جمهورية البلح

محمد نبيل صابر

الحوار المتمدن-العدد: 4873 - 2015 / 7 / 21 - 09:23
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    

البلح يا عزيزى بجانب انه الفاكهة المعروفة هو ايضا اصطلاحا فى لغة الشباب الحديثة هو "الولا حاجة ".. او "الكلام الفارغ"
والحقيقة تم ذكر جمهوريات الموز المتعلق بدول امريكا اللاتينية كمصطلح سياسى متداول من حقبة الستينات والسبعينات فى ظل فترة الانقلابات العسكرية الكثيرة المدعومة عادة من الولايات المتحدة والتى نتج عنها انظمة ديكتاتورية وفاشلة على كافة المستويات الاجتماعية والاقتصادية وهذا بايجاز شديد
ولكن نظرا لان مصر والمنطقة العربية لا تشتهر بالموز فقررنا نحن ان نكون جمهورية البلح
* فى العشر الاواخر من رمضان طب القبض على ثلاثة شباب مسيحيين يوزعون البلح على الصائمين بتهمة التبشير قبل الافراج عنهم بكفالة 10 الاف جنيه لكل وذلك هو العنوان الكبير اذ اتضح ان البلح كان مرفق به ورقة تحمل عبارات من الانجيل وموقع تبشيرى يدعو للمسيحية..قبل ان تتداول قصة تظهر ان المسئؤل هو شخص واحد فقط والاثنان الاخران هما اصدقاءه تم لزقهم فى القضية عند حضورهم للقسم لنجدة صديقهم
بادئ ذى بدء ..ارفض تماما وبشدة القبض على اى شخص بتهمة التبشير فالدعوة لسحب افراد من هذا الدين الى ذاك هو امر يعتبره البعض واجب دينى مقدس ومتداول واختهم كاميليا واخوهم بيشوى هى قصص نعلمها جميعا ... والحقيقة انا ارفض كافة حملات الدعوة للاسلام او التبشير الموجهة داخل مصر ..مواقع الانترنت مفتوحة وفى النهاية العدد فى الليمون ..لا المسلم يتبع تعاليم دينه ولا المسيحى ايضا والا ما كان حال بلادنا كالحال
والحقيقة ان اكثر ما اثار اندهاشى العديد والعديد من الاصدقاء والاساتذة المسيحيين المصريين "العلمانيين" الذين هاجموا الداخلية وكان اعتراضهم الاساسى ليس اعتراضا على قانون ازدراء الاديان (الذى اشاركهم الاعتراض عليه) ..بل كان اعتراضهم انه تم القبض على الشباب لتوزيع البلح بتهمة التبشير دون النظر فعلا لحقيقة الورقة الملصقة فى البلح والموقع المذكور فيها ..وهو تبشير لا جدال فيه ..بل ودون النظر لتوقيت هذا الفعل المتسم بالغباء الشديد فى العشر الاواخر من رمضان .
فالقاعدة الاساسية انه ليس معنى اعتراضى على قانون ما اى قانون (ازدراء الاديان او التظاهر ....الخ) ان اكسر هذا القانون وادافع عمن يكسره ..فالقوانين التى نسعى لجعلها مربوطة بالبشر وقابلة للتطور هو قوانين من صنع بشر ولا يتطلب ان تعجبنا جميعا
ان المبادئ لا تجزأ يا سادة
* الحقيقة ان توزيع الشباب المسيحى للبلح عموما كان مظلوما فرغم المفروض انها فى الاساس حملات للمحبة ومجهود يشكر عليه الجميع الا ان التوظيف السياسى كان قميئا فاستمرارا لسياسة البلح تفاجئ مثلا فى اوائل رمضان بالعنوان التالى فى شبكة رصد "موائد للرحمن وشباب يوزعون مياه للصائمين.. دعاية كنسية قبل الانتخابات" - : http://rassd.com/146922.htm#sthash.lDDhpz7k.dpuf او جريدة الشعب "بعد غلق "الجمعيات الأهلية".. الانقلاب يرمي الفقراء في أحضان الكنيسة"...وعلى نفس المنوال كافة مواقعهم وصفحاتهم .. وهذا بلاغ جديد للمخدوعين فيهم المصدقين عهود الديمقراطية والوحدة منهم ..
* ولم نكتف بهذا بل صنعنا مسلسل بلح لهادم مدرسة القراء المصريين "محمد جبريل".. الذى انتفضوا دفاعا عنه بعد قرار ايقافه وهو قرار خاطئ خصوصا ان السيد الوزير لم يشغل باله طوال 24 ساعة للاستماع الى فيديو سبب المشكلة قبل ظهوره فى التلفاز
والمتباكين غيره على الدين فليسمحوا لى بسؤال .. اليس من الحرام شق صف المسلمين المصلين خلف محمد جبريل ولو فى قلوبهم بدعاوى الغمز واللمز ؟... اليس من الالاف كما تقولون من هو مؤيد تماما لكل خطوات سحق الاخوان ؟.. ماذا يفعل هذا واى صلاة "جماعة " تلك؟
السيد "محمد جبريل " نفسه لم يستمر فى صورة البطل كثيرا فقد حاول الهرب الى لندن بالجينز والنظارة الشمس ولم ينتظر كأى "رجل" ليحتمل نتيجة مواقفه ..احترمت كثيرا الشيخ حاتم فريد الذى اخطأ فى دعاء سياسى وتحمل نتيجة خطأه بشجاعة تحترم ولو من خصم
تتباكون على "محمد جبريل" وبالصدفة فى نفس اليوم صباحا تجرون فرحا بالاعتداء على الشيخ احمد نعينع "فى المسجد " فى تركيا من شاب اخوانجى دون ادنى احترام لسن او رمضان او مكان الاعتداء .. الم اقل لكم ان العدد فى الليمون
وبرغم عدم احترامى لبرهامى ولكن حرصكم سنويا على الاعتداء عليه بالضرب احيانا فى الحرم المكى سنويا فى عمرته وتصويرها والفرح بها وتشجيعها ..ماذا يسمى هذا وفى اى دين هذا ..لله الامر من قبل ومن بعد
يا سادة اللى بيته من زجاج لا يقذف الناس بالطوب
من كان منكم بلا خطيئة فليقذف وزير الاوقاف بالطوب
* فى تلك القصة انتصر الاعلام الاخوانجى .. اين المجلس الاعلى للاعلام واين نشاط هيئة الاستعلامات؟.. بلح يا عزيزى بلح
* اصبح دعاة الليبرالية وحقوق الانسان فى بلادنا نقطة ضعف كبيرة فى الدعوة لحقوق الانسان والليبرالية .. اصبحت قلوبهم مرهفة فى خنوثة شديدة ومياعه لا تصلح فى السياسة او فى نشأة مجتمعات حديثة فبعد الرفق بالارهابيين والقتلة اصبح هناك الرفق بالمتحرشين .. فبعد انتشار فيديو قبض السيدة العقيد على احد المتحرشين تحدث المخنثين وهم كثر على اسلوب القبض العنيف وبالطبع هم لا يعرفون لقد قضى معظمهم ليلة العيد فى احضان عالمهم الافتراضى دون الاحتكاك بالواقع المرير عن الاف من الشباب المتعاطى للترامادول والحشيش والذى يعتبر تحرشه علامة على رجولته وفى بعض الاحيان تحدى القانون بل والقواعد المنظمة للاماكن دون النظر للقانون العام وانها بنسبة 90% لو لم تستخدم هذا الاسلوب لتكاثر عليها وعلى القوة التى معها تلك الغيلان ولقد حدث امام عينى ومع ظابط اضطر لسحب سلاحه فى مكان عام ..انشفوا بقى بطلوا بلح
* ولا ابرئ نفسى ..كلنا متهمون يا عزيزى ..كلنا بلح

#محمد_نبيل_صابر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات