أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - معاناة خريج














المزيد.....

معاناة خريج


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 5721 - 2017 / 12 / 8 - 00:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عبد الله خريج كلية التربية الرياضية ، للعام الثالث يدرس التربية الرياضية في مدرستنا مجاناً على أمل أن يجد فرصة للتعيين، شاب في مقتبل العمر يحلم بالوظيفة والأسرة والمرتب الشهري، يأتي مبكراً مرتديا الثياب الرياضية، مملوءاً بالنشاط والحيوية، لم يتثاءب مرة واحدة كما يفعل المدرسون ، لم يتذمر في ان يسد شاغراً مهما كانت المرحلة الدراسية، لاعب كرة قدم من الطراز الرائع، ومدرب أيضاً، فقد حازت المدرسة بفضله على بطولات متعددة في كرة القدم، ومنذ ان بدأ رحلته معنا تغيرت احوال الطلاب، فدرس الرياضة يكاد يكون ملغياً هو ودرس الفنية بعد الفين وثلاثة، اسوة بالنشاطات التربوية الاخرى التي اختفت بقدرة قادر، فصار الطالب يكبت مواهبه ونشاطه لعدم وجود من يسلط الضوء عليها، يعتقد ولاة الامر ان درس الرياضة والفنية غير مهمين ولا يستحقان ان تعين الدولة مدرسين لهما، فصار الطالب مشاكساً يمتلك طاقات كبيرة ويحتاج الى تفريغها في نشاط موجه، والا فستعود مشاكسات وأعمالاً عدوانية تكون عبئاً على المدرسة، هذا العام لم تحصل موافقة مديرية التربية حتى الآن على عمل عبد الله المجاني، علماً ان المدرسة لاتمتلك مدرساً للرياضة، مايؤلم في الامر ان شاباً يضيع من عمره ثلاثة اعوام يعمل مجاناً على امل التعيين، ولكن الدولة ترفض عمله المجاني ولاتمنحه فرصة للعيش بكرامة على ادنى مستوى.
لوقارنا مرتب عبد الله في بداية تعيينه فسيكون 500 الف دينار، يعني اكثر من مرتب الحماية الاجتماعية بمئتي الف فقط، وانا هنا اتساءل من أعطى الحق للدولة في ان تمنع التعيين على عبد الله وسواه من الشباب الخريجين وغيرهم، ومن أعطى الحق لرئيس الوزراء وسواه من الدرجات الخاصة ان يتقاضوا مرتبات فلكية تصل الى خمسين مليوناً او اكثر في حين يبقى عبد الله وغيره يحلمون بالخمسمئة التي لاتوفر الا مستوى متدنيا من الكرامة، عبد الله يستطيع ان يكون انساناً آخر لو انه تربى تربية بعض العصابات، لكنه انسان بسيط ومتفانٍ ويريد ان يكون انساناً سوياً، لكنهم لايقبلون ان يكون الانسان سوياً في العراق، انهم يدفعون بالشباب الى الانتماء الى الحركات المسلحة، والعصابات والعمل في الادوية المغشوشة والمخدرات، ومن ثم يدعون الى تطهير المجتمع في سباق انتخابي رخيص، الآلاف يشبهون عبد الله، مهندسون ومدرسون وشباب رائعون يريدون العمل في دولة لاتمتلك من الشرف الكثير، يسمع عبد الله الكثير من الاقاويل عن سهولة التعيين ولكن بدفتر او اكثر، الدفتر ليس مدرسياً كما يظن عبد الله، انها عشرة آلاف دولار ياعبد الله، يعني انهم سيتقاضون منك مرتبات ثلاث سنين أخرى ياعبد الله، مايعني انك ستضيع ست سنوات من عمرك مجاناً، وهم يشترون الفلل والقصور، يضحك ويشيح بعيداً ويردد: (قسمتنه ولازم نقبلها)، فأغتصب بساطته وانهره ، عليكم ان تتظاهروا وتطالبوا بحقكم بالتعيين في بلادكم، فميزانية العراق ونفطه ليس ملكاً لأحد دون الآخر، انت وحيدر العبادي مواطنان تتمتعان بنفس الحقوق، ولكن في بلد الواسطات والرشوة صرت انت فقيراً وصار هو يتمتع بكل شيء، وهذا ينطبق على جميع السياسيين، لماذا لاتطالبون بدرجات المتقاعدين الوظيفية، اليس المطلوب من الحكومة ان تعوض، ابتسم ثانية وهو يقول: ( ايكولون ايضموها للعرف)، مشكلة عبد الله هي مشكلة جميع الشباب ولايمكن حلها الا بضمائر نزيهة وحكومة شريفة لاتمنع التعيينات لرغبة لديها وتترك اجيالا من العاطلين.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صبراً ان ضاعت عاصمة فعاصمة قيد الضياع
- ابن عم الكلام
- هذا ما قاله الشيخ لأبي
- في الظل لاتقعي الدروب
- عندما تهرم
- كنتُ في كركوك
- أنا وكلبي
- اسم الوردة وامبرتو ايكو
- الرصيف مكتبتي
- حين كان الرصيف مكتبتي
- الآلهة التي قطعت رأسها
- أهواء نيرون
- هم يرجمونَ بما جنوا شيطانهم
- بغدادُ غيداءٌ لعوبُ
- قتلوكَ لكن لا يُقالُ قتيلُهم
- قلْ لي ولاتخشَ شيئاً ايها الخَرِفُ
- نعجة أم حسين
- فخاتمةُ الكتاب الى الكتابِ
- موسم أصدقاء الله
- أ أنتَ عصيُّ الدمع أم زانك الكِبرُ


المزيد.....




- أمير الموسوي في بلا قيود: تخصيب إيران اليورانيوم بنسبة 60% ...
- بعد مرور شهر على نظام المساعدات الجديد في غزة، أصبح إطلاق ال ...
- حكم للمحكمة العليا الأمريكية يُوسّع صلاحيات ترامب، والأخير ي ...
- عاجل: ترامب يقول إن وقف إطلاق النار في غزة بات قريباً، ويأمل ...
- ترامب للمرشد الإيراني علي خامنئي: لقد هزمت شرّ هزيمة
- سوريا تعلن ضبط نحو 3 ملايين حبة كبتاغون بعد اشتباك مع مهربين ...
- إعلام إسرائيلي: جثث 3 أسرى في غزة أعادها عناصر من مجموعة أبو ...
- القلق يتصاعد بعد ضربة إسرائيلية استهدفت سجن إيفين... مصير سج ...
- موقفا تخفيف العقوبات عن إيران.. ترامب لخامنئي: أنقذتك من -مو ...
- جيش الاحتلال يقتحم كفر مالك والمستوطنون يصعّدون بالضفة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - معاناة خريج