أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - مفهوم الأغلبية السياسية بين ماكرون والمالكي














المزيد.....

مفهوم الأغلبية السياسية بين ماكرون والمالكي


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 5518 - 2017 / 5 / 12 - 04:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما أن إنتهت الإنتخابات الفرنسية بإعلان فوز المرشح المستقل "إيمانويل ماكرون" أمام منافسته مرشّحة اليمين المتطرف "مارين لوبان" لتتنفس فرنسا ومعها أوربا بأكملها الصعداء، حتى وقف "ماكرون" أمام حشد من ناخبيه ليقول "الليلة أصدقائي، أنا مدين لكم، وأنا أعلم أنه من واجبكم الاستمرار في متابعة هذا الالتزام النشط
حتى النهاية، مهمتنا ضخمة. ستتطلب منا أن نبني من الغد فصاعدا أغلبية حقيقية قوية. هذه الأغلبية لازمة لإحداث التغيير الذي تتطلع إليه البلاد وتستحقه". فأي أغلبية يريد ماكرون الذي أكّد إلتزامه بثوابت الثورة الفرنسية "حرية، مساواة، أخوّة" ولماذا؟

الرئيس الفرنسي المنتخب يعرف جيدا أنّ التغييرات التي تحتاجها بلاده ورسمه لخارطة سياسية جديدة بحاجة حقيقية لأغلبية برلمانية مريحة في مواجهة خصومه، وهم اليوم نواب اليمين المتطرف ممثّلين بأعضاء "الجبهة الوطنية اليمينية بزعامة لوبن"، وهذه الأغلبية بالتأكيد هي أغلبية سياسية تجمع الذين لهم مصلحة حقيقية في فتح صفحة جديدة سمّاها ماكرون بصفحة "الأمل والثقة المستعادة". ففرنسا وهي تخرج من عنق زجاجة اليمين المتطرف بحاجة الى وحدة شعبها رغم الإنقسام الحاد بالمجتمع ذلك الذي أظهرته نتائج الإنتخابات الأخيرة.

لحاجة ماكرون الى أغلبية مريحة في الإنتخابات التشريعية القادمة نراه يخاطب أبناء شعبه من أنّه سيخدم "جميع الفرنسيين مهما كان اختيارهم في الانتخابات، وسأركز كل جهدي وطاقتي لتحقيق أمانيكم وتطلعاتكم". ليضيف من أنّه سيقف "في مواجهة أي محاولة للتفريق والتقسيم حفاظا على وحدة الأمة" وقال "سأحارب الانقسام الذي نواجهه والذي يؤثر علينا جميعا". أن زعيم الإليزيه الجديد يعرف جيدا أنّ الأغلبية البرلمانية هي طريقه لتنفيذ برنامجه السياسي الذي أوصله الى سدّة الحكم، ولكنه وهو في بحثه عن هذه الأغلبية التي يُتوقع أن يحصل عليها، لا يخاطب جزء من شعبه ولا ناخبيه فقط بل نراه يخاطب الشعب الفرنسي بأكمله قائلا "سأحارب الانقسام الذي نواجهه والذي يؤثر علينا جميعا".

دعونا نعود الآن الى بلادنا المنهكة ونبحث من خلال ركام الخراب الشامل فيها عن الأغلبية التي يدعو إليها المالكي الذي فشل فشلا ذريعا خلال رئاسته للوزارة مرّتين، ولا زال فشله مستمرا لليوم من خلال فشل حزبه الذي يقوده ظل باهت له "العبادي" في السلطة؟ وهل المالكي زعيما لكل العراقيين أو حتّى لكل الشيعة كونه يرأس حزب طائفي؟

يبدو أنّ المالكي الذي لا يستطيع الخروج من "قمقم" الطائفية الى حيث "شعبه ووطنه"، ولعطشه الى السلطة على رغم فشله وفشل كامل المشروع الإسلامي ومعه نظام المحاصصة الطائفية القومية، يفسّر الأغلبية السياسية بشكل طفولي. فالأغلبية السياسية عنده هو تحالف شيعي واسع يضمّ في صفوفه بضعة شخصيات سنّية وكوردية يشتريها بأموال نهبها وحزبه خلال سنوات ما بعد الإحتلال لليوم، ولا يعرف شيئا أو لا يريد أن يعرف شيئا عن أغلبية سياسية عابرة للطوائف والقوميات. فالمالكي وطيلة ثمان سنوات من حكمه لم يستطع أن يكون زعيما "لشعبه"، بل على العكس فأنه كان يعلن عداءه لقطاعات واسعة منه. ففي عهده إندلعت حرب طائفية أهلية راح ضحيتها عشرات الآلاف من أبناء شعبنا، وفي عهده إزدادت الفجوة بين العرب والكورد، وفي عهده تأسست العديد من الميليشيات وعصابات الجريمة المنظمة، وفي عهده وصل الفساد وهدر أموال الدولة الى مديات مخيفة ومرعبة، وفي عهده كانت "سبايكر" وتسليم ثلث مساحة البلاد لتنظيم داعش الإرهابي.

المالكي لا يستطيع اليوم ولا غدا من مخاطبة جميع أبناء شعبنا كما الرئيس الفرنسي، كما وأنّه لا يستطيع الخروج من عباءة الطائفية التي يمثلها حزبه الى حيث فضاء الوطن الواسع، وأنّه لا يستطيع بنفس الوقت محاربة الفرقة والتقسيم الذي يمر به بلدنا وشعبنا كونه وحزبه جزء فاعل الى جانب آخرين في ترسيخ مبدأ الفرقة والتقسيم. لذا فأنّ أي حديث عن أغلبية سياسية يدعو لها لا تخرج من أغلبية طائفية شيعية، وهنا مكمن الخطر وإستمراره.

إن كان المالكي جادّا بمشروعه هذا فعليه، الخروج من التحالف الشيعي، حلّ البيت الشيعي، حلّ الميليشيات بشكل عام وحصر السلاح بيد الدولة، عدم إعلانه علنا بمعاداته لقطاعات واسعة من "شعبه" تحت مسمى معاداته للعلمانية والحداثوية وغيرها، صيانة الحريات ومنها حرية التظاهر وعدم إلصاق تهم العمالة بالمتظاهرين، إقراره بفشل مشروعه الإسلامي الذي لم يجلب لبلادنا وشعبنا الا الكوارث، العمل على سن قوانين تحد من سلطة رجال الدين والعشائر وتدخلهما في حياة الناس. والعمل على إطلاق مشروع وطني للإنقاذ من خلال طاولة حوار تضم كل الخيّرين في هذا البلد وإبعاد كل الميليشياويين عنه.

الأغلبية السياسية التي لا يريد المالكي فهمها، هي أغلبية الوطن وليس أغلبية الطائفة، أغلبية الشفافية وليس أغلبية الفساد، أغلبية الشعب وليس أغلبية الأحزاب، أغلبية الحريات وليس أغلبية القمع، أغلبية الإستقرار وليس أغلبية الفوضى، الأغلبية التي نحتاجها اليوم هي أغلبية البناء وليس أغلبية الهدم، وهذه الأغلبية لن يستطيع المالكي تطبيقها وهو يحمل معولا طائفيا بيد وآخر للفساد بيده الأخرى.

السيد المالكي، هل عرفت بماذا يتميّز عنك ماكرون؟



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زوّار الفجر في البتاويين
- هل أزّف موعد لقاء يساري يساري واسع ..؟
- المالكي يوعز بالهجوم على الحزب الشيوعي العراقي
- التاسع من نيسان ... فشل مدوّي للبعث وورثته ومعارضيه
- واشنطن تطلق نكتة من العيار الثقيل
- مساء الخير حزب الكادحين
- مهمّة إصلاح وتأهيل التعليم فوق طاقتكم وحزبكم أيها العبادي
- الى الكورد الفيليين من أتباع وأنصار وجماهير الأحزاب الشيعية
- لماذا لا يفتي السيستاني ضد ترّهات رجال الدين!؟
- الإمام علي -ع- ليس بِلصِّ يا شيعة العراق
- لبنان تقدّم مساعدات إنسانية للعراق!!
- الإسلاميون وإغتيال العراق علنا
- قراءة في إفتتاحية طريق الشعب حول - مشروع قانون انتخاب مجالس ...
- متى يعلن الإسلاميون إفلاس العراق؟
- أستفتي السيد السيستاني حول إنتخاب الأحزاب الإسلامية...
- أنا أعرف -الملثّمين- في ساحة التحرير
- أيّ داعش كانت في الغدير أمس؟
- أمنيات لن تتحقق بالعراق في العام القادم
- 16.6 مليار دولار
- نوري وحزبه ودمار العراق


المزيد.....




- -تنمر وخيانة-.. المتحدث باسم خارجية إيران عن الضربات الأمريك ...
- من فوردو إلى أصفهان.. إليكم تسلسل هجوم أمريكا الزمني على منش ...
- الصواريخ الإيرانية تخرق القبة الحديدية.. دمار كبير يصيب عدة ...
- هل -انتهى- البرنامج النووي الإيراني بالفعل كما أعلن ترامب؟
- هل تم استهداف محطة بوشهر النووية جنوب إيران؟
- مؤتمر صحفي لوزير الدفاع الأمريكي : -دمّرنا البرنامج النووي ا ...
- ضربات إيرانية متواصلة على إسرائيل تحدث اضرارا بمواقع مختلفة ...
- مضغ العلكة قبل الأكل.. حيلة غذائية أم فخ للجهاز الهضمي؟
- ما القصة وراء تسريب 16 مليار كلمة مرور؟
- إيران تمتص أثر الضربة الأميركية وتخفي طبيعة ردها القادم


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - مفهوم الأغلبية السياسية بين ماكرون والمالكي