أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - بغداد تحتضن حلف سنتو جديد














المزيد.....

بغداد تحتضن حلف سنتو جديد


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 5665 - 2017 / 10 / 10 - 04:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أكدت تصريحات لعضو قيادي في دولة "القانون" عن نيّة السيد العبادي إرسال دعوتين رسميتين للرئيسين الإيراني "روحاني" والتركي "أوردوغان"، لعقد قمّة ثلاثية بينهما نهاية الشهر الجاري بشأن الإستفتاء الذي جرى مؤخرا في إقليم كوردستان العراق. ويبدو أنّ القضية الكوردية والتي أصبح الإستفتاء رأس حربتها في البلدان التي يعيش الشعب الكوردي فيها ستأخذ نصيبها من المواجهة كعدو لهذه البلدان، عوضا عن الإتحاد السوفيتي السابق والذي تأسس حلف السنتو أو ما يعرف بحلف بغداد لمواجهته أثناء الحرب الباردة.

لقد تأسس حلف بغداد نهاية شباط سنة 1955 بين تركيا والعراق واللذان أصدرا ميثاقا بإسم "المعاهدة المركزية" نصّ على "تعاون الدولتين في مجالات الأمن والدفاع"، وترك حينها الباب مفتوحا أمام دول الشرق الأوسط التي يهمّها وقف الخطر الشيوعي والدفاع عن "السلم والأمن" بالمنطقة. لينضم إليه لاحقا كل من إيران والباكستان وبريطانيا برعاية أمريكية، والتي إنسحب منها العراق بعد قيام ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 .

إنّ حكومة بغداد وهي تستعين بالشاه الصفوي والسلطان العثماني في مواجهة الشعب الكوردي وإستفتاءه، وتجري معهما المناورات العسكرية على حدود بلدنا معرّضة السلم فيه للخطر. فأنها تعود الى تلك الحقبة التأريخية التي قبرتها ثورة تموز لتعلن وبقوّة عن نيتّها المشاركة في إنشاء أحلاف عسكرية وأمنية على الضد من مصالح العراق وشعوب المنطقة على المديين المتوسط والبعيد. وفيما إذا أقدم قادة البلدان الثلاثة على توقيع إتفاقات أمنية وعسكرية أثناء لقائهم المرتقب وهو الإستنتاج الأرجح، فأن سورية مرشّحة هي الأخرى للدخول معهم في هذا الإتفاق من أجل محاصرة الشعب الكوردي وضرب حركته التحررية.

أنّ الأمر الذي لا يريد العبادي فهمه ومعه تحالفه الشيعي الذي ساهم مع بقية القوى المتحاصصة "كورد وسنّة" في دمار العراق وتدمير الوشائج الإجتماعية بين أبناء شعبه لطائفيتهم وقوميتهم، هو أنّ الساحة السياسية بالمنطقة بل وبالعالم بحاجة الى قراءة جديدة من جانبهم ومن جانب حلفائهم في إيران وتركيا وسوريا. فالقراءة القديمة لشكل الصراعات ومبدأ إستخدام القوّة لحلّها أصبحت أمرا غاية بالصعوبة، حيث تشابك المصالح وتقاطعها بين العديد من البلدان أصبح السمة الأبرز على المسرح السياسي الدولي. يبدو أنّ حكام العراق لا يريدون على ما يبدو أن يعرفوا أنّ تركيا مكروهة أوربيا وإيران مارقة بنظر الولايات المتحدة والتي في طريقها لتأزيم علاقاتها مع إيران أكثر، من خلال وضع الحرس الثوري الإيراني على لائحة المنظمات الراعية للإرهاب وتهديدها بمراجعة أتفاقها النووي معها.

من المفروض على السيد العبادي وبدلا عن سعيه لتشكيل أحلاف عسكرية وأمنية وحتّى سياسية مع بلدان الجوار وغيرها، فتح أبواب الحوار على مصاريعها ليس مع سلطات الإقليم فقط بل ومع جميع الأحزاب والمنظمات السياسية بالبلد تلك التي يهمّها إستقراره وتقدمه. كوننا اليوم بحاجة أكبر لإيجاد حلول آنية وسريعة للحيلولة دون تطور النزاعات السياسية الى نزاعات عسكرية أو التهديد بها. على السيد العبادي أن يتصرف كرجل دولة يهمّه بالنهاية وحدة بلده وسعادة شعبه دون أيّ تدخلات أجنبية، كما وعلى الساسة العراقيين الآخرين ترك مناكفاتهم السياسية والجلوس الى طاولة الحوار، من خلال الدعوة الى مؤتمر وطني واسع لإيجاد أفضل السبل للخروج من أزماتنا التي بدأت تتناسل بشكل أميبي. وعندما نقول مؤتمر وطني واسع فأننا نعني مؤتمر "مثلث المحاصصة + بقية القوى الوطنية المؤمنة بالعملية السياسية". لأن أي مؤتمر بين نفس القوى المتحاصصة وإبعاد الآخرين عنها، يعني العودة الى نقطة الصفر أي نقطة بدء المشاكل من جديد.

العالم اليوم ليس كما العالم سنة 1955 وحلف بغداد اليوم لن يكون أحسن حظّا من سابقه، فليفكر العبادي وحزبه ألف مرّة قبل بدء مغامرتهم الجديدة والتي لن تضيف لشعبنا ووطننا الا دمارا أكبر... فهل سيعي ذلك ؟



#زكي_رضا (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاطمة الزهراء على حدود كوردستان
- لا تنسي الجوع يا بغداد
- براءة الإمام الحسين من شيعته
- العبادي يتّهم المالكي بالتآمرعلى البلاد
- حزب الله وحزب الدعوة وداعش
- الكفيشي وقائده الضرورة يتقيئان فساداً وعمالة
- ليلة القبض على الشيطان
- الإسلاميون هم عملاء وخونة وبلا أخلاق وليس الشيوعيين والمدنيي ...
- سانت ليغو وسجائر بهمن الإيرانية
- أنه قصر نظر سياسي أيها السيد البارزاني
- پانوروما الفرهود الكوردي الفيلي - العهر في زمن الدعاة -
- فوبيا الإلحاد عند العمائم والساسة الإسلاميين في العراق
- بيت الدعارة والتكليف الشرعي
- كوردستان العراق وتجربة قطر
- بريجنسكي وعمالة الأحزاب الشيعية العراقية لإيران ..
- المفوّضية تسابق الزمن لمنح الميليشيات صفة الأحزاب
- بروج يسارية عاجّية ..
- مفهوم الأغلبية السياسية بين ماكرون والمالكي
- زوّار الفجر في البتاويين
- هل أزّف موعد لقاء يساري يساري واسع ..؟


المزيد.....




- أمير الموسوي في بلا قيود: تخصيب إيران اليورانيوم بنسبة 60% ...
- بعد مرور شهر على نظام المساعدات الجديد في غزة، أصبح إطلاق ال ...
- حكم للمحكمة العليا الأمريكية يُوسّع صلاحيات ترامب، والأخير ي ...
- عاجل: ترامب يقول إن وقف إطلاق النار في غزة بات قريباً، ويأمل ...
- ترامب للمرشد الإيراني علي خامنئي: لقد هزمت شرّ هزيمة
- سوريا تعلن ضبط نحو 3 ملايين حبة كبتاغون بعد اشتباك مع مهربين ...
- إعلام إسرائيلي: جثث 3 أسرى في غزة أعادها عناصر من مجموعة أبو ...
- القلق يتصاعد بعد ضربة إسرائيلية استهدفت سجن إيفين... مصير سج ...
- موقفا تخفيف العقوبات عن إيران.. ترامب لخامنئي: أنقذتك من -مو ...
- جيش الاحتلال يقتحم كفر مالك والمستوطنون يصعّدون بالضفة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - بغداد تحتضن حلف سنتو جديد