أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - رَدُّ مُداخلة














المزيد.....

رَدُّ مُداخلة


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 5666 - 2017 / 10 / 11 - 23:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجدلُ مع " المثقّف " أصعبُ من الحديث مع الفرد البسيط غير الذي يحمل أفكاراً مسبقة تحدد توجه ذهنه ، بغرض إقناعه بالحقيقة . نُشرت مقالة لي ، بخصوص الإستفتاء في كردستان ، في إحدى المواقع ، فدوّن أحد الزملاء " المثقفين " مداخلته عليها ، مُبتدئاً بعبارة " إنّ أي خطوة من طرف واحد بإتجاه إستقلال إقليم ما عن البلد الذي يرتبط به ستكون نهايتها مأساوية . " ويعزي ذلك إلى " هناك الشريك في الوطن له أيضاً حقاً " . أقول للزميل إن إطلاق الكلام على عواهنه سهلٌ ولكن فاته أن الإعتراف بحقوق الأمم في تقريرمصيرها لم يأت جزافاً بل نتيجة نضالات مريرة قدّمت فيها التضحيات الجسام من أرواح ودماء أبنائها ، ففرنسا كانت تعتبر الجزائر جزءاً منها ، ونضال الجزائريين حركة إنفصالية ، وبعد مليون شهيد تمّ إخضاعها لتعترف بحقهم ، وكذا بالنسبة إلى جميع المستعمرات البرطانية التي كان يُقال " أن الشمس لا تغيب عن ممتلكاتها . " .
لقد أصبحت ، مع الأسف " عبارة " الإقليم حصل ما لم يحصل عليه إقليم حكم ذاتي في العالم من حقوق وأكثر من حقوقه الشرعية " . تُساق وكأنها مقبولة فرضاً ، فتُرى هل حصل الكرد على حقهم الطبيعي في تأسيس دولتهم وهم أمة تزيد على الثلاثين مليوناً أي أضعاف نفوس البحرين ولبنان وفلسطين وقطر ، وكثير من بلدان العالم المعترف بكيانها ، ومساحة كردستان أضعاف مساحات تلك ، وهل تُرى ينظر زميلنا " المثقف " ، ذات النظرة ، إلى نضال الشعب الأحوازي من أجل حريته ، وإنفصاله عن إيران ، والشعب الفلسطيني المناضل من أجل حقوقه ؟
لقد كان نضال الكرد ، في التاريخ الحديث ، في إطار ستراتيجية تقدّمية واضحة ، في " النضال ضد الإستعمار" ، فشاركوا مع الشعوب العربية في النضال للخلاص من سلطة الدولة العثمانية ، ثم شاركوا في ثورة العشرين ضد القوات البريطانية ، بقيادة الشيخ محمود الحفيد ، وإستمرّوا في نضالهم ضمن حركة التحرر الوطني العراقية ضد إتفاقية 1930 وضد إتفاقية بورتسموث ووثبة 1948 وإنتفاضة 1952 والتظاهرات التنديدية بالإعتداء الثلاثي على مصر عام 1956 ، وكان لهم دور في ثورة الرابع عشر من تموز 1958 ، وقدّموا على مذبح نضالهم الكثير من الضحايا . ما حصل عليه الكرد إنما حصل نتيجة إصرارهم على السير في الطريق المؤدّي لتحقيق آمالهم ، وهكذا تمكنوا من إستلاب جزء من حقهم في " الحكم الذاتي " في عهد أعتى نظام حكم قومي عروبيّ شوفيني بموجب إتفاقية الحادي عشر من آذار . فهل بعد هذا يأتينا " مثقف " ويُعيّرهم بما حصلوا عليه ، ويطلب منهم الإكتفاء بما حصل ، وإلاّ فهُمُ ، حسب تعبيره " براقش التي جنت على نفسها " !
يتبرقع ببرقع " الوطنية " و بحجّة " الحفاظ على وحدة العراق " جميع المناوئين لحق الأكراد ، ويعارضونهم في التعبير عن رأيهم ( التعبير فحسب ) حول أمنياتهم المستقبلية في الإستقلال وتكوين دولتهم ، كما هو شأن الأمم الأخرى ، بينما في الواقع أن أولئك يدافعون عن حدود مصطنعة رسمها الإستعماريون بموجب إتفاقية تم توقيعها من قبل وزيري خارجية بريطانيا وفرنسا ( سايكس بيكو ) ، فعجيب أن تكون تلك الحدود مقدسة عند أولئك " الوطنيين " بينما لا يُنظر إلى الخطوط الأخرى التي رسماها بذات النظرة المقدّسة ! لقد كانت تلك الخطوط تقطيعاً للوطن العربي إلى أوصال ، و لم يتمكن العرب من تجميعها من مائة عام مضت ، فأية قدسية لها عند أولئك المدعين بالشهامة والغيرة والوطنية ؟
ليس هؤلاء " المثقفين " أحراراً لأن أية أمة تغمط حق أمة أخرى لا يمكن أن تكون حرة ، ومصالح الأمم لا تتعارض مع بعضها ، لذلك ففي غد نرى أمثال هؤلاء " المثقفين " يقفون في المعارضة عندما يطالب التركمان بحقوقهم أو الشبك والإيزيدية والصابئة أو أي صاحب حق يداعي به ، ما دام ذلك يتعارض مع مصالح جهة ذات سطوة ومال ، فهم أغلقوا عقولهم ويرددون ما يُطلب منهم ، قد يكون لقاء ثمن ، أو بسبب تعصّب أعمى لتوجّه أحاديّ لا يرى غيره .
كانت عملية الإستفتاء صرخة أمة تعبيراً عن آمالها وأمنياتها ، بغض النظر عن الجهة التي دعت له أو سهّلت ونظمت إجراءه ، وهي ممارسة متقدّمة في النضال تفوق التظاهرات التي تعم البلاد في ساحات مدنها ؛ رافعة المطالب المشروعة . لم يكن الإستفتاء ، عند عامة أبناء الكرد ، عند إجرائه ، مطلباً للإنفصال والإستقلال الفوري ، على الرغم من توظيف معناه من قبل " سياسيي العراق بدون تمييز " لأغراض بعيدة عن معاناة أمة عبّرت عن ذاتها و وجودها ، في هذه الفرصة التي سنحت لها .



