رسالة الى بشار الأسد 11

ماجدة منصور

الحوار المتمدن-العدد: 5558 - 2017 / 6 / 21 - 17:41
المحور: المجتمع المدني
    

رسالة رقم 11:
لا شك سيادة الرئيس و أنك ترى الآن عالمك ينهار بأسره...وهذا لم نكن نتمناه ولا بحال من الأحوال...
أصدقك القول أننا كلنا متطرفون في حب سوريا...لقد أحببنا بلدنا لنخاع العظم...و لكننا كنة نخبة...ولطالما سيمتمونا أننا النخبة المارقة.
كنا نخبة من سيدات المجتمع السوري _مخملي__ متزوجات من كبار صناعيين حلب...نجتمع أحيانا...في صالة ..مطعم:::ملهى ليلي...بيننا ماركسيون و رأسماليون و هناك إسلاميين
كمان....ولدينا اصدقاء بهائيون و أحباء علويون،،،كم أمقت أن اقول هذا سني و هذا علوي و ذاك درزي و هذه إمرأة إقطاعية راقية....مع بعض فئات البرجوازية الوضيعة على كام بعثي
يعني....تشكيلة من كل ألوان الطيف السوري.
إننا بديعون بتنوعنا العرقي و الإثني و الحضاري...مهوسون بجمال سوريا...إنها بلادنا...ونريد خدمتها...ولكن...كنَا لا نستطيع التفوه بكلمة تخص القائد الرمز حافظ أسد.
سجنتم أطباءنا...بل خيرة أطبائنا..., يوما ما...سأكشف عن أسماء اللذين إختفوا و كأن الأرض قد إنشقت إبتلعتهم
أين ذهب خيرة أبناء هذا الوطن!!!
لقد هاجرنا و طفشنا بجلدنا...لأننا كائنات حرَة....نعشق الموسيقى و نحب موزارت و صباح فخري،،،حين كان يشدو بصوته الجميل،،، غنينا الأوبرا...و عشقنا بحيرة ليمون0
تعمشقنا على رؤوس الجبال في بلادنا الرائعة و من ثمَ نختم جولتنا بسهرة رائعة في ديك الجن....في حمص...لعلك تتذكره.
نسافر صيفا الى رأس البسيط كي ننصب خيمة و نبلبط بالمياه...ونسبح...نحن نساء حلب الحرة.
لم يستطع مجتمعي المتزمت من الحد من حريتي و عشق الحياة.
لم نؤذي مخلوقا على وجه الأرض...لي زوجي...وكنت طايرة فيه وهو طاير فيني.
يحبه الكبير و الصغير و المقمط في السرير..وكان طبيبا عالميا بحق.
رحمه الله
نحن لم نخطط لهدم سوريا...بل سوريا هدمت نفسها بنفسها...و دود الجبن منو و فيه يا دكتور.
كنتم غيمة سوداء خيمت فوق رؤوسنا...حيث كان السوري...يبيع أخوه أو عمه أو ربه.....من أجل أن يتقرب من حضرة جنابكم!

نشر أتباع البعث منظومة فكرية بغيضة...لسنا تعرف اهي رأسمالية أم إقطاعية؟؟ إسلامية أو علمانية؟؟ ما معنى أن اكون سوريا...بعثية!!
ذات يوم أمرتني (مدربة الفتوة ) أن أزحف على بطني في أرجاء المدرسة كلها...و السبب أنني رفضت الإنضمام الى حزبكم الكريم...و خير ما فعلت أنا.
في مرحلة الثانوية العامة...كان حزبكم الكريم يعطي زيادة 50 علامة...لكل طالبة خضعت ..أن تكون من نساء الأسد!!!
وهكذا أصبحت عيوش البعثية...طالبة في كلية....و هي من أفشل خلق الله!!!!
تخيل أن مريضا معتر أتى به حظه العاثر كي يكون...مريض عيوش!!!!
كان هناك طالبات متزمتات..وهم الأكثرية،،، و أذكر أن الحظ العاثر...كان قد أتى لمنطقتنا التعيسة بالله و رسوله...مدير منطقة مسيحي...و كانت إبنته في فصلي الدراسي.
صادقتها و رأيت فيها طاقة نور...ولكن مؤمنوا سورية المخلصون...نصحوا والدي بأن يبعدني عن صحبة هؤلاء النصارى....في السر كانوا يعتقدون أنهم نجسون.
أرجع كي اقول لك أنني كنت أجد سوريا تزداد تعصبا و تفرقا و تشرذما...و اصبح من يلفظ اسم المرحوم حافظ بسوء أو حتى بسره...يختفي الى ابد الآبدين.
ما هذا!!!!! نحن قابعون تحت أصنام الدين...لقد جعلتم من حافظ الأسد....صنما آخرا.
اللعنة على عبادة الأشخاص...نحن لا نعبد سوى الله وحده حتى لو لم نصلي صلاة واحدة في حياتنا.
علمانبون حتى العظم و تشربنا بالمبادئ الإنسانية الراقية ...نكتب نثرا...و ننشر شعرا....نعشق الموسيقى و ألوان قوس قزح...ناجحون و مراكزنا كبيرة...تحتوينا استراليا
بكل عظمة الإنسانية الحقة....لا يضيع حق لنا...نأخذه بقوة القانون...إن كان لصالحنا أو لغير صالحنا.
نحترم الأديان كلها....ونؤمن أن الأرضية تدور.
عشقت القرآن من صوت صباح فخري،،، هل تحب صباح فخري كما نحبه،،،
لكن لنا ديننا و لكم دينكم
نحن عشاق الحياة و الكلمة الحرة الجريئة...لعبت بحارات حلب العتيقة...وتعمشقت على الجبال في صلنفة
نحن كنا بسطاء جدا و ديننا خفيف.
نحن هم طيور الفينيق...تلك الطيور التي تنبعث من الرماد.
أعرف أن الوضع في سوريا معقد جدا...سوريا أذهلت العالم بالذي جرى فيها...دخلت سوريا موسوعة غينتس في الصبر حقا و فعلا.
السوري زئبقي جدا بطبعه....أليس كذلك يا دكتور!!!
و المصيبة أنه كان يحيط يك الزئبقيون!!!
حذرنا كثيرا و عبر مستر غوغل ..بطانتكم....و ذهبنا الى سفارتكم...كي نساعدكم على إطفاء النار في سوريانا الحبيبة...,ولكن سفيركم...باعنا وطنيات فارغة ..وقنصلكم مشغول
في لعب القمار.
رحم الله الدكتور ناصح ميرزا....في الليالي الظلماء يُفتقد البدر.
نحن حقيقيون جدا و نعيش معظم حياتنا وراء حواسيبنا...نتجنب البشر و نعيش مع الطبيعة.
عبر هذا الفضاء الإفتراضي...نثرنا أفكارنا...حلوها و مرها...و أعلنا كفرنا بالإيدلوجية كلها على بعض...قشة لفة.
إنتمينا الى الإنسان بكل فقره و وجعه و آلامه...وشاركناهم الوجع.
أعلم أن في سوريا قوم صامدون...هؤلاء هم ملح الأرض...فلا تفرغوا سوريا من ملح الأرض...لأن الأرض تفسد بلا أملاح.
أتمنى لك أن تنتصر...و لكن إنتصر للعدالة و الشفافية ...إنتصر للحق و إقتلع الفساد...الفساد مصيبة قد اصابت الضمير والوجدان في سوريانا الفاتنة.
أعرف أن الوضع شائك و نحن نخشى على الخليج من شر مُبيت....ما العمل الآن!!!
ثورة فكرية شاملة...هذه نصيحتي رقم 11
هنا أقف ومن هناك أمشي و للحديث بقية

#ماجدة_منصور (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات