أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل خليل الحسن - برزان التكريتي يحاضر في اللاقانون














المزيد.....

برزان التكريتي يحاضر في اللاقانون


اسماعيل خليل الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 1409 - 2005 / 12 / 24 - 07:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بداية لا بد من قول كلمة في محكمة الجنايات التي تحاكم طاقم الحكم السابق في العراق.
إنها تنصب للمتهمين في ظلّ الاحتلال و بتكليف منه, فمثولهم كمتهمين في جريمة عادية خطأ قانوني جسيم, في حين كان ينبغي اعتبارهم أسرى حرب, و من ثم عرضهم على محكمة دوليّة إذا كانت التهم تتعلّق بإبادة الجنس البشري " في الجرائم المنسوبة إليهم بالقتل الجماعي و الاعتقال غير القانوني في ظروف غير إنسانية " أو تدمير البيئة الزراعية " في جريمة تجريف البساتين في الدجيل ".
إن نزاهة و مصداقية المحكمة تظلان موضع شك نظرا لأمرين:
** العدائية التي تحيط بالمحكمة من قبل طاقم الحكم الذي يستمد شرعيته من التغيير بموجب الاحتلال وهي شرعية قامت باعترافهم على معلومات غير صحيحة و بدون الحصول على إذن من مجلس الأمن, أما حجة الديمقراطية و حقوق الإنسان فان أبو غريب و الجادريّة و انعدام الأمن وتزوير الانتخابات, كل هذه الأمور لم تترك لنظام صدام شيئا يتميّز به!.
** و العدائيّة من قبل بعض أوساط الرأي العام المتضرر من تعسّف النظام السابق, و المولع بالرغبة في الانتقام, بدليل قتل محاميي الدفاع و تهديد من تبقّى منهم.
و مع ذلك, كانت المحاكمة فرصة لأركان النظام السابق ليحاضرون في القانون و السياسة و ليعبرون عن آرائهم إلى الرأي العام رغم قطع الرقابة لأصواتهم حين يكون ذلك محظورا. فكان الأجدر بالمتهمين أن يفهمون أصول اللعبة و يمررون ما يريدون قوله دون إحراج الرقيب الذي يشهر مقصّه ليس في وجه المتهم فحسب بل في وجه الجمهور بالدرجة نفسها.
كان على برزان ألا يفقد أعصابه مثلا ويكيل الشتائم هنا وهناك, حيث يجعل لسان المتلقي يقول: إذا كنت شرسا في القفص فكيف كنت حين وضعت خصومك فيه, انك تجعل الجريمة تلبسك و جسمك في الأصل لبّيس.
لم يستطع المتهمون " رغم التنبيهات المتكررة من رئيس المحكمة " التفريق بين توجيه الأسئلة للشهود خدمة للدفاع الذي سوف يقدمونه في حينه, فباشروا بالمرافعة الدفاعيّة بشكل ارتجالي و لم يسلم الدفاع من هذه الهنة أيضا بينما كان الأحرى بهم الاحتفاظ بملاحظاتهم و عدم كشف أوراقهم ليفاجئون تقرير هيئة الاتهام بمرافعات مدروسة و محكمة السبك والانقضاض عليه في الوقت المناسب.
و بالنسبة لبرزان لماذا هو مستعجل على المعلومات السريّة إن كانت بحوزته؟ أما كان أحرى به أن يحتفظ بها كطلقة أخيرة؟
لقد تركزت مهمة الدفاع على دحض أمرين: أولهما التشكيك بحدوث الجرائم. و ثانيهما مسؤولية المتهمين ونسبة الجرائم إليهم.
لم يلتفت ممثلو الدفاع إلى حقيقة أن من أولى مهمّات الحاكمين هي السهر على تطبيق القانون و حسن سير مبادئ العدالة، وحين يفشلون فحري بهم أن ينتحون جانبا. فمن يستطيع إثبات أن الرئيس الصربي ميلوسيفتش مارس القتل بيده؟ لكنّه مسئول مسئولية مباشرة عن المجازر الجماعية التي ارتكبت في عهده بحق البوسنيين.
هذا من الناحية القانونية الصرف, أما إذا ترجمنا ذلك سياسيا فبنبغي القول:
إن على ما تبقى من بعثيي النظام العراقي السابق الشروع بمراجعة شاملة و حقيقية بمفاهيمهم, فالعقول لم تعد نفس العقول و المفاهيم و البنى قد تغيرت, لم يعد ممكنا شخصنه الدولة و تطويب العراق باسم فلان وعلتان, ولا يستطيعن أحد ما أن يفتخر
بانتمائه إلى نظام ارتكب المجازر الجماعية, نظام دولة اللاقانون و الاستئثار بالسلطة و الثروة حيث تتقدّم مسألة احتفاظه بهما على مسألة توزيع العدالة على الناس, و أن الأمن ليس بديلا عن الأمان, و لا ينبغي الفخر بالطغاة و المستبدين في التاريخ و اعتبارهم أبطالا.
كان ممكنا درء الخطر بإحداث مصالحة وطنيّة حقيقيّة و شاملة يوم كان النظام قويا, لكن الأمر لم يكن بيد البعث حيث صادرته السلطة و صار من ملحقاتها و أداة من أدوات السيطرة و التحكّم و ضحيّة من ضحاياها.
إن التحرر و الاستقلال ظلا يدوران في الشكلانيّة, في حين حققت بلاد استقلت بعد استقلال معظم الدول العربيّة بزمن بعيد قفزات حضاريّة هائلة و أخذت قسمتها من الكعكة العالمية بينما كنا نحن الكعكة التي جرى اقتسامها.
الغزو كريه مطلقا, لكنّه يضع الشعوب وجها لوجه أمام ذواتها, لقد أيقظت مدافع نابليون مصر من غفوة المماليك, لكننا كلما نفيق من غفوة نسقط في أخرى أعمق, أما حانت اليوم فرصة التخلص من النوم الأبدي و نزع ما يظنّه البعض ثوابت مطلقة مهما كان هذا مؤلما بالنسبة إليهم؟ فإذا كان إحداث ثورة في الدساتير صعب و مخيف للقابعين على كراسيي الحكم فان الأكثر إيلاما هو أن يأتي الغزاة ليكتبوا لنا دساتيرنا ليحاكمون أولئك الحكام بها, فيحسن عندئذ القول: لن تنفع ندامة حين لات مندم.



