أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مهند طلال الاخرس - ما هي الثورة؟















المزيد.....

ما هي الثورة؟


مهند طلال الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 5764 - 2018 / 1 / 21 - 16:24
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


ما هي الثورة ؟
عند محاولة أي باحث تعريف معنى الثورة يجد سيلاً من التعريفات، لكنه سرعان ما يهتدي الى قاعدة عامة خلاصتها؛ إن ضبط مفهوم للثورة أمر صعب جدا، بسبب تنوع الفهم للمصطلح وتنوع مقاربات المفكرين منه، كل حسب إيديولوجيته وحسب اختصاصه ومراده، وحسب الجانب الذي يقف عليه او حسب الجهة التي ينتمي اليها وينظر للحدث من خلالها، وقد يجد الانسان ضالته في تحديد الاشكال التي تعتري تعريف الثورة مجسدا بصورة كبيرة في صيغة ومفردات الحوار الذي دار بين الملك لويس السادس عشر وقائد جيشه في ليلة الرابع عشر من تموز 1789 عندما سمع لويس السادس عشر بسقوط الباستيل، وتمرّد القوات الملكية، فصاح بأحد معاونيه قائلاً: إنه تمرّد، وكان رد الأخير: كلا، يا صاحب الجلالة إنها ثورة".

كل جهد الانسانية في تعريف الثورة كان تأويلاً لما جاء في ذلك الحوار القصير، سواء تعلّق الأمر بفلسفة التاريخ، والنظريات السياسية، أو عِلم الثورة.
لكن يبقى اقتراب الانسان من تعريف الثورة او ملامسته مرتبط بالنهج العام لها ومما يستقيه الانسان من شتى صنوف المعرفة الانسانية التي ترسخ في الاذهان معنى الثورة. وعليه لا يوجد تحديد علمي‮--- ‬---واضح لمفهوم‮--- ‬---الثورة،‮--- ‬---وكل ما‮--- ‬---يمكن قوله هو أن هناك محاولاتٍ‮--- ‬---يصعب أن ترقى إلى مستوى التعريف العلمي‮---. ‬---فالكلمة دارجةٌ‮--- ‬---في‮--- ‬---الاستخدام اليومي،‮--- ‬---وحتى في‮--- ‬---الكتابة التاريخية،‮--- وقد ‬---أطلقت كتسمية على عدد كبير من الظواهر المختلفة في‮--- ‬---شدتها،‮--- ‬---والتي‮--- ‬---تمتد من اي‮--- ‬---تحرك مسلح أو حتى‮--- ‬---غير مسلح ضد نظام ما،‮--- ‬---إلى التحركات التي‮--- ‬---تطرح إسقاط النظام واستبداله‮---.‬---

شهد التاريخ العديد من الثورات على مدار تاريخه البشري حيث كان في الأغلب سبب الثورات يعود إلى الظلم والطغيان والفقر والفساد أو كانت الثورة على قوى استعمارية أي احتلال فكانت الثورة من أجل تحرير أمة أو مجتمع منها، او نتيجة نمو الوعي والشعور الوطني والقومي تجاه النظام الحاكم او تجاه المحتل الغاصب، أي أن الثورة هي مجموعة من العوامل السيئة والتي تعمل على تحريك مشاعر الغضب في فئة أو مجموعة أو شعب ضد نظام سياسي أو حاكم أو مستعمر، أي كل ما في الغالب يتعلق بالأحوال الاجتماعية السيئة وحرية الأفراد في مجتمع ما .

وعند الرجوع الى قاموس معجم المعاني في اللغة العربية نجد أنه تناول تعريف الثورة على الشكل التالي:
ثَوْرة ( اسم ):، ثَوْرة : مصدر ثارَ، والجمع منها : ثَوْرات و ثَوَرات.
والثَّوْرَة : تغيير أساسي في الأوضاع السياسية والاجتماعية يقوم به الشعب في دولةٍ مَّا.
وثورة أهليّة : ثورة يقوم بها المدنيُّون ،
وثورة بيضاء ، ثورة سِلْميَّة : ثورة تحقِّق أغراضها بدون سلاح أو إراقة دماء .
وثورة مُسلَّحة : ثورة تعتمد السلاحَ وسيلةً للتغيير ،
وثورة مُضادَّة : ثورة معاكسة لثورة أخرى.

