أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد مسافير - لعنة المسجد!














المزيد.....

لعنة المسجد!


محمد مسافير

الحوار المتمدن-العدد: 5626 - 2017 / 8 / 31 - 22:40
المحور: كتابات ساخرة
    


مشرمل بمدينة أولاد تايمة، يتاجر في الحشيش، وينهب المارة مستعينا بسيف غليظ... كان مشاغبا منذ صغره، فقد كان يسهر الليل حتى الفجر، ثم يختبئ خلف سور قصير، ويرمي الذاهبين إلى المسجد بالحجارة، فيصيب أغلبهم، كان السور القصير قريبا من المسجد، حتى انتشرت أخبار تفيد بأن المسجد مسكون بالجن الكافر، فبدأت الناس تعدل عن صلاة الجماعة تدريجيا، لكن المؤذن صعد ذات فجر إلى أعلى الصومعة ثم رآه فكشف أمره لأهل الحارة، وقد انتقموا منه شر انتقام، ما بين الصفع والركل واللعنات، كان ذاك أول عهده بالخروج عن الملة، لكنه، والشهادة لله، وحسب أغلب العارفين، فقد كان سخيا عطوفا، يوزع الحلوى على الأطفال، ويقضي سخرة الجارات، ويُجالس المسنين الذين رحل عنهم أقرانهم فما عاد لهم من أنيس أو جليس، فكان بكل هذا محبوبا، لكن لم يكن مرغوبا، فقد اقترن اسمه بالمصائب والمخافر والخناجر، فما من بيت سُرق أو مال نُهب أو أوصال قطعت إلا وعُرف أنه وحده الجاني ولا شريك له... وقد حدث في آخر ما يتذكره له أهل الحارة، أنه قد انسل إلى داخل المسجد وسرق أموال التبرعات، إضافة إلى بعض الأواني الفضية الباهظة، لم يكن أحد شاهدا على فعلته، لكنهم أيقنوا جميعا أنه الفاعل، فاجتمع كبار الحي يطلبون من الإمام الدعوة على السارق، وكذلك فعل بعد صلاة المغرب، دعا عليه باللعنات والمصائب، وكلماته تتدفق عبر مكبر الصوت نحو آذن أفراد الحي، ترقبوا جميعا هلاكه، انتظروا ذلك يوما أو بعض يوم، لكنه اختفى عن أنظارهم، وحيكت حوله الأساطير، فقيل لقد هُلك، وقائل منهم صرح أن رآه مُسخ كلبا، وقال آخر بل قردا، لكنهم أجمعوا كلهم على أمر واحد، أن قد لحقته لعنات المسجد!
حدث هذا قبل ثمان سنوات، لكنه عاد إلى حارته قبل أسبوع ونيف، وقد عاد إلى أهله سالما غانما، بسيارة فارهة، وبصحة جيدة، وبشقراء تسيل لعاب الناظرين، وقد عُرف من أمره أنه هاجر سرا إلى إسبانيا، ثم إلى ألمانيا، ليتزوج هناك... وينعم بحياة هنيئة... أحسن حالا من إمام المسجد، وكل من رد على دعواته بآمين!



#محمد_مسافير (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطنية تلفظ أنفاسها الأخيرة داخل التكنات!
- الشيوعية... نهاية الإنسان! -في نقد الفكر الماركسي-
- اجتهاد في نصيب الزوجة من الميراث!
- اغتيال الطفولة!
- تجارة القلوب!
- كيف صعدت النجوم إلى السماء؟
- البادية بين الماضي والحاضر!
- دعارة مشروعة!
- لف ودوران!
- شذرات نورانية!
- حبيبي دائما!
- الثأر المسلوب!
- سيرتي!
- صناعة الجريمة... الضحية محسن!
- هكذا يريدونك... جارية خنوعة!
- مذكرات حمار!
- إلى المقبلات على الزواج!
- لمحة من تاريخ الحركة الطلابية التونسية!
- آفاق حراك الريف...
- الإسلام... لله أو للإنسان!


المزيد.....




- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد مسافير - لعنة المسجد!