أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابو حازم التورنجي - وهم الدولة المدنية !














المزيد.....

وهم الدولة المدنية !


ابو حازم التورنجي

الحوار المتمدن-العدد: 5615 - 2017 / 8 / 20 - 00:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وهم الدولة المدنيه !!
أبو حازم التورنجي

لعقود ليست قليله من القرن الماضي ، يوما كان النظام الاشتراكي في عز هيبته وجبروته ومكانته الدولية ، كمثال يحتذى به في نضال الشعوب والاحزاب الوطنية من اجل أيجاد طريق يتلائم مع ظروفها المحلية، يوصلها الى تحقيق قدر معين من العدالة الاجتماعية دون الولوج الى مرحلة التطور الرأسمالي الاسغلالي البشع ،،،،، في ذلك الزمن ، ساد نقاشا وجدلا واسعا حول مفهوم التطور اللارأسمالي لبلدان ( العالم الثالث )، تناوله العديد من المهتمين بشأن تطور البلدان النامية المتخلفة ، وكثرت النقاشات ( لحد الاجترار وبالتفصيل الممل ) والبحوث والدراسات الاقتصادية والسياسية ،التي حولت ذلك المفهوم الضبابي الملتبس ،الى حقيقة مسلم بها كقانون من القوانين العامة لتطور البلدان النامية ذات التوجه نحو الاشتراكية ، لا لشيء حقيقي ومؤكد معلوم ، بل فقط لان ( العباقرة السوفييت انذاك !) قد افتوا بصحة وواقعية ذلك المفهوم اي طريق التطور اللارأسمالي ، وزكوا أمكانية تحقيقه على ارض الواقع ….,
والامر برمته لايعدو عن كونه مجرد مقتضى من مقتضيات ، وسياق من سياقات الحرب الباردة بين المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي ، وحماس ( أشقاؤنا السوفيت !) لابعاد الكثير من الدول الحديثة عن التوجه نحو التعامل مع الغرب الرأسمالي ، بمعنى ابعاد الدول الفتيه عن تأثير دول الغرب الرأسمالي والتحالف معها …. مادة من مواد الصراع الدولي الذي اهدر وأستنفذ الكم الهائل من المواد والطاقات ..
والحصيلة ماذا ؟
عند انهيار ( الاشتراكية التي كانت سائده !) وتفكك الاتحاد السوفييتي ودول اوربا الشرقية ( الاشتراكية !) سرعان ما غدى الامر مجرد كونه حكاية عن حضارة سادت ثم بادت ، وتلاشت معها كل المفاهيم والدراسات والابحاث والمسلمات ، عما سمي بطريق التطور اللارأسمالي ،وبقي منظروا هذا المفهوم الملتبس يحدق أحدهم في وجه الاخر بلا جدوى …
وللاسف يسعى اليوم تلاميذ المنظرون السابقون الى أقحام مفاهيم ملتبسة جديد ، يعديدون ويصقلون بها ، بذات المنحى كي تغدو مثل سورة الفاتحة ، يجري تداولها في كل المناسبات ،،،،ولاأريد ان أخوض جدلا بلا وقائع ولا ملموسيات لها مرجعيتها الفكريه، كماركسي لازلت استند الى مفاهيم ماركس في قضايا التطور الاقتصادي والاجتماعي ,,
وباختصار أعرض الصورة التالية بخطوطها الرئيسية العريضه :
- وطننا العراق لازال محتلا بكل ما في الكلمة من معنى ..
مكبلا و يعاني من الاحتلالات والتبعية والهيمنة الاجنبية ، التي تفرض علينا حكومة تأتمر بأمرها ،وتعمل وفق توجيهاتها واجندتها التي تتعارض جذريا مع مصالح شعبنا العراقي ، وعليه فان المهمة الرئيسة الاولى التي تواجه نضال الشعب العراقي ، هي التحررمن الاحتلال والهيمنة ، وأمتلاك ناصية الاستقلال الوطني الفعلي الناجز والحقيقي لكل ما تعنيه السيادة الوطنية من معنى ، اي اننا امام مهمة تحريرية بالمقام الاول …
- وفي نفس السياق ، تتداخل هذه المهمة مع المهام الوطنية الاخرى في بناء دولة موؤسسات واضحة المعالم والحدود ، مبنية ومستندة لمرجعية دستورية علمانية عصرية ، تعمد المواطنه هي الاساس ، وهي الوسيلة والهدف ، أي اننا أمام وطنية بحته من الدرجة الاولى ، متلازمة ومتداخلة مع المهام التحررية الانفة الذكر ..
- أن التوجه نحو صياغة اساليب نضاليه واقعية وجدية لتحقيق المهمتين الانفتي الذكر ، يستلزم خوض نضال حقيقي مثابر ضد كامل هيكلية السلطات ( حكومة وبرلمان وقضاء !!!!) التي ارساها المحتلون بمختلف تلاوينها ورموزها الفاسدة ،نضالا بمحتوى ثوري سلمي وعلني من اجل الديمقراطية الحقيقية ، لا ديمقراطية الحيات ،
والحديث عن نضال ثوري سلمي ، لا يعني ذلك دعوة للانجرار نحو اساليب رديكالية صبيانية متهورة ، ليست دعوة لممارسة العنف على الاطلاق ، بل ادعو الى التحرر من وهم بناء ( دولة مدنية ! ) في ظل استمرار الاحتلال والهيمنه والسطات الطائفية الفاسدة، التي أ’ريد لها ان تكون فاسدة ،أيغالا في التدمير لبنية المجتمع ومؤسسات دولة ، وعليه فأنني أدعو مخلصا ،كل ذي شأن ببناء ( الدولة المدنية !) ، الى أعادة النظر بطبيعة المفهوم والتوجه الجاد نحو دراسة مقارنه مستفيضة لمهام نضالنا الوطني التحرري والديمقراطي ، من ان يصار الى صياغة مفاهيم واساليب نضالية قادرة على استنهاض جماهير شعبنا العراقي بكل قواه الوطنية الحية ،،
انهيار الاتحاد السوفيتي والدوله الاشتراكيه ، هو وحده الذي حررنا من عبادة ( ولاأقول عبودية) مفهوم طريق التطور اللا رأسمالي ،فهل نحتاج الى انهيار العراق بأكمله كي لا نكرر التجربه ، ونتحرر من مفهوم (بناء الدولة المدنية ) ،،،، ام ان صلة الرحم لازالت حيه بين رواد مفهوم طريق التطور اللارأسمالي الغابر ، ورواد مفهوم الدولة المدنية ، رغم غبار الزمن الفكري ، ودورة الدنيا دوراته السريعة لتسقط الكثير من المفاهيم التي كانت من المسلمات العصية في سوح النضال الوطني و الثوري …..ليس خطيئة ان يكون الواهم واهما ، بل الخطيئة ان يوهم الناس بما هو ليس يقينا ...
وكم هو مثير للسخرية ان يتبى حتى اكثر الفاسدين فسادا ، هذا المفهوم الملتبس ، ليس من باب صحة وواقعية المفهوم ، ولا من باب التشويش المظلل و المزايدة السياسية الرخيصة ، بل لانه غدى مشابها لكل تنظيراته الاسلاموية الغيبة الايمبية البائسة ،التي اوهم وأستغفل بها بسطاء الناس ، عن مستقبل زاهر ، والفقر والبؤس يزداد بزيادة ثراء الفاسدين ,,, وصح النوم ايها الوطنيون ،،
وعلى وطني السلام
19 آب 2017