وعند البحث في مصدر آخر في‮--- ‬---اللغة العربية عن معنى الثورة، نجد‮--- في لسان العرب‮--- أن كل ما كتب حول مادة ثار‮---: ‬---ثار الشيء هاج،‮--- ‬---ثورة الغضب حدته،‮--- ‬---والتأثر الغضبان،‮--- ‬---ويقال للغضبان أهيجَ‮--- ‬---ما‮--- ‬---يكون‮---: ‬---وقد ثار ثائره وفار فائره إذا‮--- ‬---غضب وهاج‮--- ‬---غضبه،‮--- ‬---وثار إليه وثب‮---. ‬---ويربط اللسان العربي لفظ‮--- الثورة ‬---بذلك لغويا أو إيحاءً‮--- ‬---لغويا بمعاني عدم الإنضباط والغضب‮---.‬---

ورغم هذا الالتجاء الى قاموس المعاني ولسان العرب نجد أن مفهوم الثورة لديهما قاصر عن التعبير عن مفهوم الثورة بشكل جامع ومانع من كل قصور للمفاهيم السائدة حول الثورة؛ خاصة مع تعدد اشكال الثورات واغراضها وادواتها.

وبالذهاب الى موسوعة علم الاجتماع نجدها تعرف الثورة بأنها:"التغييرات الجذرية في البنى المؤسسية للمجتمع، تلك التغييرات التي تعمل على تبديل المجتمع ظاهريا وجوهريا من نمط سائد إلى نمط جديد يتوافق مع مبادئ وقيم وإيديولوجية وأهداف الثورة، وقد تكون الثورة عنيفة دموية، وقد تكون سلمية، وتكون فجائية سريعة أو بطيئة تدريجية .

كما يستخدم المصطلح للتعبير عن تغييرات جذرية في مجالات غير سياسية كالعلم والفن والثقافة لأن الثورة تعني التغيير ، واستخدم مفهوم الثورة بالمعنى السياسي في أواخر القرون الوسطى، كما يستخدم في علم الاجتماع السياسي للإشارة إلى التأثيرات المتبادلة للتغييرات الجذرية والمفاجئة للظروف والأوضاع الاجتماعية والسياسية .

ولأن مفهوم الثورات متعدد الدلالات والاشكال، ولانه مفهوم حداثي متطور بإستمرار ومرهون ومرتبط منذ الازل بتطور الانسانية وادوات تعبيرها عن فكرة الحق والحرية والعدالة والمساواة ودفع الظلم، وبقية الامور المطلبية الاخرى، المرتبطة بحقيقة وجود الانسان وتطوره منذ نشأة الخليقة وحتى عصرنا، فإننا نجد ان أقرب كلمة إلى مفهوم الثورة المعاصرة هي‮--- "‬---الخروج‮---"‬---،‮--- ‬---بمعنى الخروج لطلب الحق ودفع الظلم،‮--- ‬---فهو خروج من الحيز الخاص الى الحيز العام والذي هو مدار الفعل والحدث وساحة تشكل الثورة بمفهومها الفعلي.

‬---وهنا بالتحديد يتم مغادرة الايمان والاعتقاد بفكرة ما الى ساحة خارج مدار النفس، بحيث يكون السلوك العملي على ارض الواقع هو الترجمة الحقيقية للثورة، وعند هذه النقطة بالذات يجب أن تتوافر المجاميع الطليعية القادرة على بث روح الفكرة في انفس الجماهير بما لها من قدرة على التعبئة والتحريض وقراءة اللحظة التاريخية بدقة واغتنام الفرص بهدف المراكمة ودحرجة كرة الثلج.

كان اللبناني الراحل رئيف خوري يقول: العين قد تقاوم المخرز، وغسان كنفاني يقول: يستطيع الإنسان الذي فاته اختيار ميلاده أن يختار موته، وكان بينهما من يقول: إن قطرة الماء قد تفجّر الصخر، إذ كانت متواصلة في سقوطها عليه.

تعود ضرورة الثورات الاجتماعية الى فعل القوانين الموضوعية للتطور الاجتماعي، فاساس الثورات المعاصرة هو التناقضات الداخلية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للمجتمع ذاته، فالثورات لا تتم وفقا لتوصية او كبسة زر .

لكن هذا كله لا يحد من قدرة الطليعة الثورية على التنبؤ بالثورة قبل وقوعها؛ وهذا يتم من خلال القدرة على قراءة وتحليل الظروف الذاتية والموضوعية ومراقبة مستوى التناقضات ودرجة حدتها، والقدرة على الاسهام الايجابي في المدخلات والمسعفات المتراكمة والمتصاعدة والمدروسة وترقّب اللحظ المواتية(او تفجيرها ان امكن).

فمثلا، لو تم التعامل مع المتظاهرين في درعا بطريقة مغايرة وخاصة حادثة بتر العضو التناسلي للطفل حمزة الخطيب وفيما بعد قطع لسان ونزع حنجرة المغني ابراهيم القاووش بغير تلك الفظاعة، لربما سارت الثورة السورية في اتجاه آخر.

ولو لم يتم قراءة اللحظة الفارقة في ٨---/١---٢---/١---٩---٨---٧--- في فلسطين والتي نجمت عن دهس جيب لجيش الاحتلال الاسرائيلي للعمال العرب الفلسطينيين ومتابعة موجاتها وتنمية تداعياتها وتصعيدها لما انطلقت الانتفاضة الفلسطينية الاولى، وكذلك الحال بالنسبة للانتفاضة الثانية؛ فلو لم تقرا خطوة شارون بتدنيسه للاقصى في سياقها الصحيح لما اندلعت انتفاضة الاقصى الثانية،_مع الاخذ بعين الاعتبار الفروقات الجلية بين الانتفاضة والثورة، لكن الاستشهاد هنا عن ساعة الصفر او لحظة الاشتعال_، ولا يبتعد عن هذا السياق فلسطينيا ايضا قدرة الثورة الفلسطينية على تحديد وتفجير الرصاصة الاولى بعد عملية عيلبون في ١---/١---/١---٩---٦---٥--- ، على اثر قيام الاحتلال باعلانه عن تحويل منشآت نهر الاردن الى النقب.

ومثلا، لو لم يتسلق اثنان من المتظاهرين السور الخارجي للباستيل، ولو لم يفقد آمر الحرس أعصابه ويطلق النار عليهم، خشية أن يكونوا مقدمة لهجوم وشيك، ربما سارت الثورة الفرنسية في اتجاه آخر.

ان مما لا شك فيه ان الثورة فعل ايجابي تجاه الظروف السلبية السائدة، وهي تهدف بجوهرها الى التغيير والإتيان بتجربة جديدة من اجل خلق واقع جديد بغية الوصول للهدف المنشود، وهذا شيء مخيف حتى في نظر الثوريين أنفسهم، الذين صنعوا تلك الثورات، فالاعتقاد بأن ثمة تجربة جديدة في التاريخ لا يجعل الناس ثوريين، بل يجعلهم محافظين أو مترددين تجاه التجربة الجديدة وهذا ديدن الانسانية في النظر الى كل ما هو جديد، لأن النفس البشرية بطبعها تميل الى الألفة والهدوء والسكينة والاستقرار وما جبلت عليه النفس من وداعة ورتابة، وهذا ما يحتّم تحديد طرق معالجته والتعامل معه سلفا.

ان الحياة الاجتماعية، مثلها مثل العالم الموضوعي كله، توجد في حالة تغير و تطور، ويتم التطور في صيغتين : بشكل تدريجي او بشكل طفرات، وان التغيرات التدريجية المتواصلة لمختلف جوانب الحياة الاجتماعية في اطار منظومة متكاملة تسمى الارتقاء.

والثورات الاجتماعية هي اعقد فترات التطور الاجتماعي ، والثورة الاجتماعية هي ما تقوم به القوى الجماهيرية ذات السمات الطليعية والفكرالتقدمي الحر صاحب الافق والمدارك الواسعة والذي يشكل اضافة لكل المجتمع، وتهدف هذه القوى من هذه الثورة الى الانتقال بالمجتمع الى درجة نوعية جديدة، ارفع واسمى، على سلم التطور الاجتماعي.

وتعني الثورة قفزة نوعية وكيفية في تطور المجتمع، وتحولا للتغيرات الكمية الى تغيرات نوعية(تحول الكم الى الكيف). وفي مجرى الثورة الاجتماعية يتم كقاعدة عامة، تصادم طبقتين متعارضتين، فتكون احداهما رجعية متخلفة ومحافظة ومنتفعة وهو ما نسميه العناصر المضادة للثورة أو قوى الشد العكسي، والتي تبذل كل جهدها للابقاء على سيطرتها، وتكون الطبقة الاخرى تقدمية تحررية تخطو نحو المستقبل بثبات وجرأة، وحتما سيكون لها المستقبل وإن تأخر. وبدون مفهوم العمومية واشتراك كافة فئات الشعب وتلاوينه ومكوناته وطبقاته وقواه، يظل مفهوم الثورة الاجتماعية بعيدا عن الدقة الكاملة.

