أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ماجدة منصور - رسالة لإبنتي...3














المزيد.....

رسالة لإبنتي...3


ماجدة منصور

الحوار المتمدن-العدد: 5623 - 2017 / 8 / 28 - 10:02
المحور: كتابات ساخرة
    


رسالة لإبنتي...3
ليس ذنبي أن السلطات التشريعية و القضائية تسيران على قدم عرجاء في سوريا الأسد...سوريا الصمود و التصدي و العلاك المصدي.
في مدينة حلب ،كنت أعلم جيدا أن اللجوء الى القضاء لم و لن ينصفني..بل إن القضاء قد يدينني بتهمة أنني إمرأة غير صالحة،،لتربية إبنتها،،تربية أسلامية..ففي
حقيقة الأمر كان هذا ما يخطط له ...عم والدك...وس0
فهو قد كان قاضيا...في المحكمة الشرعية في مدينة حلب.
لقد مات ...و س....الله يغمقللوا.
من عدالة الموت...أنه يأتي بالوقت المناسب في أحيان كثيرة يا اس اس.
هربت بكي يا س الى مصر..حيث تعيش أختي منذ سنوات...وفي ذات اللحظة التي وصلت بها لبيت أختي التس تكبرني بسنوات قليلة...رأيت وجهها و قد أصبح صارما
و كذلك هو وجه زوجها...زوجها إبن منطقة (الباب) و هي منطقة تبعد حوالي 40 كم عن مدينة حلب...وتمتاز الباب بأنها مدينة -التعصب الأعمى- بل هي حاضنة
ممتازة للدواعش..لأن أهل الباب هم دواعش...بالفطرة.
لقد ولدتهم أمهاتهم...دواعش،،أي و الله.
أقمت في بيت أختي، في مصر الجديدة، لمدة 4 ساعات فقط لا غير..خيث أعلن لي زوجها الداعشي..و بمعونة أختي و التي أصبحت هي داعشية ايضا..بأن وجودي
في بيته...غير موغوب به...بل هو وجود مستهجن بكل المقاييس.
في ذاك اليوم البعيد...أيقظتك بعد منتصف الليل يا اس اس...و تركت لأختي مبلغ 600 دولار أمريكي ..كنت قد وضعتها لها على السرير، الذي لم أنام عليه، وغادرت
منزل الداعشي و الداعشية الى غير رجعة.
ساعدني سائق تاكسي عجوز في تدبير شقة مفروشة في مصر.
مازلت أذكر هذا السائق الشهم بالخير..لغاية يومي هذا.
نمت و أنتي في أحضاني بتلك الشقة المفروشة و أنا افكر بكي يا اس اس...فأنتي تحتاجين للذهاب الى مدرسة إذ كان عمرك وقتئذ 6 سنوات.
حين كنتي في حلب...كنتي تذهبين الى (المدرسة الأمريكية) و كانت تقع على تقاطع نزلة الزبدية متقاطعة مع شارع سيف الدولة الحمداني..على ما أذكر.
عشت معك اللحظات و الثواني..وهي مفعمة بالألم و الوحدة و الوحشة و الغربة و التمزق و اليتم...وعذابات الدمع الصامت..حيث كنت أواري دموعي عنكي..خلف
إبتسامة لم تكن سوى ..إبتسامة حقيقية...أقذفها بوجه عالم متوحش قد إمتهن قتل النساء و شرمطة ما تبقى لديهن من حياء فطري.
فخلف كل ألمي و حزني...كان يطل عليً وجهك الجميل..و أنتي تقولين لي: خذيني لمدينة الملاهي..يا ماما.
حينئذ كنت ألتقفك بيدي و أحضنك لصدري و أذهب بك لمدينة الملاهي؛؛ حيث كنًا نلهو ..معا..و ننسى هذا العالم المتجهم..و الذي كان وجهه مكفهرا...وما زال.
أحس الآن...بأني لا أتحدث اليكي...بل هي أحشائي من يتحدث نيابة عني.
