اسماعيل خليل الحسن
الحوار المتمدن-العدد: 1481 - 2006 / 3 / 6 - 11:03
المحور:
كتابات ساخرة
(1) الساحر
كان للساحر خطم ذئب رفع قبعته العالية تحية للجمهور, و ألقى بقفازيه فتبدت براثنه الحادة, فتح حقيبته و صفّق بيديه وإذ بمساعديه يجـرّون قفصا فيه كائنات بشريّة, أخرج كائنا و استعرضه للجمهور قال هذا عربي مسلم انظروا إلى عضوه المقطوع. قذفه إلى الأعلى و قبل أن يهوي اخرج مسدسا و بخفة منقطعة النظير افرغ طلقاته بالجسد الطائر فارتطم بالأرض جثـّة هامدة. صفـّق الجمهور المندهش طويلا و انحنى الساحر المنتشي.
أخرج كائنا آخر قال هذا عربي مسيحي انظروا إلى فلفته لم تمسسها موسى المطهّر, ربطه إلى سارية و استل من حقيبته قوسا و نبلا وسدد إلى هامة الكائن و أطلقه, استقر النبل في دماغ الكائن فاهتاج الجمهور تصفيقا و تصفيرا.
أخرج كرديـّا و ألقاه في وعاء تغلي به الماء كان الكائن يصرخ و يصرخ حتى انطفأ, أما الجمهور فكان يضحك بحالة هستيريّة و الساحر الذئب ينحني ممتنـّا.
اخرج آشوريا و سريانيا و يزيديا و سنيا و شيعيا و علويا و حشر فيهم جميعا سفودا و شرع يشويهم على الجمر تصاعدت رائحة الشواء, كان الجمهور يضحك مطخطخا و انهمرت الدموع من الضحك.
لم يكن ذلك الجمهور إلاّعرب مسلمون و مسيحيون, أكراد و آشوريون وسريان و يزيديّون, سنّة و شيعة و علويون!!!
عتب عليّ صديق أرميني و قال: ما هذه الحكاية ليس فيها عنصر أرميني لا بين الكائنات و لا بين الجمهور!!!
(2) القشرة
كان الصوص داخل البيضة قد وصل إلى نهاية دورته في النمو وشرع يطرق بمنقاره القشرة ليكسرها حتى يخرج منطلقا إلى الحياة, عاندت القشرة وقالت : لم يبق إلا صوص حقير يكسرني, كانت إرادة الحياة أن يخرج الصوص من حجرته فزودته بكل أسباب القوة لكن القشرة زادت من سمكها و عنادها حتى انهارت قوة الصوص فسكن مدة لكنّ الحياة واصلت مددها له بالقوة.
كادت القشرة أن تشقق هذه المرة لكنها صمدت رغم بعض الصدع.
انهار الصوص و تداعى و عجزت الحياة من حقنه بالقوة فتعوّد على ضعفه و هزاله و أمعن في عدم الاستجابة.
كانت الروائح المنتنة قد بدأت تتسرب من الصدع و كان الخمول يزيد التعفن داخل البيضة فتفوح الروائح المنتنة.
مر أحدهم و شم الرائحة فاهتدى إلى البيضة, دهسها بقدمه الثقيلة فسحق الصوص و طحن القشرة و انعدمت الحياة.
انها لم تكن بالنسبة له سوى بيضة فاسدة!!!
#اسماعيل_خليل_الحسن (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