ومن هنا تنبع المسئلة الاساسية للثورة الاجتماعية وهي مسئلة انتقال السلطة الى ايدي الطبقة الثورية، وهنا تبرز اهمية الفهم الصحيح للعلاقة بين الثورة الاجتماعية والثورة السياسية. فالثورة السياسية تمثل استلام السلطة من قبل الطبقة التقدمية، وهي تسمى ايضا بالثورة الاجتماعية بالمعنى الضيق للكلمة، لكن الثورة الاجتماعية لا تنتهي بانتقال السلطة الى ايدي الطبقة الجديدة اي لا تنحصر في الثورة السياسية فبعدها تأتي مرحلة جديدة من التغيير الجذري والثوري لكافة ميادين المجتمع، وهو ما نسميه المهام الثورية في بناء المجتمع، وفي هذا السياق نقراء التجربة الصينية. فالثورة كل ثورة تهدم المجتمع القديم وبذلك تكون ذات طابع اجتماعي، وان الثورة كل ثورة تطيح بالسلطة القديمة وبذلك تكون ذات طابع سياسي.

ولا يمكن اطلاق صفة الثورة على اي انتقال للسلطة من طبقة لاخرى، فاذا جائت الى السلطة من جديد طبقة بائدة العهد، امكنها استعادة سيطرتها لحين من الزمن، فإن هذا لا يكون ثورة، بل يكون ثورة مضادة.

كما ينبغي التمييز بين الثورة والاصلاحات، فالاصلاحات هي الاخرى تستخدم لحل التناقضات الاجتماعية، ولكن جوهر الاصلاح يقوم على ابقاء السلطة في نفس الايدي(الطغمة الحاكمة). ومع ذلك يجب ان نشجع الاصلاحات كلما امكن ذلك لانها تساعد في تحسين وضع المجتمع وتطوير فئاته وفي ايقاظ وعيهم الثوري وفي استيعاب مفهوم التطور والتغيير والحداثة بغية البعد عن الانفلاش في المجتمعات والدول قدر الامكان، ولأن الاصلاحات التدريجية قد تساهم بشكل جدي في تسريع وتهيئة الجماهير للحظة الثورية، وهو ما نسميه في الفيزياء؛" التردد المنتظم الذي يؤدي الى الانكسار " .

وهذا كله يقودنا للحديث عن مفهوم الحالة الثورية وقانون الثورة الاساسي، فلا يمكن للثورة ان تنتصر الا عندما تتوفر الظروف الموضوعية والعوامل الذاتية الضرورية لها. وفي هذا الصدد وعلى سبيل التنبؤ بوقت الثورة يقول "لينين" : أنّ الثورات "تنشأ عندما يتوصل عشرات الملايين من الناس إلى استنتاج بأنّه لم يعد بالإمكان العيش على النحو القائم".

وفي عداد الظروف الموضوعية للثورة تندرج المقدمات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية والتربوية والسياسية والدينية، والتي تتشكل بغض النظر عن ارادة الناس والطليعة والنخب فهي حاجات وغرائز طبيعية لا يمكن أن تخالف قوانين الطبيعة والحتمية التاريخية، والتي تتشكل ايضا رغما عن إرادة الطغمة الحاكمة والتي تسعى جاهدة لإفساد هذه المدخلات والعبث بها بشكل ممنهج أو كلما سمحت لها الظروف بذلك، وان جملة الظروف الموضوعية التي يمكن للثورة ان تقوم فيها، تنعكس في مفهوم الحالة الثورية، ومن مؤشرات الحالة الثورية: ازمة الطبقة الحاكمة وفسادها وقصر النظر لديها، والفقر والجوع والبؤس الغير مالوف لطبقات المجتمع المضطهدة، وازدياد حاد في فعالية الجماهير وحدة خطابها وتطرفه من اليمين الى اليسار، وفقدان الثقة في مؤسسات الدولة وفي قدرتها على إحداث الاصلاحات المرجوة، وتكون ابرز مظاهر هذه المرحلة شيوع الرشوة والمحسوبية وتفشي الفساد وترهل مؤسسات الدولة وزيادة القبضة الامنية، وهنا تبلغ الذروة والتي يبدأ الامر بعدها بالانهيار ويبدأ من حيث إنتهى من عند الامن فيتراخى الامن وما يلبث أن يتداعى ثم ينهار؛ وانهياره هنا ليس بإرادة الجماهير وفعلها وحدها، بل ايضا بسوء تفكير طغمة الاستبداد الحاكمة في كل الازمنة وعلى مدى كل العصور، حيث تعتقد للحظة أن الامن منة ومنحة منها للجماهير، فتعمد لسحب الأمن من الشوارع وتعمل على إشاعة الفوضى وإحداث الاضطرابات بغية تهديد الجماهير في أمنها الذاتي وعيشها اليومي بحيث تعود الجماهير_حسب إعتقادها الى رشدها وتبقى في حضنها وتقبل في استبدادها.

