أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد نبيل صابر - الخروج من عباءة فايمار المصرية















المزيد.....

الخروج من عباءة فايمار المصرية


محمد نبيل صابر

الحوار المتمدن-العدد: 5639 - 2017 / 9 / 14 - 18:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تبدو حركة التاريخ ودورانه بالنسبة لى حركة مدهشة اذ انه رغم ايمانى المطلق بأستحالة تكرار التاريخ بحذافيره فى بلد واحد ناهيك عن تكراره بين بلدان مختلفة فى الظروف الاجتماعية والثقافية والاجتماعية الا انه لم يسع عقلى القاصر التوقف عن الدهشة فى اثناء قراءتى لكتاب "الهيموت: بنية الاشتراكية القومية (النازية) وممارستها " للكاتب والمنظر الماركسى الالمانى فرانز ليوبولد نويمان الصادر ترجمته عن المركز العربى للأبحاث ودراسة السياسات
وللدهشة أسباب عديدة اهمها ان فى اثناء قراءاتى للكتاب وبالذات الباب الاول الذى يتناول نشأة جمهورية فايمار ويفكك بنيويتها ويحلل فلسفة نشأتها بعد هزيمة المانيا فى الحرب العالمية الأولى وانهيار الامبراطورية الالمانية. حيث انه يمكن قراءة فقرات وعبارات كاملة تكاد تتطابق مع وصف حال جمهورية مصر الحالية اثناء وبعد 30يونيو/ 3 يوليو
فمثلا عن تحليل بنية ديمقراطية فايمار : " تجسد الدساتير التى تكتب عند المنعطفات التاريخية الكبرى قرارات تتعلق ببنية المجتمع المستقبلية . يضاف الى ذلك ان الدستور ليس مجرد نصه القانونى بل هو ايضا اسطورة تطالب بالولاء لمنظومة قيم دائمة الصحة ويكفينا لاثبات هذه الحقيقة ان نتفحص الدساتير المميزة فى تاريخ المجتمع الحديث كدساتير الثورة الفرنسية ودستور الولايات المتحدة الامريكية. أرست هذه الدساتير الاشكال التنظيمية للحياة السياسية كما عرفت أيضا اهداف الدولة وحددتها" . ولا تملك عند قراءاة تلك الفقرة الا ان تنفجر فى خلفية عقلك الباطن الاصوات الزاعقة المطالبة بتعديل الدستور بأعتباره "ليس قرآنا " بل وتتألم حين تمس تلك التعديلات الاشكال التنظيمية للحياة السياسية وتمس مواد اصر نفس الدستور الذى يبلغ من العمر ثلاث سنوات على الا يتم المساس بها او تعديلها . ليت الأمر اقتصر على تعديل مدة الرئاسة بل بدأت بعض الأبواق فى المناداة بعودة مجلس الشورى من جديد !!!
ثم يستمر الكاتب ليصل الى " ولما واجه مخططى دولة فايمار مهمة بناء دولة جديدة ومجتمع جديد انطلاقا من مبادئ ثورة 1918 حاولوا تفادى الخوض فى صوغ فلسفة جديدة للحياة ومنظومة قيم شاملة ومقبولة من الجميع "ويستطرد " وكانت التسويات بين الجماعات الاجتماعية السياسية والاجتماعية هى جوهر الدستور " فما عليك عزيزى القارئ الا ان تضع لجنة الخمسين وثورة (يناير و 30 يونيو) فى اماكنها المناسبة فى الجملة لتجد سر الاضطراب الذى تتخبط فيه البلاد دستوريا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا منذ 2011
