أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إلهام مانع - ماذا لو كان مسلماً؟














المزيد.....

ماذا لو كان مسلماً؟


إلهام مانع
إستاذة العلوم السياسية بجامعة زيوريخ


الحوار المتمدن-العدد: 5772 - 2018 / 1 / 30 - 17:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ماذا لو كان مسلماً؟
يريدون أن يعدموه لأنه يُؤمن بدينٍ غير دينهم
عن حامد بن حيدره

قبضوا عليه.
عذبوه.
كسروا عظامه.
صَعقوه بالكهرباء.
و استخدموا كل وسائل الترهيب النفسي.
وأصروا عليه أن يعترف.

"أعترف بماذا؟"
يسألهم.
"بأنك تنتمي لجماعة؟"
"جماعة من؟"
يسأل من جديد.
يصرخون فيه: "عليك أن تعترف بأنك تنتمي لجماعة كبيرة اسمها الجامعة العالمية البهائية."
وهو، رغم المصاب، وجد نفسه يضحك.
"هذا ديني".
رد عليهم.
"انا بهائي".
فحكموا عليه بالإعدام.

حكموا عليه بالإعدام بسبب دينه!
يؤمن بدين غير دينهم.
فعذبوه. كسروه عظامه، وصعقوه بالكهرباء.
ثم قرروا قتله.
لأنه يدين بغير دينهم.
كيف تَستشعرن وقع هذه الكلمات؟
تخيلوا لو قررت دولة اوروبية تعذيب، كسر عظام، صعق، ثم إعدام رجل مسلم لأنه غير مسيحي؟
كيف كانت ستكون ردة فعلنا؟

هذا الفعل المخزي المشين حدث في صنعاء.
في اليمن.
ومنذ متى كانت اليمن تعدم إنسان لأنه بهائي؟

صاحبنا يمني. وُلد في سقطرى.
كان ابوه، إيراني بهائي، طبيب السلطان وكل اهالي سقطرى في الأربعينات.
أحبوه الأهالي لدماثة خلقه وتفانيه في عمله. فعبر السلطان عن امتنانه، ومنحه الجنسية اليمنية.
وصاحبنا، حامد بن حيدره، إبنه، ولد في سقطرى، ولد يمنيا في أرض يمنية.
لكن والده اضطر إلى المغادرة إلى الإمارات العربية المتحدة بعد تحول اليمن الجنوبي إلى الحكم الشيوعي.
ولم ينس حامد بن حيدره وطنه، اليمن.
عاد إليها بعد الوحدة، عاد وأستقر في حضرموت، وعمل كتاجر، ونجح في تجارته.
لولا ان الرياح تغيرت في اليمن.
فقبض عليه في الثالث من ديسمبر عام 2013.
قبل اربع سنوات.
ثم حُكم عليه بالإعدام في الثاني من يناير 2018.
تُهمته أنه "يروج نيابة عن دولة اجنبية للدين البهائي ويدعو اليمنين إلى ترك الإسلام".
كلها تهم انكرها حامد بن حيدرة جملة وتفصيلاً.
الدولة الأجنبية المقصودة هي إسرائيل.
وإقحام إسرائيل في الموضوع لا معنى له. هو افتراء. وكذب.
كل ذنب البهائيين أن أماكنهم المقدسة موجودة في حيفا وعكا منذ فترة طويلة قبل تأسيس إسرائيل.

