أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فلورنس غزلان - شهادة امرأة أفريقية















المزيد.....

شهادة امرأة أفريقية


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 1437 - 2006 / 1 / 21 - 10:17
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لقد عانت ومازالت المرأة ...في كل بلدان العالم ..(.غربية أم شرقية، متطورة متحضرة ...أم نامية متخلفة)..من العنف بكل مظاهره الجسدية والمعنوية ...النفسية والروحية .. استغلت من خلالها أبشع استغلال ...ذكرنا بالعبودية ..بل هو نوع من أنواعها المغلفة بسلوفان المجتمع تارة والدين أخرى ,,بالاضافة لاستغلالها جنسياً ...كموضوع ..كجسد لاشباع الرغبات ، او لكبت رغباتها ...فالنتائج على الدوام واحدة ..والضحية هي المرأة ...وذلك بحصر وجودها ضمن أطر ..تصنعها المجتمعات وتساهم بتكريسها القوانين وتشجع عليها العرف والأديان ..كلها لتبقى في ظل الحياة ..لاقصائها عن الفعل والدور العملي والتنموي في صناعة الكون وتطويره جنباً إلى جنب مع انسان آخر يختلف عنها في الجنس والمظهر ...يسمى الرجل ..فلماذا اذن تنحصر وتستخدم كل السبل والشرائع لتبقي على سيادته؟؟
ومن خلال نضالات المرأة ، بالتأكيد لانسعى لنكون البديل ...أبدا ...بل الشريك ...المساوي ..الى جانبه معه ...في نصف الصف وعلى نفس المقياس ...لانرضى بالخلفية ونرفض العبودية ...القوانين الدولية ..تمنع الاقصاء والتمييز ، فإلى متى نغلق العيون ونصم الآذان ونكُم الأفواه ...كي نحصر المرأة في أطر لا تخدم في النهاية ولا تصب إلا في مصلحة الذات الذكورية العليا ...وتحتقر إنسانية المرأة؟ لن أقول أكثر ولن أزيد ...بل أترك لكم ترجمتي لشهادة هذه المرأة الأفريقية ...والتي نشأت في دولة ( مالي ) الدولة المسلمة ، والتي تتشابه بعاداتها وتقاليدها مع الكثير من بلداننا العربية ... وباعتقادي أن الموضوع المذكور سبق وطرح بحثه على أكثر من صعيد ..وان قصدت ترجمته ووضعه بين أيديكم .فذلك يعود ، لكون المشكلة نفسها مازالت قائمة ، وموجودة ويتم التستر عليها والتحايل بأكثر من طريقة.. وتلفيق الحجج لممارستها .. دون اعتبار لانسانية المرأة ومشاعرها ..بل لتكون شهادتها أيضا
عبارة عن نافذة للعقل الانساني فينا ..لنعتبر ونرى جسد الأنثى ...كملك يخصها وينتمي إليها . لا لعائلتها ولا للمجتمع ...لا للزوج ..ولا للأخ .. وهذا يعني مسؤوليتها عنه أيضاً ..




