فى وداع يناير

محمد نبيل صابر

الحوار المتمدن-العدد: 5002 - 2015 / 12 / 1 - 22:45
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

تعالت فى اوساط نشطاءنا الحديث عن تجديد "انتفاضة" يناير 2011 والدعوات الى الاصطفاف من اجل عودة الثورة واسقاط حكم العسكر واستعادة الديمقراطية وحماية الامن القومى مع تدبيج المقالات وصناعة وهم فى وسائل التواصل الاجتماعى عن قرب الخلاص ونجاح الثورة ودعوات العودة للميدان والتى تفاجأ بعد قليل ان من تم وضع شعاراتهم فى صدر الدعوة يتبرأون منها فى بيانات رسمية على صفحاتهم كالاشتراكيين الثوريين و 6 ابريل
وكلما علا هذا الحديث اسعى لمتابعة مواقع وصفحات المتأسلمين وكيف يتحدثون عن "ثورتهم" التى هى ايضا فى نفس الوقت "ثورة يناير 2011 ومكتسباتها " او كما انقل نصا من بيان مكتب الاخوان بالخارج الاخير "إن مكتب الإخوان المسلمين المصريين بالخارج يؤكد أننا ماضون في طريق ثورتنا حتى منتهاها، وأنه لن يكون هناك تصالح على دماء الشهداء."....تذكروا دائما "ثورتهم" وليس ثورة يناير
وهذا ما دفعنى الى الجلوس مع نفسى والتساؤل عن ماهية مكتسبات ثورة يناير التى ستحميها ثورتهم تلك؟
تعالوا الى جلسه مصارحة
كنت حماسيا وانا ارى الربيع العربى يصل الى بلادنا وحكم مبارك المترهل العجوز يصل الى نهايته ومبارك يرحل ومصر تنتفض وتستعيد بينانها من جديد ..حتى شروق الشمس اصبح له طعم جديد على وجه الوطن وذلك كله حتى الثلث الاخير من فبراير بعد 10 ايام فقط على تنحى مبارك
لجنة لدراسة تعديل الدستور يسيطر عليها المتأسلمون بالكامل وتحديث عن تعديلات دستورية وانشقاق الصف بين اسلاميين وعلمانيين ودعوات تكفيرية علنا والصندوق قال نعم والباقى الجميع يعرفونه
الم تتساءلوا قط عن هوية الثورة واهدافها وتحركاتها؟
هل كان غياب القيادة عن الثورة نعمة ام نقمة؟
هل تحركت كل تلك الجماهير من اجل غد افضل ام من اجل الخلاص من مبارك فقط؟
هل النشطاء الذين تم تلميعهم واستفادوا من الثورة ماديا وادبيا من اول اسراء عبد الفتاح وانتهاءا باسماعيل الاسكندرانى ومرورا باحمد ماهر ومحمد عادل وحتى عمرو حمزاوى والذين يجمع بينهم جميعا التمويل الاجنبى المباشر والدورات الخارجية وقلق الخارجية الامريكية او بان كى مون هم افضل وأكثر ثورية وحماسا من ماهينور المصرى ونوارة نجم ومن كل شاب شارك فى خطوات الثورة ومن رافع العلم المجهول فى محمد محمود ؟
اى ثورة تلك ومن يدعون انهم عمادها ورجالها وان "ثورتهم" تلك هى لحماية ثورة يناير هم اول من خانوها واول من طعنوها فى ذروتها عندما جلسوا سرا مع عمر سليمان رحمة الله عليه و ثم تحالفوا مع نفس من يضعون انفسهم كمناضلين ضدهم الان (الجيش) ضد من رغب فى تحويل الانتفاضة الى ثورة؟
اليس من تحدث دفاعا عن الصندوق واعلن استعداده للتضيحة بأخر شاب منهم من اجل عودتهم من فنادق تركيا وقطر الفاخرة الى كرسى الحكم الوثير هم اول من خانوا عهود الفيرمونت وقتلوا الاصطفاف بل والديمقراطية ذاتها ولازالوا يملكون من الوقاحة ما يجعلهم يدافعون عن الاعلان الدستورى الغاشم الذى اصدره مندوبهم فى الاتحادية فى نوفمبر 2012؟
انتم يا من تصدقون وعود الثورية والحرية من مثل هؤلاء الا تقرأون مقالات وبيانات اصدقائكم ؟...حسنا اليكم بعض الاقتباسات من مواقعهم لانى اعلم تماما انكم لا تقرأون
وائل قنديل "وإذا كنا متفقين على أنه لا يمكن الحديث عن إزالة انقلاب، مع استمرار عبد الفتاح السيسي على رأس السلطة، فإنه، وبالقياس نفسه، لا يمكن الكلام عن استرداد ثورة، من دون التمسك بما أفرزته من مكتسبات، بصرف النظر عن مشاعر حضرتك الشخصية تجاه الرئيس محمد مرسي، أو رأيك في أدائه."
هؤلاء انفسهم الذين تباكوا من الاقصاء احيلكم الى مقالات السيد عبد الرحمن يوسف الذى بالنسبة له كل من ايد 30 يونيو هو (حمار..سيسى..عميل امن دولة ...وما يخطر على بالك من شتائم ابسطها قواد) -المفروض انه شاعر- وانه سيتم محاسبة الجميع من اكبر رئيس جامعة الى اصغر موظف فى الدولة بل انه تمدد فى الخيال وكتب مقالا حول "مصير التحالفات والاتفاقات الدولية" التى وقعتها مصر بعد الاطاحة بمرسى الغى فيه من تركيا وقصر الوالد فى قطر كل الاتفاقات الدولية بما فيها صفقات التسليح