وبعد الحديث عن العامل الموضوعي وحالاته، يبقى الحديث عن العامل الذاتي والجوانب التي ينطوي عليها: ومنها وعي الجماهير واستعدادها للبذل والتضحية وتنظيم الجماهير وتوفر الطليعة والنخب الوطنية القادرة على قراءة اللحظة التاريخية وقيادة الجماهير نحو اللحظة المفصلية...ومن هنا تشكل وحدة الظروف الموضوعية والعامل الذاتي القانون الاساسي لأي ثورة اجتماعية، وهذا الظرف(موائمة الذاتي والموضوعي) مع تفاوت نتائجه؛ نجده قد تحقق في الثورة الفرنسية والبلشفية والكوبية والفيتنامية والجزائرية والفلسطينية، مع الاخذ بعين الاعتبار التفاوت بالنتائج والاهداف من ثورة لأخرى، اما تجاهل متطلبات قانون الثورة الاساسي فيؤدي الى المغامرةالسياسية، ولذا فان مهمة الطليعة الثورية تقوم بالضبط في التحديد الصحيح فيما اذا كانت الظروف قد نضجت لذلك ام لا دون المقامرة بارواح الناس ودون البحث عن الحالة النرجسية على حساب الفكرة الرئيسية، والقدرة على إشتقاق قواعد الصراع من حساب الواقع لا من حساب النرجسيات والنظريات المستوردة، وهذا ما ذهب إليه "ماوتسي تونغ" في حديثه مع قادة الثورة الفلسطينية ياسرعرفات وخليل الوزير بقوله لهم :" على كل ثورة أن تكتشف ذاتها وان تشتق سماتها النضالية الخاصة بها من طبيعتها الخاصة بها وبشعبها وبما ينسجم مع ظروفه وعاداته وتقاليده".

وفي كل الاحوال يقع على عاتق الطليعة الثورية والنخب الوطنية والمثقفين، القدرة على قراءة اللحظة التاريخية والاعداد المتواصل لها، وبث كل المدخلات الايجابية التي تحضّر للفعل الثوري المنتظر، وعدم التردد في قراءة اللحظة التاريخية والبعد عن القنوط وبث اليأس؛ لان الانسان الثوري متفائل بطبعه، ولأن الثورة وجدت لتنتصر، فلا يوجد في التاريخ انصاف ثورات ...




#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أُغنية على ضفاف النهر
- الأم
- الهزيمة والنصر
- درب الآلام؛ حكاية الألفي عام
- الذاكرة الفلسطينية
- التاريخ والتراث؛ الدور الأصيل في النضال والتحرير ، -المقلوبة ...
- ناظم حكمت الإنسان والشاعر الثوري
- القدس؛ عاصمة التفاؤل والأمل
- القديسة فيرينا ابنة مصر أم الدنيا
- الكرامة
- وصايا صاحب الأرض؛ توفيق زياد
- قارع الأجراس
- الخير والشر؛ لقاء المستحيل
- زمن مفقود وأمل متشظي، كيف يموت الفلسطيني؟
- الجهل؛ أعظم الاسلحة الصامتة لحروب هادئة
- الايقونة والرمز ؛ جميلة بوحيرد نموذجا
- شرق غرب -ما بحرث الارض إلا عجولها-
- -الحياة جميلة يا صاحبي-
- لكل خائن حبيب
- الهوية المكان الوطن : فلسطين نموذجا


المزيد.....




- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مهند طلال الاخرس - ما هي الثورة؟