أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - شهرزاد بين المعتمد العبادي وحيدر العبادي














المزيد.....

شهرزاد بين المعتمد العبادي وحيدر العبادي


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 5717 - 2017 / 12 / 3 - 04:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في منتجعه الصيفي على السواحل اللازوردية بالريفيرا الأرستقراطية، جلست شهرزاد في حضرة الملك المعظّم لتروي على مسامعه حكايتها لليلة الثالثة بعد الألف، وبعد أن غادر الخدم والحرس القاعة الملكية حيث مخدع شهريار، بدأت شهرزاد حكايتها :

يروى أيها الملك السعيد ذو الرأي السديد، أنّ الفساد بعد قرون في بغداد حيث ملكك اليوم قد شاع على يد قطّاع طرق كانت لهم مغارة كبيرة جدا تسمى المغارة الخضراء. واللصوص هؤلاء سيدي الملك لم يكونوا يتواروا نهارا كما لصوص اليوم ليخرجوا ليلا وينهبوا الناس والطرقات، بل كانوا هم من يحكم بغداد في عهد إنحطاطها ذاك والذي أطلق المؤرخون عليه عهد الإنحطاط الإسلامي. والملفت للنظر مولاي الملك أن الناس وقتها هم من كانوا ينتخبون اللصوص بفتاوى من رجال الدين، كما وأنّ رجال الدين أنفسهم كانوا على رأس هؤلاء اللصوص ويبررون سرقاتهم واللصوص بحيل لم تخطر حتّى على بال إبليس ويسمونها حيل شرعية.

لقد وصل الفساد والنهب للمال العام والبلد بعد أربعة عشر عاما من حكم رجال الدين واللصوص الذين معهم الى مستوى لم يشهده أي بلد من بلدان العالم، حتى باتت بغداد التي تنعم بالكتاتيب والمارستانات والحمّامات والبازارات والأمن عهد حكمك الرشيد اليوم، مدينة أميّة ومريضة ولا ماء فيها والأمن فيها مفقود. وخوفا من أن يستفيق الناس من نومتهم بتأثير ترياق رجال الدين للدفاع عن مصالحهم والفساد يلف البلد من أقصاه الى أقصاه، إجتمع البعض من اللصوص بأوامر من رجل دين كبير عندهم وتدارسوا الأمر فيما بينهم وأتفقوا على "محاربة" الفساد !!! فهل اللصوص هؤلاء كانوا فعلا يريدون "محاربة" الفساد؟ وهل كانوا قادرين على الوقوف بوجه زعمائهم من اللصوص والفاسدين؟ وهل محاربة الفساد ممكنة من خلال رجل كان حتّى الأمس القريب ولليوم عنصر مهم من العصابة نفسها، ويعرف عنه رفاقه الكثير من الزلّات والهفوات التي من خلالها يستطيعوا أن يضعوه في "خانة اليك" كما في لعبة النرد.

عدّلت شهرزاد من جلستها بين يدي شهريار والليل ينزوي في ركن من السماء تاركا الفجر يغزل خيوطه ليعلن نهار جديد على تلك الشواطيء الساحرة لتقول: قريب من هذه الشواطيء، دخل "المعتمد العبادي" صاحب قرطبة وإشبيلية الحمام يوما وكان ثملا، وأمر أن يدخل النحلي الشاعر معه، فجاء النحلي، وقعد في مسلخ الحمام حتى يستأذن له، فجعل المعتمد العبادي يحبق "يضرط" في الحمام، وهو خال، وقد بقيت في رأسه بقّية من السكر، وجعل كلما سمع دويّ حبقته، يقول: الجوز، اللوز، القسطل، ومرّ على ذلك ساعة، الى أن تذكّر النحلي، فدعا به، فلمّا دخل، قال له، من أي وقت أنت هنا؟ قال: من أوّل ما رتّب مولانا الفواكه في النصبة (النصبة مائدة ترتب فيها الفاكهه) * فضحك شهريار ونظر الى عيني شهرزاد ليعرف نهاية الحكاية ، فقالت: أنّ العصابة بخضراء بغداد أيها الملك السعيد إنتخبت من بينها رجلا إسمه "حيدر العبادي" ليتقدم الصفوف في محاربة الفساد!! متناسية عن قصد وعمد وضحكا على ذقون الناس، أن (حيدر العبادي) كان في جوقة الفساد منذ أن رُتّبَت النصبة، الّا أنّه وبدلا عن جوز ولوز وقسطل (المعتمد العبادي) يقول الكوميشينات، المشاريع الوهمية، سرقات النفط، والفساد على مختلف أشكاله.

وقتها نظر الملك من خلال النافذة الى أمواج البحر وهي تضرب الشاطيء اللازوردي بلطف، إذن فمملكتي التي عمّرتها اليوم سيخربها اللصوص مستقبلا، فأجابت شهرزاد: نعم أيها الملك السعيد سيخربّها اللصوص المؤمنون وتصبح بغداد الزاهية اليوم أثر بعد عين. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

* نفح الطيب 3/234 .



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا إنتصار على الفساد في ظل المحاصصة
- متى يشرعن البرلمان العراقي قانون تفخيذ الرضيعة والتمتع بها!؟
- سبل عرقنة العراق والحد من تفريسه أيها السيد تيلرسون
- لمَ الثقة بالصدر وتيّاره؟
- تصريح إيراني وقح وصمت عراقي ذليل
- إنهم يقتلون الشعب الكوردي .. أليس كذلك؟
- بغداد تحتضن حلف سنتو جديد
- فاطمة الزهراء على حدود كوردستان
- لا تنسي الجوع يا بغداد
- براءة الإمام الحسين من شيعته
- العبادي يتّهم المالكي بالتآمرعلى البلاد
- حزب الله وحزب الدعوة وداعش
- الكفيشي وقائده الضرورة يتقيئان فساداً وعمالة
- ليلة القبض على الشيطان
- الإسلاميون هم عملاء وخونة وبلا أخلاق وليس الشيوعيين والمدنيي ...
- سانت ليغو وسجائر بهمن الإيرانية
- أنه قصر نظر سياسي أيها السيد البارزاني
- پانوروما الفرهود الكوردي الفيلي - العهر في زمن الدعاة -
- فوبيا الإلحاد عند العمائم والساسة الإسلاميين في العراق
- بيت الدعارة والتكليف الشرعي


المزيد.....




- بتكليف من بوتين.. شويغو في بيونغ يانغ للقاء الزعيم الكوري ال ...
- نتنياهو وإيران: تلويحٌ بالتغيير من الداخل واستدعاء واشنطن إل ...
- -واينت-: مقتل جندي من جولاني في خان يونس وإصابة 4 آخرين بجرو ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل أشخاصا أحضروا كاميرات لبث مباشر لضر ...
- هل بدء العد النازلي نحو -القنبلة النووية الإيرانية-.. من يص ...
- أشار إلى عملية البيجر.. سفير إسرائيلي: هناك -طرق أخرى- للتعا ...
- ‌‏غروسي: أجهزة الطرد المركزي في نطنز ربما تضررت بشدة إن لم ت ...
- OnePlus تعلن عن حاسب ممتاز وسعره منافس
- جيمس ويب يوثق أغرب كوكب خارج نظامنا الشمسي تم رصده على الإطل ...
- الاستحمام بالماء الساخن.. راحة نفسية أم تهديد صحي خفي؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - شهرزاد بين المعتمد العبادي وحيدر العبادي