ولذا فإن إتهام حامد بن حيدره بالعمل لصالح إسرائيل كان مبعثه وجود اماكن البهائية المقدسة في إسرائيل. هل نلوم المسلمين على وجود المسجد الأقصى في إسرائيل؟ أم سنقول أنهم يعملون لصالح إسرائيل ايضاً؟

دعونا إذن نتحدث بصراحة عن حقيقة ما يحدث في اليمن.
ما يحدث أن تأثير إيران الإسلامية على المليشيات الحوثية اصبح واضحاً.
هناك مستشارون إيرانيون وخبراء وحرس جمهوري يعملون مع المليشيات الحوثية. ولأن هؤلاء يتبعون الفكر الأيديولوجي الأصولي الإسلامي للجمهورية الإيرانية فإن كراهية البهائية انتقلت كالعدوى إلى المليشيات التي تدربها.
تاريخ إيران الإسلامية في إضطهاد الأقلية البهائية معروف ويَندى له الجبين.
وقد كتبت عنه في مقالين تجدون الرابط إليهما في نهاية هذا المقال.
ما تفعله إيران الإسلامية يطبقه الحوثيون اليوم في اليمن.
فأصبح اليمني الزيدي الذي كان يحترم اليمني البهائي كارهاً له.
وبدأت المليشيات حملة إضطهاد ضد اخوانهم واخواتهم، أبناء وبنات وطنهم، لا لشيء سوى إنتمائهم/ن إلى الديانة البهائية.
حامد بن حيدرة هو رمز لهذه الفئة من وطننا، التي تم اضطهادها وترويعها، لا لشيء إلا لأنها تنتمي إلى دين يكرهه النظام الإسلامي الإيراني الأصولي.

وللأمانة، فإن اضطهاد البهائيين في اليمن ليس حكرا فقط على الحوثيين. بل شاركت فيه حكومة الرئيس هادي وقوات التحالف العربية.

أعود إذن وأحدثكم.
أمنتكم بكل غالي لديكم.
لو تعرض إنسان يدين بالديانة الإسلامية إلى الترويع، التعذيب، الصعق، تكسير العظام، ثم الإعدام لا لشيء إلا انتماءه للدين الإسلامي، كيف كانت ستكون ردة فعلكم؟

ومادام ردكم هو الرفض والإدانة، فلما تقبلون بما لا ترضونه لأنفسكم على غيركم؟

الرجل لم يرتكب أية جريمة.
كل ذنبه أنه بهائي.
وهو ليس ذنباً.
بل حق.
من حقه أن يؤمن بما يشاء.

ولذا ندعو اصحاب القرار في الحركة الحوثية إلى إطلاق سراحه.
الحركة الحوثية تنفي دائما صلاتها مع إيران. تقول إنها مستقلة.
لو كانت مستقلة حقاً فإنها ستكف عن ملاحقة الأقلية اليمنية البهائية، وتطلق سراح حامد بن حيدره.
فمن العار أن يحدث هذا ايضاً في اليمن.


http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=320356
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=322766



#إلهام_مانع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لِمَ لمْ يرد عليها بالمثل؟ عن عهد التميمي والصفعة
- نحن من يكره -هدوا الكنيسة والكنيس اليهودي على رؤوس اصحابها-
- عندما رميت بالحجاب والبالطو في القمامة
- هي وأنا، يهودية ومسلمة، في الكنيسة معاً
- -اليمن: الآن ستبدأ الحرب الأهلية الفعلية-
- عبدالله رشدي: أي دين تروج له المؤسسات الدينية؟
- -الدعوة- و-الدُعاة- هو ترويج للفكر الإسلاموي السياسي
- المرتد لايُقتل ولو طارت عنزة! عن السبسي والأزهر وداعش
- لايجوز الترحم على الإنسان؟ علي الربيعي يقول لنا أن لانترحم ع ...
- إبنتي والريف السويسري
- مسجدٌ يحبُ الإنسان عن المسجد الإنساني
- الوقوف حداداً ليس من ثقافتنا
- أشربُ النبيذ
- رمضان شهر صوم، لمن يريد !
- في عُمرِ سلمى عن مانشيستر
- -دم مختلط-
- اللهم رمل نسائهم، اللهم يتم أطفالهم
- قبلة سريعة
- خمس سنوات تكفي الحرية لرائف بدوي
- عن السعودية وإيران، حكاية أقصر حوار تلفزيوني أْجريته في حيات ...


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إلهام مانع - ماذا لو كان مسلماً؟