#اسماعيل_خليل_الحسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دفاعا عن شريعة الغابة
- الحوار المتمدن ألف لا بأس عليك
- ما بين الأستاذ و العريف بخصوص التعذيب في الجادريّة
- رجعي.. محافظ.. تقدّمي
- يحيى العريضي ومأزق البوليس الثقافي
- بأس فيأس ... فانتحار !!
- تلعفر تدفع تمن نيويورك
- اليعازرة يجتثون معارضيهم
- آن لوزير التقارير أن يرحل
- السطو على الإسلام باسم الإسلام
- جورج حاوي كان عليكم أن تؤمّنوا سيّاراتكم قبل أن تركبوا
- هيثم الخوجة, رضا حداد , جناحاي إلى قمة سيزيف
- سمير قصير لماذا لم تحفظ رأسك يا أخي العربي؟
- الذهنية الدينية العامية: الجزيرة السورية نموذجا
- انتبهوا الحرس القومي قادمون!
- الشعبوية و الديمقراطية
- هل نظام المجلسين هو الأفضل بالنسبة إلى العراق
- نريد أن ننسى و محمود جلبوط يتذكر
- سمة القائد السياسي أن لا تكون له سمة
- لماذا لا تعاد محاكمة سلمان المرشد؟


المزيد.....




- هل يعيد تاريخ الصين نفسه ولكن في الولايات المتحدة؟.. وما علا ...
- مجلس الشيوخ الأمريكي يناقش مشروع قانون ترامب للإنفاق وسط انق ...
- محكمة إسرائيلية توافق على تأجيل جلسات محاكمة نتانياهو في قضا ...
- يضم معارضين سياسيين ومواطنين أجانب... القصف الإسرائيلي يلحق ...
- فرنسا تعتزم أداء -دور محوري- في مفاوضات النووي وطهران تبدي - ...
- مشاهد للجزيرة توثق قصف مسيّرة للاحتلال فلسطينيا يحمل كيسا من ...
- ماذا تعرف عن إنفلونزا العيون؟
- الفساد يطيح بوزير يوناني و3 نواب
- غزة تنزف منذ 630 يوما.. إبادة ممنهجة ومعاناة لا تنتهي في ظل ...
- للمرة الأولى.. أطباء أسناء يركّبون سنًّا لدب بني


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل خليل الحسن - برزان التكريتي يحاضر في اللاقانون