أخيـــراً ...أســــتعيـــــــــد جســـــــــــــــــدي


ألتقيها للمرة الأولى..هذه المرأة " المالية "* الفارعة الجميلة ذات الأربعين حولاً، بوجهها المعبر الصارم، محاطاً بشلال من ضفائر ناعمة .. أدرك حينها وأفهم مقدار العذاب الذي تجرعته ، عندما أجريت لها عملية " الختان" و عرفت عن كثب ماهية الصعوبات التي ذاقها جسدها.. صوتها الملوع بالأسى والحنق.. بدأت .تقول " عائساتا **" بلهجتها الافريقية المميزة :ــــ
لايعتبر ختان الاناث في أفريقيا ولا يصنف بعداد العنف الواقع على المرأة!، بل العكس فعند ولادة أي طفلة تبدأ العائلة بالاعداد والانتظار للحظة الحاسمة .. يرافقها السرور والبهجة بدخولها مرابع النساء !! في بلادنا يعرفون معنى الألم الجسدي لكنهم ...أبدا .. لا يدركون ماذا يعني الألم المعنوي والنفسي ، الواقع على الفتاة ..حين يرتكبون هذا الجرم بحقها...علماً أنه الألم الأكبر والأكثر حدة ... الألم الجسدي ننساه ...نفقده ...لكن الألم النفسي يبقى يعمل في داخلنا طيلة الوقت...
عند وصولي إلى مدينة " ليون " الفرنسية ...في عمر المراهقة ...حيث أرسلتني عائلتي لألتحق بإحدى خالاتي .. من الوهلة الأولى... أحسست بالفارق الشاسع بيني وبين صديقاتي ...كنّ من نفس العمر والجيل... يتحدثن عن الجنس.بكل حرية وثقة بالنفس..يصفن مشاعرهن تجاه الصبية ...تجاه من يملن إليه يخترنه ليكون صديقاً ...وأنا لا أنبس بحرف ...حدثتهن عن الختان .. أبدين رعباً غير عادي ...اضطررت حياله إلى..تغيير الموضوع وازددت انكماشاً وإحساساً بالعزلة..فضلت عدم البوح بمشاعري ومعاناتي .. انه ألم بدون أمل ...بدون قدرة على الشرح ... لا تعرفه ولا تعيشه إلا الفتاة " المختونة " تشعر بالخزي والعار من جسدها .. تشعر بأنها اختطفت ...أحسست أنا شخصيا .. أني أعيش داخل جسد بمثابة العبء على حامله.. لا أطيقه... لا أحتمله....
صار ألمي يكبر أكثر عندما تعرفت على صديق فرنسي ...فيما بعد صار زوجي وأب لبناتي الثلاث ... بالنسبة له ... لا يرى في الختان مشكلة تذكر ... لا يفهمه ...لكنه لا يتورع عن خيانة زوجته!! بحجة أنه يريد " معاشرة امرأة طبيعية!! " حينها فقط أحسست بالعار يجللني ...كوني لا أستطيع أن أمنحه حباً حقيقياً ...كوني لا أتجاوب معه جنسياً .. لا أعرف معنى للذة الجسدية التي تعرفها النساء الأخريات!!!
أن تشعر بالاختلاف عن بقية النساء .. أمر في غاية الصعوبة ...في مجتمع ...يعرب فيه الانسان عن رغباته بحرية وانعتاق ...خاصة بين الزوجين... إنه من أهم الروابط .. تبادل المشاعر والأحاسيس ...عدم التفاعل ...مع الزوج أمر عسير جداً.. حينها أدركت ... أنه لا مكان لي في هذا المجتمع.. حيث يعتبر الاشباع الجنسي ...من أهم الأمور في الحياة الأسرية.. .. نعيش اللعبة ...نمارسها ... لكنا لانشارك فيها ...لسنا فاعلين في الدور المناط لنا!!!
شاهدت أحد الأفلام ...يمارس الزوجين الحب في أحد المشاهد... تبدو الفتاة في غاية السعادة والفرح ، وهي تمارس الحب .. قلت في نفسي ... لماذا لا أستطيع أن أكون مثلها؟!..
صارت علاقتنا العائلية بغاية الصعوبة... كثر تغيب الزوج وانقطاعه عن المعاشرة ...يزداد احساسي بالخذلان ..." عائساتا " متعبة ...لكنها صممت وعزمت ..على الطلاق رغم صعوبة الموقف ..ورغم أنها تحمل شهادة ليسانس في اللغة .. ... انما اختارت التوقف عن العمل ..حتى تكبر صغيراتها ويدخلن المدرسة ...
لكن عندما استخدم زوجها الختان كحجة وسبب في اقناع القاضي ...بأن زوجته ستصحب بناته للعيش في مالي ...حيث يخضعهن للختان كما حصل معها ... علماً أن " عائساتا " كانت منذ زمن مناضلة في جمعية مناهضة لختان المرأة ..وتدعى "GAMS " لكن القاضي كان أصماً حيال هذا الموقف ..ولم يسمح لهذه لعائساتا .. بمغادرة فرنسا إلى مالي واصطحابها لبناتها.. لم يقتنع القاضي أبدا ..بأن هذه المرأة المالية تستطيع حماية بناتها من الختان..ولم يعترف لها ولم يستمع لصوتها... لقد استخدم زوجها هذا العذر المؤلم ليحرمها من اصطحاب بناتها إلى مالي !! والتعرف على عائلة أمهن هناك..
شجاعة عائساتا الفائقة وإصرارها الحديدي .. جعلها في النهاية تحصل على حقها في الخروج من الأرض الفرنسية وتصحب بناتها معها.
هناك . في.أفريقيا، أحست أيضا بالاختلاف ...وعدم تقبل المجتمع لهذه العائدة .. حتى من قبل أسرتها! فما تتمتع به من حرية في الرأي .. جعل منها محط استغراب واستهجان مؤذ .".كل ما فعلته وأفعله يلقى عدم التفهم" ..
... كأن أتزوج من فرنسي ..وأن أطلق أيضاً !!.. والأدهى ألا أختن بناتي !!
عندما أعلنت طلاقها أمام أخوتها ... اعتبروها خارجة عن إرادة الأسرة ..فقد تزوجت وطلقت ...دون استشارتهم !!وهذا بحد ذاته مخالف للعرف والعادة عندهم .. بالنسبة لهم ...بناتي بلونهن المزيج بين الأبيض والأسود ...هن بعداد البيض !!فالنساء اللواتي يتزوجن بالبيض يعتبرن " خائنات "، ويشكلن صورة قبيحة وسلبية لافريقيا ... .. أحد أصدقائي قال لي ذات يوم : " انك تظهرينا بمظهر المتوحشين أمام الفرنسيين! ".
هذه المرأة .. التي ربحت حريتها واستقلاليتها بعد جهد ونضال ثمين ..تعرف جيداً أنه من الصعوبة بمكان أن تجد لها مكاناً للعيش في أفريقيا..في مجتمع مازال بأعماقه سلطوياً " الرجال فيه يملكون كل الحقوق ، بينما لاتملك المرأة أي حق يذكر ..فضرب الزوج لزوجته يعتبر أمراً طبيعياً ..والمرأة يجب أن تدرك تماماً ماهو وأين موقعها ، وعليها أن تدرك تماما ..أنه لايجوز لها ولا بأي حال من الأحوال جرح مشاعر زوجها باعتبارها مساوية له!!" ..هذا المجتمع الذي يطالب المرأة بألا تحرض على المشاكل باعتبار أن ألم الختان مشكلة من المشاكل .. في احدى المرات ...لم تستطع عائساتا ..أن تكظم غيظها وحنقها ..فأعلنت بصوت مرتفع ...إنكم تفقدونا كل مانملك من أحاسيس أنوثتنا ..وتفقدونا متعة أن نكون بشراً ..نساء بالمعنى الطبيعي للكلمة!! هنا اعتبرتها خالاتها وعماتها ..أنها غدت" بيضاء! " ، بل لم تخجل احدى الجارات من القول " ..لو لم نقتطع منك ذاك الجزء ..لو كنا تركناه لك ...لصرت كالكلبة عندما تجتاحها السخونة !!" ..
اليوم ..ابنتها الكبرى ..دخلت المرحلة الاعدادية .. وتحس بأنها بدأت تجد توازنها... بعد الكثير من المعاناة الطويلة ولسنين عديدة ...بعد معاناة جسدية ونفسية .. إنها تعمل في المجال التربوي كأستاذة ..وتعيش في الضواحي الباريسية .. لكنها بارادتها الصلبة وحزمها.. كونها كسرت حاجز الصمت من خلال هذه القوة التي تحملها في داخلها... لذا قررت اللجوء لمحلل نفسي قائلة " لا نستطيع الخلاص من الألم بالانغلاق على النفس وبالصمت .. عندما لا نجد من يساعدنا في محيطنا ...هناك الأخصائيون بهذا الشأن ".
إنها إحدى أهم المناضلات والناشطات في جمعية "GAMS " من أجل الحرية وإلغاء عمليات الاجتثاث لما هو طبيعي في جسد المرأة ...ولا تتوانى عن تقديم شهادتها بهذا الخصوص ، إذا لزم الأمر .. لكنها تحافظ على عدم الكشف عن هويتها باعتبارها مدرسة إعدادية .. فلا تريد الاساءة لصورتها أمام تلاميذها..
في بداية الأمر ..عاشت ازدواجية ثقافتها بتمزق :ــ " كان لدي انطباع بأني غير موجودة ..غير منتمية ...لكني بعد أن نضجت ..قذفت جانباً بكل ما رأيت فيه عائقاً ... ثقافتي ( المالية ) احتفظت بالجيد منها ...حالياً أحس أني.. فرنسية بنفس القدر أني.. مالية .
بعد أعوام من الصمت ..وبمساعدة العلاج النفسي ومن خلال نشاطها في الجمعية ... استطاعت عائساتا ... أن تعبر عن غضبها حيال كل ماينتج عن عمليات الختان .. وتناضل لانهائها كليا ...
العام الماضي ...في مالي... إحدى نساء أخوتها توفيت متأثرة بنزف حاد بعد ولادتها.. المشفى الخاص الذي أسعفت إليه يفتقر مخبره للدم اللازم ...وفي اليوم ذاته أربع فتيات أخريات ...إحداهن في السادسة عشرة من عمرها... قضين في عيادات أخرى ... لكن العادة والتقليد هناك...يمنع من ربط أسباب الموت والنزف بعمليات الختان!!!
" بالنسبة لكبار السن عندنا " التقليديين " ينسبون هذا لارادة الله ..قائلين .: انتهى لأن يومه حان!... الناس هناك يعلمون جيداً أن هذا الموت سببه الختان... لكنهم يؤثرون الصمت..". لأن النتائج بحد ذاتها ثقيلة وتحتاج لعلاج طويل ومكلف ...ويسبب مقتل الكثير من النساء بالاضافة للآلام والاضطرابات النفسية.. غالب الأحيان.. لاصابة المرأة بالعقم ..أو حالات كثيرة من التيتانوس ..أو السيدا
الكثير من الأطفال .. الكثير من الطفلات يقضين في لحظة الولادة ...لأن المرأة المختونة غالباً ما تتعرض لتمزقات كبيرة لا تعرفها المرأة العادية.. من بعض التعقيدات المنتشرة بروز الخراجات ومع انعدام العلاج الصحي والسليم ...تصاب المرأة بالسلس البولي، أكثر من ستين مليون امرأة أفريقية تعاني من هذا المرض ، ولهذا يوضعن خارج نطاق الخدمة ـــ ان صح التعبير ــ ويلفظن من المجتمع ، حتى من عائلاتهن .. يعتبروهن عارا !..
