أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - البحث في المناقب بين زيادة الرواتب وكثرة المصائب















المزيد.....

البحث في المناقب بين زيادة الرواتب وكثرة المصائب


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 1474 - 2006 / 2 / 27 - 09:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


البحث في المناقب بين زيادة الرواتب، وكثرة المصائب

لقد ضربت إلى غير رجعة وصعقت دون موت أو ضجة ( فولتات) المواطن السوري الكريم ، الذي في عيشه سعيد وراض في الرغد والنعيم ، ينهض كل صباح ، يدعو ربه بالنجاح والفلاح ، ويشكر أولياء نعمته على الخير والكرامة ، وعلى الحرية والشهامة ، التي يبديها السادة فيستحقون من المواطن كل طقوس التبجيل والعبادة..

فقد ضربه المس واشتعلت كهرباءه وانعطبت خلاياه من كل شعور وحس لم تعد صالحة للعمل ، فأحيلت على التقاعد والكسل في بيت ( خالتها) ، خاصة عندما وصلت إليه الزيادة الجديدة للراتب ، فهرع إلى البيت منشرح الصدر راقص الحاجب...وأخطأ في طريقه معتقداً أن الزيادة تكفي لسد كل حاجة ، فمر على اللحام ليشتري كيلوا من اللحمة المشوية غذاء لأرواح أبنائه الشقية بعد حرمان طويل .. ونزف ونزق وعويل .توقفت عيناه وصكت أسنانه وشلت قدماه عند رؤية التسعيرة للحمة الشهيرة، ، والتي حكموا عليها بالحرمان من دخول البيت أو شم رائحتها مطبوخة أو مقلية بالزيت ، هرع يعدو في الشوارع بقلب واجف وبطن للطعام جائع ، فما استطاعت فولتات عقله المقاومة ولا روحه المسكينة المساومة ، فضرب أخماساً بأسداس ، وخرج عن طوره وفقد كل احساس ، فما كاد للبيت يصل ويترجل وعن هندامه يتخلى وفي حساباته مع الزيادة تتضح الصورة أمامه وتتجلى ، حتى فهم الحال وما إليه سيكون المآل، فصرخ من الوجع وأصابه الهلع والصرع ، فما كان من زوجته المسكينة ألا أن استسلمت للهدوء والسكينة، وطلبت إليه التعقل وسألته النصح والإرشاد من ذوي العقل والرشاد ، علهم يجدون حلا لمعضلاتهم الكبيرة وحساباتهم الصغيرة، لكنه استمر في الضحك والبكاء وأصابه مسا في العق والكهرباء، فدعت أهل الحي والأصحاب ليجدوا لها وسيلة في ماوصل اليه الحال من عطل وخراب ، ونصحوها الخبراء والمجربين أن تغلق دونه الأبواب، فأعملت الشد والجذب وتعاملت معه بحزم وشدة ، لكن الرأفة أخذت بمجامع قلبها، فأطلقت له العنان وتركته يخرج من البيت بأمان، فما كان منه إلا أن ركض وصاح وعلا صوته وصار أشبه بالنباح ، فما ترك بذاءة إلا وأطلقها وشتيمة إلا وأسداها لذوي النعمة والسيادة وأصحاب السدة والقيادة، وصار فرجة للعالمين وسخرية للمتحذلقين والمنافقين ، فكثر من حوله الفقهاء وأصحاب الرأي والخطباء، ومن حوله تنادوا للانتقام من المارقين أمثاله والكافرين بنعمة الأولياء ، فالخلاص منهم واجب لأنهم للعدو خير صاحب، فما كان من المسكين إلا أن يخرج من المطبخ بسكين ، يريد أن يأخذ بالثار بالحديد والنار ممن تسببوا بغلاء الأسعار، فتداعى أهل النخوة والمروءة وأصحاب الشجاعة والقوة ، فحملوه عنوة وأخذوه الى مكان خاص بالاستشفاء لأهل سورية من الضعفاء والشرفاء يسمونها " العصفورية" ...لأن عقله طق وعن دماغه افترق وانشق ، بل خرج عن طوره فعلا صوته وأخذ يشتم ...من الأعلى للأسفل...مارا بكل الممنوعات والمحرمات...متجاوزا الخطوط الحمر ...المرئية والمسموعة .. فالزيادة التي جاءته من أهل البصيرة والقرار لا تسد الرمق ولا تأحذ بالثار من غلاء الفحش وارتفاع الأسعار، فذهب عقله وطار لبه ، وقد صمم على الانتقام ، ممن سودوا عيشته وأبلوا في سرقة الوطن الهمام ...معرفا ودالا عليهم أهل السلطة اللئام من ينعمون ويبيحون لأنفسهم كل مال حرام، فالى الشارع خرج يصيح ويلعن كل من يسكت على الحق ولا يجاهر بقوله ، مشيراً بالبنان لكل فاسد وابن حرام موقعاً عليه اللوم والخصام ، طالباً من الشعب الخلاص
والانتقام، لم يستطع المسكين أن يقول ويعد حتى جاءته حبال الأخذ والشد ، فالى سيارة الجيب أوثقوه ولعند خالته في بيت الطاعة علقوه وصلبوه، ليكون عبرة لمن يعتبر لكل مارق حقير لا يرضى بعيشة الحمير، فما عليه سوى الطاعة والولاء لأهل العزة والبقاء في كراسي الزعماء، عليكم التمجيد والطاعة والتأييد ، ولو عليهم تجاسرتم وعلى الشر ضمرتم، فمصيركم الهلاك فلا تغير الحكومات بهذا الكلام والعلاك، افهموا وعوا ، أنهم على رأسكم باقون وفي حساباتهم البنكية ماضون، عن كتابات النقد توقفوا ومعارضة حكامكم توجسوا، فلن تطالكم إلا الخيبة والمصيبة لكم ولعائلاتكم الكريمة الحبيبة، أمامكم طريقين، اما العصفورية في " القصير"* أو مدافن الصحراء في تدمر و "الضمير"**وهاأنتم تروا كيف جروه وعلقوه عقابا ودرسا لمن يتعض ولعقله يعود ولرشده يثوب وما عليكم سوى استخدام الصبر كأيوب...سلاحكم الوحيد في مؤبدكم العتيد ، خلاصة الكلام لمن فيه عقل وادراك ويبتغي السلام، سيروا كالنعاج ، أو انفقوا كما انفلونزا الطيور والدجاج.. أو انتظروا الفرج عل الله يرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل.
. أو يأتي الفرج الكبير من منافذ المحيط ومياه البحر الكبير...أملكم ضعيف في معارضة البحث عن الرغيف ، من أوهامكم تخلصوا ، ولجوعكم تعودوا ومن أعدائكم في الداخل احترسوا... بين أبنائكم وفي طيات أحفادكم ، في كل الأجيال لهم مساند ومع كل الأعمار لهم مساعد، احرسوا وتيقظوا ولنهايتكم المحتومة تشاهدوا وربكم تعبدوا...فهذا صاحبكم المغوار صار ينعق كالغراب وفي بيته يعم الموت والخراب ، اشكروا الزيادة من أصحاب العقل والريادة، فقد جاءتكم المكارم من أسيادكم ذوي السيف الصارم ...عليكم القبول والطاعة ولا تعلقوا النقص في التدبير على الحكومة كالشماعة، لا تنقصكم الخبرات في التقتير عند الأزمات، وفي التقشف والتوفير عند المصائب والملمات، غلاء السكر والزيت أسهل من حرائق تشتعل في البيت، غلاء الاسمنت والبنزين أسهل من الموت في فرع فلسطين.. ارتفاع الغاز وأسعار البيوت أسهل من حملكم من المخابرات في تابوت.. فادعوا معي لرب العباد ليحرسكم رب البرية والبلاد ، وهللوا للمجد ياأسياد وقولوا مع مسؤولكم الكبير واعملوا بايمانكم الغزير وعقلكم القدير ، بقوله المأثور وفعله الأثير " سورية الله حاميها...وهو من يجيرها ويحميها عملا بالقول الشهير حاميها حراميها.."

م :ــ* القصير ...مدينة قرب دمشق تقع فيها مشفى المجانين والتي يطلق عليها " العصفورية

.
ــ ** الضمير... موقع صحراوي بالقرب من سجن تدمر الشهير



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين لله .....لكن العراق لكم
- رؤية في جرائم الشرف في سورية، وموقف السيد البوطي منها
- لا تعودي
- الحكومة السورية الجديدة...هل هي حكومة رشيدة؟
- نبالة الزنديق بثوب الكاهن
- سان فا لانتان ....عيد الحب
- ماهو دور الرصيف في الشارع الوطني؟
- ماذا تخفي أعمال الشغب والحرائق للسفارات السكندينافية؟
- مع الديمقراطية حتى لو جاءت بألد أعدائي سياسياً أو أيديولوجيا ...
- خوف العلويين من فقدان السلطة مقالة مترجمة عن الفيغارو الفرن ...
- هل أحسّنا تربية أبنائنا؟ هل هم أحرار؟
- شهادة امرأة أفريقية
- المرأة العربية في مجتمعاتنا ...كموضوع للجنس
- لأكون حواء
- المرأة ...............الرجل والغيرة
- هل بدأ النظام السوري بالتفكك والانحلال؟ وهل تخبيء لنا الأيام ...
- بين المواطن والمُلك العام، بين المواطن والبيئة ثأر وانفصام.. ...
- المعارضة السورية بين أزمتها وأزمة النظام
- هروب من الموت .... اليه
- شذرات من الحياة اليومية لامرأة عربية مشرقية


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - البحث في المناقب بين زيادة الرواتب وكثرة المصائب