أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - أوشكت ان اكون شهيداً














المزيد.....

أوشكت ان اكون شهيداً


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 5749 - 2018 / 1 / 6 - 22:50
المحور: الادب والفن
    


أوشكت أن أكون شهيداً
محمد الذهبي
في العام الذي كَثُرَ فيه الشهداء
كان وجهي ملبداً بالغيوم
وخوذتي ترهق رأسي بحركتها المستمرة
وثيابي متسخة
لم أكن وحيداً فقد سبقني الكثيرون وغادروا مسرعين
لم أكن ازن الحرب بميزانها
لا اعرف أن الإنسان يموت بهذه البساطة
حينها أوشكت بأن أكونَ شهيداً
التفاتة بسيطة من قذيفة مراهقة
سقطت في الخندق الشقيّ
سترت وجهي بيدي وصرخت
ألقيتُ نفسي بعيداً
في الغروب الماضي
وضع الجنود صفيحة مضلعة بيني وبين القذيفة التي سقطت صباحاً
تناثرت الشظايا
تأملتُ الصفيحة المثقبة
أيقنتُ أن وجهي كان مثقباً هو الآخر
حتى الآن لا أحبُّ الصفائحَ التي تصدرُ أصواتاً في الليل مع حركة الريح
تذكرني أنني قُتِلْتُ قبلَ أربعة وثلاثين عاماً
لكنني عدتُ ثانيةً لأمي التي أوشكت أن تبحث عني طويلاً
كنتُ سأبقى شهيداً منسياً كالآخرين
وتفقد ارض الشيب عفتها بموتي
كما تفقد النسوة ابناءهنَّ
وبلا كلمات العزاء يمرُّ بصمتٍ بين الوطن وما خلّفهُ من جراح
بين الطغاة وأمجادهم نقرأ الفاتحة
يعترض الضابط خلفي ويلعن صمت بندقيتي
اقتل ما شئتَ فالقتلُ مشروعٌ في الحرب
وأنا لم اصدّق بعد أن بندقيتي تستطيع أن تقتلَ عدواً
وطالما تركتها وارتقيت الى الساتر حاملاً سيكارةً ومذياعاً صغيراً
يتكلم عن انتصارات الجيش الأخيرة



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معاناة خريج
- صبراً ان ضاعت عاصمة فعاصمة قيد الضياع
- ابن عم الكلام
- هذا ما قاله الشيخ لأبي
- في الظل لاتقعي الدروب
- عندما تهرم
- كنتُ في كركوك
- أنا وكلبي
- اسم الوردة وامبرتو ايكو
- الرصيف مكتبتي
- حين كان الرصيف مكتبتي
- الآلهة التي قطعت رأسها
- أهواء نيرون
- هم يرجمونَ بما جنوا شيطانهم
- بغدادُ غيداءٌ لعوبُ
- قتلوكَ لكن لا يُقالُ قتيلُهم
- قلْ لي ولاتخشَ شيئاً ايها الخَرِفُ
- نعجة أم حسين
- فخاتمةُ الكتاب الى الكتابِ
- موسم أصدقاء الله


المزيد.....




- جينيفر لوبيز وجوليا روبرتس وكيانو ريفز.. أبطال أفلام منتظرة ...
- قراءة في ليالٍ حبلى بالأرقام
- -الموارنة والشيعة في لبنان: التلاقي والتصادم-
- -حادث بسيط- لجعفر بناهي في صالات السينما الفرنسية
- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
- كلاكيت: جعفر علي.. أربعة أفلام لا غير
- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - أوشكت ان اكون شهيداً