السلطات وإبعاد الدين عن التدخل بالشأن السياسي.



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى يشرعن البرلمان العراقي قانون تفخيذ الرضيعة والتمتع بها!؟
- سبل عرقنة العراق والحد من تفريسه أيها السيد تيلرسون
- لمَ الثقة بالصدر وتيّاره؟
- تصريح إيراني وقح وصمت عراقي ذليل
- إنهم يقتلون الشعب الكوردي .. أليس كذلك؟
- بغداد تحتضن حلف سنتو جديد
- فاطمة الزهراء على حدود كوردستان
- لا تنسي الجوع يا بغداد
- براءة الإمام الحسين من شيعته
- العبادي يتّهم المالكي بالتآمرعلى البلاد
- حزب الله وحزب الدعوة وداعش
- الكفيشي وقائده الضرورة يتقيئان فساداً وعمالة
- ليلة القبض على الشيطان
- الإسلاميون هم عملاء وخونة وبلا أخلاق وليس الشيوعيين والمدنيي ...
- سانت ليغو وسجائر بهمن الإيرانية
- أنه قصر نظر سياسي أيها السيد البارزاني
- پانوروما الفرهود الكوردي الفيلي - العهر في زمن الدعاة -
- فوبيا الإلحاد عند العمائم والساسة الإسلاميين في العراق
- بيت الدعارة والتكليف الشرعي
- كوردستان العراق وتجربة قطر


المزيد.....




- مبنى قديم تجمّد بالزمن خلال ترميمه يكشف عن تقنية البناء الرو ...
- خبير يشرح كيف حدثت كارثة جسر بالتيمور بجهاز محاكاة من داخل س ...
- بيان من الخارجية السعودية ردا على تدابير محكمة العدل الدولية ...
- شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب -الفيلق الإسباني- في ملقة ...
- فيديو: مقتل شخص على الأقل في أول قصف روسي لخاركيف منذ 2022
- شريحة بلاكويل الإلكترونية -ثورة- في الذكاء الاصطناعي
- بايدن يرد على سخرية ترامب بفيديو
- بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب.. -سباق المقاهي- يعود إلى بار ...
- بافل دوروف يعلن حظر -تلغرام- آلاف الحسابات الداعية للإرهاب و ...
- مصر.. أنباء عن تعيين نائب أو أكثر للسيسي بعد أداء اليمين الد ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - لا إنتصار على الفساد في ظل المحاصصة