أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد نبيل صابر - الرئيس ودولة السبكى















المزيد.....

الرئيس ودولة السبكى


محمد نبيل صابر

الحوار المتمدن-العدد: 4664 - 2014 / 12 / 16 - 00:46
المحور: المجتمع المدني
    


خرج ملايين المصريين منذ ما يقرب من عام ونصف العام فى الثلاثين من يونيو 2013 للمطالبة باسقاط حكم طرطور عصابة الاخوان القابع فى الاتحادية وانحاز وزير الدفاع والجيش المصرى الى خيار الشعب المصرى واعلن فى الثالث من يوليو عزل مرسى وعصابته عن حكم البلاد واتخاذ عدة خطوات هامة فى المرحلة الانتقالية
نظر المصريون الى الراجل ممشوق القوام الواقف امامهم فى صوته الهادئ ونبرته الواثقة وانتظروه بطلا جديدا يحيى فيهم معانى الانتماء الحقيقى للوطن والسعى لبناء وطن عانى طوال 3 سنوات من انتفاضة يناير ويحيى الامل بعد خيبة الامل التى رأوها فى شباب ثائر بلا قضية وبلا هدف
وبشكل شخصى انتظرت ان يدرك الرجل المثقف المتربع بشعبية جارفة بشكل لا يمكن انكاره فى قلوب المصريين انهم يسعون لبناء دولة جديدة على قواعد سمعوا عنها وعايشوها سنينا طوالا قبل هجمة تيار التدين الشكلى الوهابى فى سبعينات وثمانينات القرن الماضى
انتظرت ان يدرك ان هذه الدولة المترهلة العجوز التى اندفع الملايين للذود عنها والدفاع عن دولة مركزية هى الاقدم فى التاريخ رغم كل ما عانوه بسبب ترهلها هذا تحتاج ايضا الى نقلة كبيرة تخرجها من غرفة الانعاش الرابضة فيها سنين طوال
والمح هذا الشخص الهادئ فى حوارته القليلة الى انه يدرك هذا ولكن الامر تحول فعلا الى دولة رمزها الاكبر هو السبكى
والسبكى لمن لا يعرف هو تجاريا المنتج الاول فى مصر الان بحجم ايردات افلامه وهو فى الاصل ينتمى الى عائلة جزارين -وهذا لا يعيبه- ولكنه نظر للسينما كتجارة لا كرسالة فصنع توليفة شهيرة من راقصة وسيدات عاريات ومطرب شعبى وافراح ومخدرات ومعارك وبلطجية ونكات جنسية حققت الايرادات الاعلى فى تاريخ السينما المصرية. تلك التوليفة التى تبدو بجوارها افلام مقاولات الثمانينات كافلام مرشحة للاوسكار
وهو يحرص دائما وابدا على الظهور فى لقطة فى كل الافلام التى ينتجها ربما لينفس فيها عن حلم لا يسمح له شكله واسلوبه فى ان يكون ممثلا .ولقطته الابرز عندما تم جمعه فى حوار مع منتج شهير اخر ممن يحرصون على انتاج افلام سينما نظيفة وفى اول بادرة للهجوم عليه انطلق فى اسلوب سوقى باستخدام صوت سكندرى شهير يصدر من الانف على الهواء مباشرة للدفاع عن نفسه باسلوب يهاجم فيه المنتقدين
وبالمناسبة يحرص السبكى فى تصريحاته على التأكيد انه يراعى الله وابراز مشاعره الدينيه الفياضة
ففى دولة السبكى تم انتاج فيلم هابط يدعى عبعاطى كفتة ( لازال لدى بقية ضعيفة من امل فى انتظار الثلاثين من ديسمبر) وبرعاية اقوى مؤسسات الدولة وهى المؤسسة العسكرية التى منحته رتبة لواء مكلف ثم تصاعدت الحبكة الدرامية مع اكتشاف اتهام السيد عبعاطى فى عدة قضايا نصب وحبسه وان شهادة الدكتوراة الخاصة به من جامعة ماليزية فى العلاج بالاعشاب وسواء ربح الفيلم او خسر فالسبكى لا يهمه ولن يعاقب من نصحوه بهذا فهناك افلام عديدة قادمة والنقود تأتى وتذهب
ففى دولة السبكى يتكفل افراد يحملون خاتم السبكى بانتاج عشرات الافلام الهابطة فى كل يوم عبر ابواق اعلامية متعددة فهذا فيلم هابط تم كشف زيفة لممثلة فاشلة ومذيعة افشل عن جن وعفاريت ولقطات مقتبسه من افلام طاردى الارواح الشريرة تلك المذيعة التى اعلنت اعتزالها التمثيل قبل ان تمثل .
هناك فيلم بطولة العديد من النجوم الكبار يحمل توليفة جنسية خالصة يخصص لها احد مستشارى الرئيس المعزول حلقات اسبوعية وكأن ما يحدث فى طول البلاد وعرضها لا يستحق ان يناقش مناقشة جادة ورصينة وقس على هذا البطل المثالى المتحدث عن تعديل دستورى بدون برلمان وانتخابات رغم ان تلك الانتخابات فى حد ذاتها هى انجح الافلام الهابطة فى دولة السبكى فسلاح عدم الدستورية واضح بيانا عيانا والتقسيمات والتحالفات والاسرار تبدو كالعلاقات غير السوية تحت تأثير المخدرات فى الافلام الهابطة فعلا والنتيجة المحتومة برلمان مفتت يسمح بتشكيل الرئيس للحكومة تعويضا عن نقص سلطاته فى الدستور الجديد
