أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد مسافير - ومن الدين والتقليد ما قتل!














المزيد.....

ومن الدين والتقليد ما قتل!


محمد مسافير

الحوار المتمدن-العدد: 5647 - 2017 / 9 / 22 - 16:31
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يقطن بالمدينة، وعقليته بدوية، فبعد ثلاث سنوات من الزواج، لم تحبل له زوجته، نصحته أمه بأن يأخذها إلى أحد الأولياء الصالحين، وأن تبيت هناك ليلة كاملة، وكذلك فعل، ونصحه الولي بمعاشرتها في الليلة الموالية، وكم سُرَّ حين علِم بعدها بحمل زوجته، رزق بابن، لم يدخر جهدا في إسعاده...
ذات يوم، وهو مار بسيارته في أحد الشوارع الخالية إلا من امرأة حامل تصرخ جهدها، حملها إلى المستشفى، وبعد أن سألها الطبيب عن الأب، أشارت إليه، ذهل الرجل من وقاحتها، لكن تنكره للولد لم يعفيه من تدخل رجال السلطة، فألزموه بإجراء تحاليل أفصحت عن عقره...
بُرِّئَ الرجل من اتهامها، لكن نتائج التحليلات أصابته بالذهول طويلا، قبل أن يقرر العودة إلى الولي الصالح، ويذبحه من الوريد إلى الوريد...

بدأ بطنها في الانتفاخ، أصابها الهلع، ولأنها كانت تعيش في البادية، فقد تعذرت عليها زيارة أخصائي، انتظرت عَلَّها تصيبُ عِلما من قرينتها، اتهموها بالفسق، ارتعدت أطرافها، عاشت أشهرا مديدة وكأنها الدهر، أصابها الأرق وقلَّ أكلها، آثرت الانعزال، انتفخ بطنها أكثر فأكثر، حتى استحالت مُواراته، صدمت أمها بمنظر الكرش المنتفخ... أيام قليلة مرت، حتى علم أبوها بالكارثة، لم يصدقوا إنكارها، كانت تقسم يمينها أن لم يمسسها بشر ولم تكن بغِيِّا، أحاطت قبضة الأب عنقها، لم تفارقه حتى فارقتِ الحياة...
أكد التشريح الطبي، أن الفتاة كانت مصابة بورمٍ حاد في الرحم، تسبب في انتفاخ البطن!!

مات الجنين في أحشائها، هكذا قالت الدكتورة بعد الفحص، لكنها لم تصدق، فذهبت تبكي حالها لأحد فقهاء الرقية الشرعية، وكان جوابه يفيض حكمة ومنطقا:
- الأرواح بيد الله، وما أوتي الإنسان من العلم إلا قليلا، صلّ صلاة الاستخارة، وإن شاء الله جنينك في صحة جيدة...
غادرته مطمئة البال، سعيدة متفائلة...
مر الشهران، تعفنت جثة الجنين، أصابها نزيف حاد، نقلت إلى المستعجلات، استأصلوا الرحم بعد أن قضت عليه الميكروبات...

وبينما كنت أتجول مع أحد أصدقائي بمدينة تيزنيت، صادفنا أحد المتسولين بالقرود، كان يجلس القرفصاء في ركن بمدخل ساحة المشور، ويلاعب القرد أمام الملأ ليتصيد الدراهم من جيوب المارة...
اقترب منهما صديقي، مد يده للقرد كي يصافحه، تفاعل معه القرد بمد يده اليسرى... فجأة، أرسل إليه المتسول ضربة قوية على يده بقضيب حديدي صارخا:
- مد يدك اليمنى، إن في اليمنى بركة...
اشتد غيظ القرد، وانقض على شعر المتسول يجره، ويرسل إلى وجهه بعض اللكمات، حتى احمر وجهه خجلا وألما...
حتى القردة تحاولون دعشنتهم! حتى القردة لم تسلم من تزمتكم!!



#محمد_مسافير (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نساء من فولاذ!
- الإنسانية والدين!
- صلاعمة في الحانة!
- رأي في أشرف الخلق!
- صرخة نملة!
- أئمة القرن الواحد والعشرين!
- الحب والسياسة!
- رأي في القرآن!
- خدعة الزمن!
- السياسي في بلادي عاهر أو قواد!
- سوء فهم!
- قصة فاطمة
- خطيبتي... هاكِ شروطي!
- تنويعات إنسانية!
- دمعة... وابتسامة!
- مأثورات مُسافيرية!
- المدارس في أنظمتنا سجون وأحيانا قبور!
- الحق في ممارسة الحب... وذهنية التحريم!
- الجبلاوي شخصيا يخاطبكم!
- كن إنسانا.. أو مت وأنت تحاول!


المزيد.....




- ماكرون: العملية الإسرائيلية للسيطرة على مدينة غزة لن تؤدي سو ...
- تقرير يرصد فشل الولايات المتحدة في إنشاء أسطول من القوارب ال ...
- وزير الدفاع الإيراني يتوعّد إسرائيل: صواريخنا المطوّرة جاهزة ...
- إصابات في صفوف الجيش الإسرائيلي داخل سوريا.. ماذا جرى في الج ...
- عقوبات أمريكية جديدة على موظفين بـ-الجنائية الدولية- ونتنياه ...
- شاهد.. سرايا القدس تقصف موقعا لقوات وآليات إسرائيلية شرقي غز ...
- هل علاقة ترامب وبوتين -سامة وغامضة- فعلا؟
- معيار تشفير جديد مخصص للأجهزة الصحية الذكية
- -ميتا- تعيد تشكيل فريق الذكاء الاصطناعي للمرة الرابعة
- مستشار رئاسي أميركي سابق: الفوضى سمة سياسة ترامب الخارجية


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد مسافير - ومن الدين والتقليد ما قتل!