أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - من أجل سلامتي














المزيد.....

من أجل سلامتي


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5727 - 2017 / 12 / 14 - 11:48
المحور: الادب والفن
    


لا يمكن أن أبقى أنظر إلى الشّارع من النّافذة بسبب التّحذير من العاصفة
هناك على السفح البعيد تتراكم الثلوج، ويتزاحم الأطفال على الأراجيح، بينما انا مسجونة بسبب تحذير من أجل سلامتي
إن لم أجرّب حرارة الثّلج سوف أبقى أرتجف
يلّفني صقيع، وأقترب من المدفأة، وكلما زادت الحرارة ازددت برداً
كلّ الأشياء تقدّم لي مجاناً لأجل سلامتي
وسلامتي تبعد عنّي
أتحوّل إلى كومة قشّ
أحترق
يحيطون بي كي لا يذاع السّر
وتكون سلامتي غصّة العمر
كدّت على وشك الوقوع في الحبّ، على وشك الرّقص، على وشكّ كتابة قصيدة، وعلى وشك ان أكون أنا لولا أنّ سلامتي تتطلب الامتناع عن هذه الأشياء التافهة التي أخشى أن أبوح بها.
ورميت نفسي من النافذة فحماني الثلج من الرّضوض، ركضت خلفك أرغب أن تمسك يدي، ونمشي معاً حتى يغيبنا الأفق، يرسم مسيرنا فنّان يخلدّنا في لوحة ليست من الخيال. نبات بين التلال حيث تلفنا رائحة الأرض ، ونسكر من الحبّ .لا نشعر عندما نطير .ينبت جناحان قويان، نستمر في العلوّ، ونصل إلى المرحلة الزرقاء، تتراقص أرواحنا بعد أن نرمي أجسادنا إلى الأرض، تصبح ذبذبات روحي تائهة بينما تتجه أنت إلى الفناء.
لم يحدث هذا حبيبي، لم ترغب أن تكون رجلاً في حياتي، ولا أن نطير معاً. أردت أن نختبئ ضمن أسطورة حبّ كانت على وشك الوقوع. أن نلبس ثياباً تقينا وتحافظ على سلامتنا، مات حلمي على طريق الوصول، بدأت في نسج حلم جديد، بحثت فيك عن رجل جديد. صوتك صوت رجل. أوامرك، صراخك، شتائمك، وأشياء أخرى كلّها تخصّ الرّجال. أنت رجل حقيقي من لحم ودم، تمارس كل ما أوتيت به من قوة خشية على سلامتي.
نشرتُ أحاديث السّلامة على حبل غسيل، عندما نزل المطر مرّة خلعت أثوابي المبللة ومشيت عارية حفاظاً على سلامة الثياب، من يومها وأنا أتعرى. مرّة بإرادتي، وأخرى رغماً عنّي، كلما عُرّيتُ أو تعرّيت أشعر بالحقيقة التي تتناثر حول جسدي المكبوت، تحوّله إلى جمر، وأنظر من نافذتي إلى الثلج أراقب الأطفال وهم يركبون الأراجيح هناك على التلّ البعيد، أتوق إلى الانعتاق من تلك النافذة ، أثور. أمزّق بعض شعري، وأنت تنظر إليّ نظرة رجل وقور. أمسِكْ يديّ لو سمحت. امنعني من إيذاء نفسي. يا لك من بارد باهت . اعتقدت أنّك ستقيم معركة من أجلي، وتنزع يديّ من شعري، ثمّ تصالحني على رحلة سياحيّة نعيد فيها بعض طقوس الحبّ. فإذ بك تبتسم ابتسامة صفراء وتغادر من أجل سلامتي.
يعانقني في الليل رجل آخر ليس أنت. عملت على تشكيله من الطّين بطريقتي. طريقة بشريّة ، وعندما تبدأ في الشخير. أدير رأسي فألتقيه. يحدّثني عنّي، يذوب عشقاً، وينحني أمامي كلّما هبّ الهواء، أخجل من حبّه. أستسلم لإرادته طوعاً، وأغفو على كتفه. كم كنت أتمنى لو تكون أنت ذلك الرجل الذي أخونك معه كلّ ليلة. الفرق بينكما أنّه يدرك جميع حاجاتي، ومنها حاجتي إلى رجل يمتدح جميع الأشياء التي يراها في امرأة يخاف الآخرون على سلامتها بينما هو يمنحها لحظة من أجل المغامرة، من أجل الوقوع في الحبّ، ومن أجل كتابة القصيدة.
من أجل سلامتي فقط شكّلت رجلاً لا ينافسني على سرقة الأضواء، أعيش معه اليوم بعض لحظات العمر، وعندما تشخر فقط، ويفوح من جسدك رائحة خمر. أكون في حالة عشق وعناق مع الرّجل الآخر. أنت تعرف أنّني مسكونة بالعار، أنظرُ إليّ كخاطئة لأنّني أعيش مع رجلين في نفس الوقت. أحدهما ينطلق منه شخير أبدي، والآخر يقاسمني بعض لحظات الحبّ.



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هادي فريد: راجع ضميرك - وقم بإضاءة شمعة ضد معاداة اليهودية
- من أنا يازمن؟
- سلام رجل
- مترجم لغات. . .يجيد ترجمة لغة الكلاب
- محاصرة في جبل الكريستال
- الانتهازية من بين قيمنا المجتمعيّة
- لماذا يكون للقارة القطبية الجنوبية البعيدة دور مهم جدا في تس ...
- شمس محروقة
- ما هي بريطانيا أولا؟ المجموعة اليمينية المتطرفة التي أعاد دو ...
- سلطة الأبناء على العائلة
- سجن يدعى غزّة: كتاب جديد يقدم نظرة مذهلة عن الحياة اليومية ف ...
- افعلها ثانية، وبشكل سليم
- جهنّم، وجهنّم الحمرا، والوطن
- يوم جميل لم يصبح جميلاً أبداً
- هو أبي. . . النّذل
- يقدّسن الزّوج الخائن
- إعادة تعريف الدّعارة
- المكبوت في أعماق النّساء
- تداعيات حملة METOO#
- لا ضرورة للمعارضات السّورية


المزيد.....




- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...
- فيلم -مجرد حادث- للمخرج الإيراني جعفر بناهي يمثل فرنسا في تر ...
- غداً في باريس إعلان الفائزين بجائزة اليونسكو – الفوزان الدول ...
- اليوميات الروائية والإطاحة بالواقع عند عادل المعيزي
- ترامب يدعو في العشاء الملكي إلى الدفاع عن قيم -العالم الناطق ...
- رواية -الحرّاني- تعيد إحياء مدينة حرّان بجدلها الفلسفي والدي ...
- ضجة في إسرائيل بعد فوز فيلم عن طفل فلسطيني بجائزة كبيرة.. و ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - من أجل سلامتي