أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - هذا ما قاله الشيخ لأبي














المزيد.....

هذا ما قاله الشيخ لأبي


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 5690 - 2017 / 11 / 6 - 11:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذا ما قاله الشيخ لأبي
محمد الذهبي
كنت صغيرا وكنت انزوي دائما في مجالس الكبار لأسمع ما يقولون، كان ترتيبي مع اخوتي الرقم (احد عشر)، لم اسبق سوى الاخير الذي يصغرني باربع سنوات، لي من الاخوات ستٌ ولي من الاخوان خمسة كنت سادسهم، طرق الباب فهرعت بحسب القاعدة بأن صغير القوم خادمهم، ففتحته ووجدت عمامة بيضاء وشيخاً بدت ملامحه جميلة ومرتاحة، لم يمسه التعب كما مس والدي ، دخل الشيخ وجلبت له الشاي وجلست استمع الى حديثه، فبعد ان اورد كما من الاحاديث بان البنات هنَّ جُنة من النار، اي انهن حاجز منها اذا ماتزوجن بعمر صغير، وربين تربية مستقيمة، بعمري ذاك لم ادرك سوى اربعٍ من اخواتي فالأثنتين الكبيرتين كن قد تزوجن قبل ولادتي، قال الشيخ لأبي، وبحسب مارواه من حديث ان الفتاة اذا حاضت ببيت ابيها، فسوف يساءلُ مساءلةً كبيرة يوم القيامة، وبعد فترة زمنية بسيطة تفرقن اخواتي، تزوجن بسرعة، وانا لم اكتم حنيني الى احداهن، وبكيت بعد ان تزوجت بكاء مراً، كانت تعطف عليّ اكثر من امي، وكانت تنتظرني قرب المدرسة لتحملني على ظهرها، فالمسافة من المدرسة الى البيت كانت طويلة جدا، حرصت ان اذهب صباح اليوم التالي لأراها واقيم منذ ذلك الوقت نصيحة الشيخ، فعدت وانا العنه واسبه واصرخ وامي قريبة مني: ( كلها امن الشيخ، هوه خلّاها اتروح)، حاولت ان تقنعني بالصمت لاننا في طريق عام، وان الفتاة بيتها الحقيقي بيت زوجها، ولكنني كنت اثور كالبركان بين آونة واخرى، جاء مساء اليوم التالي، جلست بمفردي قرب الفانوس النفطي، وتذكرت ( رشاد البر) الذي نجلبه انا واختي يوميا من الأراضي الشاسعة قربنا، كانت قمة في الحنان، مالت الشمس قليلاً فهرعت تمسكني من يدي: ( يلّه محمد راح اتصير دنيه اغروب).
لم اعتد على فراقها، وكنت اجبر امي بالذهاب اليها تقريبا في الأسبوع ثلاث أو أربع مرات، وكل مرة اعود ثائراً وانا العن الشيخ (كلها امن الشيخ)، حتى اشتريت دراجة هوائية، فصار الطريق سهلاً، وكنت الزائر الدائم حتى اعتدت فراقها اخيرا ، انا متأكد ان شيخ الجامع زرع بذهن والدي مفهوما خاطئاً، وان ضحيته كانت واضحة للعيان، الحرمان من المدرسة للبنات، وتزويجهن بسن مبكرة جدا، وعذري في هذا الامر انني كنت صغيراً، لكنني لم اجد العذر لمايقوم به النواب حاليا باعادة عجلة الحياة الى الخلف، فانت حين تزوج الفتاة بسن مبكرة ستصادر اولاً حقها في التعليم، وتصادر حقها في اختيار شريك حياتها، فاما ان يكون وديعا فتكون قد سلمت الجرة، واما ان يكون متعبا فيتعب العائلة جميعها، وعلى اختلاف مراحل الحياة سوف تنهمك العائلة بمشاكل لا اول لها ولا آخر، لا اريد لشيخ الجامع الذي نصح والدي ان يجلس في البرلمان ثانية وينصح النواب بالتصويت على تزويج القاصرات، ولا اريده ان يكون سببا في تعاسة فتيات العراق، كما اراه في زينب ابنة جارنا، تزوجت صغيرة، وهي الآن تسحب جيشا من الاطفال وتبدو في العقد الخامس وهي بعد لم تتجاوز الخامسة والعشرين من العمر، تذكرتها وهي طالبة صغيرة بشرائطها البيضاء، وانا انظر الى اطفالها تصطحبهم الى بيت ابيها بمنتهى الاهمال والتعب، اطفال متسخون ومرضى وام متعبة وهي بعد صغيرة، هذه لبنة المجتمع الذي تريدون بناءه ايها السادة، كلما نظرت الى زينب لعنت شيخ الجامع الذي نصح أبي.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الظل لاتقعي الدروب
- عندما تهرم
- كنتُ في كركوك
- أنا وكلبي
- اسم الوردة وامبرتو ايكو
- الرصيف مكتبتي
- حين كان الرصيف مكتبتي
- الآلهة التي قطعت رأسها
- أهواء نيرون
- هم يرجمونَ بما جنوا شيطانهم
- بغدادُ غيداءٌ لعوبُ
- قتلوكَ لكن لا يُقالُ قتيلُهم
- قلْ لي ولاتخشَ شيئاً ايها الخَرِفُ
- نعجة أم حسين
- فخاتمةُ الكتاب الى الكتابِ
- موسم أصدقاء الله
- أ أنتَ عصيُّ الدمع أم زانك الكِبرُ
- هرم المغني
- عاشق لمساحة زرقاء
- قصيدة الى الله هذا الزمان


المزيد.....




- فيديو طريف.. ديك رومي غاضب يطارد رجلًا أمام منزله في نيويورك ...
- الإمارات.. قرقاش يبين ما هو المطلوب من إيران بعد استهداف قطر ...
- لوحات ضخمة في قلب تل أبيب تدعو لـ -شرق أوسط جديد-: من وراءها ...
- ترامب يهاجم محاكمة نتنياهو: هل يحصل رئيس الحكومة على عفو عام ...
- محللون إسرائيليون يكشفون ما وراء دعوة ترامب إلغاء محاكمة نتن ...
- ترامب ينفي عزم واشنطن عقد صفقة نووية مدنية مع إيران بقيمة 30 ...
- حاكم كاليفورنيا يقاضي شبكة -فوكس نيوز- ويطلب تعويضا بـ 787 م ...
- صور أقمار صناعية جديدة تظهر نشاطا مكثفا في منشأة فوردو الإير ...
- واشنطن بوست: هل دُمر البرنامج النووي الإيراني فعلا؟
- ترامب يسعى لإقناع نتنياهو باتفاق لإنهاء الحرب على غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - هذا ما قاله الشيخ لأبي