أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي أحماد - من ذكرى أبي عشق الراديو/ المذياع














المزيد.....

من ذكرى أبي عشق الراديو/ المذياع


علي أحماد

الحوار المتمدن-العدد: 5767 - 2018 / 1 / 24 - 22:56
المحور: الادب والفن
    


ظل طول حياته الممتدة - عبر تسعة عقود ونيف - عاشقا للراديو مفتونا ب " الشيخات " ولمعان الحزام على الخصر وهن يتمايلن بأجسادهن المكتنزة والمصقولة في حركات مغرية ، يوم كان للشيخة مكانتها في تأثيث الأعراس والمناسبات ، ويقاس بذخ العرس بعدد الشيخات ورقصهن على نغمات الكمنجة المذبوحة أنينا بلمسة الشيخ والجبال تردد صدى تماوايت مدغدغة مشاعر الحضور ... ويتنهد لذكر جمال النساء وقد بلغ من الكبر عتيا ، ورغم كل هذا ظل وفيا لشريكة الحياة، يكره الرجل المدخن وشارب الخمر وزير النساء .
لاينام أبي ، أو يأخذ قيلولة دون أن يستمع إلى المذياع المندس دوما تحت الوسادة وهو من الحجم الصغير مزود ببطارية مسطحة من الحجم الكبير يشدها بخيط مطاطي لأنها تدوم مدة أطول تكفيه مشقة تغييرها . كان مؤنسه في الوحشة والعزلة في غرفة صغيرة في آخر ردهة المنزل . لم يعد يقوى على النظر إلى التلفاز ويؤذيه توهج الحبابة .
نشأت بينه والراديو علاقة حميمة تعود الى زمن بعيد . يذكر لنا عند الصفو فيما يرويه من حكايات بصمت حياته منذ أن أطلق صرخة الحياة بقرية igli قبيلة أيت سعيد أوحدو ( أيت شراض إغصان ) أنه ابتاع راديو بدراهم معدودة . ساعتها يوازي المبلغ ثمن بقرة ، وهذا ما قاله أخوه موحا وهو يعاتبه ويلومه ( كان من الأجدى لو اشتريت بقرة تمنحك حليبا سائغا أما الكلام فتذروه الرياح ) . ولكن عمي موحا يتناسى نصيحته - مع مرور الوقت - ويذهب عند أبي يطلب الراديو ، فيجيبه أبي- في الحين - وهو يتذكر النصيحة المسداة له ( إذهب واستمع لخوار البقرة ) . يذكره ولكنه لا يمنعه من متعة يجنيها من صندوق العجائب .
تعطل الراديو الصغير وأحس الأب بالغبن والحزن على فراق مؤنسه وبدا المكان حوله غارقا في صمت رهيب . أخذته منه لعل زميلا في المهنة يصلحه .
كلما زرته الح في السؤال عن الراديو ، ومن شدة إلحاحه في السؤال إشتريت له راديو- متعدد الموجات - من السويقة عند المسمى " موحا أوبراهيم " . لما رآه إستنكر الفعل ، لأنه يرى أنه كلفني مبلغا كبيرا ، وهو الزاهد في الدنيا المنكر للتبذير والإسراف . بقي معه الجهاز مدة يسيرة ورده إلي لعلي أسترد ثمنه من البائع .
ودع أبي الإستماع الى الراديو بعد أن إشتد به المرض وأقعده طريح الفراش يصارع الموت . تمنى لو يستطيع النهوض للبحث في الجوطية عن قطع الغيار ، وهو لا يدري أن صديقي يعزو ذلك إلى إختفاء الخردة مع تطور التكنولوجيا حيث ترمى الوسيلة كلها ، لأن ثمن إصلاحها يوازي ثمن الشراء .



#علي_أحماد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم بقرية بالجنوب الشرقي / أريج القهوة ولواعج العذرية
- من ذكرى أبي / ديك - تاحمدجوت -
- يوم بقرية بالجنوب الشرقي ( المغرب )
- الخطوة الأولى نحو المدرسة
- اللقاء الأخير
- الجمرة الخبيثة عراب موسم الخطوبة بإملشيل
- من ذكرى أبي الدراجة الهوائية
- من مذكرات معلم / وريث حمل ثقيل
- التزيين في قضية تعنيف الأساتذة المتدربين
- وشاية كاذبة تستنفر الإذاعة و نيابة التعليم بميدلت .
- مدارس بدون تدفئة في ذروة القر والصقيع
- كلمة في حق صديق
- يوميات معلم بدكالة / أكتوبر 1991 الشيخ والوليمة
- من ذكرى أبي / الجزء الرابع الكفن
- لحظة عشق
- الأستاذة وحجرة الدرس
- صلاة فوق أريكة خشبية على الرصيف
- من مذكرات معلم بالجنوب المغربي تازناخت 1987/ معلم يستحم وسط ...
- طفل خارق للعادة
- الباشا والعدوان على أستاذ -العدل والإحسان-


المزيد.....




- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي أحماد - من ذكرى أبي عشق الراديو/ المذياع