أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - أنه قصر نظر سياسي أيها السيد البارزاني















المزيد.....

أنه قصر نظر سياسي أيها السيد البارزاني


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 5585 - 2017 / 7 / 19 - 07:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أثناء التخطيط لأي مشروع على المرء أن يحسب النتائج الأسوأ، لأنه حينها سيكون في مأمن من الوقوع في أخطاء كبيرة. أو على الأقل تكون الأخطاء التي ستأتي محسوبة ومن الممكن تفاديها أو التقليل من حدتها وشدتها. أما الإعتماد على إمكانية أن تكون النتائج إيجابية بالكامل أو بنسبة كبيرة فدلالة على عدم حرفية القائمين على المشروع، كون الأخطاء حينها ستكون مترابطة مع بعضها البعض ما يؤدي بالنهاية الى فشل المشروع برمته، أو تأخر إنجازه أو زيادة التكلفة بشكل قد يؤدي هو الآخر بالنهاية الى فشل المشروع. لكن ماذا إن كان المشروع سياسيا، ويرتبط بحلم كبير ضحى في سبيله مئات آلاف البشر.

مشروع الإستفتاء والإستقلال الذي طرحه السيد مسعود البارزاني ليس مشروع بناء شركة أو وحدات سكنية أو سلسلة فنادق، بل هو مشروع بناء دولة لشعب طالما ضحى ولليوم في سبيل حلمه هذا. لذا كان على السيد مسعود البارزاني والقيادة الكوردية حساب النتائج الأسوأ وهم يتحالفون مع قوى داخلية وخارجية متباينة الأهداف والمصالح، كان عليه والقيادة الكوردية حساب أسوأ النتائج وهم يقدمون على خطوة بهذه الأهمية. لا أن تكون تحالفاتهم آنية ودون تخطيط ودراسة لطبيعة القوى التي تحالفوا معها، أو تلك التي أعتمدوا عليها في تغيير مواقف سياسية لصالحهم لقوتها وصوتها العالي.

بزيارته الأخيرة للبرلمان الأوربي في بروكسل والتي يبدو أنها لم تحقق نتائج مرضية، قال السيد مسعود البارزاني في معرض تذمّره من موقف حكومة بغداد التي يترأسها الشيعة أنّ "كوردستان كانت عاملا رئيسا في أن يعتلي الشيعة حكم العراق في المرحلة الثانية بعد سقوط الدكتاتورية. لكنهم وللأسف وقفوا ضدنا وقطعوا حصة الأقليم من الموازنة العامّة".

أن كان ما جاء به السيد بارزاني صحيحا، وهو صحيح الى مديات بعيدة فعلا فأنه يدل على قصر نظر سياسي وسقوط في مطب هو أقرب الى بئر . وما كان على السيد بارزاني ولا على القيادة الكوردية التي ترث عقودا من النضال والتحالفات والمفاوضات مع مختلف الأحزاب والأنظمة المختلفة أن تقع به بهذه السهولة، حينما عقدت مع الأحزاب الشيعية زواج متعة ما لبث أن ظهرت نتائجه اليوم مبشّرة بطلاق دموي. علما من أننا نتعجب هنا من تذمر السيد البارزاني من تحالفه السابق مع شيعة العراق، فهذا التحالف وما ترتب عنه من نظام للمحاصصة كان هدفه الاول هو إضعاف السلطة المركزية ببغداد وهو مطلب كوردي للأسف الشديد والذي ساهم فيه الشيعة أيضا لحدود بعيدة خدمة للمصالح الإيرانية . أمّا مسألة تهيئة الأجواء لإستقلال حقيقي فلم يكن جديا على ما يبدو، وهذا ما نلاحظه من صراع طويل ومستمر منذ العام 1991 لليوم. ما أدى الى عدم بناء مرتكزات سياسية وإقتصادية كي تكونا عامل دفع بهذا الإتجاه. فكل ما يجري ويحدث في الإقليم لا يمكن ترجمته الا بصراع مصالح بين قوى وأحزاب متحاصصة كما المركز على حساب مصالح وإحتياجات المواطن الكوردي.

لم تخف الأحزاب الشيعية وهي تعارض نظام صدام حسين سرا، نيتها في إقامة نظام إسلامي على غرار نظام دولة ولي الفقيه بطهران. ولم تكن تحركاتها وتمويلها ومعسكرات تدريبها سرا أيضا، فطهران كانت تعوّل على هذه الأحزاب ليس في إسقاط نظام البعث فقط بل في تصدير ثورتها والدفاع عن سياساتها مستقبلا. وهذا ما نراه اليوم من خلال تدّخل فصائل شيعية مسلحة للدفاع عن النظام السوري المدعوم من طهران. فهل الأحزاب الشيعية وهي مخلب قط إيراني حتى في وطنها العراق مستعدّة لعلاقات وثيقة مع الكورد الحالمين بالأنفصال عن الدولة العراقية؟ وهل إيران توافق على إستقلال كوردستان وفيها مشكلة قوميات عدة ومنها الكورد؟

الحال نفسه ينطبق على تركيا ومشكلتها الكوردية والتي يعتبرها الحزب الديموقراطي الكوردستاني رئة الإقليم في علاقاته مع الخارج. أمّا السعودية والتي غازلت يوما سياسة الإقليم أثناء الحرب الطائفية لترتيب موازين القوى في وجه النفوذ الإيراني. فأنها بالحقيقة تعتبر متضررا كبيرا بل اكبر المتضررين من تفتيت العراق وإستقلال كوردستان، لأن العراق الجديد والذي سيحدها من الشمال سيكون شيعيا خالصا وتابعا لإيران بشكل كامل. علاوة على قوّته الإقتصادية كون أكبر حقول النفط العراقية ستقع ضمن حدوده الجغرافية الجديدة وقتها. وبالتالي ستكون السعودية محصورة بين قوّتين شيعيتين، ما يعني إمكانية تدخلات غير مباشرة أكبر في شؤونها وشؤون جيرانها الداخلية لوجود أعداد كبيرة من الشيعة فيها وفي البحرين والكويت، وما يترتب على ذلك من أخطار على أوضاعها وحلفائها الخليجيين الداخلية.

أمّا بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية وغيرها من تلك التي وضع الساسة الكورد الكثير من اوراق لعبهم على طاولتها، فوضعها وهي تُجاري الطموحات القومية المشروعة للكورد لم تكن بعيدة عن مصالحهم الجيوسياسية بالمنطقة. ومصالحهم هذه ومن خلال تجارب دولية عدّة ومنها تجربة الحركة الكوردية نفسها في سبعينيات القرن الماضي أثبتت، أنّ طموحات الشعوب تنتهي عند أوّل دولار يدخل خزائنها.

إن كان أمر الإستفتاء يكتنفه الغموض وخصوصا بعد الزيارة الأخيرة للسيد مسعود البارزاني لبروكسل ووجود تحفطّات عديدة على إجرائه، وبعد رفض انقرة وطهران وبغداد التام لإجرائه أيضا. ولوجود معارضة من قبل قوى كوردية لها ثقلها في الشارع الكوردي عليه، فهل سيمضي السيد البارزاني في مشروعه؟

لست بصدد شرعية السيد مسعود البارزاني الدستورية ولا بسلبه حقّه كمناضل من أجل قضايا شعبه من المضي في سبيل تحقيق تطلعاته "شعبه" تحت أي مسمى كان، ولا بشرعية البرلمان الكوردستاني الذي تعصفه المشاكل، ولا بالوضع الإقتصادي المعقّد في كوردستان، ولا بغياب بنى تحتية كي تكون نواة لبناء دولة عصرية، ولا بسيطرة عوائل على مقاليد السلطة، ولا بضياع مدخرات آلاف الناس وسرقتها من قبل قطط سمان على علاقة بنافذين من ساسة هناك، ولا بتقنين الديموقراطية بالإقليم .الا أنني أتساءل، هل من السياسة بشيء التحالف مع الاحزاب الشيعية دون أخذ ما تطرقنا اليه أعلاه بنظر الإعتبار؟ على القيادة الكوردية اليوم وهي ترى الاحزاب الشيعية وهم يقلبون الطاولة بوجهها، العمل من خلال ثقلها في البرلمان الاتحادي ومراكزها في الحكومة الاتحادية، على تغيير القوانين الأنتخابية لفرملة هذه الأحزاب وإفساح المجال امام القوى الديموقراطية للعب دور اكبر في الحياة السياسية بالبلد. لا أن تصر على إستمرار نهج المحاصصة الطائفية القومية، لأن فاتورة هذا النهج في حالة إنظمام السنّة بطلب سعودي في تطورات سياسية لاحقة الى جانب نظرائهم الشيعة، وهو أمر غير مستبعد لترتيب أوضاع المنطقة بين القوتين الإقليمتين خدمة لمصالحهما ستكون أثقل. على القيادة الكوردية كما ساعدت الاحزاب الشيعية للوصول الى سدّة الحكم وبناء نظام هو الأقرب الى النظام الثيوقراطي، أن تفتح أبواب الحوار الواسع مع جميع القوى المدنية الديموقراطية. كون هذه القوى هي الوحيدة القادرة على بناء دولة فدرالية حقيقية لا مكان فيها لتهميش قومي او ديني او طائفي.

السياسة فن وليست ردود أفعال. وإن فشل التحالف مع الاحزاب الشيعية يجب أن لا يقود الى فشل آخر عن طريق إحتضان قوى إرهابية أو متهمة بالإرهاب تحت إسم مكوّن سنّي لعقد مؤتمرات بأربيل نكاية بالأحزاب الشيعية. الوقت لم يفت بعد لتحويل قصر النظر السياسي الى بعد نظر سياسي خدمة لمصالح الشعب الكوردي والشعب العراقي بشكل عام ... دعونا ننتظر ونرى.



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- پانوروما الفرهود الكوردي الفيلي - العهر في زمن الدعاة -
- فوبيا الإلحاد عند العمائم والساسة الإسلاميين في العراق
- بيت الدعارة والتكليف الشرعي
- كوردستان العراق وتجربة قطر
- بريجنسكي وعمالة الأحزاب الشيعية العراقية لإيران ..
- المفوّضية تسابق الزمن لمنح الميليشيات صفة الأحزاب
- بروج يسارية عاجّية ..
- مفهوم الأغلبية السياسية بين ماكرون والمالكي
- زوّار الفجر في البتاويين
- هل أزّف موعد لقاء يساري يساري واسع ..؟
- المالكي يوعز بالهجوم على الحزب الشيوعي العراقي
- التاسع من نيسان ... فشل مدوّي للبعث وورثته ومعارضيه
- واشنطن تطلق نكتة من العيار الثقيل
- مساء الخير حزب الكادحين
- مهمّة إصلاح وتأهيل التعليم فوق طاقتكم وحزبكم أيها العبادي
- الى الكورد الفيليين من أتباع وأنصار وجماهير الأحزاب الشيعية
- لماذا لا يفتي السيستاني ضد ترّهات رجال الدين!؟
- الإمام علي -ع- ليس بِلصِّ يا شيعة العراق
- لبنان تقدّم مساعدات إنسانية للعراق!!
- الإسلاميون وإغتيال العراق علنا


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - أنه قصر نظر سياسي أيها السيد البارزاني