والقائمة تطول مثل مقالات عامر شماخ التى يتيه فيها بدور الاخوان "لكنها جماعة تحمل راية الإسلام، وترفع علم التوحيد، وتضع المصحف في يمينها لهداية البشر، والسيف في يسارها لمن حاد الله ورسوله واستعبد الناس وسعى سعيًا إلى الفتن." نقلا عنه
ومقالات عز الدين الكومى"لا تظن يا شعب أن ما يحدث من سيول تغرق البلاد والأرصاد تتوعدنا بمزيد من الكوارث والسيول فى جنوب البلاد وشمالها.أتعرف لماذا يا شعب؟؟ لأنك صفقت لجيش كامب ديفيد وهو يغرق إخوانك فى غزة بخطة شيطانية أعدها الصهاينة ومولها صهاينة العرب فى بلاد النفط، ونفذها جيش الكفتة والمكرونة.. لعلك نسيت يا شعب.. وما كان ربك نسيا!!"..."أنت يا شعب لا تستحق الحياة.. ترى الفشل والخداع وهلافيت الإعلام يطبلون لك ويزمرون فى حفلات الزار اليومية وأنت فى سكرتك.. مع أن كل شيء انكشف وبان."..."اعلم أن ما يحيق بالبلاد اليوم من كوارث وأزمات ومصائب سوداء لهو عقوبة الصمت المخزى، والسكوت المذل على جرائم العسكر وكذبهم.. وخداعهم وغشهم.. والجزاء من جنس العمل!!"
ومحمد كامل والاكاذيب المتتالية عن حتى ما شهدناه باعيننا عن ان الاخوان لم يخونوا فى محمد محمود وشاركوا وساندوا ودعموا الثوار ضد العسكر
الم تكن من اسباب "انتفاضة" يناير حياة ديمقراطية كاملة ؟... اى حياة ديمقراطية تلك تتسخدم المساجد للدعاية للاحزاب وتدعو على المعارضين فى حضور رئيس الجمهورية وتهددهم بالسلاح والسلطة ؟
ثم تعالوا ننظر الى كتالوج الثورات
كانت لكل ثورة كبرى مرجعية فكرية تستند عليها بداءا من "الحرية والمساواة والعدل " وكتابات فولتيير فى الثورة الفرنسية وانتهاءا بنضالات القادة ولاهوت التحرير فى اسقاط الحكم العسكرى فى البرازيل والارجنتين وتشيلى مرورا بكتابات ماركس ولينين فى الثورة الروسية
فماذا كانت مرجعيتكم تلك؟...تويتات البرادعى ام دموع وائل غنيم وكتابات هويدى وغيرهم؟... هل تصلح لتقديم مشروع فكرى متكامل يمثل عمودا لثورة ؟..مع افتراض حسن النوايا ..لا اعتقد ذلك
كانت تلك الثورات تملك اسلوبا للمحاسبة والمصالحة مهما كان تطرفه فى فرنسا وروسيا او منتهى التسامح فى جنوب افريقيا ..المهم انها كانت تمتلك هذا من اجل توحيد القوى لمرحلة البناء فماذا قدمتم من اجل هذا ؟.. قدمتم اناسا تسببوا فى انشقاق صفوف (الثوار) انفسهم بحثا عن مصالحهم الذاتيه وتقبلوا وجود النظام القديم بكامله ولما فشلت اهدافهم الذاتية تباكوا على عودته وهم لم يكن ذهب اصلا
عانت الثورة الفرنسية من اضطرابات لمدة 10 سنوات وعانت الثورة البلشفية من حرب اهلية ومجاعات وانقسامات ومعارضات ولكن بقى الهدف دائما الحفاظ على الوطن ودعم الثورة حتى وان اختلفنا حول الاسلوب الامثل؟... فماذا قدمتم؟.. ساندتم ودعمتم كل من كان ضد الوطن طالما يدعمكم واعتبروته ملاكا منقذا او روحا سامية فى عالم سياسة ضروس لا يعرف سوى المصالح
حتى تونس التى تعلنون وتكذبون انفسكم انها ثورة ناجحة اذكركم ان النهضة اجبر على التنحى من الهيئات التونسية الفائزة بنوبل للسلام (الاتحاد العام التونسي للشغل واتحاد الصناعة والتجارة، والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، وكذلك الهيئة الوطنية للمحامين.) بعد ان تم التلويح بالسيناريو المصرى وانتهى الامر بفوز نائب بن على بالرئاسة وعمليات ارهابية متجددة ومازالت اصوات داخل حلفاءكم تعلن ان نوبل انما منحت للترويكا الراعية بسبب نجاحها فى تنيحة النهضة
حاسبوا انفسكم وانظروا الى من تتحالفون قبل ان تتيهوا وتتكبروا على شعب من كبار السن عبيدى البيادة ..حاسبوا انفسكم وافيقوا من فضاء مواقع التواصل الاجتماعى التى تظنونها يوتوبيا على الارض واهربوا الى هجرتكم التى تهددونها بها بغض النظر عن ان معظكم فى الخارج بالفعل
نحن احببنا فى يوم ما تلك الاحلام ..ولكننا احببنا الوطن اكثر
لم يكن فى الانتفاضة اطهر من هؤلاء الشهداء ولكن حلفاؤكم طعنوها فى مارس 2011 ودخلت الانعاش حتى يونيو 2012 ثم ماتت مع نتيجة الجولة الاولى باعادة انتاج نفس النظام القديم بثنائية وطنى واخوان
كانت انتفاضة هرمت وماتت ..افيقوا

#محمد_نبيل_صابر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات