أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد صبحي النبعوني - نافذة الحب والجدار العالي














المزيد.....

نافذة الحب والجدار العالي


أحمد صبحي النبعوني

الحوار المتمدن-العدد: 5697 - 2017 / 11 / 13 - 01:57
المحور: الادب والفن
    


نافذة الحب والجدار العالي
قصة قصيرة جدا

الحب هذه الكلمة الساحرة التي تأخذ جانبا كبيرا من عواطفنا و مشاعرنا و أحلامنا وفي كثير من الأحيان يزينه الخيال و يضخمه الوهم و يجسمه التصور و تنفخ فيه الشهوات . مثل حالة أبو خليل .. . ! رجل في الأربعين من العمر متزوج وله عدة أولاد لكنه رجل من نوع خاص ‘ هو ليس بمجنون ولكنه أيضا ليس بذاك الرجل المتزن .. شخصية ربما نادرة في مجتمعنا ولكنها موجودة . يحلم أن يكون عازفا ماهرا على العود لربما تعجب به جارته أم كامل التي تسكن قبالة بيته الطيني . أم كامل هذه امرأة في الخمسين من العمر لكنها آية في الجمال مثلما يقال على لسان الجيران والحي كله ولها أولاد شباب وهي الزوجة الثالثة لزوجها الثري والهرم والمعروف في البلدة . فرق كبير ما بين زوجته غير الجميلة وجارته الحسناء هذه، لكن مشكلة أبو خليل هي رائحة الخمرة (العرق) التي تفوح من بيته .. وجميع الجيران اعتادوا على هذه الرائحة كلما مروا من أمام بيته لذا فهو معروف في البلدة بالرجل السكير ليل نهار ، لذا فالجميع لم يكن يدقق على سلوكه أو طريقة كلامه أو في طريقة قيادته للدراجة النارية بشكل متهور في طرقات البلدة الضيقة . للحب فنون وللجنون أيضا .. يفكر كثيرا في الليل وكأس الخمرة أمامه وأغاني أم كلثوم تجعله يسرح بخياله ، ويحلم لو أن هذه الجارة كانت زوجته هو ، أخذ يفكر كيف يثير انتباه جارته له . فقام بشراء عود قديم ليتعلم العزف على أوتاره فتسمع جارته عزفه الجميل و تغرم به ... لكن العود صوته ضعيف ، كيف سيصل صوته إلى جارته ، لذا أخذ كل يوم يخرج أمام باب بيته ويمسك العود ويضرب على أوتاره لتخرج ألحانه الموسيقية الخاصة به التي تشبه قليلا صوت موسيقى العود وكل من يمر من أمام بيته يحييه ويمتدح عزفه الجميل والساحر. لكن أم كامل حتى الآن لم تعلم أو حتى تشعر أن هناك جار هائم بها أو ربما أنها كانت تشعر وتعلم به لكنها لم تهتم لأمر هكذا رجل سيرته وقصصه على كل لسان وخاصة عندما كان يخاطب حمام بيته وهو يطير إلى السطح ( تعا.. تعا ) .. أنه يحبها بخياله الخاص والفريد من نوعه وخيالها نديم كأسه وليله ، كان له في البيت غرفته الخاصة به بعيدا عن الأولاد وضجيجهم لكنه في الليل كان يجلس وحيدا وليس من المعقول أن يقضي كل يومه في الشارع ليفوز بنظرة من الجارة التي كان بيتها مكشوفا له قليلا لأن جدار منزلها لم يكن مرتفعا لذلك كان يستطيع مشاهدتها كلما ذهبت أو عادت من صالون بيتها إلى المطبخ ... حيث كان تصميم جميع الأحواش العربية على هذا الشكل ، غرف البيت مستقلة وبعيدة عن المطبخ والحمام .
مع مرور الزمن أخذ حبه وهيامه يكبر ويزيد ولم يعد قادرا في ليالي الشتاء الطويلة والباردة أن يبقى حبيس غرفته وهو لا يلمح خيال أو طيف جارته لذا قام بفتح نافذة لغرفته على الشارع ووضع عليها علب السمنة الفارغة المزروعة بشتل الريحان ليعزف ويغني أغنيته المفضلة ( يا زارع الريحان ) .
استمر أبو خليل على هذه الحال طيلة فصل الشتاء والربيع وهو في النهار مع حماماته على السطح أو أمام باب بيته . وفي الليل يجلس إلى جانب النافذة ، إلى أن حل فصل الصيف ومعظم الناس في البيوت العربية تمد فراشها على أسرة من الخشب أو الحديد وتنام ليلا في الحوش على الهواء الطلق والسماء والقمر والنجوم تشاركهم نومهم وأحلامهم . ويبدو أن زوج الجارة أو أولادها انتبهوا لنافذة أبو خليل الجديدة وصوته العالي لذا قاموا بزيادة ارتفاع جدار منزلهم ،الأمر الذي أغضب جارهم السكير وأخذ يشتم ويصرخ ويقول بأن عملهم هذا قد منع عنه الهواء ، لكن دون جدوى فكل أنسان حر بجدار بيته . لذا رضخ أبو خليل للأمر الواقع بعد تدخل الجيران بينهم محاولة لمنع مشاجرة قد تصل للضرب وغيره .
بعد هذه الحادثة خسر أبو خليل جارته وللأبد لأن أولادها باعوا البيت وسافروا إلى مدينة أخرى ، ومنذ ذاك اليوم المشؤوم ترك أبو خليل عادة المشروب وأخذ لا يترك فرض صلاة دون أن يصلي في الجامع .



#أحمد_صبحي_النبعوني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماتوا ومازالوا عبق الأصالة
- سلاسل الانتظار
- موت الغريب
- ماردين عاصمة ثقافية وعالمية
- حق المواطن أولا
- يومي الأول في المدرسة
- احدى مشكلات التربية والتعليم في سورية
- في المقهى
- حب مع محاكمة عاجلة
- ثلج الغريب
- الحوت ابتلع القمر
- الشمس وسن الغزال والسعادة
- طفولة الطين
- رسالة إلى ولدي
- زنابق الشتاء
- لحن الراعي
- قدر الغريب
- رحم الله هؤلاء الآباء
- دستور يا شيخنا الكبير
- رقص السماح


المزيد.....




- فرقة موسيقية بريطانية تقود حملة تضامن مع الفنانين المناهضين ...
- مسرح تمارا السعدي يسلّط الضوء على أطفال الرعاية الاجتماعية ف ...
- الأكاديمي العراقي عبد الصاحب مهدي علي: ترجمة الشعر إبداع يوط ...
- دراسة تنصح بعزف الموسيقى للوقاية من الشيخوخة المعرفية.. كيف؟ ...
- كتّاب وأدباء يوثقون الإبادة في غزة بطريقتهم الخاصة
- حين أكل الهولنديون -رئيس وزرائهم-.. القصة المروّعة ليوهان دي ...
- تكريم الإبداع والنهضة الثقافية بإطلاق جائزة الشيخ يوسف بن عي ...
- أهمية الروايات والوثائق التاريخية في حفظ الموروث المقدسي
- -خطر على الفن المصري-.. أشرف زكي يجدد رفضه مشاركة المؤثرين ف ...
- هل يحب أطفالك الحيوانات؟ أفلام عائلية أبطالها الرئيسيين ليسو ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد صبحي النبعوني - نافذة الحب والجدار العالي