فالحرص الشديد على التوازانات بين الكتل المكونة للقلب الصلب لاحتجاجات 30 يونيو (القوى المدنية والجيش ورجال الاعمال والقضاء والشرطة والانتلجيستا والاقباط) والذى تمثل جليا فى التمثيل العددى للجنة الخمسين ونصوصها التى تراوحت بين فتح المجال للرئيس العسكرى لا محالة بعد ارتفاع اسهم المشير السيسى وقتها وتضييقه على من بعده والحرص على انسجام الحاكم والجيش دون المس باستقلال المؤسسة العسكرية فى الاوقات التالية على فترة حكم الرئيس السيسى والرغبة فى اطلاق القوى المدنية لسد الفراغ الناتج عن غياب الاخوان سياسيا مع الحرص على تجنب استغلال الدين في مهاجمة النظام الجديد واستغلال مدرسة الاسكندرية السلفية فى ملء فراغ الاخوان دينيا ولدى البسطاء
كل ذلك لم يكن كافيا بل صاحبه ايضا تخبط على مستوى الخطط والرؤيا اصاب كافة المتابعين والمحللين بالحيرة. فبين قرارات اقتصادية مؤلمة وضرورية مثل تعويم العملة اتفق أغلب المحللين (المنصفين) على أهميتها وتم اتحاذها فعلا بشجاعة محمودة ولكن فى توقيت متأخر ساهم كثيرا فى تفاقم الاثار السلبية المتوقعة لمثل هذا القرار . وقس على هذا القرارات المرتبطة بقرض صندوق النقد الدولى ومعالجة اثار قرار التعويم حيث يتم الاصرار على الاعلان عن تقليل تلك الاثار على الطبقة الوسطى والفقيرة بينما فعليا يتم تأجيل الضريبة على أرباح البورصة مثلا.
حتى فى النقطة الاهم والمفصلية وهى ايدلوجية وشكل الدولة فالثابت ان الغضب الشعبى من نظام الاخوان كان لمحاولتهم المساس بهيئة وشكل الدولة المصرية الاقدم فى التاريخ مهما تمثل هذا لغضب فى اشكال سخط اقتصادى او رفض لتشدد دينى. كانت مقاومة تغيير الروح المصرية ورفض المساس بكيان الدولة المصرية هى القلب النابض الذى جعل ملايين يملأون شوارع المحروسة ويهتفون باسم الوطن والعلم على الوجوه وفى القلوب قبل الايادى ويلجأون الى حصن الدولة المصرية الازلى وهى قواتها المسلحة لحماية مقدساتهم
وبمجرد التخلص من نظام الاخوان ارتفعت وتيرة النداء على الدولة القومية وارتفعت الحماسة الوطنية فى القلوب وهو ما كان سينصح به اى مخطط استراتيجى أمين لأى شخص سيتولى بعد الاخوا". اذ انه يجب ان ننبه ان الحديث هنا عن والى نظام لا افراد" وبدلا من الاستمرار فى تلك الخطة ونسج فكرة قومية تجدل مكونات احتجاجات يونيو فى جديلة واحدة توقفت العجلة مرة واحدة بدون اسباب ظاهرة ربما لغياب المخطط الفعلى والوقود الفكرى اللازم لاستمرار تلك العجلة فى الدوران وربما لغياب الخيال عن المتحكمين فى سيرها وربط الفكرة القومية بالمؤسسة العسكرية فقط لا غير وربما لغياب من يقرأ او يفكر فى سيكولوجية الجماهير عن مطبخ النظام الفاعل . وبالتالى أصبحت العودة من جديد فى اسبوع "حماية او تثبيت الدولة " وبعد مرور 3 سنوات على انخماد الحماسة فى القلوب اشبه بالنكتة القديمة المكررة وخصوصا عند تكرارها على افواه احمد موسى وبكرى واليوم السابع
يدرك الفاعلون فى النظام تماما خطورة انتشار العديد من الافراد الحاملين لأفكار اصولية فى مفاصل الدولة المصرية ولديها العديد من التجارب فى المانيا وسرى لانكا وتركيا اردوغان ذاتها وغيرها وبعد القليل من التطهير تراجعت عن التنفيذ والاستمرار وشاهدت شخصيا قصص كثيرة فى عملى بل ويتم الافراج عن بعض القيادات يفتح فيها المجال للقيل والقال عن المصالحات وعن ضعف الدولة فى مواجهة الجماعة ومؤيديها