أكثر من خمسة وعشرون بلدا أفريقياً يعاني من هذه الا صابات النسائية ...حيث توجد فيها أكثر من 120 مليون امرأة مصابة !!، هذا يعني ثلث نساء أفريقيا.( القص أو الاجتثاث ) الذي تخضع له النساء يمارس أيضا في أندونيسيا ، وماليزيا ، واليمن ، بالاضافة للمناطق التي يتواجد فيها المهاجرين في الدول الغربية .. ُيتوقع أنه هنا في فرنسا .. يمكن تقدير أن تكون 20000 امرأة أو على الأقل 10000 فتاة كن ضحية الختان ...منذ عام 1983، حكمت محكمة النقض الفرنسية باعتقال من يقوم بهذا الجرم ... واعتبر فيها الختان أو القص عبارة عن جريمة بتر لعضو من أعضاء الجسد الانساني يعاقب عليها القانون من عشر سنوات إلى عشرين سنة سجن حسب الحالة ... لكن مع الأسف إن فرنسا تعتبر البلد الأوربي الوحيد التي تعتبره جريمة من الجرائم .
بالنسبة لعائساتا ، ولكل النساء الناشطات في هذا الحقل الاجتماعي ... النضال والمعركة مازالت مستمرة ...وحملة التوعية سواء هنا في فرنسا ، أو في أفريقيا ، تبقى السلاح الأهم الذي يتيح تغيير المعايير والمفاهيم ، وفي العديد من البلدان الأفريقية ، بدأ ت الأمور تتوضح أكثر وتتحرك في إطار أكثر ايجابية .. وذلك من خلال نشر التوعية التلفزيونية...أو بتشجيع الحكومات لعمل الجمعيات النسائية المناهضة للختان والبتر .. والتي تعمل على اختراق ماكان يعتبر " تابو " ، ساعد بعض الأئمة السنغالية على الاعلان من خلال خطبهم في المساجد على الحث وعدم ارتكاب مثل هذه الجرائم بحق النساء ، بتذكيرهم بأن هذا الأمر لاعلاقة له بالاسلام ولم يأت القرآن على ذكره... في السنغال ..وبوكينا فاسو .. وجيبوتي ، كما في مصر وساحل العاج وتوغو ..هناك قوانين تمنع هذا الأمر ، لكن لا ينطبق الحال على بقية البلدان الأفريقية..وفي بلداننا لا تعتبر هذه القوانين بمثابة الأكثر اهتماما وإلحاحاً.
اليوم عائساتا ..تعيش وحيدة مع بناتها الثلاث ، مضطربة لفشل تجربتها الأولى ، ولاتملك ا لرغبة في تجربة الحياة الثنائية إلى جانب رجل ... مع مرور السنين تجد صعوبة في اقتراب أي رجل منها ، لكن الجلسات النفسية المتواصلة التي اتبعتها لسبعة أعوام خلت ...ساعدتها كثيراً.
تقول:ــ " لا نستطيع الخلاص ، في قبولنا للختان .. أن نمتلك جسداً نحس بالاغتراب عنه!!" .
قررت المسير في مخططها حتى النهاية، لجأت لطبيب جراح ، ليجري لها عملية تصحيح ، فاستعانت بالدكتور : " Pierre Foldès " رجل عادي لكنه يتقن الاستماع ..هذا ماتقوله عائساتا.. بابتسامة مناضل.. يقف مع المرأة ،لا يحتمل أن يراها تعيش المعاناة والألم بسبب الاجحاف بحقها..عندما سمعت منه للمرة الأولى وامكانية اجراء عملية تصحيح للخطأ ، وجدت عائساتا لديها كل الاستعداد لتخوض التجربة " كنت دائما أحلم بامكانية تصحيح الخطأ لدي ..إني بانتظار هذا اليوم منذ زمن بعيد ..اتصلت بالطبيب ، وبعد أسابيع كنت قد أجريت العملية ...هذا الجراح ..استطاع أن ينقذ العديد من النساء في مهمة له بأفريقيا.. ضحايا بتر أنوثتهن ..وضع نفسه بخدمتهن ..لاجراء مثل هذه العملية، والتي يجريها منذ أكثر من ست سنوات هنا في فرنسا .. في حقيقة الأمر الختان يقص الجزء الظاهر للشفرين عند المرأة ...لهذا عليه البحث عن الشفرين الداخلين وتحريرهما ...................
هذا الطبيب أجرى العملية لمئتي امرأة ... أكثر فأكثر أصبح معروفا ومصمما على الاستمرار في عمله ...في البداية كانت تعتبر هذه العملية بمثابة " عملية تجميلية " لكنها اليوم تعوض من صندوق التأمين الصحي " CNAM" لكن الدكتور Foldès، بدأ بعقد مؤتمرات لتعليم وتدريب الجراحين في أفريقيا وفي فرنسا ...لتعليمهم التكنيك الطبي لهذه العملية ..وقد استطاع أن يدرب الكثير من الأطباء في أفريقيا
مما يمثل الكثير من الأمل للمرأة الأفريقية.
عندما تتحدث " عائساتا " عن هذه العملية التصحيحية .. تبتسم مع أنها تعترف أنها عانت من الألم لمدة أسابيع على أثرها .. لكنها تقول " يعتبر أهلي أن مافعلته قد جلب لهم العار ,,بالنسبة لعاداتهم وثقافتهم! لكني أقول إنها معركتي التي ربحتها ... لقد محوت كل الاحتقار والمساس بكرامتي وإنسانيتي
لن أضطر بعد الآن إلى الخضوع ...لقد استعدت ملكية جسدي ، وأنا من يقرر اليوم، وحتى لو لم أستعد كامل أحاسيسي العميقة بأنوثتي ...لكني أعتبر أن هذا مازال مبكرا ...بعد مدة قصيرة من العملية ...لدي إحساس بـــأن جســــــدي يعـــيـــــــــش ".

