أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نادية خلوف - هويات نفتقدها














المزيد.....

هويات نفتقدها


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5739 - 2017 / 12 / 26 - 10:36
المحور: كتابات ساخرة
    


أحياناً أعتقد أننا ولدنا بدون هويّة، وهو الذي أدخلنا في باب الاكتئاب، والحروب، والمهاترات.
هوية الانتماء إلى المكان، الهوية الجنسية، الهوية الثقافيّة، والهوية الخاصّة، وكل تلك الهويات ضرورية كي نكون أسوياء.
نحن أيتام على باب القدر. نبحث عن احتضان.
من نحن؟ سكان العالم التّعيس المهمّش.
نستثني من موضوع الهوية تجّار الحروب، ومبيّضي الأموال، وسوق الرأسمال، هؤلاء لديهم دزينة هويات عالمية ومحليّة، وهم يقرّرون نوع الهوية التي يجب أن نحملها، وقد شكلوا لنا دوائر لا نستطيع الخروج منها، فكيف يمكن لشخص أن يخرج خارج نطاق هويته الدينيّة على سبيل المثال؟ لا يمكنه الخروج لأنه يقتل بكل بساطة، وهنا لا أعني تغيير معتقده. بل فقط أن يتعاطف مع مظلوم خارج طائفته، أو المكان الذي يعيش فيه.
النّساء، والرّجال أيضاً يبحثون عن هوياتهم الجنسية فلا الرجل رجلا، ولا المرأة امرأة.
تقوم المرأة بكل الأعمال العضلية التي تخصّ الرّجل، وإذا كان في الماضي يوجد ثور فلاحة، فقد أصبحت المرأة هي ثور الفلاحة، وانتهت من موضوع الأنوثة، فليس لديها الوقت كي تهتمّ بجمالها، ولم تعد تعرف شيئاً عن الحليّ والذهب، وهنا يمكن القول أن هذا يشمل المرأة ذات الحجاب، وذات التنورة القصيرة أيضاً.
فقد الرّجل عضلاته وشعر رجليه الذي كان يميّزه، فهو إما يحمل السّلاح، أو يتكور على فرشته كالطفل الرّضيع. هو ممحون فعلاً يعوّض نقصه في الاعتداء على المرأة، أو على الإنسان. والرجل اليوم نوعان: الرجل الوحش، وهو ذلك الذي يظهر على الشاشات بوجهه النضر من كثرة الطّعام، وذقنه الطّويلة، ويتزوج مثنى ورباع، وتركض خلفه النساء اللواتي يبحثن عن الطّعام، فمن المعروف أن الرّجل الوحش يعلف المرأة فهو يحبّ المؤخرات الضخمة، ولا يحبّ عارضات الأزياء، والنوع الآخر هو الرّجل النّحس. هو يبدو رجلاً أنيقاً، وقد يضع على صدره علامة ثوريّة، ويحفّ رجليه، وربما يلبس الحليّ، وهذا الرجل هو الرجل المزواج المطلاق الذي يستعمل لغته من أجل مكاسبه، وكلما تزوج بامرأة منتجة، شفط مالها، وأرسل لها ورقة طلاقها بحثاً عن ثروة أخرى.
النساء أيضاً أنواع، منهنّ المرأة العبد، والمرأة الجارية، والمرأة الرجل، وعدّد ما شئت من الأصناف، وآخر صنف هنّ النساء الحرائر، ويتبادر إلى ذهني عندما يقولون حرائر أنهنّ يرتدين حزام العّفة، وإذا كانت اللغة العربية تقول عن النساء والرجال أنّهم أحرار، فهذا يعني خطأ كلمة حرائر، لكنه خطأ مطبعي فلا الأحرار أحرار، ولا الحرائر حرائر.
أتحدّث عن الهوية التي نفتقدها، ويقال أن أحدهما ذهبت إلى قارئ الكفّ كي تتعرف على فردتها -أعني نصفها الآخر-
قرأ خطوط يدها، وبرز فيهم الرّجل الوحش، وقال لها: هذا نصيبك من الدنيا. هو لا عيب فيه، لكن العيب وقت النوم. سيتقلّب كثيراً، فمرّة يضع لحيته تحت اللحاف فتضايقه، ومرّة يضعها فوق اللحاف، لكنّك سوف تتعودين، وصدق الكّف، وبينما كان الرجل الوحش في "الكبارية" أعجبته المرأة-كانت تعمل عاهرة-وقال لها سوف أدخل فيك الجنّة، وأتزوجك، وتتوبين، ووافقت فهي لا تحب مهنتها، وكانت مجبرة عليها كي تعيل أطفال جلبتهم من الرّجل النّحس، وفي كلّ يوم تصاب بالاكتئاب، وعادت إلى قارئ الكفّ، وسألته الخلاص. أجابها: للأسف هو نصيبك، وحتى لو تركتيه، فإنّك لا تصلحين لمهنتك الأولى. أصبحت بدينة، وكبيرة في العمر.
أجابته: للأسف. لم أكن أحبّ مهنتي، الآن فقط اكتشفت انها مهنة محترمة.
نبحث عن وطن يمنحنا هويتنا الحقيقية، تكون المرأة والرجل فيه بشراً طبيعيين.
هل سوف نلتقي بذلك الوطن؟



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حان الوقت كي نضع نهاية لتقديس عيد الميلاد مرة واحدة وإلى الأ ...
- عندما عرفت حلب عن قرب
- الأشياء التي تلمع
- الحبّ في قصص الحبّ
- سهرة مع الذّكريات
- بيع الجسد، أم بيع العقل
- حكاية قلب حزين
- الرّجل الذي حاز على كراهية العالم
- كان وطني نخلة
- الحقيقة أغرب من المنام
- لم تصل مي تو إلى هنا
- من أجل سلامتي
- هادي فريد: راجع ضميرك - وقم بإضاءة شمعة ضد معاداة اليهودية
- من أنا يازمن؟
- سلام رجل
- مترجم لغات. . .يجيد ترجمة لغة الكلاب
- محاصرة في جبل الكريستال
- الانتهازية من بين قيمنا المجتمعيّة
- لماذا يكون للقارة القطبية الجنوبية البعيدة دور مهم جدا في تس ...
- شمس محروقة


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نادية خلوف - هويات نفتقدها