محمد مسافير
الحوار المتمدن-العدد: 5655 - 2017 / 9 / 30 - 02:11
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
غالبا ما ننخدع بألبوم الصور، نحن لا نأخذ صورا لأنفسنا حين نبكي، حين نتألم، حين نغضب... بل حين نبتسم، أو بالأحرى، حين ندعي الابتسامة...
لذا، فألبوم الصور، يعرض لنا ماض مزيف، ذكريات منتقاة كاذبة...
ربما... هذا ما جعلني إلى الآن، أخشى الصور، إنها أشباح خيالية، ملائكية، لكنها ليست نحن... مطلقا ليست نحن...
إنها لا تشيخ أبدا... لكننا نشيخ وتتشوه ملامحنا وتضمحل أبداننا... ونموت أخيرا، وتبقى هي صامدة خالدة...
وإن جعلتها مثبتة بدولاب على حائط الصالون... ركز في ملامحها جيدا، ركز في الوجه البشوش الذي لا تهجره الابتسامة، ولا يزول عنه الإشراق... بينما أنت، وفي نفس الصالون، تتغير ملامحك في اليوم أكثر من مرة، تبكي قريبا فقدته للتو، تغضب بعد غسل سروالك الوحيد بماء جافيل، تعد الديون المتراكمة فيشتعل فؤادك لهيبا... ثم ترفع عينيك إلى السقف، فترى ذو العينين الجاحظتين يبتسم في وجهك دون حياء ولا حشمة... وكأنه يمارس التشفي...
إنها عفاريت يا سادة... عفاريت تتقنع ببعض ملامحنا...
#محمد_مسافير (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