#ابو_حازم_التورنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزوابع السوداء والسنديانة الحمراء
- الصدمة ، ولكن لمن ؟
- مدارات الميكافيلية والبرغماتية والانتهازية
- المناورات السياسية والبالونات الاعلامية
- تحذير عالماشي
- بين قصر النهاية ونقرة السلمان تسكن العبرات
- الاطلاق والتعميم لغة الانحياز والتعتيم
- مثقفون أم مرتزقه
- وبأي حال عدت يا رمضان ؟
- تحريض للقتل العلني ، من يتحمل المسوؤليه؟
- رثاء غوبلز الطغمة الصدامية موقف لايشرف أصحابه
- كردستان : اللعب بالنار ومحنة الديمقراطيه !
- جريمة الاغتيال ، وعار السكوت !
- بين مكة ال سعود ومكة الفقراء مستنقع من الخطايا !
- نصف الحقيقة ام الحقيقة كاملة
- فاسدون ، مختلسون ، لصوص ومرتشون
- الماركسية لا تتجزء
- وهل ستتعض القيادة السياسية الكوردية من تجارب التاريخ؟
- في طوزخرماتو حرب تخوضها قوى طائفيه
- اليساري الحقيقي لا ينقلب شمالا ولا يمينا


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابو حازم التورنجي - وهم الدولة المدنية !