أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد مسافير - المسلم الحائر بين الخرافة والعلم!














المزيد.....

المسلم الحائر بين الخرافة والعلم!


محمد مسافير

الحوار المتمدن-العدد: 5662 - 2017 / 10 / 7 - 20:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اتصل بي صديق من فرنسا، وحين انتهينا من السؤال عن الحال والأحوال والإجابة بما تعودت عليه ألسنتنا دون أن يعبر فعلا عن دواتنا، أخبرني والدهشة تفوح من كلماته:
"تخيل، دائما حين أعود من الشغل، أطلق أذناي للمذياع، حيث يستضيف المذيع وسيطة روحية أو ربما دجالة مسيحية، فتتدفق إليها الرنات من كل حذب وصوب، كلٌّ يسأل عن حاله وأمانيه، فتارة يشكون مشاكل الحياة الأسرية، وأحيانا أخرى مشاكل البحث عن عمل أو تفاهات لا حسر لها... هذا المجتمع الذي تنعتونه بالحضارة لا يزال غاطسا في وحل الخرافة، رغم نسبة الأمية التي تكاد تنعدم! حدثتُ زميلة بالشغل في هذا الموضوع، فذهلتُ لإشادتها بالمشعودة، قالت إنها أيضا جنت ثمارا من وصايا الوسيطة الروحية، لقد وجدت بفضلها هذه الوظيفة، وبفضلها أيضا استطاعت شراء شقة، حاولتُ إقناعها بأن الأمر مجرد مصادفات، وأن الإنسان لا بد أن يجد ما يسعى إليه، وربما كان لكلامها أثرا إيجابيا وتحفيزيا في نفسك، ما دفع بك إلى البحث عن مقصدك وأنت مفعمة بالأمل، أما أن تكون للمرأة قوى سحرية أو خارقة فهذا مجرد هراء، تخيل، هذه المرأة رغم ثقافتها وتكوينها العاليين، لا تزال تؤمن بالخرافة! وأعزو هذا إلى الفراغ الروحي الذي يعيشه أغلب الشعب الفرنسي!"
________________________________________________________
وللعلم، فهذا الشاب الذي نطق تقريبا بكل ما سبق، هو مسلم متزمت في حقيقته، أعرفه حق المعرفة، إلا أنه استحضر في عرضه هذا كافة الإثباتات المنطقية، وربما استنجد بالعلم ليذكي موقفه، إلا أنك لو أخبرته مثلا أن الله استجاب لدعائك بعد أن قمت الليل سبعة ليال، أو بعد أن تخشعت في البيت الحرام، فأبدا لن يربط النتيجة بالمصادفات، ففي نقاش معتقداته تنهدُّ كافة الاستدلالات المنطقية، وحتما سيؤمن بكل جوارحه أنه فعلا كان هناك، في فترة ما، شخص ما صعد إلى السماء السابعة على متن بغلة، أو أن آخر كان يكلم النمل والهدهد شأن ماوكلي...
هذا هو مبدأ البراغماتية – النفعية
قد تجد دكتورا في علوم معقدة يؤمن بالخرافة وربما يزور السحرة أو يصدق فعائل العين ومس الجن... لأن التخلص من هذه الفضلات لا يرتبط بتاتا بمستوى التحصيل أو الكم المعرفي... لكن بطبيعة المصادر، وسلامة الرؤية، والجرأة على الانسلاخ!
بعض الطوائف أو المذاهب الدينية، تناصر بعضها البعض ليس بدافع الغيرة أو الحب، لكن لأنها تشترك جميعا نفس اللبنات، ونفس الجدران الهشة، إن سقط بعضها انهدت جميعها...
الجميع، من مختلف الأديان، يقبلون بتخاريف بعضهم البعض كما هي، ليس اقتناعا، لكن رغبة في السلم والتعايش...
إلا المسلمون، فلا شيء يعجبهم... يريدون تنميط العالم على مزاج مشايخهم... أو نصوص السلف!
يبدأ الإمام دعاءه باللهم انصرنا على القوم الكافرين... ويختمه باللهم قنا شر الفتن!

نجاحك أو فشلك في الحياة، هي مسألة ذات أسباب لا علاقة لها بإيمانك أو كفرك!
أغلب المفكرين والعلماء ضحايا سيوف حماة الدين وتهمة ازدرء الأديان، لم تزهق أرواحهم بسبب افتقار أفكارهم لدليل، لأن الجاني هنا لا ينظر في الفكرة، بل في خروج صاحبها عن عموم القطيع... لذلك فهو يستحق أنياب الذئاب!!



#محمد_مسافير (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثالوث المحرم!
- وجودي احتمال ضئيل!
- الدين والحياة!
- نساء يعاصرن الثورة الصناعية الرابعة!
- مقال لا فائدة منه!
- وهم الإله!
- الصورة... إنعكاس أم شبح!
- أخطاء فنية في القرآن!
- لا إله... والحياة مادة!
- أصل الكبث!
- مواقف طريفة...
- في ضيافة داعش!
- الدين... كما ينبغي أن يكون!
- مذكرات جاهلية!
- أقصر السبل!
- أمة تحرم الحب وتفاخر بالقتل!
- مراهقة تستغيث!
- موعد قبل الفاجعة!
- في ضيافة العدل والإحسان!
- الجريمة والعقاب!


المزيد.....




- ترفض -السماح ببقائه-...هل تريد إسرائيل رأس المرشد الأعلى الإ ...
- استقبل قناة الأطفال المحبوبة على شاشتك الآن.. التردد الجديد ...
- إيهود باراك: لا مبرر منطقيا للحرب مع إيران الآن
- مادورو يدعو يهود العالم لوقف جنون نتنياهو
- الاحتلال يفرض سياسة جديدة بعد 6 أيام من إغلاق المسجد الأقصى ...
- أفغانستان تغير تسمية -الجامعة الأمريكية- إلى -الجامعة الإسلا ...
- حرس الثورة الإسلامية يعتقل 5 جواسيس للموساد في لرستان
- آية الله مكارم شيرازي: الشعب الايراني يقف خلف سماحة قائد الث ...
- الدلالات الرمزية والدينية لتسميات العمليات العسكرية الإسرائي ...
- في انتظار نهاية العالم.. السيرة الدينية لسفير أميركا في إسرا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد مسافير - المسلم الحائر بين الخرافة والعلم!