أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - ركائز الثورة البجادية الإيرانية















المزيد.....

ركائز الثورة البجادية الإيرانية


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 1463 - 2006 / 2 / 16 - 12:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استكمالاً لمقالنا السابق (الثورة النجادية والارهابيون في الأرض)، دعونا نتعرف الآن على الركائز التي يقيم عليها أحمدي نجاد ثورته الإيرانية الجديدة التي يقودها ،والتي تعتبر امتداداً للثورة الخمينية، وتجديداً لها، ونفخاً في روحها، ومدى استفادة الارهابيين في العالم العربي منها.

1- على المستوى السياسي، يرى النظام الإيراني نفسه خليفة للاتحاد السوفييتي باعتباره المتحدي الرئيسي لهيمنة الغرب على العالم من خلال الثورة الخمينية والثورة النجادية. ولقد تقدم بجاد لكرسي الرئاسة رافضاً زخرف السلطة، منشغلا بهموم الفقراء الذي هو منهم، وملتزماً بالعمل على استعادة "نقاء الثورة" التي أسسها الخميني. ونقاء الثورة هنا لا يعني فقط القضاء على الفساد الداخلي والأفكار العلمانية داخل إيران ولكنه يعني النجاح فيما فشلت فيه ثورة الخميني وهو تصدير الثورة إلى خارج إيران، والذي تعتبرها الثورة النجادية رسالة الثورة الإيرانية الأولى. والثورة البجادية تستعد لفرد جناحيها خارج إيران. وها هي قد وقعت اتفاقية استراتيجية مع سوريا. ولديها قوة ضاربة في لبنان وفلسطين متمثلة بحزب الله وحركة حماس. ولديها قوة سياسية تتعاطف معها وهي حركة الإخوان المسلمين في مصر التي تحتل الآن 88 مقعداً في مجلس الشعب المصري. وكما قال كينيث كاتزمان، في مقاله (الانتخابات الإيرانية: فوز المتشددين يشكل تهديداً جديداً للخليج) فإن نجاد وأعوانه يرون أن حكومات دول الخليج العربية منحازة بقوة إلى جانب الولايات المتحدة، وذلك خلافاً لنظرة محمد خاتمي، الذي كان يرى في تلك الحكومات حلفاء محتملين، يمكن انتزاعهم من فلك الولايات المتحدة . وهذا الانحياز ربما يكون ذريعة لنجاد في بدء مشاكسة هذه الدول قريباً.

من ناحية أخرى، وكمثال على فرد الجناحين الايرانيين (جناح الخميني وجناح نجاد) فإن هذا الدافع نفسه هو الذي يمكن أن يحث إيران على مضاعفة جهودها لإفشال عملية السلام ذات الأجنحة المتكسرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتثبيط أي محاولة لنـزع السلاح من "حزب الله" اللبناني الذي يمثل الذراع العسكرية الخارجية الوحيدة للثورة الإيرانية.

ولم يقتصر دعم الثورة النجادية المالي لحماس والاخوان المسلمين في مصر وباقي الدول العربية فقط. فمن المحتمل كما يقول كاتزمان في مقاله السابق، أن يقوم نجاد بتسخير الموارد الإيرانية للعمل على تقوية الأحزاب الإسلامية الشيعية الموالية لإيران التي تسيطر الآن على الحكومة العراقية الجديدة. ومن هذه الأحزاب "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق"، و"حزب الدعوة". ويحتفظ "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق" بعلاقات وثيقة مع الحرس الثوري ومليشياته، التي لعبت أدواراً أساسية في تشكيل "فيلق بدر"، الذراع العسكرية لـ "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق".

وفي النهاية، يظل أحمدي نجاد سياسياً رئيساً متخلفاً بمقاييس الديمقراطية الغربية، من حيث أنه يقول أن النساء والرجال غير متساوين. ويعلن بصراحة أنه لا توجد ديموقراطية في الاسلام، وأن الحكم الاسلامي النقي الذي تعهد بتأسيسه ليس له علاقة بالنظام الغربي.

2- على المستوى العسكري النووي، تسعى إيران لأن تكون قوة نووية كبرى في المنطقة، دون الالتفات إلى انزعاج الغرب من هذا الطموح. فالشرق (روسيا) هو الذي مهد لها الطريق لامتلاك القوة النووية قبل خمس سنوات. فأحمدي نجاد لا يهمه رضا الغرب، بل هو يسعى لاغضاب هذا الغرب، لاعتقاده أن الانفراج في العلاقات مع الغرب لن يكون بالضرورة ذا عائد لقاعدته الانتخابية المشكَّلة من الفقراء والطبقة المتوسطة الدنيا.

من ناحية أخرى، يعتبر موقف إيران الآن وموقف أمريكا والاتحاد الأوروبي من النشاط النووي الإيراني الآن يرتبط ارتباطاً كبيراً بسعي إيران لأن تكون دولة عظمى في الشرق الأوسط ذات ذراع عسكري أطول مما كانت عليه قبل 1979 أيام حكم الشاه. فلو كان السلاح النووي الذي تسعى إيران لامتلاكه لكي يكون ذراع الثورة البجادية الذي لم يتوفر للثورة الخمينية، سلاحاً تملكه دولة ديمقراطية ذات مؤسسات سياسية مسؤولة لتغاضي الغرب عن هذا السلاح كما بتغاضى عن معظم الدول الأوروبية التي تملك هذا السلاح وكذلك عن الهند واسرائيل وغيرهما. فالخوف ليس من السلاح النووي في حد ذاته، ولكن الخوف من الذين بأيديهم السلاح النووي.

ولعل الهاجس النووي كان من بين خطط نجاد قبل الانتخابات الرئاسية الأخيرة لكي يدعم به ثورته الجديدة التي هي ثورة داخل الثورة الخمينية. وهو الذي صرح قبل الانتخابات أن "الطاقة النووية محصلة للتطور العلمي الذي حققه الشعب الايراني, وليس بوسع أي كان أن يقطع طريق التقدم العلمي لاية دولة ". ومن هنا كانت اسرائيل أكثر الدول فهماً لأسباب تمسك إيران بالخيار النووي. فالخيار النووي هو من ضمن الأسلحة الفتاكة التي تسعى إيران لامتلاكها لتنفيذ دعوة بجاد الجديدة لمحو اسرائيل من خارطة العالم. فنائب مدير مركز يافا للدراسات الاستراتيجية ايفراييم كام، كان قد أكد على حتمية تنفيذ عملية عسكرية ضد إيران، وقد ورد ذلك من خلال مقالة طويلة خص بها المنتدى الاسرائيلي - الفلسطيني . وقال: "ان إيران مسلحة بقنابل ذرية سوف تتصرف باسلوب أكثر عدوانية تجاه اسرائيل. وليس هذا فقط. بل ستعمل على التصعيد من نفوذها في المنطقة بأكملها، لدرجة التأثير على سياسة الدول الأكثر اعتدالاً في المنطقة، كما يقول ميكيلي جورجو في مقاله (إسرائيل تفتح ملف إيران النووي).

ويرى المحلل السياسي الإيراني أمير طاهري في مقاله (إيران: الأمن القومي وتسونامي النووي، "الشرق الأوسط"، 4/3/2005)، أنه على عكس الصورة الشائعة، فلا أحد يحاول منع إيران من تطوير صناعتها النووية، فيما ليس من حق أحد أن ينكر حق إيران في تطوير أسلحتها النووية، لكن في مقابل أن تنسحب من اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية، لتفعل بعدها ما يحلو لها. فهناك دول لم توقع على الاتفاقية، حيث يصبح من حقها تطوير ترسانتها النووية، مثل فرنسا والصين والهند وباكستان وإسرائيل . والحقيقة أن جميع الدول في الشرق الأوسط الكبير عدا إيران، بقيت خارج الاتفاقية، وتستطيع أن تفعل ما يحلو لها، وتطور أسلحتها النووية كما تشاء ، وهكذا تمضي إيران في برنامجها النووي بحيث أصبحت على مقربة بأقل من عام واحد فقط من حلمها بأن تصبح دولة نووية. مطمئنة إلى أن أمريكا بالذات لن تستطيع أن تشن حرباً عليها لحرج موقفها في الشرق الأوسط . وهذا ما قاله ريتشارد هاس رئيس مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، من أن بلاده لن تدخل المزيد من الحروب الاختيارية في المستقبل، مشيراً إلى التبعات الثقيلة لثلاث حروب تخوضها الولايات المتحدة حالياً. وأن الخيار العسكري هو خيار أخير. وأحمدي نجاد قمين بتحويل الأزمة النووية الايرانية إلى جبهة حرب بين الشمال - الغرب، والجنوب – الشرق. والملالي مستفيدون من هذه الأزمة، لأن القضية النووية تبعد الاهتمام عن المشاكل الأخرى. والأوربيون سعداء لأنهم يستطيعون استخدام ما يطلقون عليه "مبادرة"، كطرح مختلف أمام حديث واشنطن عن تغيير النظام. وادارة الرئيس بوش سعيدة هي الأخرى، فبعد فشلهـا في اتخاذ سياسة معينة تجـاه إيران، أقنعت نفسها بأن شركـاءها الأوروبيين يـدأوا يتحركون .

فهل يكفي هذين المستويين السياسي والنووي لكي يمكنا إيران من الارتقاء إلى قوة عظمى في المنطقة، تكون عوناً وسنداً لكل ما يُطلق عليه الغرب ارهاباً ؟

وهل ستستغل الأحزاب الدينية في العالم العربي المتحالفة مع إيران بأحلاف مُعلنة وغير مُعلنة، هذه القوة السياسية والنووية الإيرانية لمزيد من التشدد، ومزيد من التسلط والتعصب، وبالتالي مزيد من الإرهاب الفكري والاجتماعي والاقتصادي، عدا الإرهاب السياسي المسلح؟



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة النجادية والإرهابيون في الأرض
- هل فوز -حماس- كان رحمة بنا؟
- دور عرفات (صاحب الشنطة) في فوز حماس
- العقل العربي و-الملحمة- الكاريكاتيرية
- الأردن ليس استثناءً
- حزب الله: المفتاح في نزع السلاح
- حماس تواجه العالم
- الطريق الى القدس تمرُّ عبر صناديق الاقتراع
- ساحة للحرية بعمّان.. واو!
- سور العرب العظيم
- سوريا وإيران تشعلان النيران
- المليشيات الفلسطينية وحلف -فلسان- الثلاثي
- لماذا يريد العرب انسحاب امريكا من العراق؟
- ضياع العرب بين صدّام وخدّام
- لكي لا تحرثوا في البحر!
- لم يبقَ غير الرحيل يا عباس!
- قراءة أولية في الانتخابات العراقية
- وثيقة ارهابية جديدة مدموغة بخاتم الشرعية الدينية الأكاديمية
- العراق اليوم: من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر
- كلام تافه في حريق الأرز!


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - ركائز الثورة البجادية الإيرانية