أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد نبيل صابر - مصر فى زمن الابتذال















المزيد.....

مصر فى زمن الابتذال


محمد نبيل صابر

الحوار المتمدن-العدد: 4075 - 2013 / 4 / 27 - 10:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وفى مختار الصحاح بذل الثوب: لبسه في أوقات الخِدْمة والمهنة.ابْتَذَلَ الرجلُ: لَبِسَ المِبْذَلَ. و بذل الشيءَ والثوبَ: امتهنه. فهو مُبْتَذَل. ويقال: كلام مُبْتَذَل: مستعمل مَلْهُوجٌ به
ونحن فى مصر نعيش الان زمن اقل ما يقال عنه انه زمان الامتهان والابتذال فمنذ تاريخ تنحى الرئيس السابق وعلى مدار اكثر من عامين ابتذلت النخبة المصرية وبالطبع بنسبة اكبر عبر الاغلبية الحاكمة الان الكثير من المفاهيم المقدسة والمعانى السامية لكل ما قامت من اجله الثورة التى ابتذلناها حتى اصبحت انتفاضة ثم انتهت الى اضحوكة تاريخية لا معنى لها
فالثورة فى مختلف الحقب التاريخية تتميز بعدة مميزات لم تحقق منها انتفاضتنا فى يناير 2011 سوى شرط الدم المسال عبر الورد الذى فتح فى جناين مصر كما اعتدنا ان نسمى شهداءنا الابرار الذى لا يحزننى سوى صورهم اللامعة وابتسامتهم الهادئة من عرفنا منهم ومن لم نعرف ثوار وبلطجية او حتى مواطنين كانوا يشاهدوا المظاهرات ونالتهم رصاصة طائشة جميعهم ذهبوا سدى وهدرا
فالثورة يشترط لها ان تحكم وحتى لو كانت بلا قيادة موحدة فينبغى ان تحكم وهو مالم يتحقق فى انتفاضتنا..ولا مجال للمزايدة ان من يحكم الان هو احد فصائل تلك الثورة فهذا ابتذال يضاف للمهانة التى نلحقها باسم الثورة فهذا الفصيل وقبل مرور 3 ايام من بداية الثورة الحقيقية كان يجلس سرا مع من قامت ضده الثورة ليبحث عن مكاسب شخصية له وهو ما يخرجه اوتوماتيكيا فى اى ثورة محترمة خارج سياق التحدث باسم تلك الثورة او التعبير عنها
الثورة تتميز بانها لا تعرف خطا او طريقا سوى وضع اهدافها موضع التحقيق عبر خطوات وخطط تحدد ومعروفة ..الثورة قامت ضد حزب ديكتاتورى بديمقراطية ورقية واحزاب معارضة كرتونية يحكم هذا الحزب حلقة ضيقة تربطها علاقات عائلية قبل علاقات العمل وتتحرك من اجل مصلحة تلك الحلقة والاعضاء الثقال من الحزب فقط بل ويتم تسخير مختلف اجهزة الدولة من اجل خدمة هذا الحزب وحلقته الضيقة..قارن هذا بحالنا الان وانت تضع فى حسبانك ان رئيس الجمهورية نسيب رئيس مجلس الشورى وهما كلاهما يرتبطان بعلاقات عائلية مع ما لايقل من نصف مكتب الارشاد ورئيس حزب الحرية والعدالة ايضا بل وطاقم سكرتارية الرئيس ومعاونوه يرتبطون بعلاقات قرابة مماثلة وهذه الجماعة التى تحكمها تلك الحلقة الضيقة لا تزال تتحكم باجهزة الدولة من اجل خدمة الاهداف المختلفة لتلك الجماعة (وزارات الاسكان والتموين والشباب والاوقاف والداخلية والتعليم ) مع اهمال او محاولة رفع يد الدولة عن الوزارات الخدمية التى بامكانها ان تحسن الوضع الفعلى للمواطن (الصحة والتعليم ) ليبقى المواطن الفقير اسير نفس الجماعة عبر جميعاتها ومساجدها ....الخ من اجل صوت فى الانتخابات دون ان نمنحه الفرصة ليتطور ويمارس ديمقراطية حقيقية مبنيه على الاختيار بين برامج وخطط وليس على رد الجميل على خدمات مربوطة بالدولة وليس ببديل خيرى لها
الثورة التى قامت ضد جبروت وطغيان الاجهزة الامنية والقتل العلنى فى اثناء التحقيق او حتى بدون تحقيق (خالد سعيد وسيد بلال) تشهد وعقب مرور اشهر بسيطة من حكم فصيل يدعى ان مرشحه كان مرشح للثورة نفس الجبروت والسحل فى الشارع والقتل بدون تحقيق (الجندى) بل ويسمح هذا النظام بوجود وزير (عدل) كان فى يوم من الايام قاضيا محترما يقول ان وزير الداخلية طلب منه التغطية على الجريمة بل ويقوم مناصرو النظام بالاغتيال العلنى للمعارضين (ابو ضيف) ولا نزال نتحدث عن ثورة بل وصل الامر ان يقول الجاثم فى الاتحادية ان تلك الاجهزة الامنية كانت مساهمة فى ذات الثورة!!!! ..اليس هذا ابتذالا وامتهانا لكل ما سبق من الثورات؟
ولا يكتفى الفصيل الحاكم عبر استبنه الجاثم فى الاتحادية بما سبق بل يتفرد عن الباقيين بامتهان مفهوم الثورية عن طريق استدعاءها للمشهد كلما طلبت مصالحه ذلك .فهذا الفصيل الذى اعلن انتهاء الشرعية الثورية منذ ما يقرب من عام عبر مجلس الشعب المنحل وانتهاء شرعية الميدان هو الذى يتحدث الان بعد مرو عامين وبعد مرور 8 اشهر على حكمه عن شرعية ثورية تحتاج الى مذبحة للقضاء ومحاكم ثورية ويتناسى ان الجاثم فى الاتحادية وعبر اعلانه الديكتاتورى فى نوفمبر وضع لجنة تقصى حقائق واعلن عن جمع الادلة ولكن فى خلال الخمس الشهور الاخيرة جرت مياه كثيرة فى النهر ووجد ان التقرير والادلة الجديدة ستضر علاقاته مع الجيش الغاضب بل ومع بقايا النظام السابق الذى يحتاجهم الان ويسعى لمصالحتهم من اجل اموالهم وبالتالى تم كتمان التقرير والادلة واستدعاء الشرعية الثورية كراقصة تسلى الجمهور حتى ينسى ما فيه
ثم ياتى الفصيل الحاكم ليبتذل الايقونة المقدسة فى حياة كل مصرى الا وهو الدين ..بل ويبتذل دين الغالبية العظمى من المصريين عبر استخدام الاسلام وما يقول عنه المشروع الاسلامى كدرع وسيف فى وجه كل من يعارضه فكل من يعارض هو ضد المشروع الاسلامى او مشكوك فى نواياه ولو كان منتمى سابق لنفس الفصيل وسيف جاهز فى رقبة المختلفين معه فكريا بل وبحر من الاشاعات ضد كل مختلف مهما علا شانه او صغر من معارض بسمعة دولية كالبرادعى ونهاية بممثل متوسط النجاح (هانى رمزى ) او حتى مقدم لبرنامج ساخر يعترف انه نقل الفكرة والاسلوب بالكامل من مثله الاعلى (باسم يوسف ) -مع احترامى وتقديرى للجميع وبالذات باعتبارى من معجبى باسم - وبدلا من مواجهة الفكرة بالفكرة والكلمة بالكلمة والمعارضة بالانجازات الواقعية على الارض بدلا من سرقة ما قدمه النظام السابق يبتذل الدين الحنيف والقيمة العظمى ليصبح مجرد كلام وهمى عن مشروع وهمى بلا اى معنى او خطوات تنفيذية وما لهذا بعث رسولنا الكريم وما من اجل هذا صام ويصوم وصلى ويصلى ملايين المسلمين
وفى حين يصبح الاسلام سيفا موجها على رقبة المعارضين يوضع فى الادراج فى التعاملات الخارجية مع العدو الذى اصبح صديقا حميما واختفى شعار المرحلة السابقة واتهامات التطبيع والانبطاح والعمالة وحلم القدس التى ستصبح عاصمة لامبراطورية تكون فيها مصر بجلالة قدرها مجرد ولاية قد يحكمها ماليزى الى درجة عالية من التعاون الامنى مع نفس العدو غير مسبوقة من قبل باعتراف رئيس الاركان الاسرائيلى نفسه ومن اشياء كان "الكنز الاستراتيجى لاسرائيل " السابق يرفضها كتركيب اجهزة تنصت ومراقبة على الحدود تم الموافقة عليها لتذيع القناة الثانية فى التليفزيون الاسرائيلى تسجيلا لحادث انقلاب عربة جنود فى طريق داخل سيناء وكأنها تذيع خبرا من حيفا او اشدود>
ولا يكتفى الابتذال بهذا بل اصرار على ابتذال مصر كلها ومد الايدى "للى يسوى وميسواش"..وبدلا من مشروع النهضة الذى تمت دراسة جدوى مشروعاته بل وتم اعداد جداول التمويل اللازم لها "منشور دعائى فى الانتخابات الرئاسية" ليصبح اقصى امال دولة بحجم مصر الحصول على قرض باربعة مليارات دولار مشروطة برفع الدعم عن الوقود والتعليم والصحة بل ولا يترك الجاثم فى الاتحادية بلدا كبر او صغر الا وطلب منه قرضا او منحة وكأن علم الاقتصاد لم يعرف سوى القروض والمنح حتى اصبحت مصر هى موضوع لصور الكاريكاتير عبر العالم وكأنها احدى جمهوريات الموز
ويأبى النظام الحاكم الا يترك مثلا او قيمة او صفة اخلاقية حسنة بدون امتهان فمن امتهان قيمة الوطن عبر كل ما سبق ومن امتهان قيمة تقدير العين الساهرة تحمى حدود البلاد عبر السكوت والتعتيم على منفذى مذبحة رفح باعتبارهم من الاهل والعشيرة الى امتهان قيمة حسن التعامل مع من يمشون فى نفس خطه الفكرى فالصفحات تمتلئ الان بالسباب فى حزب النور الذى اختلف معهم ويستخدمون الجناعة الاسلامية وغيرهم كفزاعة وتهديد للمصريين وللغرب كما كان يفعل بالظبط النظام المباركى مع التيار الاسلامى كله ففى كل موقف تجد شبابهم وقياداتهم يقولوا اما نحن واما ان تتعاملوا مع هؤلاء وتفاهموا معهم لو كانوا يقبلوا التفاهم ..اليس هذا هو تماما الامتهان والابتذال؟
وتساهم المعارضة اللطيفة فى مصر فى مسلسل الابتذال فلقد امتهنت قيمة المعارضة وقيمة الثورة وقيمة الحلم فلم تختار طريقا واضحا منذ البداية لتحقيق اهدافها لم تعلن اذا كانت ستلعب سياسة ام ستلعب ثورة ام ستمارس الية ديمقراطية حتى لو كانت مزيفة كما يريدها الفصيل الحاكم من اجل تغييره لم تعرف اذا ما كانت ستتجه للجماهير بنداء ان هبوا لنجدة بلادكم ام تتجه للنظام الحاكم لتقول للغولة عينك حمرا
الامر فى النهاية يحتاج الى اهمال كل من ساهم فيما سبق الى البحث عن بداية جديدة الى البحث عن تطهير حقيقى الى عدم اليأس لأن اليأس خيانة
الثورة قادمة لامحالة ..حتى لو كانت عبر انقلاب عسكرى .
اسفين يا بلادى الحبيبة




#محمد_نبيل_صابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأزق الانتفاضة المصرية القادم
- جورج اورويل ..والانتفاضة المصرية
- مالى...الحقائق والاكاذيب
- قصص ليست كالقصص
- اعلان دستورى على مزاجى
- حتى لا تلبس الكستور
- رسالة الى متأسلم
- رسالة الاقوال والافعال
- رسالة اتحاف الخلان فى الرد على قطيع الاخوان
- حواديت قبل النوم
- دفاعا عن سلفادور الليندى ..الى ابن القرضاوى
- 30 يوم
- فى فقه المقاطعة
- الصفقة العادلة
- GET REAL
- اكاذيب شرعية
- هذا ايمانى
- ماتخافشى
- الخطاب الاعلامى للاسلام السياسى 2
- الخطاب الاعلامى للاسلام السياسى 1


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد نبيل صابر - مصر فى زمن الابتذال