..فأنا ما زلت قادرة على التحليق...حتى بأجنحتي المكسورة.
ها أنا وحيدة في مصر برفقة إبنتي...التي تساوي عندي كل القيم مجتمعة...بل أنتي كنتي قيمة القيم و ذمة الذمم يا اس اس.
فأنت الدنيا و أنت القيمة و أنت الحقيقة و أنت طفلتي التي رآك قلبي..قبل أن تراكي عينيً.
هاقد إبتدأ نشيد الحياة...إنه نشيد الضرورة يا إبنتي.
سرعان ما أدركت أني لا استطيع العيش في مصر...وحيدة...و أنا على هذا القدر من الجمال و الجاذبية...فحيث كنت أمشي..كانت أعناق الرجال...الحالمون بالجنس
و حوريات الجنة...تخترق جسدي من كل حدب و صوب.
ساعتها...قررت الهجرة.
وبما أني أملك المال...فإني صاحبة القرار...و هكذا كان.
اشتريت فيزا الى آخر قارة في الكرة الأرضية..و أعني بها استراليا.
ساعدني مالي...و شبابي..و جمالي بالحصول على فيزا...بسرعة البرق.
طارت الطائرة ساعات طويلة...و من ثم وجدت نفسي في أستراليا...أستراليا...القارة الغريبة و التي لم أكن أعلم موقعها على الخريطة...فقد أخترت قارة بعيدة..عن
عن كل ما يذكرني بإبن تيمية اللعين و صاحبه البخاري...ها أنا بعيدة عن هلوسات الله العربي و رسوله..الكريم.
ففي بلاد الله و رسوله يقتلون المرأة و الطفل و الحب و الإنسانية.
في بلاد أمة العرب...يقتلون الأبهى و الأجمل و الأحلى.
إنهم يقتلون الحياة...بلا حياء.
ذات يوم مضى...قال لي أخي: إن من يقتلك...يدخل الجنة.
إن أخي يريد دخول الجنة...على جثتي و جثتك يا اس اس.
في هذه اللحظة لن أكون قادرة على الكلام..سأفر لوحدتي...فأنا ما زلت أسمع بأذني صراخ الرجال..و همساتهم...فهم يتآمرون عليً...و الأكثر شجاعة و تقوى و إيمانا
هو ذاك الرجل،،المشوه الوجه،، و الذي كان مصرا...على أن يأخذ بثأره...من العاهرة...و التي هي أنا...لأني أستطعت الهرب من سكاكينه الجاهزة لإجتزاز عنقي.
هاهم القوم...يتبارزون لقتلي ..وطالما كنت أسأل نفسي،،،عما يتهاوشون؟
ففي بلاد (خير أمة أخرجت للناس) تشحذ السكاكين و تُسن السيوف ،،لإغتيال الأبهى و الأجمل...مما إضطرني لتبني قيما جديدة للحياة .
فررت الى وحدتي بعدما أدركت أنني فريسة للذباب السام و الجراثيم الفتاكة..و هذا أقصى ما إستطعت فعله في ذاك الوقت البعيد.
هنا أقف
ومن هناك أمشي
و للحديث بقية



#ماجدة_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة لإبنتي....2
- رسائل لإبنتي 1
- هذا الكتاب
- رسائل للدكتور ياسين الحاج صالح
- نداء عاجل
- قصتي مع الموت
- ذات يوم...كنت أرملة 2
- ذات يوم...كنت أرملة
- دعوة لشرب الخمر
- رسالة لحضرة الجنرال ميشيل عون
- أنا و الله
- ررسالة الى بشارالأسد 12
- رسالة الى بشار الأسد 11
- رسالة الى بشار الاسد 10
- رسالة الى بشار الأسد 9
- رسالة الى بشار الأسد 8
- رسالة الى بشار الاسد 7
- رسالة الى بشار الأسد 6
- رسالة الى بشار الأسد 5
- رسالة الى بشار الأسد 4


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ماجدة منصور - رسالة لإبنتي...3