*ــ مالية ..تنتمي لدولة مالي البلد الأفريقي المسلم
** ــ عائساتا وتعني عائشة بالعربية
ترجمة ... فلورنس غزلان عن كتاب ....نساء حرات ...صدر عن منظمة أمنيستي أنترناسيونال
أعده كلا من " أورين كريميوــ هيلين جوليان



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة العربية في مجتمعاتنا ...كموضوع للجنس
- لأكون حواء
- المرأة ...............الرجل والغيرة
- هل بدأ النظام السوري بالتفكك والانحلال؟ وهل تخبيء لنا الأيام ...
- بين المواطن والمُلك العام، بين المواطن والبيئة ثأر وانفصام.. ...
- المعارضة السورية بين أزمتها وأزمة النظام
- هروب من الموت .... اليه
- شذرات من الحياة اليومية لامرأة عربية مشرقية
- راقص الليل
- لماذا جبران تويني؟
- كيف يرى الأستاذ والمفكر اللبناني - كريم مروة - الوضع اللبنان ...
- الحب بعد الزواج
- أربعة شمعات نشعلها اليوم للحوار.. قائلين معاً كل عام وأنت بأ ...
- من حلمي سقطت كلمة
- أين تتقاطع المصالح الأميركية مع المصالح السورية، لتوقيع صفقة ...
- الدلعونة هي شعار المرحلة!
- نفاق
- الخيانة الزوجية
- بيان اعلان دمشق....وماذا بعد؟؟
- أنا ومريم


المزيد.....




- “لولو بتدور على جزمتها”… تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر ناي ...
- “القط هياكل الفار!!”… تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 لمشاهد ...
- السعودية.. امرأة تظهر بفيديو -ذي مضامين جنسية- والأمن العام ...
- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران
- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فلورنس غزلان - شهادة امرأة أفريقية