أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مسافير - السياسي في بلادي عاهر أو قواد!














المزيد.....

السياسي في بلادي عاهر أو قواد!


محمد مسافير

الحوار المتمدن-العدد: 5644 - 2017 / 9 / 19 - 22:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حملتني رياح الأقدار إلى بلاد المغرب، وهنا... وجدت الناس تقدس الحاكم وتنحني إجلالا بين يديه... وجدتهم يمارسون طقوسا غريبة تتكرر في اليوم خمس مرات ما بين الجثو والقيام، وطقوس سنوية تضطرنا إلى الإمساك عن الطعام والشراب، ومواسم تفاخر بالذبح... ت شعبا يضحي بكرامة العيش وبحقوقه جميعا ولا يحرك في سبيلها ساكنا، لكنه ينتفض كليا حين تمارس أخته حقها في الحياة، لقد أوهموهم أن الشرف يكمن في حفظ العرض ولو تلحفوا السماء وفرغت أمعاؤهم من الطعام أو أهينوا في الإدارات...
ورغم هذا كله، فنحن مجبرون على الأخذ بهذا المقياس المختل دون اعتراض، وإلا فسيزج بنا خلف القضبان وفقا لمقتضيات الفصل 267-5 من القانون الجنائي.
بعد أن تابعنا تدخلات الأحزاب المثيرة، ووعودها المشرقة بالآمال، سألت صديقي ببراءة تفيض نورا:
- أي الأحزاب تراه أجدى وأنفع؟
أجابني بثقة رهيبة:
- أتتذكر؟ في إحدى سنوات الابتدائي، درسنا في مادة النشاط العلمي، قاعدة تقول: "الماء يتخذ شكل الإناء الذي يوضع فيه"، الماء هو الأحزاب، والإناء هو الدولة بمؤسساتها الزائفة، فمهما اشتدت حماسة أي حزب ومهما تضخمت تطلعاته، يروض بما تشاء قريحة أزلام النظام...
قبل شهرين تقريبا... وأنا أمشي في شوارع طنجة في غياب القصد، لمحت تجمعا بشريا أسفل بناية شاهقة، كانت حناجرهم تصدح بشعارات تنديدية بالحيف الذي طالهم، اقتربت من التجمع، كان المتظاهرون معاقين جسديا أغلبهم مقعد على كرسي متحرك، إلا أنهم كانوا دون لافتة توضح للعامة أهدافهم، دنوت منهم أستفسرهم في أمرهم، فجاء الرد صاعقا من أحد المتظاهرين:
- لقد استدعتنا السلطات إلى حضور ملتقى يهدف إلى إشراكنا في موضوع تحقيق الولوجيات لفائدة المعاقين بالمغرب، لكن كما ترى فقد عقدوا الإجتماع في الطابق الخامس، والمصعد ضيق جدا لا يسع كراسينا المتحركة، وإنهم في هذه اللحظة هناك يتناقشون في أمورنا، أين مبدأ الحكامة الجيدة والديمقراطية التشاركية التي صدعوا بها رؤوسنا؟
(ملحوظة: تحقيق الولوجيات هو المساهمة في إزالة الحواجز المعمارية أو داخل وسائل النقل لتمكين الأشخاص المعاقين والأشخاص المسنين، من التحرك بسهولة داخل البنايات والمجالات العمومية المفتوحة دون عوائق
لم أعد أراهن كثيرا على التغيير في بلدي الحبيب، لست عدميا، فالتغيير آت لا محالة، أقصد بالتغيير إبادة كل تلك الأفكار والعقليات المتخلفة والتي تنتصر لفئة دون أخرى بسبب الاختلاف العقائدي أو الجنسي... التغيير آت لا محالة... لكني أراه بعيد المنال، ربما بعد قرن أو قرنين في أحسن الأحوال، أي أني لن أشهده، لكني أريد أن أعيشه، فليس منصفا أن أقضي عمري كاملا في ترقب الأمل، يجب أن أسعى إليه بدلا من انتظاره، يجب أن أهاجر، لكن أين الطريق؟ كيف لي أن أجتاز أسوار سجن الوطن؟ أريد أن أتنفس الحرية... أكاد أختنق داخل وطني!،



#محمد_مسافير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوء فهم!
- قصة فاطمة
- خطيبتي... هاكِ شروطي!
- تنويعات إنسانية!
- دمعة... وابتسامة!
- مأثورات مُسافيرية!
- المدارس في أنظمتنا سجون وأحيانا قبور!
- الحق في ممارسة الحب... وذهنية التحريم!
- الجبلاوي شخصيا يخاطبكم!
- كن إنسانا.. أو مت وأنت تحاول!
- طقوس تعبدية على هامش الإسلام!
- ظاهرة التحرش بين صمت القانون وشرع اليد!
- الإقلاع عن التدخين يسبب الموت!
- بؤساء القرن الواحد والعشرين!
- اليسار والجامعة!
- لا تسألوا عن أشياء إن تُبد لكم تسؤكم!
- للملحدين أيضا طرائف!
- قصة صفية!
- آية وتعليق
- لعنة المسجد!


المزيد.....




- مصممة على غرار لعبة الأطفال الكلاسيكية.. سيارة تلفت الأنظار ...
- مشهد تاريخي لبحيرات تتشكل وسط كثبان رملية في الإمارات بعد حا ...
- حماس وبايدن وقلب أحمر.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار ...
- السيسي يحذر من الآثار الكارثية للعمليات الإسرائيلية في رفح
- الخصاونة: موقف مصر والأردن الرافض لتهجير الفلسطينيين ثابت
- بعد 12 يوما من زواجهما.. إندونيسي يكتشف أن زوجته مزورة!
- منتجات غذائية غير متوقعة تحتوي على الكحول!
- السنغال.. إصابة 11 شخصا إثر انحراف طائرة ركاب عن المدرج قبل ...
- نائب أوكراني: الحكومة الأوكرانية تعاني نقصا حادا في الكوادر ...
- السعودية سمحت باستخدام -القوة المميتة- لإخلاء مناطق لمشروع ن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مسافير - السياسي في بلادي عاهر أو قواد!