أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم الخياط - وعلى نفسها جنت الحكومة














المزيد.....

وعلى نفسها جنت الحكومة


ابراهيم الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 1482 - 2006 / 3 / 7 - 11:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إنقضى نصف عام من 2005 حتى إنبثقت حكومة تم حشر الوزراء فيها حشراً ، وعندما أرادت جماعة بعينها ست وزارات بينما لم يتبق في جيب الدكتور الجعفري سوى خمس ، قام من ساعته وشطر إحداهن كي توائم البذلات لابسيها ، ثم بقي عنده وزير وإكتملت الحكومة فإبتدع الدكتور الجعفري وزارة لا نظير لها في العالمين الأولين ولا في العالم الثالث ، سماها وزارة الجمعية ، وندري أن عمر الجمعية لا يتعدى نهاية عام تشكيل الحكومة أي 2005 ، ولكن لا ندري كيف يستجوب النواب وزيرهم اذا ما أثيرت حالة استدعت إستدعاءه ، ويا لكثر القضايا المثارة والمثيرة على بساط الوزارات .
أشهد أن الدكتور الجعفري قد تعب جداً ـ ويثاب على جهده ـ حتى تمكن من تشكيل حكومته ، ولكنها جاءت مهلهلة لأنها مثلت الفائزين في انتخابات سادتها العواطف دون البرامج ، وجاءت تمثل محاصصة مقيتة كرست الطائفية ، ولا ننسى أن احدهم ـ بصفته ينتمي الى أو ( يمثل !! ) طائفة محددة ـ قال بعد توزيع كعكة الحقائب : ان وزارة ( الثقافة ) لو لم تكن تافهة ، لما خصصوها لملتنا .
بطبيعة الحال يقصد ( حصصوها ) ، وهنا أستثمر أثير الحرية لأهمس في أذن الحكومة ( بعد أن أرفع القطن منها ) بأن المحاصصة هي غير الوحدة الوطنية ، فالأولى تعتمد الطائفية وتلغي الكفاءة والنزاهة والوطنية ، وتحدد خرائط التوزيع الأثني ، وتلون المحافظات بمذاهبها ، وتكون احتفالات الوزارات على أجندة تبعية وزرائها وهلمجرا ، بينما الوحدة الوطنية تستند الى المكونات الفكرية لمجتمعنا ، والى حضور الأحزاب السياسية ، وإلتئام أطيافها في قوس قزح عراقي ، وتكرس المواطنة دون العرقية والمذهبية ، وتعتمد التاريخ النضالي الأبيض ضد الدكتاتورية مع توفر الأداء والأمانة ، وعليه فليكن كل الوزراء من الشيعة او كلهم من الآشوريين ، ثم ان الوحدة الوطنية تجعل عيون المحافظات على البؤبؤ / بغداد ، وتدعها تنتمي للوطن دون الطوائف ، وتسبغ على الوزارات أجندة لا تعرف سوى الأيام الوطنية .
إنّ ما قاله هيغل : " البدايات الخاطئة ، تؤدي حتماً الى نتائج خاطئة " ينطبق على تشكيل حكومتنا قبل عام ، فالمحاصصة جعلتها كليلة ، ومخفقة في أداء عملها ، وغير قادرة حتى على استقطاب ناخبيها هي ، ورأينا ذلك في تداعيات قرار زيادة أسعار الوقود ، وتشكيلها غير المستند الى الوحدة الوطنية تركها ضعيفة في أكثر من أزمة ، ونسلسل أحداث تلعفر ، عصيانات السماوة والناصرية ، جسر الأئمة ، معتقل الجادرية ، الأمطار الغزيرة ، الطعون القوية ضد مجرى الانتخابات ، ضجة " كتائب " الموت ، ثم الانفلات الذي أعقب إستهداف الروضة العسكرية الجليلة في سامراء .
الحكومة التي إنتقد اداءها السيد السيستاني أتت من رحم المحاصصة ولذا فقد أخفقت في توفير الخدمات البلدية والخدمات الأساسية من ماء وكهرباء ووقود وحصة تموينية وكذلك في اجتثاث الفساد أو الحدّ منه ، وقبل هذا وذاك أمن البلد وامان المواطن ، والإ فما يعني أن تطبق الحكومة حظراً للتجوال في يوم ، وحين رأت نتيجته حسنة ، إستعذبت ذلك ففرضته في يوم تال ، بل أخذتها العزة بالضبط فثلثته ، فهل يعني هذا ان فقط من يدخل داره ويلزمها سينأى عن الموت ؟ وماذا نفعل نحن الذين قوتنا يتأتى من خروجنا الى أعمالنا اليومية ، وقد إعتكفنا لأيام ثلاثة ؟ ثم ان أيّا من عامة الناس دون ساستهم هو بقادر على قيادة البلد وبسط الأمان اذا ما فرض حظر تجوال مستمر ، وهذا الضعف بعينه ، فبأي آلاء المصيبة نقنع ؟
صار المحلل وغيره يعرف أن الطائفية في العراق هي بذرة زرعها النظام المباد ، وسقاها الاحتلال بجهالة ، ثم نمت على أيدي جنائنية الحكومة التي إنتهت ولايتها توّاً ، وهي ـ أي الطائفية ـ ذات رداء سياسي وليست بدينية ، لأن العنف إستفحل بين أطراف الإسلام السياسي ، ولم تشمل عامة المسلمين في بلادنا ، اللهم الاّ كضحايا ، وهذا مرد تفاؤل للثقة بأن الفتنة مؤودة ، والحرب الأهلية تدور فقط على مناضد رمل الجبناء وأهل الظلام والأيتام ، فحتى لا تجني الحومة على نفسها ، وعلينا ، وحتى نضمن اللقمة ، ونأمن على وطننا ، وحتى تصان شعائر كل الملل ، وحتى نقبر الفتن جميعها ، وحتى نفرح بخلاصنا من الدكتاتورية البغيضة ، وحتى تنعم بالامان دور العبادات كافة ، وحتى نلتزم بالدستور مادة مادة ونطبقها ، وحتى لا تستقوي علينا الميليشيات ، وحتى لا نلجأ للطوارئ وحظر التجوال ،وحتى لا نحتاج لشرطة تحمي حتى شرطتنا ، وحتى نفي نذور الشهداء والضحايا ، وحتى ننام بلا خوف ، ونعتاش بسلام ، نتمنى على أهل الحل والعقد أن يزفوا إلينا خبر تشكيل حكومة الوحدة الوطنية .



