محمد مسافير
الحوار المتمدن-العدد: 5645 - 2017 / 9 / 20 - 23:47
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
النبي موسى هو أشد الناس عنادا...
تخيلوا، هو الوحيد الذي كلم الله دون وسيط، وقد آتاه تسع آيات، تسع معجزات، وأنزل عليه الثوراة، ووو
وفي الأخير، تجده يشك في وجود الله، (أريني وجهك...ليطمئن قلبي)
رغم ذلك لم يعاقبه الله على الشك، بل حاول أن يظهر له، إلا أن شدة نور الله حالت دون قدرة موسى على النظر إليه...
هذا كله حدث لموسى وشك...
فما بالنا نحن الذين لم نرى عصا تتحول إلى حية، لم نرى يدا تخرج من الجيب ناصعة، لم نضرب بالعصا ونمشي على البحر، لم نكلم الله، لم نرى إلا بعض ما قرأناه من حكايات وقصص، وفي الأخير، يأتينا أحدهم ليحاسبنا على الشك!!
إذن... نحن أولى بالشك!
لماذا لا توجد آيات صحيحة وأخرى ضعيفة، علما أن القرآن نفسه نقله إلينا ناقلو الحديث، ولا نملك اليوم أي مصحف يعود إلى زمن الرسول أو عثمان، فأقدم مخطوطة وجدت تعود إلى عهد الأمويين، وكل شيء مرتبط بالإسلام يعود إلى هذا العهد، وكأن الإسلام بدأ عندهم!
هل لنا دليل واحد على صحة القرآن؟
وكيف يمكننا أن نتحرى على صحته؟
بالنسبة للحديث، هناك ضوابط للتحري في صحته، كدراسة الإسناد والنظر في درجة صدق وتدين الرواة (ولو أن الله وحده من يعلم ما في الصدور)
لكن لا يمكن أن نفعل نفس الشيء مع القرآن، لأننا نجهل الرواة، فما علينا إلا التسليم بصحته، رغم غياب الدليل؟
يستدلون بالآية "إنا نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"
وهذه ليست حجة، لأننا إذا شككنا في صحة القرآن ككل، فكيف نقبل بصحة جزء منه! فربما تكون هذه الآية ضعيفة جدا أو مدسوسة... ومن يدري؟
فلو كان القرآن محفوظا لما شهدنا الاختلافات التي تشوب مصاحفنا اليوم... فأي منها نزل؟ ولما أقسم ابن مسعود (الذي أوصانا محمد أن نأخذ القرآن منه) أن المعوذتين ليستا من القرآن، ولحفظ سبحانه وتعالى سورة الأحزاب من العنزة التي أكلت الصحيفة التي كتبت عليها كما أخبرتنا عائشة، ولما قال تعالى: "ما ننسخ من آية أو ننسيها..." فالله نفسه ينسي الآية وهذا يتناقض مع كونها محفوظة.
لماذا إذن نقدس القرآن وهو أكثر نزوعا إلى الخطأ من الأحاديث؟ أنسلم بصحته هكذا مغمضي الأعين... أم أن لكم حججا أخرى لست أعرفها!
#محمد_مسافير (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