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صَرخَةُ أمّة
- القمارُ السّياسيّ
- الديمقراطية في العراق
- الديمقراطيّة - جزء 2
- الديمقراطيّة - جزء 1
- نداءُ تحذير
- برهم صالح أم مستقبل العراق ؟
- تظاهَر يا شَعَب .. وإستَعِدّ .
- هَل يُحَوّل ترامپ العالم
- نَينَوى بعد التَحرير
- عودة الصدر ليسَت غريبة
- تَوَجُّهان مُتَضادّان في المسرَحِ السياسيِّ العراقيّ
- أزمة الفكر القوميّ
- الدّينُ والعقلُ
- الدناءة
- قنّ الدّجاج ومجلس القضاء الأعلى
- طريقُ المصالحةِ الوطنية .. وتكاليفُها
- وُجوبُ ما يَجيبُ
- نَحنُ . . هُم
- الذّيليّة *


المزيد.....




- العراق.. السيستاني يشعل تفاعلا ببيان عن استمرار استهداف إيرا ...
- هل ما يحدث في طهران استهداف لتغيير أو تدمير النظام؟.. شاهد ر ...
- أضرار جسيمة داخل مستشفى سوروكا ببئر السبع إثر قصف إيراني واس ...
- إيران تمدد إغلاق مجالها الجوي حتى يوم غد
- جنرال العقوبات والقبضة الحديدية.. من هو محمد كرمي قائد القوا ...
- ياسين بونو.. أسطورة مغربية تتألق في أكبر البطولات العالمية
- الجيش الإسرائيلي يبث مشاهد لاستهدافه مفاعل آراك (فيديو)
- الخارجية الإيرانية: عراقجي سيترأس الوفد الإيراني إلى مفاوضات ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي يهدد باغتيال خامنئي (فيديو)
- روسيا تطالب إسرائيل بوقف ضرباتها للمواقع النووية الإيرانية ف ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - رَدُّ مُداخلة