فى دولة السبكى لا يسمح بانتقاد السبكى (وهو الرئيس فى تلك الدولة) تنطلق عشرات الابواق حاملة هذا الصوت السكندرى الشهير ولا تناقش ابدا ما قيل فى هذا الانتقاد بل تلجأ مباشرة الى الهجوةم الشخصى فهذا شاذ وهذا ممثل فاشل وهذا كان فلولا ويدافع عن مبارك وهذا .....الخ الخ
والسبكى كعادته عندما يظهر فى الافلام التى من المتوقع ان تحدث ضجة قرر الحفاظ على تلك الهواية فصنع فيلما حول "حلاوة روح" وتم منعه وعودته بعد تسريبات عديدة وانشغل الناس كثيرا بهذا الفيلم وظهر السبكى فى لقطته المعتادة وهو يبكى على الخسائر المالية بسبب قرار المنع قبل ان تعيده المحكمة بعد عرضه فى كل القنوات ودولة السبكى ربحت وربحت وربحت الكثير من هذا الفيلم فتم اقرار قوانين ضرائب وخطط رفع دعم فى ظل الانشغال بقرار منع الفيلم او عرضه
وليت الامر اقتصر فى دولة السبكى على النظام نفسه بل ان المعارضة نفسها المتمثلة فى الجناح المتأسلم وعصابات الاخوان واتباعها قررت التمسك بهوية السبكى
فافلام هابطة من عينه السيسى ذى الاصل اليهودى الى افلام هابطة عما حدث فى فض رابعة ومعجزات النهضة الى التهديد بقوة اتباع حازم ابو اسماعين من الشماته والدعم المعنوى والمباشر الى العمليات الارهابية ضد المجندين الى البكاء على من يرمى مولوتوف ويحرق سيارات شرطة واعتباره بطل (السلمية المبدعة)
من الحديث عن حماية الدين وتسهيل مهاجمته الى الدعوة الى الحفاظ على اللحمة الوطنية وتوج انتاج (سبكى المعارضة) بالفيلم الهابط الشهير 28 نوفمبر لحماية (سبكى النظام) فى اثناء حكم قضية مبارك
حتى الحرص على اظهار التمسك بالتدين الذى يمارسه السبكى الاصلى لم تتركه دولة السبكى فمن اشغال الناس بمعارك كلامية بين سعد الدين الهلالى والشيخ ميزو وعلماء الازهر والسلفيين فى قضايا وكلمات وهذا قال وهذا كفر وهذا حلال وفتح ساحات الاعلام لكل هذا العبث الى اعلان رئيس خى عابدين بكل فخر انه تم غلق قهوة للملحدين لان الاهالى اشتكوا من عبادة الشيطان فيها (تخيل مدى الانحدار والهبوط!!!!!)
سيادة الرئيس
لم يخرج ملايين المصريين ثورة على عصابة الاخوان بسبب الفقر والفشل الادارى وهبوط كل قطاعات الدولة ولكنهم خرجوا دفاعا عن تلك الدولة نفسها وهويتها . منحوك تفويضا (لا اتحدث عن تفويض الارهاب الشهير) حقيقيا لاستعادة شباب تلك الدولة وهويتها الهوية المصرية الخالصة المتدينة فى هدوء والتى لا تلقى بالا لتدين او عدم تدين صديقك وجارك. الدولة نفسها الفتيه المنفتحة على العلم والعالم والتى قدمت للبشرية ولازالت تقدم علماء حقيقيون فى كافة المجالات
تلك الهوية التى اردناك مدافعا ومزيدا لها حيث نتجمع حول مصر ولا شئ غيرها ..ما فائدة كل تلك المشروعات القومية وانت لا تساهم فى بناء انسان مصرى قادر على حمايتها وادراتها وتطويرها
ما فائدة مجلس علماء مصر حولك وانت لا تبنى مجتمعا قويا قادرا على تجاوز خرافات التدين الوهمى ودولتك المترهلة تراقب الناس فى عقائدهم وتهاجمهم على اراء فى مسائل عامة بصفة شخصية وباسلوب قذر
كيف تصبخ مصر كما فى مبادرتك الاخيرة دولة تتعلم وتفكر وتبتكر والاعلام يشغل الناس بقضايا الجنس والجن والعفاريت والمس الشيطانى ؟
ما فائدة اى نجاح وشباب تلك الدولة لا يجدون اهتماما بتنمية عقولهم وتهذيب نفوسهم ومنحهم حرية الانطلاق والابتكار؟.
كيف ستحقق النجاح وانت العسكرى الحامل لشهادات ومؤهلات عديدة وتدرك ان اعداءك الحقيقيين ربما تجمعهم مصالحهم سويا ضدك ( الفاسدون والمتأسلمون) فلماذا لا تستغل سلاحك الاقوى ( شعبيتك) فى ضربهم قبل ان يفوت الاوان ؟
سيدى الرئيس
انا حقا اعترض
الا هل بلغت اللهم فاشهد



#محمد_نبيل_صابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسباب للدهشة
- حماس..اختطاف غزة
- العدالة اولا...قبل الفطام
- وجهات نظر
- نحو استراتيجية علمية لمكافحة الارهاب
- الخطاب الاعلامى للمتأسلمين بعد 30 يونيو....4
- الخطاب الاعلامى للمتأسلمين بعد 30 يونيو...3
- الخطاب الاعلامى للمتأسلمين بعد 30 يونيو....2
- الخطاب الاعلامى للمتأسلمين بعد 30 يونيو....1
- اعتذروا عن هذا ..اذا استطعتم
- الخروج من حقول الالغام الدستورية
- الاعيب المتناقضات الاخوانية
- سؤال الهوية فى مصر
- ثأر فرج فودة
- رسالة الى من كان الرئيس
- مصر فى زمن الابتذال
- مأزق الانتفاضة المصرية القادم
- جورج اورويل ..والانتفاضة المصرية
- مالى...الحقائق والاكاذيب
- قصص ليست كالقصص


المزيد.....




- حماس: الانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين ستبقى وصمة عار تطارد ...
- هيئة الأسرى: 78 معتقلة يواجهن الموت يوميا في سجن الدامون
- الأمم المتحدة تدعو القوات الإسرائيلية للتوقف عن المشاركة في ...
- التحالف الوطني للعمل الأهلي يطلق قافلة تحوي 2400 طن مساعدات ...
- منظمة حقوقية: إسرائيل تعتقل أكثر من 3 آلاف فلسطيني من غزة من ...
- مفوضية اللاجئين: ندعم حق النازحين السوريين بالعودة بحرية لوط ...
- المنتدى العراقي لحقوق الإنسان يجدد إدانة جرائم الأنفال وكل ت ...
- النصيرات.. ثالث أكبر مخيمات اللاجئين في فلسطين
- بي بي سي ترصد محاولات آلاف النازحين العودة إلى منازلهم شمالي ...
- -تجريم المثلية-.. هل يسير العراق على خطى أوغندا؟


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد نبيل صابر - الرئيس ودولة السبكى