ابراهيم الخياط
الحوار المتمدن-العدد: 1379 - 2005 / 11 / 15 - 10:08
المحور:
الادب والفن
شريكين كُنّا
وكأن كلّ البرايا ضدادُ
شريكين بلا ليلٍ
فيغمرنا من فجر الحروب
سواد
شريكين ولا منيةَ لنا
سوى دارٍ
تحوّطها ـ سهواً ـ بلاد
فلما أخرجتني من مضافتها
الأماني
شريكين بتنا : أنا والرماد
نزيلين بتنا ،
بعدما خَلتْ منيَ نار الياسمينْ
ونامتْ غربتي الكريمة
ـ في مهاجع البَخور ـ
تحلم بهل أتى على الشعراء حينْ ؟
وها أنتذا بخذلانك تياهٌ
تحت مزهى القالة النادمينْ
فما الذي أنتَ تبكيهْ ؟
وما الذي ترجى؟
يا عاشقاً تناهبته الغيرة الطبقية
واتسقتْ كاسات الانكسار فيهْ
قلبي عليكَ …
قلبي على قلبي ينوحْ
في أولِ حربٍ …
خسر الكلام
وفي آخر الحروبِ،
خسرَ الروحْ
وقلبي عليكَ ..
قلبي على قلبي حزينْ ..
وفي كل غزوةٍ كنت أتعب قبل قيلولةِ
الضحايا وأنا المشاء الشهيد في ركَب
الغُزاة الغُرّ ، كنت أرتقي أبراجَ
المخافة والقبابَ التي انتبذتُها من بين
أضلاع بغدادَ ، وكنتُ هياماً حدّ السكوتِ
حين أتلفع الغيمة الغشومَ وأمتهن
التجوالَ على محيط العراق ، هذا المسوّر
بالجزائر الرملية ،
وبضع راسيات غفينَ على سرابِ
قيل الحكومة ، هذا السفين الجامع للإغاثات
الخجولةِ واحتجاجاتِ الجيرةِ وشكاةِ
حبيبتي …
وكنت أبكي عليكَ …
قلبي على قلبي بكى
في غزوةٍ لم يشتك
في غزوة أخرى اشتكى
وقلبي عليكَ
قلبي على قلبي أمينْ ،
وفي كل نازلةٍ كنت اتنزه عند ملقى
الأنهار المسفرة من خرائب قرىً لم تهملها
مذكرة التفاهم أو حادي التجانيدِ
ولا الضباط المدنيون بعد الدوام الرسميّ
وفي كلّ جاريةَ كنت أجري ، وفي كلّ
راكدةٍ كنت أعوم ، ولمّا شربَ
القلب عراقه ، إكتفى بك منه
ـ يا كافتي ـ فارتويت .. بكِ ارتويت ..
وقلبي عليكِ …
قلبي على قلبي هفا
في غزوة لم يرتو
في غزوةٍ اخرى اكتفى
قلبي على قلبي نعمْ .
#ابراهيم_الخياط (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