هذه المراواحات والتخبطات تفتح مجالا مستمرا للقيل والقال وتسحب جميع القوى الفاعلة من ملعب السياسة الى ملعب المهاترات وهو ملعب يفتح مجال قوى للاشاعات والاكاذيب بل ويصنع آذانا تصدقها وهو ملعب تجيده وبدقة بقايا جماعات التيارات المتأسلمة وتجد هى ومن يمولها ويدعمها فى فضاءات مواقع الانترنت والتواصل الاجتماعى براحا واسعا تستخدمها بأحترافيه ناجمة عن مدها بخبراء وأساليب الحروب النفسية من داعميها من جهة وغياب المعلومات وضعف ردود الافعال واعتماد تكتيكات قديمة للنظام من جهة اخرى
ولكن كيف الخروج من عباءة فايمار؟
يحكى التاريخ انه لما فشلت جمهورية فايمار فسحت المجال للرايخ الثالث للظهور ومنحت هتلر والجزب النازى فرصة حكم البلاد. والثابت ان غياب المنظرين والمفكرين والمخططين اللازمين لمواجهة ما يتم صرفه وتخطيطه للدولة المصرية داخليا وخارجيا مما كشفته العديد من الايام سيفسح المجال لعودة تيارات متأسلمة تبنى مشروعها كله على التدليس وانصاف الحقائق والاشاعات وتجد لها اذانا صاغية فى شعب اضحى يستقى من وسائل التواصل الاجتماعى اخباره وثقافته
ربما يبدو عام الانتخابات الرئاسية فرصة مناسبة لاعادة التخطيط ان امتلك من فى النظام الارادة ان يستمع ويستوعب الحاجة الى خلق حالة جديدة توجه طاقات الشعب المصرى ويصنع حائط صد لمخططات التدمير والارهاب الفكرى والجسدى الذى تمارسه التيارات الاقصائية عبر خارطة طريق جديدةة تتضمن بعض الاجراءات الاقتصادية مثل فرض ضرائب على ارباح البورصة وتوجيه رسائل اعلامية انه مشاركة لكافة طبقات المجتمع فى تحمل عوائد واثار الاصلاح الاقتصادى
ربما خلق حالة اعلامية جديدة بوجوه وافكار جديدة تصنع محتوى وطنيا قوميا بدون الاداء الكوميدى للوجوه الحالية وتخاطب شريحة الشباب التى تصنع مقاومة فعلية وقوية لتقوية الدولة وتنشط للبحث عن أى بديل بدلا من خلق بديل حقيقى . تلك الشريحة التى أصبحت لا تستطيع التفريق بين المعارضة للحكم والعداء للدولة او بين الاختلاف فى الايدلوجية والخلاف مع الوطن
ربما اتباع سياسات جديدة بدلا من الاصرار على خطاب "تجديد الخطاب الدينى" والاتجاه نحو افساح مجالات اوسع وأعمق لقراءة مختلفة من عقليات كالشيخ اسامة القوصى مثلا ومن شابهه
تفكيك بنيوية الخطاب الدينى للطبقات الفقيرة والمناطق غير الحضرية والاعتماد على خطاب اجتماعى يضم الجميع تحت لواء واحد بدلا من البحث عن عداءات وفزاعات تستدعى السخرية وتؤدى لنتائج عكسية
سيدى الرئيس
هذا الخطاب والمقال ليس موجها اليك بقدر ما هو موجه الى من فى مطبخك السياسى -ان كان هناك مطبخ اصلا- فالخوف على الدولة وعلى الوطن لا على افراد او انظمة ستأتى وتذهب ويبقى مصر



#محمد_نبيل_صابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الامير المصرى
- ثورة بلا قضية
- موعد مع الرئيس
- كوكب العقلاء...مصر
- لماذا لا يحب الجمهور مجلس طاهر ؟
- من اجل تاريخنا يا د. محسوب
- فى وداع يناير
- رسائل عاشق قديم
- جمهورية البلح
- العودة الى ارض الزومبى
- اعزائى النحانيح... صمتا
- رسالة الى معلومة العنوان
- الرئيس ودولة السبكى
- اسباب للدهشة
- حماس..اختطاف غزة
- العدالة اولا...قبل الفطام
- وجهات نظر
- نحو استراتيجية علمية لمكافحة الارهاب
- الخطاب الاعلامى للمتأسلمين بعد 30 يونيو....4
- الخطاب الاعلامى للمتأسلمين بعد 30 يونيو...3


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد نبيل صابر - الخروج من عباءة فايمار المصرية