ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)
الحوار المتمدن-العدد: 5687 - 2017 / 11 / 3 - 11:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أعيدوا ساعاتكم إلى الوراء ، وإجعلوا يوم الخامس والعشرين من أيلول يوم الرابع والعشرين منه ، وقدموا الحلويات وبلّغوا التهاني للشرق والغرب ، للشمال والجنوب ، وإنصبوا سرادق الأفراح ، ودعوا الكاوليّات ترقص على صوت الرباب ، ووزعوا الميداليات لكل من يفوز في سباق إعادة عقارب الساعة .
أناسٌ جهلة ، يهرولون إلى مجلس الوزراء مطالبين بإلغاء الإستفتاء ، ثم يذهبون إلى مجلس النواب ويطلبون إلغاء الإستفتاء ، وبعدها يذهبون إلى المحكمة الإتحادية العليا مطالبين بإصدار قرار بعدم دستورية الإستفتاء ، وكأنها قصة الخروف العنيد الذي لا يريد أن يعبر النهر والتي درسناها في منهج الدراسة الإبتدائية .
لستُ من عابدي شخصية مسعود البرزاني ، ولست من مؤيّدي سياسته ، ولكن واقع الحال ، الذي لا يمكن دحضه أو إنكاره ، أن الأمة الكردية حصلت ، في عهد رئاسته للإقليم ، على الفرصة التي مكنتها من إطلاق صرختها " أنها تريد الإستقلال " حال جميع الأمم الأخرى في العالم . قال أكراد العراق في الخامس والعشرين من أيلول كلمة " نعم " للإستقلال ، وقد مرّ ذلك اليوم ، ولن يعود ، مهما حاول أعداء نيل الأكراد لحقهم الطبيعي . مرّ يوم الخامس والعشرين من أيلول وأصبح في الماضي ، فهل يمكن إعادته يا " عقلاء " ؟
لقد وفّر مسعود البرزاني الظرف لأمته أن تبدي رأيها ، وبعمله قد كسب شرفاً لم يكسبه غيره في تاريخ الأمّة . لقد كسب قادة أمم أخرى مثل هذا الشرف ، وسُجلت أسماؤهم في لوحة الخالدين ، ومسعود ، وقد إنسحب من موقع رئاسة الإقليم ، حاملاً ذلك الشرف ، لن يضيره ما يُقول عنه أولئك الذين لم يدّخروا جهداً لثنيه عن السير في درب النضال من أجل حقوق أمته . لقد قالها الرجل ، موجّهاً كلامه إلى القوى السياسية الكردستانية ، أنه وإن إنسحب من موقعه الرسمي ، فإنه سيبقى پيشمرگة ، تاركاً لهم مجال الإيغال في العمل ضد تلك الحقوق وتدنيس أسمائهم بإصدار قرارات " إلغاء الإستفتاء " وبمعنى آخر كشف أنفسهم عراة لا تهمهم حقوق الأمة الكردية و لا إستقلالها .
لقد خلت الساحة الكردستانية ، بشكل رسمي ، من مسعود البرزاني ، ومناوئوه يلعبون فيها ، فستكشف الأيام ما سيفعلون ، وكيف يفهم أكراد العراق أنهم غرباء عليهم ، والأشهر الثمانية التي تفصلنا عن الإنتخابات القادمة ، كافية لتقرير مصيرهم وكنسهم من ساحة كردستان .
#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)
Yelimaz_Jawid#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