أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - فلورنس غزلان - كيف نرى العولمة؟ أين نحن من العولمة؟ وكيف نواجهها؟















المزيد.....

كيف نرى العولمة؟ أين نحن من العولمة؟ وكيف نواجهها؟


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 1477 - 2006 / 3 / 2 - 10:18
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


في مطلع التسعينات من القرن المنصرم وبعد سقوك المنظومة الإشتراكية، بدأ مفهوم العولمة بشكله الوحشي يظهر ويرسم ملامح الخطورة وتتصاعد طافية بما تحمله من مظاهر العنف للسيطرة على الأسواق العالمية التي تحتاجها الشركات الكبرى ذات الرؤوس المالية الضخمة، التي بدأت بوادر أزماتها تتسع رقعتها وتشكل منزلقا خطراً أمام الدول الحاملة والراعية لها وعلى رأسها القوة الكبرى في العالم ، أميركا ..والتي أخذت على عاتقها دور المنقذ بعد أن آلت لها القيادة الكونية ، وبعد أن كان العالم ينقسم لوجهين ونظامين مختلفي المنهج اقتصاديا وسياسيا، فالتحق ما كان يسمى بحلف وارسو لتصبح دوله تابعة للمنظومة الرأسمالية بما تحمله من تكنولوجيا متطورة وخبرات واسعة وإمكانيات بشرية وطاقات اقتصادية. فأزمة الدول الرأسمالية الاقتصادية لا بد لها من منفذ وحل ، وإن باستخدام القوة العسكرية لفتح الباب نحو أسواق جديدة واستثمارات ذات طابع استهلاكي الغرض الظاهر منها يصب في مصلحة سكان وأهل المنطقة ، لكن الغاية الفعلية هي السيطرة على هذه الأسواق وعلى خيراتها ومقدراتها، وإن باستخدام القوة كما جرى في الحرب العراقية الثانية والثالثة، من انقاذ للكويت ! واحتلال للعراق..وأفغانستان ...بالاضافة لاقامة علاقات واتفاقيات مع دول الاتحاد السوفييتي سابقا لما تشكله من ثروات نفطية وتكنولوجية ومواقع هامة لمحاصرة الدولة الروسية والصينية التي بدأت قوتها الاقتصادية تبرز وتشكل بنموها المتسارع خطرا لايمكن للعين الاقتصادية الرأسمالية إلا أن تقرأه بخشية وحذر وتحسب له ألف حساب ..
ما تملكه وما تصدره لنا هذه المنظومة العالمية الجديدة والتي يمكن أن نسميها العولمة .
من تكنولوجيا حديثة وأنترنيت وفضائيات بالتأكيد تجعل من العالم قرية صغيرة من خلال انتشارها، لكن لصالح من؟ .
إن انتشارها وامتلاكها محصور بأيدي أصحابها ومالكيها من الدول الكبرى .. فعلى سبيل المثال استخدام النت يتمركز 80 % منه في أمريكا وأوربا أو اليابان وغيرها ...وتقتصر خدمات التوظيف على الطبقة المتوسطة من إداريين وتقنيين ، ففي الشرق الأوسط تحاول اثبات وجودها من خلال قواعد عسكرية وسيطرة مباشرة كما هي الحال في العراق ، وارتباط وثيق لكافة الدول في المنطقة يساعدها في مهمتها الوجود الاسرائيلي المالك للتكنولوجيا الحديثة والمدعوم والمتعامل معها في مشاريعها وترتبط مصالحه الاقتصادية والسياسية معها ، ليساهما في السيطرة على الأسواق الشرق أوسطية...مستقبلا ! فيما لو بقيت عليه الحال ... رغم ما تبديه أمريكا من محاولات لإقامة مشاريع استثمارية في المنطقة ، انما هي عبارة عن تدوير للأموال المستفيدة من فتح أسواق هذه المنطقة وكلها مشاريع استهلاكية صغيرة ...لا توظف الكثير من الأيدي العاملة ولا تقضي على مشكلة البطالة التي تستفحل يوما بعد يوم ، بل وتهدد الطبقة العاملة في الدول الرأسمالية نفسها، مما حدا بانشاء منظمات مناهضة العولمة وعلى رأسها " ATTAC" ، والتي تحارب وحشية العولمة وانعدام انسانيتها واستخدامها لمنطق " الغاية تبرر الوسيلة " ، لهذا نشهد مناصرة هذه التيارات والحركات المناهضة للعولمة لحق الشعب الفلسطيني مثلا كما فعل " جوزيه بوفيه" أحد أبرز مناضليها...بوقوفه مع المرحوم ياسر عرفات أثناء حصاره في" المقاطعة" ، وخروجهم في تظاهرات حاشدة ضد الحرب الأميركية على العراق وغيرها وغيرها........
وهاهو اليوم بالذات يأتينا الدليل واضحا وحياً من خلال انضمام شركتي ( G. D. F الفرنسية و SUEZ البلجيكية لتصبحا شركة واحدة برأس مال قدره 70 مليار يورو ، وتصبحا أكبر منتج ومصدر للغاز في العالم ، مما سبب أزمة ومشكلة بين فرنسا وايطاليا، ويهدد بتسريح الكثير من العمال ، وهاهي النقابات العمالية تعلن غضبها وربما اضراباتها في الأيام القادمة!! ، هذا يعطينا فكرة عن مقدار خطر تشكل رؤوس الأموال وحصرها بمناطق وأيدي محدودة من الدول الكبرى التي تتحكم بالأسواق العالمية، وتتصارع أيضا فيما بينها...أي الصراع الذي لم يبرز بعد بحدة ( الصراع الأورو أمريكي ) ، لكن كل هذا ونحن أمامه كعرب أين موقعنا ؟ وماذا نفعل ونقدم لمواجهة خطر العولمة أو على الأقل التخفيف من حدة وقعها وامتصاص تأثيرها بشكل غير ذي فاعلية ونتائجه تكون أقل كارثية!!!!!!!!
مع الأسف ، وبعكس ما خطب البعض ممن سبقوني في الحديث عن العولمة...أقول : أن مشكلتنا الكبرى ومأساتنا العظمى تكمن في السياسة الخاطئة والمريضة لأنظمتنا ذات الطابع الاستبدادي الشمولي.
باعتقادي أن الانفتاح على الشعوب المقموعة والمغيبة عن الفعل والقرار السياسي، وتحكم منذ عقود بسياسة العصا ، سواء منها الأنظمة ذات الطابع الملكي والمحصور بأسرة وحيدة لا خيار للمواطن بها ، وذات طابع وسمة تقليدية تتمركز بأيدي قلة من صناع القرار ولها منهجية مذهبية واستبدادية كما في السعودية ودول الخليج ، تفتح أسواقها مشرعة للقواد العسكرية وللمنتجات الاستهلاكية الغربية ، وتغييب الشعب عن الفعل والقرار، أو ذات طابع قبلي عشائري وملكي دستوري ، كما هي الحال في الأردن ، مما سبب بروز الحركات المتطرفة والارهابية ، أو أنظمة الحزب الواحد القائد للدولة والمجتمع، والتي تدعي أنها دول اشتراكية !!! وتحمي القطاع العام !! بينما يثبت هذا القطاع عجزه وشلله الكامل لما تعرض له من نهب وخراب وفساد وإغلاق للكثير من مصانعه وتشرذم عماله.. بالاضافة لما يحدث في البلاد من استشراء ومحسوبيات واستزلام وسرقة للمال العام ، وتحطيم جذري للقوى العاملة من خلال محاولة احتوائها سياسيا وابعادها عن دورها الفعلي في العمل السياسي والنقابي القيادي في صنع القرار، وما تبعه من سيطرة للسلطة التنفيذية على السلطة القضائية وسبب عدم نزاهة في القانون وفي القائمين عليه، واضعاف لكل السلك التربوي والتعليمي والمناهج التعليمية المسماة ( موجهة ) نعم موجهة للتصفيق والتبجيل ولاقصاء الانسان المواطن عن الهم العام وزج الآلاف من المواطنين في السجون والمعتقلات...مايعادل نصف أعمارهم ...وهذا يسمى انعداما كاملا للحريات وامعانا في تكريس القمع والاذلال وعيش المواطن بدون كرامة ...وتثقيفه بثقافة وحيدة الجانب ...تصب في مصلحة النظام فقط، كل هذا لايساهم أبدا في الوقوف بوجه العولمة ...بل يجعلنا عراة الصدور وجياع البطون والذهون... فكيف سنواجه العولمة؟ ...أعتقد أننا سنواجهها بالطريقة المصرية كما قال العزيز عادل محمود في احدى بنوده" بالرقص والهز "...
الوقت والتاريخ لايرحم ، وهاهي تبرز محننا الواحدة تلو الأخرى...العراق يسير بطريق التفتيت الطائفي، وهذه احدى ركائز وظواهر العولمة ، حيث ساعد على وجودها أنظمة القمع ونتيجة لما جاءت به الدول التي حملت إلينا بالبصطار العسكري وبالانقلابات الجنرالاتية ، والتي سمت أنفسها ( الأنظمة التقدمية )، وباسم القومية العربية وباسم الاشتراكية والوحدة العربية !!! والنتيجة؟! الهجوم على الكويت...الحرب الأولى ثم الثانية
ممارسة صدام لأبشع أساليب القمع وسياسات التطييف والتمييز ... ونحصد اليوم الثمار..
دخول قوات الردع السورية منذ ال1975 إلى لبنان حتى يعم الهدوء ...وقعنا ميئاق الطائف ولم ننسحب ...اعتبرنا لبنان ...مزرعة أو تعاونية من التعاونيات الاشتراكية!! والنتيجة اغتيالات بالجملة ...ثم مشاكل مع المجتمع الدولي ... يوضع فيه المواطن السوري كبشا للفداء...بمشلكة لا ناقة ولا جمل له فيها .......والمنطقة بأكملها على كف عفريت... كل هذا نتيجة ضيق أفق سياسي وتخطيط فاشل فشلا ذريعا بكل معانيه السياسية والاقتصادية والعسكرية التي لاتعيد شبرا واحدا من الأرض المحتلة ومنذ أربعة عقود نعيش حالة اللا سلم واللا حرب، ونحن مع هذا دول الصمود والتصدي وقلعة العروبة ...الخ وفي حقيقة الأمر، فان الشعوب تعيش بعالم البحث عن الرغيف ، وليتها تحصل عليه دون مشقة ، أو دون ذل ...والقادم سيكون أكبر وأعظم ..كل ما أتمناه أن تكون العولمة القادمة ...أقل وطأة من عولمتنا الداخلية ذات الانتاج المحلي.................
مع تحيات فلورنس غزلان ـــ باريس 26/ 02/2006







#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحث في المناقب بين زيادة الرواتب وكثرة المصائب
- الدين لله .....لكن العراق لكم
- رؤية في جرائم الشرف في سورية، وموقف السيد البوطي منها
- لا تعودي
- الحكومة السورية الجديدة...هل هي حكومة رشيدة؟
- نبالة الزنديق بثوب الكاهن
- سان فا لانتان ....عيد الحب
- ماهو دور الرصيف في الشارع الوطني؟
- ماذا تخفي أعمال الشغب والحرائق للسفارات السكندينافية؟
- مع الديمقراطية حتى لو جاءت بألد أعدائي سياسياً أو أيديولوجيا ...
- خوف العلويين من فقدان السلطة مقالة مترجمة عن الفيغارو الفرن ...
- هل أحسّنا تربية أبنائنا؟ هل هم أحرار؟
- شهادة امرأة أفريقية
- المرأة العربية في مجتمعاتنا ...كموضوع للجنس
- لأكون حواء
- المرأة ...............الرجل والغيرة
- هل بدأ النظام السوري بالتفكك والانحلال؟ وهل تخبيء لنا الأيام ...
- بين المواطن والمُلك العام، بين المواطن والبيئة ثأر وانفصام.. ...
- المعارضة السورية بين أزمتها وأزمة النظام
- هروب من الموت .... اليه


المزيد.....




- لعلها -المرة الأولى بالتاريخ-.. فيديو رفع أذان المغرب بمنزل ...
- مصدر سوري: غارات إسرائيلية على حلب تسفر عن سقوط ضحايا عسكريي ...
- المرصد: ارتفاع حصيلة -الضربات الإسرائيلية- على سوريا إلى 42 ...
- سقوط قتلى وجرحى جرّاء الغارات الجوية الإسرائيلية بالقرب من م ...
- خبراء ألمان: نشر أحادي لقوات في أوكرانيا لن يجعل الناتو طرفا ...
- خبراء روس ينشرون مشاهد لمكونات صاروخ -ستورم شادو- بريطاني فر ...
- كم تستغرق وتكلف إعادة بناء الجسر المنهار في بالتيمور؟
- -بكرة هموت-.. 30 ثانية تشعل السوشيال ميديا وتنتهي بجثة -رحاب ...
- الهنود الحمر ووحش بحيرة شامبلين الغامض!
- مسلمو روسيا يقيمون الصلاة أمام مجمع -كروكوس- على أرواح ضحايا ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - فلورنس غزلان - كيف نرى العولمة؟ أين نحن من العولمة؟ وكيف نواجهها؟