أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - فلورنس غزلان - رؤية في جرائم الشرف في سورية، وموقف السيد البوطي منها















المزيد.....

رؤية في جرائم الشرف في سورية، وموقف السيد البوطي منها


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 1467 - 2006 / 2 / 20 - 09:50
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    


لا يمكن للدول أن تنهض وتتحرر، بدون أن تقرأ تاريخها الماضي والحاضر وتعيد النظر فيما ارتكبته من أخطاء خلال مسيرتها التاريخية وتجاربها السياسية والاجتماعية، وعلى هذا الأساس تعيد النظر أيضاً بقوانينها الجائرة ودساتيرها الظالمة، بما يتناسب مع مسيرة العصر وتطور التاريخ والحضارة
الإنسانية . وضمن هذا السياق نرى أن المجتمعات العربية تسير كالسلحفاة.. على الرغم من محاولات الكثير من المثقفين والمثقفات ...رجال الفكر .. والجمعيات الأهلية والمدنية .. أن ترفع أصواتها ..تكتب العرائض وتجمع التواقيع ، تنشر الكتب والبيانات ..لإصلاح ما يمكن إصلاحه من قوانين تخص الأحوال الشخصية ..".عثمانية العصر فاقدة الصلاحية"...
لن أتطرق لكل ما يحويه هذا القانون ، الذي يحتاج إلى ثورة جذرية وتغيير ينسفه رأسا على عقب ، لكني وبحكم عدم اختصاصي في الجانب القانوني والحقوقي ، سأكتفي بقراءة وجع المرأة في مجتمعاتنا العربية المشرقية خاصة ... من خلال ما تم تعريفه وعنونته تحت سقف ...

جــــــرا ئـــــم الشــــــــــرف.

في مجتمعاتنا العربية ، تتداخل المعارف بين ما هو تقليد وعرف اجتماعي وما هو ديني .فعند ظهور الإسلام داخل مجتمعات رعوية ذات نظام قبائلي عشائري .. تسجل فيه المرأة ضمن ممتلكات القبيلة ورجالها.. وعلى كاهلها يقع عبء الشرف ... ومن خلال صيانتها لهذا الشرف ...تسلم القبيلة من العار!
لكن الاسلام ، وان غير نسبيا ولدرجة لا تكاد ترى ...بدور المرأة ..حين حرم وأدها ..أبقى على الكثير من العادات بل كرسها بتشريع سماوي مضيفا عليها صفة القدسية، حتى .يصعب معها التغيير أو التبديل بحكم انتمائها التشريعي لما هو منزل الهي ... تظل القيادة والكلمة العليا فيه للرجل ...وحتى يومنا نعيش استمرارية المجتمعات الأبوية الرعوية!... فقد أسلمنا التأميم النسائي ...وشيطنا المرأة ... وذلك بالابقاء على الثقافة السائدة ، فصارت المرأة ...ترتدي ثوب الشيطان ... القاصر .... ناقصة العقل والدين....
" إن كيدهن لعظيم... النساء حبائل الشيطان ... النساء ذريعة إبليس."... خلطنا ماهو تقليد وعرف اجتماعي بما هو سماوي محافظين بذلك على الثقافة السائدة... وظل الربط قائما بين الجنس ...والتحريم .... العار ...والفتنة ..
جسدها العورة وموطن الإغراء والغواية ... ومن طبعها إثارة الفتنة! ...والحل يأتي بالفصل بين عالمي الرجل والمرأة... عن طريق التحريم الملفع بثوب الدين..." ما اجتمع اثنان إلا وكان الشيطان ثالثها " والاثنان هما الرجل والمرأة بالطبع ... واقترن شرف الأسرة ( العشيرة ) بالمرأة ، عملا بقول الشاعر: ـ لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم
وشرف العشيرة كان وما زال ، رغم مرور قرون عديدة على البيت الشعري وعلى ظهور الإسلام
لكن العمل بهما ملازما لنا...فغسل العار بالدم ...يقوم به الرجال ...وموضوع العار ( المرأة ) ، هي من يدفع ثمن الشرف الرفيع ( حياتها ) ، في بعض الروايات التي ما زالت الوقائع اليومية تتحفنا بها.. كثيرا ما تساهم بعض النساء بدور الغسل للعار ، من خلال مساعدتها الرجال في الخلاص من موضوع العار/ حتى لو كانت المرأة الموضوع ...ابنتها!!! .. لتنقذ الشرف الأسري ...أي تساهم في تكريس عبوديتها ليرضى عنها السيد ...مالكها... ... المرأة هي نفسها موضوع الجنس ، والعار ، والعقاب ، والشرف بنفس الوقت ...موضوع الملكية ... وعليها ترسي المساومات ...سواء كانت برسم البيع ( فتاة عذراء )، أو متزوجة بيعت سابقا !! فانتقلت ملكيتها ونقلت شرفها وتشريفها لآخر! ...
المؤسف له ، أن جل القوانين العربية المتعلقة بقانون العقوبات لما يسمونه جرائم الشرف.. يعمل بها منذ العهد العثماني في مادته الشهيرة ( 188 ) والتي تقول : " من رأي زوجته أو إحدى محارمه مع شخص آخر في حالة الزنى الشنيع، فضرب أو جرح أو قتل أحدهما أو كليهما معاً ، فهو معفو. ... من رأى زوجته أو إحدى محارمه مع شخص آخر على فراش غير مشروع، فضرب أو جرح أو قتل أحدهما أو كليهما فهو معذور"!!!!.
على هذه المادة وإليها ترتكز قوانين كلا من سورية بقانونها ( 548 ) ، والأردن بقانونه ( 340 ) ، والكويت بقانونها ( 153 )، والعراق ب ( 409 )، ومصر ب ( 237 ) ...
باستثناء تونس ...فقط تونس ومنذ عهد قريب حين قامت بإلغاء العذر عام 1993 بالقانون رقم ( 72 )
باعتبار القاتل في مثل هذه الحالات ...توقع عليه عقوبة القتل ويعتبر مجرما وقاتلا يحكم عليه بالاعدام.
تنادت وتعالت الكثير من الأصوات النسائية السورية ، بعد تعدد حالات القتل الإجرامي والوحشي في المجتمع السوري ..للمطالبة بالغاء القانون سيء الذكر ( 548 ) ، خاصة أن كل ما تتم تسميته وتوصيفه تحت جرائم الشرف ...لم تثبت فيه واقعة الزنى ، التي نصت عليها الآيات القرانية الكريمة
بوجوب توافر الشهود الأربعة ... كما يغلب عليها العادات والتقاليد أكثر منها التشريع الديني ، خاصة بحالات الزواج التي تتم بين طائفة وأخرى وجميعها تحت سقف الإسلام!!! كما جرى للضحية ( هدى أبو عسلي ) ، وطالب الكثير من الكتاب والمفكرين بتضامنهم مع الأصوات النسائية التي قامت مشكورة بالحملة الإعلامية والمجتمعية ...وأوصلت صوتها لمجلس الشعب عله يبت بهذه الحالة وينهي العسف الواقع على المرأة، فيسهم بشكل فاعل وواقعي بتغيير قوانين جائرة لا يتساوى فيه خطأ المرأة بخطأ الرجل! ...كما لا تطبق فيه التعاليم القرآنية على الرجل كما هي على المرأة!! لماذا يا ترى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لو عدنا للقرآن الكريم في سورة البقرة وفي الآية رقم ( 221 ) لوجدناها تؤكد على ، عدم السماح لزواج الرجل والمرأة المسلمان من مشركين.... بينما تحلل كل القوانين في عالمنا العربي زواج الرجل المسلم من غير المسلمة !!! ولا تحله للمرأة ...أين هي العدالة ؟ وعلى ماذا بنوا أحكامهم ، ان كان القرآن الكريم مرجعهم ؟ ......عودوا للآية الكريمة لتجدوا أن البت في الأمر واضح وصريح ...(كلاهما الرجل والمرأة متساوين في التحريم ) ... لكن قوانيننا تبيح للرجل وتخالف الإسلام ...بينما لا تبيح للمرأة !!!
من يقصد القرآن الكريم بالمشركين؟؟؟ هل هم أهل الكتاب؟؟ ألا يمكن أن يكون أحدهم أكثر إيمانا من المسلم؟، بل وأكثر قربا من ربه من المسلم؟؟ ، ولماذا ننصب نحن المسلمين أنفسنا حكما؟؟ أيكفي للمرء بحكم وراثته للإسلام ... أن يكون مؤمناً وغيره مشركاً؟ ...
ما يثير الدهشة في الأمر ، هو قيام الشيخ البوطي ... بمهاجمة النساء وكل من يتضامن معهن في مطاليبهن ، معتبراً أن هذه المطالب تشجع على الفتنة... وتخدم الاستعمار ، وتحرض على الانحلال الخلقي والإباحية !!!! بل ووصل به الحد إلى الشك في وطنية وانتماء النساء والرجال المنادين بإلغاء هذا القانون الجائر!!! .
هل أصبحت الوطنية مقرونة بقتل النساء؟ وهل الإبقاء على ذل المرأة والرجل معاً في ظل نظام استبدادي ...هو صفة وطنية ؟، هل إقصاء المرأة كما إقصاء الرجل عن الدور الفاعل في تقرير السيادة والسياسة في الوطن ، هو ما يصفق له السيد البوطي ويشجع عليه؟، بل وتترك الحرية لأمثال البوطي ، بالكيل للنساء بمكاييل الوطنية والتهم بالعمالة ...يلقيها كيفما اتفق!!
لا أشك أبدا يا سيدي الشيخ ، أنك تقوم بدورك على أكمل وجه .. فبمقدار ما تقدم من خدمات للنظام ، يترك لك هذا النظام حرية الاتهام والتحريم والتخوين ...لأنها في النهاية تخدم مصالحه ، وتساعد في بقائه واستمراريته، التي تقوم أساساً بدعائم شكلية لحماية الدين وأنت الخادم الأكبر ، والمساهم الفعال
في تكريس العسف والقمع والاذلال للإنسان السوري ... يكفي أن نرى ما جرى لسفارتي الدانمرك والنرويج لنعرف مقدار النزاهة الوطنية التي يتحلى بها المهاجمين ...دفاعاً عن نبيهم ودينهم !!!
لكني وكامراة ومواطنة سورية ...
أعدك يا شيخنا الجليل ، أن صوت المرأة السورية ومعها الرجل المفكر والناضج والذي يحمل وعيا وطنيا لا تشوبه شائبة، ولا يحتاج لبطاقة وطنية منك، سيظل عاليا، مطالبا بحرية الوطن في دولة الحق والقانون والعدل، دولة المساواة بين المرأة والرجل في كل القوانين
دولة يشير فيها شيوخها نحو الظلم ويطالبوا با جتثاثه... يقفوا بوجه القاتل ويطالبوا بأن يأخذ القانون مجراه العادل في القصاص منه ... لا يشجعوا القتلة والظلمة ، لا يبنوا التحريم والتخوين على قوانين الظلم والإضطهاد للمرأة، شيوخ يشيرون بأصابع البنان للظلم والظالم...لأوطان تستباح وتنهب ويرق قوت المواطن فيها...دون أن يتفوه شيوخها بكلمة ... أو يجاهروا بما يمليه عليهم الواجب الديني في مقارعة الخراب ، بوجه حاكم ظالم!!! هكذا علمنا آباؤنا كيف نحترم هؤلاء من رجال الدين ، الذين ينتصرون للحق لا للباطل ... فأين أنت منهم وبينهم؟! التاريخ لا ينسى يا شيخهم...والشعوب لا تنسى
سنظل يا شيخهم! ..ننادي ونطالب ونناضل ، حتى" نُسمع من به َصممُ.".. سواء كان الأصم أصيب بفعل التعود مرتبطا بالخرس... أو أ صموا فيه الضمير والبصيرة ...فصار صممه مرتبطا بالعمى فلم يعد يرى الصواب إلا في ما يقوله السيد والسلطان... ألم تسمع بقوله الكريم : " من رأي منكم بي اعوجاجا فليقومه بسيفه ، وان لم يستطع فبلسانه، وان لم يستطع فبقلبه وهو أضعف الإيمان " .
ألا ترى اعوجاجا في خطبك الرنانة؟ أو خطب أسيادك ،ألا تملك أضعف الإيمان فتصمت على أقل تقدير؟!.
فلورنس غزلان ــ باريس



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تعودي
- الحكومة السورية الجديدة...هل هي حكومة رشيدة؟
- نبالة الزنديق بثوب الكاهن
- سان فا لانتان ....عيد الحب
- ماهو دور الرصيف في الشارع الوطني؟
- ماذا تخفي أعمال الشغب والحرائق للسفارات السكندينافية؟
- مع الديمقراطية حتى لو جاءت بألد أعدائي سياسياً أو أيديولوجيا ...
- خوف العلويين من فقدان السلطة مقالة مترجمة عن الفيغارو الفرن ...
- هل أحسّنا تربية أبنائنا؟ هل هم أحرار؟
- شهادة امرأة أفريقية
- المرأة العربية في مجتمعاتنا ...كموضوع للجنس
- لأكون حواء
- المرأة ...............الرجل والغيرة
- هل بدأ النظام السوري بالتفكك والانحلال؟ وهل تخبيء لنا الأيام ...
- بين المواطن والمُلك العام، بين المواطن والبيئة ثأر وانفصام.. ...
- المعارضة السورية بين أزمتها وأزمة النظام
- هروب من الموت .... اليه
- شذرات من الحياة اليومية لامرأة عربية مشرقية
- راقص الليل
- لماذا جبران تويني؟


المزيد.....




- “لولو خلعت سنتها!!”.. تردد قناة وناسة 2024 WANASAH TV لمشاهد ...
- ملكة جمال ألمانيا من أصل إيراني تتعرّض لحملة تنمّر
- قوة روسية تنقذ امرأة وأطفالها من قصف مدفعي ومسيّرات أوكرانية ...
- مقتل امرأة عراقية مشهورة على مواقع التواصل.. وأجهزة الأمن تح ...
- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟


المزيد.....

- العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا / وسام جلاحج
- المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما ... / محمد كريزم
- العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا ... / فاطمة الفلاحي
- نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟ / مصطفى حقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - فلورنس غزلان - رؤية في جرائم الشرف في سورية، وموقف السيد البوطي منها