أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي أحماد - يوميات معلم بدكالة / أكتوبر 1991 الشيخ والوليمة














المزيد.....

يوميات معلم بدكالة / أكتوبر 1991 الشيخ والوليمة


علي أحماد

الحوار المتمدن-العدد: 5055 - 2016 / 1 / 25 - 00:37
المحور: الادب والفن
    


وأنا أهم بمغادرة المكان أغلقت الباب الخارجي للدار ، وخطوت خطوات أولى نحو المدرسة عبر الحقول المترامية على حدود ما تراه العين ، لأن الضباب الكثيف يحجب الرؤيا ويتساقط رذاذا رطبا فوق الرؤوس والملابس ولكن الجو دافىء ، تقدم مني رجل طاعن في السن يتوكأ على عكاز يعينه على المشي بديع الصنع يشي بمكانة حامله الاجتماعية . ألقى علي التحية ، وهو يتفرسني من منبت الشعر الى أخمص القدمين وقال :
" أقضيت الليلة هنا ؟"
أجبته بتلقائية دون أن أعتبر سؤاله فضولا جارحا ، فقد حدست أن الشيخ لا يضمر شرا،
" نعم قضيت أول ليلة بالقرية.. فأنا الفقيه الجديد بالمدرسة "
لا غرو فالأهالي بهذه الربوع من دكالة يطلقون على المعلم إسم الفقيه ، مادام الفقيه والمعلم يحملان أو كانا يحملان في مخيال وذاكرة السكان ذات الرسالة، فكلاهما منذور لتعليم الأطفال واعترافا بمكانة المعلم والفقيه في القرى المغربية... ضمني إليه وانسابت من عيونه دموع حاول جاهدا أن يكففها براحة اليد ليداري ضعفا عاطفيا لا يليق بالرجال ، ولكي لا أراها ولكنه فشل .
سألته متأثرا وراثيا لحاله :
( لماذا تبكي يا عم هل بدر مني ما أحزنك أو أسأت اليك من حيث لا أدري؟ ) طبطب على كتفي وقال والغصة تخنق الكلمات في حلقه :
" البارحة أولمت لأهل القرية وأنت جاري تخلفت عن دعوتك.. أي ثواب وأجر أرجوه... ضاع القصد وذهب هباء منثورا...يا للخسارة!".
تساءلت متوجسا خيفة أي نوع من الرجال وضعته أقداري العنيفة بين يديه وخفت أن يكون الشيخ مختلا وقلت أسايره في الحديث لعلي أجد مخرجا ( ولكنك لا تعلم أني قضيت الليلة هنا .. منذ دخلت الدار في المساء لم أغادرها ) جذبني اليه بحركة عفوية وسريعة وضمني اليه وشعرت بدفء أبوي، فقبلت يده وشخص أمامي في اللحظة أبي الذي اشتقت اليه. بدا لي الشيخ إنسانا سويا وطيبا فارتحت من عناء نفسي كاد يعصف بي وتأكدت أن العيش سيطيب لي بهذه الأرض التي اخترتها في حالة ضيق . ودعني بعد أن دعا لي بالخير وضرب لي موعدا الليلة للعشاء. تركته وواصلت السير أتلمس الطريق الى المدرسة...



#علي_أحماد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ذكرى أبي / الجزء الرابع الكفن
- لحظة عشق
- الأستاذة وحجرة الدرس
- صلاة فوق أريكة خشبية على الرصيف
- من مذكرات معلم بالجنوب المغربي تازناخت 1987/ معلم يستحم وسط ...
- طفل خارق للعادة
- الباشا والعدوان على أستاذ -العدل والإحسان-
- ورطة العشق
- كلمة المناضل عبد الرحمن العزوزي الأحد 14/09/2014 بخنيفرة
- ذكرى خيانة
- النائب ،التلميذ واللوح الأسود
- من أوراق معلم بالجنوب/ نواة تمرة 1989
- موكب الزيارة
- من ذكرى أبي / الجزء الثاني الدراجة الهوائية
- أوراق من يوميات معلم بالجنوب المغربي 1986
- من ذكرى أبي الجزء الأول الجدي الأجرب
- حوش المتعة
- خيانة
- رقصة في بيت العنكبوت
- النقابة بعد رحيل كيكيش


المزيد.....




- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...
- فيلم -مجرد حادث- للمخرج الإيراني جعفر بناهي يمثل فرنسا في تر ...
- غداً في باريس إعلان الفائزين بجائزة اليونسكو – الفوزان الدول ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي أحماد - يوميات معلم بدكالة / أكتوبر 1991 الشيخ والوليمة