#ابراهيم_الخياط (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الحسين الى عبد الكريم قاسم
- إتحادك معك أيها البروفسور
- من قصائد ملتقى السياب اوائل 2006 الذي اقامته جامعة البصرة
- الضيوم
- متحف لعرض شواهد الطاغية
- هذه القائمة هي التي سأنتخبها
- في حوار مع الناطق الإعلامي لإتحاد أدباء العراق :
- صارحينا ياحكومة
- الى الدكتور مالك المطلبي أني اقدم اعتراضي … واعتذاري !
- قلبي على قلبي
- ويسألونك عن الهويدر
- صارحينا يا حكومة
- اليوم الذي طال انتظارنا له
- وجد ودفء وكسرة حرب
- علم المقابر اليونانية
- هل يتعظ المداحون؟
- يا فضائيات هذه بعقوبة الحقيقية
- انه اتحاد ادباء العراق
- حتى لا نعيد مأساة عبد الكريم قاسم
- ادباء المنفى بين جريدة الصباح ووزارة الثقافة


المزيد.....




- للمرة الأولى.. أطباء أسناء يركّبون سنًّا لدب بني
- أمل عرابي: دفاع ترامب عن نتانياهو يؤكد وجود مصالح سياسية مشت ...
- تفاعل الأوساط السياسية الإسرائيلية مع دعوة ترامب لوقف محاكمة ...
- روسيا تطوي صفحة اتفاق نووي مع السويد عمره 37 عاما
- البرش: الاحتلال يكثف هجماته على مراكز الإيواء وإصابات منتظري ...
- إلغاء جلسات محاكمة نتنياهو بعد مشاركته في جلسة سرية بالمحكمة ...
- لماذا أفريقيا أولوية لإيران بعد الحرب؟
- شاهد.. بوغبا يبكي خلال توقيع عقده مع موناكو الفرنسي
- الاحتلال يصعد بالضفة ويعتقل العشرات بالخليل واعتداءات المستو ...
- إيران تشكك في التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار وتؤكد جاهزيتها ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم الخياط - وعلى نفسها جنت الحكومة